The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
281 المساهمات
224 المساهمات
142 المساهمات
77 المساهمات
74 المساهمات
67 المساهمات
51 المساهمات
44 المساهمات
24 المساهمات
17 المساهمات
آخر المشاركات




×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

descriptionإن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  Emptyإن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|

more_horiz
إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  P_12227ft051

"وفي فضائنا المجهول .. حطمنا قيود الماضي واتخذنا خطوتنا نحو المستقبل"


فور أن حان وقت الظهيرة أخبرتني عمتي أنها ستذهب مع إخوتي لزيارة أمي وسورا في المشفى فقد سمحوا بزيارته الآن، حاولت جاهدا إيقاظ يوكي لكن دون أي فائدة لذا استسلمت للأمر الراهن ورافقت عمتي إلى هناك، بدا سورا في حالٍ أفضل مما كان عليه في الصباح مما رفع مستوى الطمأنينة في قلبي بعض الشيء، بقينا عند سورا حل المساء ثم عدنا جميعًا إلى المنزل، بمجرد أن دخلت غرفتي وجدت يوكي جالسًا على طرف سريري ومخفضا رأسه بشكل مريب، دنوت منه قليلًا ثم سألته:
- يوكي، أنت بخير؟
- أجل، أين كنت؟
- لقد عدت من زيارة أخي للتو
- ظننتك ستوقظني
- حاولت


رفع يوكي رأسه وأخذ نفسًا عميقًا ثم كتمه داخل صدره بضع لحظات وبعدها أطلقه بارتياح، نظر إليه بهدوء ثم سأل:


- كم الساعة الآن؟
- الخامسة مساءً
- يجدر بنا المغادرة إذن


أومأت موافقًا ثم تقدمت نحو خزانة الملابس وأخرجت بعض الغيارات لي وله، تجهزنا للسفر بهدوء بينما نتجاذب أطراف الحديث، أخبرته بأني قمت بالتوقيع على نقل أخي إلى مشفى أكبر في قلب طوكيو وقد أيدني على ما فعلته، كما شرحت له حالته بالضبط والتي كانت تشير بشكل عام إلى عدم تعرضه إلى إصابات بالغة في العمود الفقري، كل الأمور بدت مستقرة نوعًا ما، كل ما علي فعله هو العود للجامعة لمدة يومين لأداء الاختبارات اللعينة ومن ثم الرجوع إلى هنـا والبحث عمن سبب كل هذه المصائب.
كان يوكي يستمع إلي بصمت طوال الوقت، وفور أن انتهينا من تجهيز أنفسنا قمت بإيقاظ آتسو وتجهيزه هو الآخر، غادرنا المنزل بعد أن ودعنا عمتي وانطلقنا بسيارتي في خضم شوارع طوكيو المزدحمة قاصدين وجهة يوكي المجهولة.
مبدئيًا اخبرني أن أسلك طريق المطار فوجهته بنفس تلك الجهة نوعًا ما وفور أن أصبح المطار ببعد ساعة عن مكاننا أخبرني أن أسلك المخرج الأيمن والذي كان يؤدي إلى بعض الأحياء السكنية حسب ما كان مكتوبًـا على اللافتة، وبالفعل ما كانت إلا لحظات حتى تراءت لنا تلك البيوت بمظاهرها الأنيقة، بدا حيًا فاخرًا نوعًا ما مما بعث بشعور الارتياح في قلبي، نظرت إلى يوكي الذي كان يحدق بهدوء مرعب في المكان وسألته إلى أين بالضبط فما كان منه إلى أن قال بصوت هادئ "تابع إلى الأمام"
فعلت ما طلبه مني بالضبط تحت ضغط ذلك الهدوء الموحش، حتى آتسو الذي اعتاد على الالتصاق بالنافذة وتأمل الشوارع قد التزم مكانه بهدوء وأخذ يحدق بقدميه تارة وبأخيه تارة أخرى، شيئًا فشيئًا بدأت تلك البيوت حسنة المظهر بالاختفاء فكلما تعمقنا في ذلك الحي أكثر كلما أصبحت البيوت أبسط وأفقر، حتى تلك الإضاءات التي تنير الطريق تلاشت في لحظة، لم يقل يوكي أي كلمة فتابعنا طريقنا حتى وقفنا أمام جدار حجري تتخلله سلالم طويلة كتلك المؤدية إلى المعابد. أخذ يوكي نفسًا عميقًا ثم لف وشاحة ليغطي نصف وجهه ونزل من السيارة وقال "انتظراني هنا، لن أتأخر"، شعرت بانقباض في قلبي فأطفأت السيارة بدوري ورددت عليه بصوت عالٍ "سنأتي معك!"
وهكذا دون انتظار موافقة منه حتى، نزلت من السيارة وأنزلت آتسو منها أيضًا ليسأل يوكي باستغراب:


- ما الأمر؟ لمَ ستنزلان معي؟!
- المكان يبدو خطيرًا أخبرني ما الذي تريده من هنا بالضبط ..؟
- خطير..! ليس كذلك! إنه مهجور فحسب ~
- وماذا إن لم يكن كذلك؟ دعنا نذهب معًا ..


صمت يوكي بضع لحظات ثم قال مستهزئًا " لو كان خطيرًا كما تقول لما أنزلت آتسو، قل أنك تخاف من الظلام وخلصنا"
لم أجب عليه فكلامه عين الحق، تقدمنا يوكي صاعدًا ذلك السلم الخطير ثم تبعناه أنا وآتسو بخطوات مرعوبة نحو ذلك المكان المجهول، بالرغم من الظلام الدامس إلا أن يوكي كان على معرفة تامة بالطريق، لم تمضِ الا لحظات حتى أصبحنا قبالة منزل خشبي قديم بالكاد يزال صامدًا حتى هذه اللحظة! قام يوكي بتشغيل إضاءة هاتفه وأخذ يتأمل المكان بعمق شديد قبل أن يقول بصوت مسموع .. "مقزز!"  .. توجه بعدها إلى السور الذي كان مكسورًا بالفعل ودخل حرم المنزل لأتبعه أنا وآتسو


- يوكي ما هذا المكان؟! إنه موحش بالفعل؟
- لا حاجة لأن تعرف
- اه منك! أخبرني فقط ..
- لم أجبرك على القدوم!


تجاهلني ذاك الوغد وصعد على عتبة باب المنزل فصعدت معه ولكن الأرضية ما لبثت إلا وأن تهشمت تحت قدمي اليمنى فأمسكت بمعطف ذلك المتجمد كي لا أتعثر.


- هوااااااااااهه! كان هذا وشيكًا .. هذا المنزل مهترئ بالفعل!  
- اتركني يا صاحب العقل الفارغ
- رائع! كيف سأخرج قدمي الآن؟!
- اسحبها فقط ..!
- أخشى أن تدخل نشارة الخشب في قدمي
- ومن يكترث =="


أفلت معطف ذلك المتجمد وجلست بهدوء دون أن أحرك قدمي ثم أخرجت هاتفي من معطفي ووجهت الإضاءة نحو قدمي وبدأت أحاول إخراجها بهدوء، تقدم عندها آتسو وجلس بجواري ثم سأل بقلق:


- تؤلمك .. ؟
- كلا لا تقلق .. إنها عالقة فحسب! تريد مساعدتي؟
- أها ..
- خذ أمسك هاتفي ووجه الإضاءة نحو قدمي
- حسنًا..


فعل آتسو ما طلبته منه أما يوكي فقد نظر إلينا قليلًا ثم عادت أنظاره إلى ذلك الباب القديم والذي بدأ يضربه بكتفه عدة مرات أملًا في أن يتمكن من تحطيمه! تمكنت من إخراج قدمي التي أصيبت ببعض الخدوش البسيطة بعدها ثم وقفت أتفرج على يوكي الذي لم تنجح أيًا من محاولاته حتى الآن


- يالك من ضعيف ..
- أكرمني بسكوتك!
- تنحى جانبًا سأريك كيف يتم الأمر


تراجعت للخلف بضع خطوات ثم تقدمت نحو الباب بسرعة كبيرة وضربته بكتفي فلم أعي بنفسي إلا وأنا مرمي على أرضية المنزل، دخل يوكي بعدها بهدوء ثم نظر لي وقال بسخرية "أبدعت!"
رفعت نفسي بعدها بتثاقل ونفضت الغبار عن ملابس ثم أخذت أنظر يمنة ويسرة في أرجاء ذلك البيت الخرب .. لوهلة راودني شعور غريب .. أخذ يوكي الممر الأيمن فتبعته مع آتسو بهدوء حتى وقف أمام سجادة عتيقة، رفعها بقدمه بتقزز شديد ليترائى لنا شق بسيط في الأرض يدل على وجود مخزن بسيط تحت أرضيت تلك الغرفة الصغيرة.
شعرت حينها بشعور غريب .. شعور لم أجربه في حياتي قبلًا .. تلك القشعريرة ملأت أنحاء جسدي قبل أن يتحرك لساني الفضولي وأسأل يوكي شيئًا كنت أعرف إجابته مسبقًا ..


"يوكي! أهذا منزلك؟"


لم يجب يوكي على سؤالي بل انحنى بشكل بسيط قبل أن يفتح ذلك الباب الصغير الموجود على الأرض، وجه إضاءة هاتفه نحوه ثم تأمله بضع لحظات وأردف "وأنا الذي كنت أراه كبيرًا.. حتى النملة ستختنق إن دخلت هنـا!"
عم الصمت لفترة فاستدار يوكي وخرج من الغرفة تاركًا إيانا خلفه، تقدمت حينها وأغلقت ذلك الباب وأعدت السجادة إلى مكانها ثم أمسكت بيد آتسو وتبعته، كان يسير دون أن يعير أسئلتي أي انتباه.. كنت أتساءل لمَ أتى إلى هنا؟ وما إن كان يبحث عن شيء محدد؟  
كل تلك التساؤلات كانت تتصارع داخل رأسي دون أن تجد لها مجيب، ولكن الشيء الوحيد الذي كنت متأكدًا منه هو أن صاحبي قد يفقد صبره في أية لحظة.. فبالرغم من هدوءه إلا أنن قادر على رؤية يده ترتجف بعض الشيء ناهيك عن عدد التنهدات التي أطلقها حتى الآن .. كنا نتجول في أنحاء البيت دون هدى .. كل ما أعلمه أن يوكي يبحث عن شيء ما بالتأكيد .. فها نحن في غرفة نوم خالته وها هو يفتش المكان شبرًا شبرًا دون توقف، كان آتسو يقف مستندًا بظهره على الجدار يراقب كل شيء بهدوء أما أنا فقد جلست على السرير بحذر خوف أن ينكسر وبقيت أتأمل يوكي بصمت قبل أن يكسر الجليد بنفسه ويسأل دون أن ينظر لي:


- شيجيرو ..
- همم؟
- أتعلم ما أفضل طريقة للتخلص من الذكريات؟
- أتعني نسيانها؟
- أجل .. لكن .. بشكل كلي .. أعني ..  بطريقة تشعرك أنها لم توجد من الأساس .. !
- هذا صعب .. لكني سمعت أن العقل البشري مبدع في مثل هذه الأشياء ..
- ماذا تعني ..؟
- يقال أن الإنسان إن مر بتجربة غاية في السوء فإنه ينساها بشكل تام في بعض الأحيان ..
- هُراء .. ما أزال أذكر ما حدث في الماضي كما لو أنه الأمس ..!!
- من يدري .. إن حدث وأن قام عقلك بنسيان شيء ما بشكل كلي، فكيف ستدرك أنك نسيته أصلًا؟ ربما مررت ببعض التفاصيل الفظيعة التي نسيتها تمامًا ولم تعي حتى أنك نسيتها ..
- لمَ لا أنسى الباقي إذن؟!
- هاه؟!
- لقد أصبح كل ما حدث لي ماضٍ سحيق.. لمَ لست قادرًا على نسيانه إذن؟ لمَ يعود لي شريط ذكرياتي عند المنام ليروي لي كل ما حدث؟! لمَ لست قادرًا على التنفس براحة كباقي البشر؟ لمَ أصبح وأمسي على صوت الضمير ونغزات الندم؟!
- يوكي ..
- كان هذا البيت ولا زال يظهر في مخيلتي .. وها قد أتيته الآن.. فهل سيكف عن الظهور في مخيلتي كل لحظة يا ترى؟! كيف لي أن أنسى أمره على الأقل .. لقد سئمت ذلك بحق!
- .....................
- إن استمر الوضع هكذا .. أقسم أني سأفقد عقلي يومًا ما ..


للحظة أدركت أني أصبحت عاجزًا عن الكلام أنا الآخر.. رفعت رأسي إلى الأعلى ورحت أتأمل ظلالنا على السقف أما يوكي فقد عاد لصمته مجددًا وأكمل بحثه دون أن يطلق أي كلمة أخرى.

descriptionإن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  Emptyرد: إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|

more_horiz
لم يجد بحث يوكي على ما يبدو لذا صعدنا إلى محطتنا الأخيرة، وأعني بذلك الغرفة المتواجدة في الدور العلوي .. فور أن فتح يوكي بابها استقبلنا منظر تقشعر له الأبدان .. أربعة صور للموتى قد وضعت بشكل مرتب على طاولة أرضية أمامها بعض البخور الذي قد عفا عليه الزمن .. بقي يوكي يتأملها وقد أخرسته الصدمة ثم قال بصوت ساخر اختلط ببعض الحزن "هوووووو ~ وها قد أصبحتُ في عداد الأموات دون أن أعلم!"
بقيت أتأمل الصور في صدمة أنا الآخر دون أتمكن من نطق أي حرف .. تقدم يوكي وأزاح الغبار عن الصورة التي في الجهة اليمنى ووجه الضوء نحوها لتتراءى لنا ملامح ذلك الطفل بشكل أوضح .. كان من السهل معرفة أنها صورة له ..  فعيناه الباردتان هي نفسها وحتى تقاسيم وجهه القاسية لم تتغير أبدًا .. لوهلة أدركت أن تلك الصورة لم تلتقط له وهو في حالة جيدة أبدًا.. بل شككت أنه لم يذق للسعادة طعم حتى عندما كان والداه على قيد الحياه! أنزل يوكي تلك الصورة على الأرض ومد يده نحو الصورة الوسطى ثم قال بسخرية:


- لقد كنت محقًا يا شيجيرو .. عقل الإنسان ينسى الأشياء بالفعل .. يبدو أن هذا الرجل هو .. ماذا يسمى يا ترى..؟ ..  "أب" أو شيء من هذا القبيل؟!
- ألا تذكر شكله ..؟!
- أبدًا ..!


التفت يوكي إلى آتسو عندها وسأله باستخفاف "أتعرفه؟" .. فما كان من ذلك الصغير إلا وأن أومأ بالإيجاب على سؤاله ليكمل متجمدنا وابل أسئلته:


- حقًا؟ أتتذكره؟ هل عشت معه؟ كيف كان بالضبط؟!
- لا .. لكن .. ماما قالت أنه بابا ..
- آخخ .. لا تذكرها أمامي ..!
- آ .. آسف ..
- أوي! كف عن معاتبته أيها المتخلف ..!
- طيب .. طيب!
- بالمناسبة .. أتلك أمك يا يوكي؟
- همم ... على ما يبدو .. لا أتذكرها هي أيضًا ..!
- هكذا إذن ..


لم يتعب يوكي بالتحديق بوالديه حتى .. بل كانت كل أنظاره مركزة على الصورة الأخيرة والتي هي لهيروتو بالطبع، تنهد بعمق قبل أن يمسك بصورته ويهمس "أتساءل ما إن كان مرتاحًا تحت الثرى الآن" ..


- يشبهك للغاية ..
- تظن ذلك؟
- أجل ..


قام يوكي من أمام طاولتهم بعد أن تلى صلواته لهم فتقدمت بدوري وفعلت الشيء ذاته بينما أخذ يوكي يتابع عمله في تفتيش الغرفة، ولم تكن إلا بضع لحظات حتى توجهت إليه بغرض مساعدته ..


- إذن .. أعثرت على ما كنت تبحث عنه ..؟
- كلا .. لا شيء.. كلها ملابس وأدوات شخصية لي ولهيروتو عندما كنا صغارًا وقد وضعت في صناديق وأغلقت الخزانة بإحكام عليها
- الطقوس المعتادة إذن ..
- أجل ..
- أخبرني ما الذي تبحث عنه كي أساعدك ..
- همم .. كيف أشرح لك ..
- أخبرني فقط
- نوعًا ما أبحث عن كابوسي ..  
- هاه! ما الذي تعنيه بالضبط ..؟
- قرأت ذات يوم أنك إن دمرت ما يظهر لك في أحلامك فلن يظهر لك مجددًا
- لا تخبرني أنك تصدق هذه التفاهات!
- لا ضير من التجربة .. لكني لم أعثر عليه ..
- عليه؟
- أجل .. أحيانًا أحلم أنني أخفيت أنا وهيروتو صندوقًا من نوع ما داخل المنزل .. أتساءل ماذا بداخله..
- وهل تذكر أنك فعلت شيئًا كهذا ..
- لا أدري ..


لم نترك أنا ويوكي مكانًا إلا وقمنا بالبحث فيه .. لكن دون أية جدوى .. لذا بعد ساعتين من البحث المتواصل استسلمنا وعندنا أدراجنا نحو غرفة يوكي وهيروتو وبدأ رفيقي بإخراج الصناديق من تلك الخزانة ووضع بداخلها تلك الصور التي وجدناها فما كان مني إلا أن سألته باستغراب:


- تخطط لأخذها معنا؟  
- هاه؟ بالطبع لا ..!
- إذن ..؟
- سأدفنها عند الأشجار القريبة من هنا أو أتخلص منها بأي طريقة .. فلا بد أن وجودها في منزل مهجور بهذا الشكل هو ما سبب لي كل تلك الكوابيس!
- ما هذا الهراء الذي تتفوه به ..؟ لم أعتقد يومًا أنك تؤمن بهذه الخرافات!
- همم .. ليس تمامًا .. لكن سأتخلص منها على كل حال .. أتساءل ما إن كان الدفن سيفي بالغرض ~
- احرقها ..


التفت أنا ويوكي إلى آتسو الذي رما بتلك الكلمة دون تفكير وبمجرد أن التقت عينه بعيني أخيه أشاح بوجهه في توتر شديد فما كان من ذاك الآخر إلا وأن تنهد بعمق وأردف "معك حق .. حرقها أفضل .. وإن حرقنا البيت برمته فسيكون ذلك مثاليًا.. لنذهب إلى أقرب محطة ونجلب منها بعض الوقود"
كانت تلك أغرب فكرة أسمعها في حياتي! أعني .. أن تحرق كل ما يذكرك في الماضي بكل بساطة .. أذلك كافٍ حقًا لمحوها من الوجود؟! إن كنت سأبدي رأيي في ذلك فأظنها فكرة غير مجدية، ولكن وجهة نظر متجمدنا مختلفة تمامًا .. فلم يستغرقه جلب الوقود سوى نصف ساعة تقريبًا – أراهن أنه قاد بسرعة جنونية -  .. لم يكن بالقرب من منزل يوكي العديد من المنازل مما سهل الأمر علينا .. ناهيك عن كون المنطقة معزولة ومهملة نوعًا ما .. تمامًا كتلك المنازل التي تمثل أصحاب الطبقة الكادحة في الأفلام مما يجعلك حتى تتساءل ما إن كانت أمكان كهذه موجودة في طوكيو بالفعل أم لا!
عندنا أدراجنا إلى المنزل وبدأ يوكي بسكب الوقود في أرجائه .. لحسن الحظ وجدت مجرفة للثلوج في فناء المنزل لذا أبقيته بالقرب مني تحسبًا لأي طارئ، وبعد تأمل طويل في المنزل سألت يوكي بقلق:


- ألن يلاحظ أحد الحريق
- لا أظن ذلك .. منطقتنا أشبه بالنائية كما أن السماء ملبدة بالغيوم لذا الرؤية شبه معدومة في هذا الظلام!
- لنأمل ألا ينتشر الحريق إذن ..
- لا شيء بالقرب منا حتى ينتشر .. مجرد بعض البيوت المهجورة والتي تبعد مسافة كافية عن المنزل! لا تقلق نفسك .. لنشعل النار الآن!
- حسنـا .. آتسو .. ابقَ بعيدًا .. هاه .. أين هو؟!
- اللعنة!! أين ذهب ذلك الصعلوك ..؟
- أ .. أنـا .. هنـا ..


خرج ذلك الفتى من فناء المنزل والذي لم نلاحظ وجوده فيه فتنهدت أنا ويوكي براحة فورًا متجاهلين كونه كان يلاحق أنفاسه.. ابتعدت أنا وآتسو عن المنزل مسافة كافية يقبل أن يشعل يوكي أعواد الثقاب ويرمي بها في أماكن متفرغة داخل المنزل ثم يخرج إلينا بعجل .. وهكذا لم تكن إلا لحظات حتى بدأت النيران بالتهام ذلك المنزل الخرب مدمرة بقوتها كل تلك الذكريات البائسة التي عاشها رفيقنا من قبل.


استغرقنا الأمر حوالي الساعتين لكي ينهار المنزل، وبضع ساعات أخرى كي يتفحم معظمه ونقوم بإطفاء النيران ..! وهكذا انتهت جميع مهامنا في طوكيو لذا حملنا أنفسنا بتثاقل نحو المطار عائدين إلى المكان الذي جئنا منه، فور أن وصلنا إليه خلعنا معاطفنا وتركناها في السيارة محاولين بجهد إخفاء رائحة الحريق العالقة فينا، توجهنا بعدها مباشرة نحو دورات المياه الخاصة بالمطار وجهزنا أنفسنا لرحلة العودة.  
كان التعب قد خيم على ثلاثتنا لدرجة أن أحدنا لا يملك طاقة للحديث حتى، ولكن يوكي وبالرغم من كل ذلك ضيع بعض الوقت في التسوق، أما أنا فقد كانت فرحتي عارمة عندما أعلن وصول طائرتنا أخيرًا بعد أن طال انتظارها، توجهنا للبوابة بسرعة ثم رمينا أنفسنا على مقاعد الطائرة بعد هذا اليوم الطويل، شعرت كما لو أن روحي ستصعد للسماء بعد كل هذا التعب لذا أغمضت عيني قبل أن يبدأ الإقلاع حتى وغططت في نوم عميق!

descriptionإن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  Emptyرد: إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|

more_horiz
"يا سادة .. يا سادة .. لقد هبطت الطائرة بالفعل"
فتحت عيني على صوتٍ ناعمٍ للغاية فما كان مني إلا أن رفعت رأسي المصاب بالصداع لأجد مضيفة الطائرة تحاول بجهد إيقاظنا ..
- أنت بخير سيدي؟
- هاه ..؟
- نعتذر بحق عن ذلك، يبدو أنك فقدت وعيك بسبب الضغط الجوي! تحتاجون لطبيب؟
- آ .. آه.. لا .. فقط متعب!
- هذا مطمئن! المعذرة سيدي .. ألديكم أية أمتعة نساعدكم في حملها ..؟
- كلا شكرًا جزيلاً ..


استوعبت لحظتها وجود ثقل كبير على كتفي الأيمن فما كان مني إلا وأن التفت لأجد يوكي قد استند برأسه عليه بالفعل وهو يغط في نوم عميق كما هو حال أخيه الذي استند برأسه على النافذة، تنهدت بعمق ثم رفعت كتفي بتثاقل محاولًا إيقاظه دون أية جدوى "آخخ .. لا تقل لي أنك غططت في نوم عميق في الطائرة حتى!"


فككت حزام الأمان ثم قمت من مكاني ليسقط جسد ذلك الفتى على مقعدي دون أن يستيقظ، عدلت ملابسي وشعري على عجل ثم مددت يدي وأيقظت آتسو الذي استجاب لمحاولاتي بعد عناء، نظرت بعدها إلى ذلك المتجمد ثم تنهدت بعمق وحاولت إيقاظه دون أية جدوى لأقرر بعدها حمله على ظهري والخروج من الطائرة بعد أن أصبح وضعنا زينة للناظرين.
لاحظت خلال مشيي في ذلك الممر الضيق الذي يفصل بين المقاعد وجود بعض الركاب النائمين كحالتنا وبقية الموظفين يحاولون إيقاظهم .. انتابني الفضول لكني لم أكن في مزاج جيد للسؤال ولكن فور وصولي إلى بوابة الطائرة انحنت لي تلك المضيفة معتذرة بكون الطيار قد زاد من سرعة الطائرة قليلًا وقد تأثر بعض الركاب بذلك، لم أقم بالرد عليها بل تابعت طريقي نحو المخرج وأنا أحمل ذلك المتجمد على ظهري وأمسك يد آتسو الذي كان يححمل أكياس يوكي معه في الوقت ذاته، لحسن الحظ فقد كنا ما نزال في وقت الفجر مما يعني عدم تواجد كثير من المسافرين داخل المطار، عندما خرجت توجهت نحو سيارة يوكي وأخرجت مفتاحها بعناء من جيبه ثم قدت السيارة نحو منزله مباشرة.
عندما وصلنا وجدت كازامي قد خرجت من منزل يوكي برفقتها كلب يوكي كالعادة وعلى ما يبدو فقد أخبرها يوكي بموعد وصولنا سابقًا، ألقيت عليها التحية ثم استأذنتها بدخول المنزل وطلبت منها تولي أمر إيقاظ يوكي، كان الكسل قد استولى علي تمامًا لذا توجهت إلى غرفتي وأخرجت الملابس من الخزانة ثم استحممت ببعض الماء البارد كي يعود لي نشاطي ثم جففت شعري وجهزت نفسي للاختبار ولم تكن إلا دقائق معدودة حتى سمعت طرقًا على باب غرفتي يتبعه صوت تلك الفتاة "شيجيرو .. إن كنت ترغب بتناول الإفطار تعال إلى المطبخ"  
"حسنًا" .. رددت على كازامي بهدوء ثم تنهدت .. "على الأقل سأحظى بإفطار هانئ ويوم هادئ!"
خرجت بعدها إلى المطبخ لأجد يوكي قد وضع رأسه على طاولة الطعام بكسل .. أمامه رينا التي أجلست آتسو بجوارها وأخذا يتبادلان الحديث بودية دخلت بهدوء وسحبت الكرسي الذي بجوار يوكي ثم جلست عليه وبعدها التفت له وبابتسامة ساخرة قلت:


- إذن استيقظت أخيرًا!
- هممف ..
- أتعلم كيف وصلتَ إلى هنا أم أشرح لك؟
- ارحمني وأغلق فمك ~
- هاهاها .. لم ترَ كيف كان شكلك .. حرفيًا كنت كالجثة تمامًا! صدقني .. لولا تواضعي وطيبة قلبي لبقيت في الطائرة حتى يفوتك الاختبار .. ولربما بعد أن ييأس الجميع من إيقاظك سيقررون رميك في المطار إلى أجل غير مسمى ..  أراهن أن الجميع ظنك في حالة سُكر عندما رأوك يا فتى .. هاهاهاها ~
- أريد أن أعرف المضحك في الموضوع ..
- همم .. معك حق .. الأمر ليس مضحكًا .. بل محرجًا لدرجة الجنون! أن تُحمل على ظهر شخص آخر كالأطفال في المطار .. بففت .. أفضل أن أموت على أن يحملني أحد هكذا.. هاهاهاهاهاها ..
- آخخ .. أخبرتك أن تصمت ..


قالها بعد أن احمر وجهه وقبل أن أقرر رمي تعليق آخر قاطعتني كازامي التي نسيت وجودها نوعًا ما قائلة "المعذرة .. سيبرد الطعام ولديكما اختبار، أليس كذلك؟"
"أوه معكِ حق!" توقفت عن محاولات استفزاز يوكي عندها وبدأت أتناول الإفطار ليفعل هو المثل، خرجنا بعدها إلى كليتنا وتوجهنا مباشرة إلى قاعة الاختبار على أمل ألا نقابل أحد من تلك المجموعة المزعجة .. ولكن كما يقولون، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد وجدناهم مباشرة أمام القاعة يقومون بمراجعة سريعة .. ألقيت عليهم التحية ليرحب بي الجميع بحفاوة بينما تجاهل يوكي ذلك التجمع ودخل القاعة مباشرة.
رغم أنني غبت عنهم لأيام معدودة إلا أنني شعر أنها سنة كاملة، لنقل أننا نسينا أمر المراجعة وأخذنا نتبادل أطراف الحديث حتى تقدمت لنا مراقبة القاعة وطلبت منا الدخول لأداء الامتحان، وبالفعل لم لكن بتلك الصعوبة -بالنسبة لي- فأنا جيد بالإنجليزية، أنهيت حل الاختبار وتركت ورقتي شبه مفتوحة فيبدو أن آلن يعاني وقتًا عصيبًا وأود مساعدته .. وفور أن انتهى نصف الوقت سلمنا أوراقنا وخرجنا بسلام من القاعة، بارتياح قام آلن بتدليك رقبته ثم قال:


- آخخ .. تبقى آخر امتحان ~
- آمل أن يكون سهلًا ..
- حتى إن لم يكن سهلًا يا كارل ، فكر في الراحة التي ستأتي بعده.. بالمناسبة ما الذي تخططون لفعله في الإجازة؟
- أية إجازة، بالكاد تكفي للنوم =="
- سلبي كعادتك يا سايمون ..!
- الأرجح أن جميعنا سنعود إلى منازلنا


أومأ الجميع في موافقة لكلام أيامي فما كان من آلن إلا وأن قال بتذمر" هذا يعني أني سأبقى وحييييييدًا ~"
أثارت جملته استغرابي لذا سألته:
- ألن تعود للمنزل؟
- ولمَ قد أعود، لا تنتظرني سوى الأعمال الشاقة، ماذا عنك أنت؟
- سأعود بالتأكيد ..


تنهد آلن بعمق قبل أن ينظر إلى يوكي بطرف عينه ويسأله بلا مبالاة: "وأنت أيها المتجمد؟"
- سأبقى
- ح – حقًا! ألن تعود للقرية؟
- كلا.
- هذا رائع بحق!! أخيرًا شخص أمضي الإجازة معه!
- في أحلامك! لا ترني وجهك حتى يبدأ الفصل الثاني!


أسرع يوكي بخطاه وابتعد عن المجموعة لأقوم بالشيء ذاته ولكن بعد توديعهم .. توجهنا مباشرة إلى منزل يوكي لنقضي يومنا الممل بكل هدوء في الدراسة والاسترخاء .. وعندما حل المساء بدأت بتجهيز ملابسي في حقيبة صغيرة استعرتها من يوكي وقمت بحجز تذاكري غدًا مساءً نحو طوكيو .. لأصدقكم القول كنت لأحتار كثيرًا في أمر آتسو .. ولكن وجود كازامي قد سهل الأمر علي، كما أن والد يوكي الآن على علم بوجوده مما يعني أن ذلك المتجمد لن يستطيع فعل شيء بخصوصه ناهيك عن كونه أصلًا قد نسي فكرة الانتقام من خالته حاليًا .. أو  لنأمل ذلك ..
خرجت بعد ذلك إلى الصالة الواقعة بالقرب من غرفتي لأجد يوكي قد جلس على إحدى أرائكها يراسل شخصًا ما بهاتفه وتعتلي وجهه ابتسامة هادئة أما رينا فقد كانت جالسة بالقرب من آتسو تحمل بين يديها كتابًا تعلم به آتسو بعض الأسماء .. انضممت أنا بدوري إلى جلستهم الهادئة ليسألني يوكي من فوره دون أن ينظر لي "ستعود لطوكيو غدًا؟" فما كان مني إلا أن أومأت بالإيجاب وأكملت:


- في السابعة مساءً
- سأوصلك إلى هناك إذن
- هاه؟
- لقد اتصل بي جين قبل قليل وأخبرني أنه سيقضي الاجازة معي ~
- من جين؟
- ألا تذكره؟ الفتى الذي حدثتك عنه


لوهلة عاد لي شريط ذكرياتي لأدرك بعدها أنه لم يكن سوى الناجي الآخر من المأساة التي عاشها يوكي! لذا أجبت باصطناع..


- أوه، هذا رائع إذن .. على الأقل سيكون لديك ما تفعله خلال الاجازة
- يبدو ذلك
- همم .. حتى جين سيأتي؟ هذا يعيد الذكريات ~
- أتعرفينه يا رينا؟
- ألا تذكر .. لقد قابلته ذات يوم عندما أتى لزيارتك .. إنه لطيف للغاية ..
- لا أذكر شيئًا كهذا ..
- أتعلم ماذا .. هذه السنة غريبة بالفعل .. قابلتك وقابلت السيد براون .. وعلى ما يبدو سأقابل جين أيضًا رغم مرور سنين طويلة لم أركم فيها أبدًأ


قالتها كازامي بنبرة حزينة بعض الشيء، كما لو أنها كانت تعاني الوحدة قبل قدومهم ولكن  يوكي لم يدلي بأي ردة فعل تجاه كلماتها .. وربما لم يسمعها أصلًا .. بعد مرور حوالي العشر دقائق من الصمت وقفت كازامي وقالت بكل هدوء:
- أستأذنكم ..
- إلى أين؟
- سأعود للمنزل، لدي مقابلة وظيفة غدًا
- وظيفة، ألست تعملين بالفعل؟
- بلى أفعل، لكني أخذت إجازة لشهرين والآن عقدت العزم على تغييرها  
- أيزعجكِ أحد ما أو ما شابه؟
- بففففتتت ... كما لو أنني سأسمح لأحد بذلك يا يوكي .. أخبرتك أني أحتاج التغيير فقط، وداعًا
- انتظري ..
- هاااه! ماذا الآن يا حضرة المتجمد؟
- خذي ذاك الكيس معكِ


أشار بعينيه إلى كيسين أنيقين قد وضعهما على طاولة زجاجية بالقرب من التلفاز.. اقتربت رينا منها ثم أمعنت النظر بها وسألت: "أي واحد"
"الصغير لكِ والكبير لآتسو" .. دخل الاسم الأخير المحادثة بشكل مفاجئ فما كان من صاحبه إلا وأن رفع رأسه عن الكتاب باستغراب ونظر إلى أخيه بحيرة ..


- ما هذه بالضبط ..؟
- أليس واضحًا؟ افتحيها لتعرفي


أخرجت تلك الفتاة من الكيس علبة بيضاء أنيقة ثم فتحتها ليحمر وجهها مباشرة:
- شـ - شكرًا لك يوكي! تعلم أنه لا داعي حقًا لكل هذا!
- لا عليكِ .. بالتوفيق في المقابلة
- شكرًا جزيلُا..


غادرت كازامي بسعادة بعدها أما أنا فقد استرقت النظر يوكي وقلت بصوت ساخر:
- إذن فقد وصلتما لمراحل متقدمة
- من ماذا؟
- أنت تعرف ~
- همم .. شراء هدية لا يعد أمر جلل، فقد اعتدنا ذلك عندما كنا صغارًا
- هووووو .. أمر مثير .. إذن فلديك خبرة في شراء هدايا للفتيات، سآخذ دروسًا على يديك!
- الدرس بسيط للغاية، ادخل أغلى محل في المكان واطلب أغلى قطعة فيه وهم سيتكفلون بالباقي .. هكذا تحصل على أفضل هدية ممكنة
- أ .. أحقًا هذا ما فعلتَه؟! بكل هذه البساطة!
- أجل ~
- أتعلم شيئًا ..
- ماذا؟
- لو سمعت كازامي كلامك هذا لشعرت بالغضب حتمًا
- حقًا .. لماذا؟
- آخخ .. كل ما أستطيع قوله أنك حقًا تستحق لقب المتجمد ..

descriptionإن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  Emptyرد: إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|

more_horiz
عاد يوكي للنظر إلى هاتفه بعد سماع رنين تلك الرسالة أما أنا قمت من مقعدي واتجهت نحو تلك الطاولة الزجاجية  ... "آتسو .. تعال لترى ما اشتراه أخوك لك"
لم تكن إلا لحظة واحدة حتى أتى آتسو إليَّ مسرعًا ليرى ما بداخل الكيس .. صندوق متوسط الحجم قد تم تغليفه بورق بني فاخر لُف عليه شريط أسود بسيط .. لم يكن مظهرها مظهر هدية مقدمة لطفل مما أثار استغرابي نوعًا ما ..


- يوكي .. أهذه الهدية لآتسو حقًا؟
- هاه؟
- ألو .. هل أنت معنا على الخط؟
- همم ..
- أنزل هاتفك عندما يتحدث معك أحدهم!
- ماذا تريد بالضبط، والدي يراسلني الآن!
- انسَ الأمر .. هيا افتحها يا آتسو ..


جلس آتسو على الأرض بعد أن أخذ الهدية مني وبدأ بفتحها بهدوء يتخلله بعض الحماس، تقدم عندها كلب يوكي ووقف بجوار ذلك الصغير وعيناه معلقتان على الهدية أيضًا .. ولم تكن إلا لحظات حتى ظهر لنا صندوق بداخله لعبة لتركيب للطائرات أو ما شابه .. فور أن رءاها آتسو التمعت عيناه وهمس بصوت منخفض "وآآآآآآآآه" أما الكلب فقد نبح موفقًا لردة فعل صاحبه .. نظر عندها بخجل إلى يوكي الذي لم يعره انتباهًا لحظتها ثم قال بصوت خافت "شكرًا جزيلًا" دون أن يسمع ردًا من الطرف الآخر ..


لم يحدث أي شيء يذكر تلك الليلة .. فقد قضينا الوقت أنا ويوكي في المذاكرة أما آتسو فقد انشغل باللعب مع دارك طوال الوقت ..خلدنا للنوم باكرًا بعدها وفي الظهيرة ذهبنا أنا ويوكي لأداء آخر اختبار لنا في هذا الفصل تاركين آتسو في رعاية دارك .. فور أن أنهينا اختبارنا توجهت برفقة باقي المجموعة إلى غرفتنا في السكن والتي قد مضى وقت منذ أن دخلتها آخر مرة .. توجه كل الرفاق إلى غرفهم إلا آلن الذي آُثر التوجه معي إلى غرفتي لمساعدتي كما يزعم ..  كان كل شيء في مكانه باستثناء تلفاز يوكي العملاق الذي اختفى بطريقة ما من الغرفة .. تنهدت بعمق وبدأت بإخراج ملابسي من الخزانة ثم قلت لآلن الذي بدأ يساعدني في وضعها داخل الحقيبة:


- أين ذهب تلفاز يوكي ..؟
- وما أدراني ~
- أنت لم تأخذه، صحيح؟
- هيهيهي ..
- ما خطب هذه الضحكة
- بالتأكيد فعلت! لا يبدو أنه يتذكر أن لديه تلفازًا أًصلاً .. !
- أريد أن أعرف لمَ لا تدعه وشأنه فقط؟!
- صدقني .. حاولت ولم أستطع!!
- كاذب =="


أوقفنا تلك المحادثة الساخرة وتابعنا عملنا بصمت .. ولكن محال أن يزيد الصمت عند آلن عن خمس دقائق..  بصوت طغى عليه الجد أكثر من المزاح سأل:
- روي .. أكل شيء على ما يرام؟
- همم .. ماذا تعني؟
- أحدث شيء سيء لك؟
- وما الذي يدفعك للتفكير بهذا؟
- تبدو أهدأ من السابق ..
- لطالما كنتُ بهذا الهدوء
- كلا .. لم تكن ..!
- وما أدراك؟ لم نتعرف على بعضنا إلا قبل بضعة أسابيع أو لنقل أشهر ..! إن أردت رأيي فهي مدة أقصر حتى من أن تتعرف فيها على شخص ما!
- أجل .. معك حق ..
- ......................
- ......................
- آلن ..
- ماذا؟
- عذرًا فأنا متوتر للغاية هذه الفترة
- لا بأس! لكن إن كان هناك ما أساعدك به أخبرني فقط.
- سأفعل .. شكرًا جزيلًا لك
- بالمناسبة .. أيمكنني طلب شيء ما منك؟
- ما هو؟
- انتبه على نفسك وعلى يوكي أيضًا
- ما كل هذا فجأة؟
- لا شيء .. مجرد شعور سيء! سيكون من الأفضل إن عدت أنت ويوكي للعيش في السكن ..
- مع وجود آتسو .. أظن هذا مستحيل بالنسبة ليوكي .. أما أنا فسأعود إلى هنا على الأرجح ..
- حقًا؟  
- أجل .. إن كان آتسو بخير مع يوكي فلا شيء يدفعني للبقاء معهما ..
- آخخ .. لو تفيق والدة ذلك الصغير فقط! عندها ستعود كل المياه إلى مجاريها


جملته الأخيرة أدخلتني في دوامة من الأفكار .. أجل .. كله بسبب تلك المرأة، لو أنها لم تظهر لنا من العدم ذلك اليوم .. لو أنها لم تقدم على الانتحار فقط .. لما حدث شيء من هذا!
لكني أتساءل ما إن كان استيقاظها سيحل كل شيء فعليًا، بطريقة ما أشعر أنه سيزيد الأمر سوءًا ليس إلا .. عقلي مشوش حاليًا .. ولأكون أكثر دقة فعقلي يكاد ينفجر هذه الفترة ..
أنهيت ترتيب حقيبتي ومن ثم ودعت آلن ومررت على الغرفة المقابلة لأودع أيامي، خرجت بعدها إلى يوكي الذي كان ينتظرني داخل سيارته بالفعل، وضعت حقيبتي ثم جلست في مقعد الراكب الأمامي وربطت حزام الأمان


- إذن، سنتجه للمطار الآن؟
- ما يزال الوقت باكرًا على وصول جين، لنأخذ دارك مع ذلك الصعلوك ونتناول الغداء في مكان ما ثم نتجه للمطار.
- حسنًا.


وبالفعل، ذهبنا لاصطحاب آتسو ومن ثم توجهنا إلى مطعم فاخر لبيع السوشي، لم يكن المكان مكتظا أبدًا ناهيك عن كون يوكي في مزاج جيد للغاية.. تناولنا طعامنا بهدوء ثم توجهنا نحو المطار وجلسنا أمام بوابة القدوم بانتظار صديق يوكي المدعو جين، لأصدقكم القول فقد كنت أتطلع للقائه، كيف يبدو بالضبط، وأي نوع من الشخصيات هو .. والأهم من ذلك كله ماذا ستكون ردة فعله عندما يرى آتسو للمرة الأولى؟!


قطع حبل أفكاري تلك رنين هاتف يوكي الذي ما لبث إلا وأن أجاب عليه بحماس لأدرك أن المتصل هو جين بالفعل ..
"أجل .. أخيرًا وصلت يا فتى!
لم تنزل من الطائرة بعد؟
أتحتاج مساعدة؟
حسنًا، نحن بانتظارك أمام مدخل القادمين!"


وقف يوكي بانتظار صاحبه أما أنا فقد بقيت أراقب بهدوء وعيناي معلقة على تلك البوابة، لم تكن إلا لحظات حتى بدأ الناس يدخلون من تلك البوابة دون أن إشارة من يوكي تدل على وصوله، بعد أن انفضت تلك الجموع دخل فتى ذو قامة طويلة نوعًا ما وشعر أشقر ثم اتجه نحونا بخطوات شبه سريعة لأدرك أن من كنا ننتظره قد وصل أخيرًا .. بلا سابق انذار رمى ذلك الفتى نفسه على يوكي ولف ذلك يده اليسرى على رقبته معانقًا إياه بخفة ثم ابتعد ليقول بصوت طغت عليه السعادة "كيف حالك؟ مضت فترة طويلة!" فما كان من يوكي إلا وأن اعتلت وجهه ابتسامة خالية من الهموم أراها لأول مرة.
خاض أولئك الاثنان محادثة قصيرة عنوانها (كيف الحال) أما أنا فقد أخذت وقتي في تأمل ذاك الفتى الذي تخطى كل معايير الوسامة! طوله، شعره وحتى ملامح وجهه .. وأخص بذلك لون عينيه المائلتان إلى الزرقة! كان يرتدي بنطالًا أبيض عليه معطف أزرق طويل بأزرار تصل إلى ركبتيه عليها وشاح أبيض قد لفه حول عنقه بطريقة أنيقة.
لم تكن إلا لحظات حتى أشار يوكي إلي "أعرفك على زميلي شيجيرو"، بمجرد أن قال تلك العبارة وقفت وانحنيت له بخفة ثم عرفت عن نفسي ليعرف هو نفسه، اتجهت أنظاره بعدها نحو آتسو الذي كان قد خبأ معظم جسده خلفي ممسكًا بجزء من معطفي لتتسع عيناه من الصدمة ويهمس "م – مستحيل!!"
تقدم نحو آتسو ثم جلس ليصبح بنفس مستوى طوله ومد يده اليسرى لتلامس وجنة آتسو "أهذا واقع أم حلم؟"
أدركت حينها أن يوكي لم يخبره بأمر آتسو بعد مما أثار استغرابي، ولعل أكثر ما أثار دهشتي أكثر هو ردة فعل جين  تجاه آتسو مما يثبت لي أنني لست الوحيد الذي يظنه نسخة طبق الأصل عن شقيق يوكي المتوفى.
قاطع تلك اللحظة صوت يوكي الجاف:


- اهدأ جين، هذا ليس هيروتو!
- هاه! من يكون بربك!! لا .. لا تقلي أنه ابنك!


كانت تلك الجملة أشبه بالصدمة التي نزلت على رأس يوكي، تنهد بعمق ثم هز رأسه نافيًا: "بالتأكيد لا! كيف يكون لي ابن في الخامسة وأنا لم أدخل العشرين حتى!"
- من يكون إذن؟
- أحد أقربائي ..
- وكيف له أن يشبهك إلى هذا الحد؟!!
- بالتأكيد سيشبهني إن كان قريبي
- ولكن عائلة السيد براون ليسـتـ - ... أعني أن والدك غير مرتبط حاليَا كما أن ..
- شيجيرو يعلم بالأمر لذا لا بأس، إنه فرد من عائلتي السابقة
- ماذا ..؟ عائلتك؟! يو!! لحظة .. لا تقل لي أنك التقيت بوالديك!
- مستحيل .. أخبرتك سابقًا كلاهما ميتان بالفعل ~
- إذن من يكون؟! عقلي سينفجر إن استمريت بالحديث هكذا، أخبرني ما حدث بالله عليك!  
- أنت تسأل كثيرًا .. لا أعرف كيف سأجيب
- آخخ .. يجب أن تخبرني بكل شيء! كيف أخفيت أمره عني أصلاً!!
- ليس أمرًا مهما كي أخبرك به
- ما تعريفك للأشاء المهمة يا يـو؟ رباه!


أعاد ذلك الفتى نظراته إلى آتسو متفحصًا إياه بعمق، ابتسم بخفة ثم همس "كيفما نظرت إليه يُهيأ لك أنه هيروتو!" صمت قليلًا ثم سحب آتسو بيده اليسرى نحو صدره وعانقه بشدة فلم يبدي هذا الآخر أي علامات للمقاومة .. في وسط ذلك المشهد المؤثر لفت انتباهي أمر لم أتمنى ملاحظته .. لم يحرك ذلك الفتى يده اليمنى مطلقًا منذ أن قابلناه وبعد التدقيق في جسده، أدركت ألا وجود ليده اليمنى بالأساس! لم أشعر إلا بهالة يوكي تقترب مني شيئيًا فشيئا حتى سمعت همسا في أذني "لا تقل أي شيء!"  لذا أشحت بنظري بعيدًا عنه حينها ثم تنهدت بعمق.
توجهنا بعدها لاستلام أمتعة جين ثم ودعت ثلاثتهم واتجهت نحو الصالة التي تشرف على بوابة رحلتي، جلست على تلك المقاعد المعدنية رفعت رأٍسي لأنظر إلى الأعلى أفكر بصمت .. أحيانا يظن المرء فور أن يصاب بمصيبة أنه أتعس شخص في الوجود، ولكنه ما يلبث إلا وأن يدرك أن ما أصابه ما هو إلا شيء يسير مما يمر به البعض بشكل يومي! أحيانًا نظن أن رحيل أحدهم أو مرضه هي نهاية الدنيا بالنسبة لنا ولكن ما إن ننظر حولنا نجد الناس قد فقدوا أحباءهم وعانوا ثم أكملوا حياتهم بصمت.. كما لو أن شيء لم يحصل .. فقط لأنهم أدركوا.. سواءً جزعوا أم صبروا .. لن يعود الأموات ويجيبوا نداءهم!!
أغلقت عيناي مطولًا قبل أن أسمع نداء رحلتي فاستجمعت قواي وحملت حقيبتي على ظهري بعد أن طردت تلك الأفكار اللا مجدية من رأسي وهمست "حسنًا، لدينا ما ننجزه بدورنا!"

descriptionإن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  Emptyرد: إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|

more_horiz
مرحبًا جميعًا .. 
كيف الحال؟ 
مضت فترة طوييييييييييلة كالعادة  إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1508887074
أعدكم أن تكون هذه روايتي الأولى والأخيرة  Very Happy
كنتُ قد كتبت الفصل خلال فترة التدريب الميداني 
ولم أدرك أنه طوييييييييل للغاية   إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1232301502
آمل أن ينال إعجابكم .. 
قراءة ممتعة  I love you

descriptionإن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  Emptyرد: إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|

more_horiz
بسم الله الرحمـن الرحيـم

السـلام عليـكم و رحمة الله تعــآلى و بركآته

أهـلآ غاليتي بسمـة ~ كيف حالكـ ؟ آمل أن تكوني بخيـر ^^

~

حسنا .. يصبح الرد صعبا عندما نكون أمام تحفـة كهذه

أعترف أنني تأخرت فوق اللازم هذه المرة .. و في كل مرة أتهرب بحجة الوقت ><

لكنني عقدت العزم على الاعتكاف هنا و عدم فتح أي صفحة أخرى حتى أقرأ الفصل كاملا و أكتب الرد كاملا !

" لو كان خطيرًا كما تقول لما أنزلت آتسو، قل أنك تخاف من الظلام وخلصنا"

هاهاهااااي .. كالعادة يوكي رهيب و ردات فعله رهييبة XDD

و آتسو كتلــة من اللطااافة >< بسمة سحقا لك أبدعت في وصف تصرفاته كالعادة ههههه

دخل يوكي بعدها بهدوء ثم نظر لي وقال بسخرية "أبدعت!"

خخخخخ .. آه يا يوكي XD

و ذهب لمنزل خالته إذن .. حتما جعله يتذكر أشياء لم يرغب بتذكرها

لكن عن ماذا يبحث بالضبط ؟

" لقد أصبح كل ما حدث لي ماضٍ سحيق.. لمَ لست قادرًا على نسيانه إذن؟
لمَ يعود لي شريط ذكرياتي عند المنام ليروي لي كل ما حدث؟!
لمَ لست قادرًا على التنفس براحة كباقي البشر؟
لمَ أصبح وأمسي على صوت الضمير ونغزات الندم؟! "


آووو .. يوووكي ><

من النادر أن يصرح بأشياء كهذه هذا المتجمد ..

+ فكرة الحرق ليست سيئة هههه .. من يدري ربما ستنسيه كل تلك الذكريات

" حرفيًا كنت كالجثة تمامًا!
صدقني .. لولا تواضعي وطيبة قلبي لبقيت في الطائرة حتى يفوتك الاختبار ..
ولربما بعد أن ييأس الجميع من إيقاظك سيقررون رميك في المطار إلى أجل غير مسمى "


ههههههههههههههههههههههه

روي يستمتع دائما بالسخرية من يوكي ههههه

عدنا للأجواء الكوميدية بعد كل المصائب السابقة هاه XD

و آلن و جماعته رائعون كالعادة هههه

+ يوكي تصرف بلطف اتجاه رينا و اشترى لها و لآتسو شيئا

هوااااه .. هذه معجزة بعينها XD

" الدرس بسيط للغاية، ادخل أغلى محل في المكان واطلب أغلى قطعة فيه وهم سيتكفلون بالباقي .. هكذا تحصل على أفضل هدية ممكنة "

خخخخخ .. عندما يتحدث الأثرياء XDD

+ آتسو حصل على هدية رائعة .. ردة فعله كاوايي ><

( هل أنا الوحيدة التي تود أكل هذا الصغير عندما يتحدث XD ) >> برا

آلن المشاكس خخخ سرق التلفاز هذه المرة XDDD

" فما كان من يوكي إلا وأن اعتلت وجهه ابتسامة خالية من الهموم أراها لأول مرة "

هيييييييييييييييييييييييييه !

" هاه! من يكون بربك!! لا .. لا تقلي أنه ابنك! "

هههههههههههههههههههه قتلني XDDDDD

شخصيته لطييفة .. و ينادي يوكي بـ " يو " .. إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1620276979

+ يده مقطوعة ؟ يا إلهي .. ما الذي حدث له بالضبط ><

" أحيانا يظن المرء فور أن يصاب بمصيبة أنه أتعس شخص في الوجود،
ولكنه ما يلبث إلا وأن يدرك أن ما أصابه ما هو إلا شيء يسير مما يمر به البعض بشكل يومي! "


في الصميم ..

الفصل كان مذهلا و أسطوووريا .. أبدعتِ يا بسمة ~

أنتظر الفصل التالي بشوق ^^

~

شكـرا على الفصل الرائـع

سلمت أنآملك | تقييـم + بنـر + بنر سلايد شو

بانتظار جديــدك بفآآرغ الصبـر

في أمـآن الله و حفظـه

إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  866468155

descriptionإن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  Emptyرد: إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|

more_horiz
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  2347500315 سعيد بزيارتي لموضوعك بسمه كيف حالك وأتمني أن تكوني بألف حال ؟
من البداية وقبل كل شئ لابد من التعبير عن مدي إعجابي الكبير بعنوان الرواية والذي ترك عديد التساؤلات في رأسي
حول نوع الروايه فالاسم يعبر عن رواية مثيرة أو رواية غموض حتي الكوميديا يمكن توظيفها بهذا العنوان إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  2347500315 
لذا مذ رأيت العنوان وأنا احاول التفرغ لقراءة الرواية ولكن الأمر كان صعب .. النقطة التانيه المهمة جداً 
هي رؤيتي للاقتباسات التي تستخرجها أكا من رواايتك وتستخدمها في مواضيع كموضوع اقتباسات انماويه 
عندما كنت اتأمل مثل هذه الاقتباسات اشعر وكأني أقف أمام إحدي اعمال تشارلز ديكن او أن وليام بتعبيراته 
المدهشه التي لمسناها في هاملت تمثلت في شكل إلهام زارك أثناء نسجك لهذه التحفة الفنية .. هذه العوامل وعوامل اخري 
هي بالتأكيد ما جعلني اتمني امتلاك الوقت الكافي للقراءة . نأتي لهذا الفصل .. إن مهارة معرفة الرواية أو الديوان الشعري 
من الإهداء او من احدي الفصول هي مهارة متقدمة عبر عنها شاعرنا الفلسطيني العملاق محمود درويش
 وأنا أؤؤكد أن درويش لو قرأ إحدي فصول الروايه فأراه أمامي يبصم لك بالعشره علي براعتك في سرد الأحداث 
وجمال الحوار الذي دار خلال احداث الروايه بين الشخصيات  ففي هذا الفصل _ شئنه شئن كل الفصول _ عديد الأدلة علي تملكك لقدرات عجيبه 
مما اعجبني الروح المرحه في الرواية خاصتاً فيما بين الشخصيات وايضا قوتك في وصف الاحداث 
كوصفك الذي فاق الحدود لتلك المنازل الفقيرة المتهالكه واحداث الحريق ومابعده من التنقل للمطار 
هنا احسست انني حقا متعب كما الشخصيات واحسست بالثقل وكأني عدت للتو من حريق المنزل بالإضافة إلي وصفك لأحداث المشهد احسست حقا انني اقف رفقتهم ...

" لقد أصبح كل ما حدث لي ماضٍ سحيق.. لمَ لست قادرًا على نسيانه إذن؟ 
لمَ يعود لي شريط ذكرياتي عند المنام ليروي لي كل ما حدث؟! 
لمَ لست قادرًا على التنفس براحة كباقي البشر؟
لمَ أصبح وأمسي على صوت الضمير ونغزات الندم؟! "


فكرة الزكريات راقت لي بشدة خاصتا أنني كنت ارغب في التعبير عنها
بشكل كبير في روايتي الغير مكتمله :( ولكن اراك عبرت عنها بأسلوب لم أكن لأصل إليه ابداً
" الدرس بسيط للغاية، ادخل أغلى محل في المكان واطلب أغلى قطعة فيه وهم سيتكفلون بالباقي .. هكذا تحصل على أفضل هدية ممكنة "

رائع مدهش مبدع كوميديا رائعه وشخصيه باردة لحد الفخامه 
فصل بالإجماع مدهش ورائع جدا وأتمني رؤية المزيد منك في المستقبلي وأتمني 
أن تحاولي بجدية مع موهبتك لربما نحتفل ذات يوم هنا بصدور إحدي رواياتك  دمتي بود  إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1094523372

descriptionإن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  Emptyرد: إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|

more_horiz
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركآتُه~ كيف حالكِ بسمة؟ أتمنى أن تكوني بخير

أخيراً أنهيتُ القراءة، بجديَّة الآن أفهمُ لِمَ أصرَّت أكا أن يكون الرد هُنا في نهائيّ المُسابقة وأشكرها على لفت نظرنا وعقولنا الكسولة لقراءة مثل هذه التحفة الأنيقة
لم أكن أتوقَّع يوماً أن ترُقني رواية -لمؤلفين غير الذين أتابعهم-بهذا القدر! الذي جذب انتباهي ونال إعجابي ورُبما كان أحد أهم دوافع مُتابعتي للقراءة أسلوبكِ يا فتاة من عالمٍ آخر<333
سردكِ للأحداث ودقَّة وصفكِ لمُلابسات الموقف وبراعتكِ في استخدام اللغة العربية الفصيحة دون خلل أو استخدام ألفاظ صعبة الفهم كان هذا هو أشدَّ دافعٍ لي للقراءة وهو الذي أعطي الرواية رونقها وجمالها الخاص لقد أُسرت حقاً بأسلوبكِ الأنيق.

نأتي للأحداث الآن، لا أكتمك في البداية ظننتُ القصة ستدور حول الفساد في الجامعة وما شابهه، الفصول الأولى كانت تمُر بصعوبَة على ذهني تسائلتُ متى تبدأ الأحداث @.@ بعد أن تعمَّقت عرفت أن حادثة سرقة الأسئلة ما هيَ إلا للتقريب بين بطلي القصة -الذان ما كانا ليتقربا من بعض بسبب شخصياتهما وإن حدثت معجزة xD- أم أنكِ تنوين أن تجعليها تظهر لاحقاً @.@!

أعجبتني الشخصيَّات كثيراً وبعضها لمستُ فيه غموضاً غريباً، مثلاً يوكي أحياناً يبدو حقاً مُختلاً بعض الشيء كما رأيتُ سلوك السيد براون -ذو الشخصيَّة الجذَابة $.$- فأعتقد أنهُ بطريقةٍ ما نشأ بطريقة مُميَّزة غريبة -مع أنِّي للوهلة الأولى فكَّرت "أوه الطبيب ذو القلب الطيِّب سيتبناه ويعيشان بتبات ونبات وإلخ إلخ- لكن حسناً من اللطيف أن تُخالف الأحداث توقُّعاتي فهذا حمَّسني كثيراً، أتسائل عن جوانب الأب والابن التي ستظهر لنا لاحقاً *^*شخصيَّة البطل بدأت تُعجبني -نعم لم تكن تعجبني في البداية- ألمس تغيُّراً عن شخصيته في الفصل الأول ظننتُهُ سهل الانقياد ملامح شخصيَّته مُشوَّهة لكنهُ يتغيَّر أخيراً بعد أن صارح جدَّه.

أما شخصيّة آتسو فأنا واثقة أنهُ ليس طفلاً عادياً @.@ يبدو ذكيَّاً بالنسبة لعمره، عندما قال بهذا الفصل "أحرقها" فقد خفتُ حقاً فليست بالكلمة السهلة التي يقولها أي طفل، دفعني هذا للتساؤل "هل لهُ يد بحريق منزله؟ هل أثَّرت عقلية أمهُ المختلَّة بعقليته؟أين كان عندما كاد روي ويوكي أن يشعلا المنزل؟"

أحداث هذا الفصل كانت مُحزنة للغاية، عندما أتخيَّل مُعاناة يوكي وما لاقاهُ أخوه الصغير إن هذا قاسي حقاً، آمُل أنهُ بإحراقه للمنزل ستختفي كل تلك الذكريات ويبدأ بخطوات جديدة بدون ندم لحياةٍ أكثر سعادة <3 ما أبهجني أنهُ بدأ بالتأقلم مع آتسو أخيراً وبدأ يُظهر حبه له، واثقة أنهُ سيكون أخاً مهووساً بأخيه الصغير xD
ظهور جين الأخير كان مُحمِّساً للغاية $.$ أنتظر دورهُ الكبير في الأحداث القادمة *^* أتسائل ما الذي سيفعلهُ روي عند عودته لطوكيو أخيراً، وهل سيجد من يُهدد أمهُ وسورا أم لا تساؤلات كثيرة جداً بداخل رأسي الآن 3:

ودَدتُ لو استطعتُ الرد على كل فصل لأوفِّيهِ حقَّهُ لكن ضيق الوقت.. شكراً لكِ بسمة على هذه الرواية الفخمة، وأنتظر بفارغ صبر الأحداث القادمة <3 في حفظ الرحمن

descriptionإن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  Emptyرد: إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|

more_horiz

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف حالك يا بسمة مرة اخرى >سوف أزعجك هذه الأيام بردودي في كل فصول روايتك Very Happy إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  3746313665

لندخل في أحداث الفصل المشوقة بسرعة ^^

" لو كان خطيرًا كما تقول لما أنزلت آتسو، قل أنك تخاف من الظلام وخلصنا"

إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1508887074 إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1508887074 لم أتوقع أن يكون روي خائفا

أتسو بدأ يبدو في نظري طفلًا لطيفا ورائعًا حقا إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  3871200867 تصرفاته البريئة تضفي جوا جميلا

رفعها بقدمه بتقزز شديد ليترائى لنا شق بسيط في الأرض يدل على وجود مخزن بسيط تحت أرضيت تلك الغرفة الصغيرة.

إذن هذا منزله وهذه الفتحة التي كانت خالته ترمي فيها أخاه الصغير إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  102506450

اممم مما أستغربه في روايتك يا بسمة أن من المفروض أبطال الرواية يابانيين صحيح؟ إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1508887074

ولكن الرواية بأكملها تحكي عن تصرفات يابانيين نادرة XD أقصد يعني وأنا أقرأ أشعر دائمًا أن روي ويوكي شابّان عاديّان.

لكن فجأة تذكرين في الراوية أشياء خاصة باليابان.. فأتذكر أن روايتك تحدث هناك..>فهمتِ شيئا؟ إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1508887074

لا عليك أنا فقط أقول ملاحظتي.. أقصد أنك أخذت عاداتهم الدينية أيضًا.

من الغريب أنهم أحرقوا منزلًا كاملًا ولم يشعر بهم أحد لكنهم فعلوها بسهولة جدا إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1508887074

لكن من ناحية الرواية فلم لا، لا بأس اخلطي الأوراق ببعضها في خيالك طالما ستكتبين رواية مشوقة ^^

من جين؟
- ألا تذكره؟ الفتى الذي حدثتك عنه

حتى أنا والله كنت نسيته إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1508887074 من الجيد أنك ذكرتنا به

فقرة هدايا يوكي لرينا وخاصة أتسو كانت لطيفة إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1744745194

وردة فعل الطفل كانت جميلة ^^

أووه، جين فقد ذراعه اليمنى؟ >يذكرني هذا بشخص ما تعرفه فجر جيدا إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  1508887074

شكرًا على الفصل الطويل حقا استمتعت به إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|  3292775462

تم التقييم وردة
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
إن ضُربتَ من الخلف ... فاعلم أنك أحمق! |الفصل الخامس والعشرون|
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
replyإرسال مساهمة في موضوع
remove_circleمواضيع مماثلة