الفصل الرابع: التحقيق على طريقة بوارو.
في مركز الشرطة مساء نفس اليوم.
جلس الشرطي باعتدال خلف مكتبه الصغير و قال -انت تقولين ان علبة بريدها كانت ممتلئة بالرسائل ?- فاجابت ايليا -نعم انا واثقة لانني اخرجت رسالة منها - فرد عليها الشرطي بعد ان تنهد -اذن لماذا وجدت فرقة التفتيش العلبة فارغة - فردت ايليا بثقة ممتزجة بالغضب -و كيف عساي ان اعلم?- فقال الشرطي و هو يهم بالوقوف -خلاصة القول ان احدا ما اخذ كومة الرسائل المهملة منذ ستة اشهر لسبب ما بعد ان سمع انك سوف تبلغين الشرطة -. فقالت ايليا و قد بدا صبرها ينفذ-قد يكون ما تقوله صحيح و لكن انا ما اعرفه فقد صرحت به- و اجاب الشرطي و قد عاد للجلوس و اشعل سيجارته -بمن التقيت في المبنى بجانب العجوز و الشابة?- فاردفت ايليا و هي تحاول ان لا تبين للشرطي غضبها اذ ان هذا السؤال قد تم طرحه عليها خمس مرات من قبل -لا احد....الا انني رايت شابا اسود ضخم الجثة يخرج من المبنى - فقال الشرطي و هو يطفئ سيجارته -اذن لدينا اربع اشئلة بلا اجابة و هي : *من سمعك تتحدثين مع سيلينا جوميز ما عاداها بالطبع? *لما قرر سارق الرسائل اخذ الرسائل الان بالذات بينما كان بامكانه اخذها وقتما يشاء خلال ستة اشهر الماضية? *من هو هذا الشخص و ما علاقته بايما ماتهاتن? * و السؤال الاهم اين هي ايما ماتهاتن?- فاجابت ايليا و هي تشد على حقيبتها بقوة - بالتفكير في الامر بامكان اي احد ان يسترق السمع لحديثي مع سيلينا جوميز لان السلالم في ذاك المبنوى لولبية و اذ وقف احدهم في السلالم التي بين الطابق الاخير و ما قبل الاخير فسوف يستمع لمحادثتنا و ليس هذا فقط بل لو وقف احدهم خلف باب الطوار في الطابق الاخير فسيسمعنا اولا لان الطابق صغير و ثانيا لان تلك الابواب هشة و لا تعزل الاصوات- فاضاف الشرطي-افهم من كلامك انك تنفين تورط سيلينا جوميز في الامر?- فقالت ايليا و هي تهز راسها نفيا -قطعا!-
فوقف الشرطي و وقفت معه ايليا و قال لها بينما هو يفتح باب المكتب لتخرج - ارجوا ان تعودي غدا على الساعة العاشرة يا انسة لمواصلة التحقيق- اومات ايليا براسها ايجابا و عادت للفندق حيث ارتمت فوق سريرها و بدات تفكر بعمق الى ان عكر صفو تفكيرها رنين الهاتف المزعج و كانت المتصلة ليا فقالت لها ايليا باعياء واضح من احداث اليوم -اه يا عزيزتي ليا انني ضائعة و اخشى انني لا استطيع الخروج من هذه المتاهة - فردت ليا بفزع - ماذا حدث?...هل تشعرين بالمرض?- ثم روت ايليا لليا التي ابدت اهتمام كبير احداث يومها المروع فقالت ليا بعد ان انهت ايليا كلامها -اذا ساتي غدا على الثامنة كي نتناول الافطار في مقهى احبه اسمه بوارو - في صباح اليوم التالي استيقظت ايليا على السادسة صباحا لانها لم تستطع النوم جلست فوق سريرها و امسكت بين يديها البوم مكتوب فوق غلافه عبارة (للابد) عندما فتحته كانت كل الصور التي فيه هي صور لها بمختلف الاعمار و الملابس و في اماكن مختلفة لكن الشيء المسترك بين كل تلك الصور هو انه في كل صورة كانت تقف معها فتاة ذات شعر برتقالي ناعم و عينين زرقاوتين و وجه سمين و دائري و ملامح سعيدة و خدود كبيرة نعم ان هذه هي ايما صديقة ايليا التي تعتبرها كاختها بالاخص ان ايليا ليس لها اشقاء و ان ايما يتيمة و هذا هو سبب ان لقبها ماتهاتن اذ انهم وجدوها في مقعد في احدى حدائق مدينة مانهاتن بنيويورك لذا عندما اخذوها للميتم قامو ببعض التعديلات على اسم مانهاتن ليصبح ماتهاتن و هكذا دخلت الفتاة ايما ماتهاتن سجلات نيويورك و بعدها بفترة قصيرة نقلت لميتم بانجرترا و هناك التقت فيما بعد بايليا .
بعدما استيقضت ايليا من احلام الذكريات ارتدت ثوب اسود بياقة بيضاء و كان الثوب متوسط الطول و ذا اكمام و ارتدت معه جوارب طويلة سوداء و حذاء ذا كعب عالي اسود و وضعت قبعة سوداء و افرغت محتويات الحقيبة البنية في الحقيبة السوداء الجلدية و ارسلت رسالة لليا تخبرها فيها انهما سيلتقيان مباشرة في مقهى بوارو لذا لا داعي ان تمر من الفندق و خرجت ايليا مشيا على الاقدام تمشي في شوارق نيويورك التي كانت مكتظة بالناس و الساعة كانت السابعة الا ربع ساعة صباحا فقط .. بحثت ايليا في جهاز تحديد المواقع بالهاتف عن مكان المقهى الذي يحمل اسم المتحري الشهير بواروا و وجدته فاتجهت الى العنوان .
عندما وصلت ايليا الى لمقهى كانت ساعة الثامنة الا عشر دقائق و جلست الى الطاولة تتامل المكان الذي كان جميل للغياة كان يبدوا كغرفة معيشة فاخرة في احدى القصور الفرنسية اكثر من كونه مقهى اذ ان الارائك كانت موجودة بدل الكراسي و الطاولات كانت من الخشب الفاخر و اللامع و الصور في كل مكان لرجل سمين ذا شارب مصفف بعناية بالطبع عرفتم هذه المواصفات انها له هو الشخصية التي اختارتها اغاثا كريستي لكي يحل كل الجرائم في صفحات رواياتها و بعدها استدارت ايليا حولها فرات عدد ضخم من الكتب في الرفوف معلقة بكل مكان على الجدران و كل تلك الكتب كانت لاغاثا كريستي ففكرت ايليا بعفوية و قالت -ترى هل ساجد ايما اذ حققت على طريقة بوارو!
دمتم بخير.
|