الفصل الثالث: اختفاء في وسط نيويورك.
وصلت ايليا بسرع الى المجمع السكني الذي تعيش فيه ايما و قد شعرت بالاشمئزاز عند رايتها المكان لاول وهلة فهي غير معتادة على اماكن كهذه بما انها تنتمي لطبقة اعلى او على الاقل هذا ما فسرت به امر اشمئزازها لنفسها.
و بعدها نزلت من السيارة و بدات تمشي بلا تفكير باتجاه العمارات و فجاة توقفت و قالت لنفسها -حسنا انا اعرف اسم العمارة انه "A1"لكنني لا اعرف اين شقتها و المغزى لا بد ان اسال احدهم - و عندها لمحت شابا اسود ضخم الجثة طويل جدا و يرتدي اقراطا و سلسلة من ذهب و يمشي بتفاخر فقالت ايليا و هي تبتسم -بالطبع لن اساله هو -
ثم اتجهت نحو ال "A1" و دخلتها و كالمتوقع ..من الداخل كانت اكثر قذارة من الخارج اذ ان اكياس القمامة كلها متجمعة عند الباب و الارض متسخة بالطين و اثار الاحذية و الطلاء قد محي من الجدار بفعل الغبار و التراب. و الباب يكاد يسقط من مكانه و امام السلالم توجد كومة كبيرة من السجائر ..عضت ايليا على شفتها العليا و بدات تصعد على الدرج و هي تحاول تجنب الاوساخ الى ان رات امراة عجوز نازلة باتجاهها و قد بدت لها عادية كاي عجوز اخرى فقالت ايليا بعد ان تنفست الصعداء -الحمد لله .. لحظة يا سيدتي لدي سؤال الرجاء- فتوقفت المراة العجوز و نظرت نظرة فاحصة لايليا من اعلى راسها الى اسفل قدميها و ضحكت ضحكة مجنونة شعرت ايليا على اثرها بصدمة رعب زحزحة كل جسدها و قالت العجوز-ماذا تفعل دمية فاخرة مثلك عندنا ??- و ردت ايليا عليها و هي تحاول ان تخفي ارتباكها -انا ..انا ابحث عن صديقة لي - فنظرت لها العجوز باستغراب و قالت -صديقة ?!..لك انت هنا ? امم ليس هناك الا شابتين هنا انت تقصدين اما سيلينا جونسون او ايما ماتهاتن - فابتهجت ايليا لان هذه المحادثة مع هذه العجوز ستنتهي قريبا و قالت بحبور - انها ماتهاتن - و بعدها اشارت العجوز بيدها نحو الاعلى و قالت - ايا كانت فكلا الشابتين تعيشين في الدور الاعلى الذي فيه شقتان فقط و باب شقة ماتهاتن هو الاخضر الغامق - فقالت ايليا بغبطة -اه ..يا لها من سعادة كيف بامكاني ان اجزيك يا جدتي ?!- فضحكت العجوز تلك الضحكة المجنونة ثانية و قالت -خمس دولارات !- فقالت ايليا باستغراب -عفوا?!- فاردفت العجوز -ثمن المعلومات خمس دولارات!- و بعدها بحركة لا ارادية فتحت ايليا حقيبتها و اخذت منها محفظتها فانتشلت منها ستة دولارات و اعطتها للعجوز دون التفوه بكلمة ..لسانها شل .. اخذتها العجوز و اكملت نزول الدرج و هي تضحك ..و بعد ان استفاقت ايليا من صدمتها اكملت صعود الدرج و عقلها في حالة لا وعي .
و عند وصولها للدور الاعلى و كما اخبرتها العجوز وجدت بابين لشقتين الاول بني و الثاني اخضر غامق فاتجهت ايليا نحو الباب الاخضر الغامق و دقت الباب و شعور غير مريح يغمرها و بقيت تدق لمدة خمس دقائق بلا فائدة ثم لاحظت علبة البريد المعلقة امام الباب و التي كانت مملوءة حتى اخرها بالرسائل فحاولت ايليا اخراج احدى الرسائل بصعوبة و عندما اخرجتها و كالمتوقع كانت تلك احدى الرسائل الكثيرة التي كانت ترسلها لها ..فاخترقها شعور مرعب كالسهم و بعد دقائق اعادت الرسالة لداخل العلية و عقدت العزم ان تدق باب شقة تلك المدعوة سيلينا جونسون لتسالها عن جارتها .
فاتجهت ايليا بخطوات متثاقلة نحو ذلك الباب البني و دقت الباب دقتين و عندما عزمت ان تدق الثالثة و تذهب.. فتح الباب و برزت منه امراة شابة تبدوا كمصاصي الدماء ببشرتها البيضاء الشفافة و شعرها الاسود القصير جدا و عينيها السوداوتين الذابلتين و اللتان تحيط بهما هالة سوداء كما انها كانت ترتدي قميص اسود و سروال جينز و بعد فترة تحديق قالت اياليا و كلماتها تتكسر عند طرف لسانها -اسفة لا بد انك سيلينا جونسون- فردت الفتاة ببرود -لا انا جاني سيلينوا - فقالت ايليا و هي تحاول الهرب -حسنا اذا اسفة على التطفل - و بعدها اطردفت سيلينا و هي محافظة على نفس البرود -انا امزح نعم انا سيلينا - فاستدارت ايليا و هي تشعر بالهزيمة بعد ان فشل هربها و قالت -في الواقع انا صديقة جارتك ايما و اريد ان اعرف اذ كنت تعرفين شئ عن ما يحدث لها ?- فردت سيلينا و هي تتناول العلكة -لم ارها منذ ستة اشهر- فقالت ايليا بصوت مرتفع يدل على الانفعال و العتاب-و لما لم تبلغي الشرطة??- فردت عليها سيلينا و هي تفرقع العلكة - اوي انتبهي يا فتاة نحن هنا لا نحب الشرطة و اختفاء الناس في نيويورك ليس بالامر الجلل- فقالت ايليا و هي تحدث نفسها اكثر من ما كانت تحدث سيلينا -علي ان ابلغ الشرطة - و نزلت ايليا الدرج قبل ان تنتظر اجابة سيلينا و اتجهت الى سيارتها عاقدة العزم ان تتجه الى اقرب مركز شرطة.
في مركز الشرطة مساء نفس اليوم.
جلس الشرطي باعتدال خلف مكتبه الصغير و قال -انت تقولين ان علبة بريدها كانت ممتلئة بالرسائل ?- فاجابت ايليا -نعم انا واثقة لانني اخرجت رسالة منها - فرد عليها الشرطي بعد ان تنهد -اذن لماذا وجدت فرقة التفتيش العلبة فارغة - فردت ايليا بثقة ممتزجة بالغضب -و كيف عساي ان اعلم?- فقال الشرطي و هو يهم بالوقوف -خلاصة القول ان احدا ما اخذ كومة الرسائل المهملة منذ ستة اشهر لسبب ما بعد ان سمع انك سوف تبلغين الشرطة -.
دمتم بخير.
|