رسالة الاعتذار- الفصل الثاني عشر
الشخصيات:
الفصل الثاني عشر
فراس: أريد روح فيصل.
يسكت نهاد وفهد وينظران لفراس وهما يضحكان ضحكة خفيفة
فهد: فراس هل أنت جاد؟ نهاد: يا غلام أنت تلعب النار هل تعرف من فيصل هذا؟ فراس: أعرفه أكثر مما تظنان ولدي ما يمكنني من القضاء عليه نهاد: لو لم آتي لكنت ميتا الآن عن أي تمكّن تتحدث ينظر فراس فلهد ويقول. الثقة من أوصلتني لهنا وأظن أن هناك أيضا من عليه إخباري بما يدور في رأسه. فهد: أولا يا فراس, منذ متى أعرفك؟ أربع سنوات, هذه أول مرة أعرف أنك تريد قتل أحد ما, ومن؟ فيصل المجنون! فراس: وهل واجب علي إخبارك بكل شيء؟ لم أخذتني إلى هنا هذا ما عليك إخباري أنت به! فهد: أختي تأذت بسببك وأنا طردت من المدرسة! كيف لا تخبرني وأنا كنت من يتأذى؟! نهاد: فهد محق, تأذت أخته بشدة بسببك, وعندما رأيت المنشور كنت أريد الذهاب إليك وقطع رأسك فورا ولكن فهد رفض ذلك, وأخبرني أنه من المستحيل أن تفعل ذلك وصبر. كل هذا تحمله من أجلك, أعتقد أن تجيب على أسئلته أولا.
ينظر فراس بهدوء إليهما يبدأ بالحديث. فيصل قبل سبع سنوات قتل فيصل أخي الكبير أمام عيني, ومن ذلك الوقت وأنا أخطط لانتقامي منه. ويبدو أنه قد اكتشف هدفي فقرر استباق الضربة قبل ردي عليه. واستخدم فهد ليفعل ذلك فيهلكني ثم يدمرني تماما هنا. خطة كاملة ولكن لم يكن يدري أن ثقة فهد بي وثقتي به, أعقد مما يظن. مما جعل خطته تفشل.
فهد: اللعنة... فراس لم تخبرني بهذا؟! نهاد: يبدو أننا في مشكلة حقيقية هنا. فراس: فهد, أنا آسف كل هذا بسببي, كل ما جرى بسببي. سامحني صديقي وحق علي فعل ما تريده... يضع فهد يده على كتف فراس ويقول له: لا تقل هذا صديقي. أنا معك في كل ما تحتاجه, الحمد لله أن ما حدث كان على هذ القدر. فراس: يا رجل ستجعلني أبكي, ما هذه الشهامة. نهاد: فراس اسمعني... فراس: شكرا جزيلا لك نهاد, ما فعلته دين برقبتي. نهاد: أنت حاول تدبير أمورك ودعك مني تحديك صعب, فيصل هذا لا يترك من يعتدي عليه دون عقاب, وهو شخص يحتاج عدة حسابات قبل فعل شيء تجاهه. ما حدث اليوم حظ, وليس شرطا أن يكون هناك لك فرصة أخرى, وأنا واثق أن القادم أصعب. أعتقد أن عليك أن تخاف ولو استطعت تغيير المدينة والهرب لنصحتك بهذا. فراس: لا تقتلق نهاد, رأيت أخي يموت أمامي, ورأيت نفسي مكانه منذ حددت هدفي. لا بأس عندي... نهاد: أي حسابات إذن؟ هل تملك من يحميك وأين هم عنك هنا؟ أنت وحيد. فهد: ليس وحيدا. نهاد: فهد كفى عبثا, أخبرتك سابقا عن خطورة فيصل... قاطع فهد نهاد وقال: أنا لست استخداما عابرا, انتقامي لأختي وانتقامي لا بد أن يوجد! نهاد: يا شباب... يعجبني حماسكما ولكن هذا الحماس ثمنه حياتكما وهو قذر جدا سيلعب بوتر أحبائكم كما حدث لفهد بأخته, هذا الرجل مجرم بحق ليس مجرد مثير متاعب يثير الشغب هنا وهناك. فهد: لو كان مجرما أما كان ليدخل السجن؟ فراس: دخول السجن بحاجة لمحاكمة بأدلة موضوعة موثقة وهو لديه علاقات مع محامين كفؤ. وهذا ما تفتقر له الشرطة حيث أن جرائمه ليست باسمه بل يقوم بها آخرون ويديرها هو من بعيد ومن خلال وساطات, أما هو فلا تجد له أدلة. لقد أنشئ منظومة معقدة... نهاد: ولكن الغريب هنا أنه أتى بزياد بنفسه وليس كما قلت وساطات. فراس: ماذا تقصد؟ ماذا يعني قدوم زياد بنفسه؟ نهاد: ألم تقل أنك تعرف أكثر مما نظن؟ لدى فيصل اثنين يثق بهما, زياد الحقير هذا, وزهير. فراس: ومن زهير هذا هل يمكنك إخباري... نهاد: شخص لا يبدو كما يبدو, لا تقترب منه أبدا وإلا سيدمرك, بطريقة ما هذا الرجل قوته الجسدية خيالية. فراس: كيف تعرف كل هذه المعلومات؟ نهاد: كنت ضمن تنظيمهم المعقد كما تقول فيما مضى ولكنني تركت ذلك. فراس: فهد هل كنت جزءا من هذا؟ فهد: لا أبدا فراس: حسنا, إن دل هذا على شيء فهذا يدل على أنه يعتبرني تهديدا حقيقيا. نهاد: أو ربما مسألة شخصية... ماذا كان أخوك لفيصل؟ فراس: فيصل كان يسيء معاملة جميع من في المدرسة وأخي كان يكره هذا وجابهه. كان زميله في الفصل. نهاد: ربما يرى أخوك فيك. حسنا اسمعني, زياد هذا أمقته, لو كان لك تحدي مع زياد اتصل بي. فهد: كان هذا واضحا, ولم كل هذا الكره؟ نهاد: أراك في السهرة اليوم فهد قد أخبرك, أنا ذاهب الآن.
يذهب نهاد ويخرج سيغارة من جيبه ويشعلها ويذهب رفقة أصحابه خارج المصنع وصدى صيحات محرك دراجاتهم تملئ المكان.
فهد: لم لم تخبرني؟ فراس: حتى لا تقع في المشاكل معي, ولكن آسف لقد حدث وأخلتك في هذا. فهد: أنا الآن جزء لا يتجزء من هذا. فراس: أرجوك فهد, سأفعلها أنا أرجوك لا تتدخل. فهد: لقد تأذيت منه وانتهى, لا يمكنني الجلوس ومن ضرب أختي يتجولون دون التكفير عن جُرمهم!! فراس: فهد هل أنت متأكد, ما نتحدث عنه فيصل. فهد: أنت تنتقم لأخيك وأنا لأختي.
بعد ساعة وقد ودع الرفيقين بعضهما سار كل منهما في جهة مختلفة. سار فراس في الشراع وحيدا ولكن ظهر خلفه شخص سار بخفة وراءه. استدار فراس بسرعة ليرى خلفه...
يحيى: هاي يا رجل إنه أنا. فراس: تبا لك أيها الحقير قلت لك توقف عن هذه التصرفات مئة مرة! يحيى: إهدأ حسنا... سأوصلك للمنزل فراس:... يحيى: هاي, أعلم أنه ليس مسموحا لي التدخل يا سيد قوانين ولكن سؤال يزعج رأسي. فراس: ماذا؟ يحيى: كنت حذرا طيلة الأربع سنوات, لم أخبرتهم؟ فراس: بدأت الحرب يا يحيى, إنه فيصل من فعل كل شيء, الحاسوب وأخت فهد والهاتف وسامر, كل شيء كان هو وراءه. لذلك نحن بحاجة لحلفاء, والبطل المغوار الذي أتى يملك من يوالوه وسيفيدني. يحيى: وهل متأكد سيشارك معك. فراس: يبدو أنه يملك ماضيا مع زياد, حاول التحقق من ذلك وسأقدم لك ما يعجبك. لذا قدم لي ما يعجبني. يحيى: حسنا لك ذلك سيد قوانين وسيد سخي. فراس: حسنا إذهب الآن سأعود لوحدي من هنا. يحيى: ولكن هذا خطير متأكد تريد تركك؟ فراس: مصدر رزقك سيكون بخير لا تقلق. يحيى: كما تريد وداعا سيد سخي
يذهب يحيى بعيدا عن فراس كما طلب, ما أن اختفى عن ناظره أخرج هاتفه من جيبه ويتصل ويضع هاتفه على أذنه.
فراس: أين هو الآن؟
يتبع...
|