من كل بستان زهرة [ عبر / حكم / مقولات ]

من نِعم الله علينا في هذا العصرِ:وجود تطبيقات خاصة بالمصاحف على هواتفنا,نفتحها بكل سهولة متى شئنا ونقلب صفحاتها بكل يسر, بل منها المرفوق بالتفاسير وأصوات القراء..إلخ
ها يجعلنا نخجل من أنفسنا أكثر عندما نمرُّ بهذه الآية الكريمة { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } [القمر:17]
فله الحمد والمجد على ما به تفضل ويسر!

إن سألتموني عمّن من المعاصرينَ أُحبُّهم في الله؟
أجيبكم :بأن الحُب في الله عندي منصرفٌ معظمُه إلى أولئك الغربيين الذين منّ الله عليهم فأسلموا وتمسكوا بالإسلام حق التمسك ولم يكتفوا بذلك, بل راحوا يبلغونه بكل ما أوتوا من حِكمة ورقي ويظهرونه بأجمل حلله!
إنهم يذكرونني بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجعلونني أخجل من نفسي وتقصيري ,لذلك فشلال الحُبّ في الله يأبى إلا أن يتدفقَ في صدري نحوهم!

في الوقتِ الذي يسعى فيه البعضُ إلى تحطيمِك والحطِّ من قدْركِ بكل ما أوتوا من حَيْف وظلمٍ وحِقدٍ,يبعثُ الله لك من يقدِّرك ويرفعُ من شأنك..
إنه تدبيرُ الجبّار سبحانه!

إن المكانَ الوحيدَ في هذه الدنيا الذي تستطيعُ العيشَ فيه كما تُحِبُّ مع النّاسِ الذين تُحِبُّ بالكيفيةِ التي تُحِبُّ, بحيثُ تجري فيه سُفُنُ هواكَ ورغباتكِ كما تُحِبُّ وتعيشَ فيه الحياةِ المثاليةَ التي ترغبُ بكل تفاصيلِها هو :خَيــالُــكَ!

ألم تتساءلوا من قبل :من ذاك الأبُ المميزُ الذي تغلغلَ حُبُّهُ في صدورِ أبنائه إلى درجة أنهم كادوا لأخيهمِ الصغيرَ يوسف-عليه السلام- في سبيل أن يخلوَ لهم وجه أبيهم ويستأثروا بحبّه؟!لقد فعلوا هذا وهم رجالٌ أشِداء راشدونَ!
لقد تأملتُ في صفاتهِ في السورة فإذا هو -بغضِّ الطرْفِ عن كونه نبيا ومؤمنا صالحا -إذا هو كذلك أبٌ رحيمٌ شفيقٌ هيّنٌ ليِّنٌ حليمٌ ! وهذه هي مفاتيحُ القلوبِ..
صلوات ربي وسلامه على نبيه يعقوب.

لَيْسَتْ كل الخواطرِ التي تهبُّ على وجدانكَ بخواطرَ لامعةٍ،بل من الخواطرِ مُظلمةٌ ومضلِّلَةٌ ومؤذِيةٌ، فكُفَّ عن نفسكَ وعن غيرِكَ شرَّها وأذاها بأن: لا تسكبَها البتة على قرطاسكَ ولا تنشرهَا!

من سعادةِ المؤمنِ الموحد أنه عبد لربّ وإلاهٍ واحدٍ لا ولدَ له ولا شريكَ له في ملكهِ
هو معبوده العظيم الذي لا يتغير ولا يتبدل ولا يزول ولا يعتريه أُفول -سبحانه- !
لذا ,فمن كان موحدا حقا فليحرصْ على طاعته حتى بعد رمضان
فما رمضانُ سوى دورة تدريبية جاءتْ لتُعينه على السمعِ والطاعةِ ولتمتينِ حبلِ الود بينهُ وبينه في باقي شهور العام!

عندما يكون الأبُ إنسانا شكورا رفيقا هينا لينا في معظم حالاته ,فلن لن يجدَ أبناؤه صعوبة في البِر به, لأن حُبَّهُ المورِقَ في أفئدتهم وكذا أفعالَه الحسنة وصنائعه الجميلة تحدوهم حدوا إلى خدمته والتنافس في الإحسانِ إليه ..عكس إذا كان صعبَ الطّبعِ عسيرَ الإرضاء حادَّ اللسانِ!
ليت الآباء يدركون هذا الأمرَ فلا يعسرون البِرَّ على أبنائهم..

إن أردتَ فهم القرآن فحسب فعليك بكُتُبِ التفسير.
أما إن أردتَ ما هو أعلى من ذلك وأسْمى: وهو تذوقُ الآيات والانتشاءِ بحلاوتها والعيش في رياضِ طلاوتها.., فعليك باللغة العربية الفصحى :من مفردات ونحو وبلاغة وغير ذلك! هي السُّلم والجسرُ المختَصَرُ!

وما انفكتِ الأيامُ تغربلُ لكَ إخلاصَ أصدقاءكَ إلى أن لا يبقى لكَ سوى صديقٍ واحدٍ أو نصفَ صديقٍ- ربما-!
لذا ,صادقْ لكن لا تتعلقْ.