عند الثامنة تماما و بلى تاخير اتت ليا الى موعدها في مقهى بواروا و قالت لها -اذا تنوين البحث عن صديقتك!, المغزى هو انك لا تثقين بالشرطة..!?- فاردفت ايليا -و كيف عساي ان اثق في شرطة كهذه!, يختفي عندها المرء قرابة السنة و لا ينتبهون ما هذا ??!- فامسكت ليا بكوب العصير الذي طلبته بطريقة جامحة كانها تحمل كاس شراب بين يديها و ضحكت ضحكتها المعتادة و قالت -اه..يا عزيزتي اللندنية لديك الكثير لتتعلميه عن الامبراطورية الامريكية- فنظرت ايليا لليا بنظرة مستغربة و قالت لها -و ماذا تقصدين??- فاجابتها صديقتها التي وضعت الكاس بعنف فوق الطاولة و طلبت اخر و تجرعت اول جرعة منه- اسمعي ماذا تتوقعين من الشرطة? ان يدقوا ابواب الناس كل صباح ليعرفوا ان كانوا بخير ..! ان الامور ليست هكذا ثم من سيهتم بفتاة مغتربة تعيش في حي فقير ..ها?!..و من فوق هذا كله هي لا تعمل بدوام , اذ انها كاتبة تكتب في البيت اي انه لا احد سيلاحظ غيابها ! ليس لها رؤساء يقولون لها لما غبت?! -.
فنظرت ايليا لليا و لطريقة حملها بيد متكسرة لكاس العصير فاستنتجت من فورها ان صاحبتها مدمنة مخدرات على الرغم من ان هذا بدى صعب التصديق نظرا لشخصية ايليا الطفولية و لكن اليوم بدت مختلفة جدا باسلوب كلامها و حركاتها بدت شخص اخر تماما لذا و بما ان ايليا لم تشعر بارتياح لذلك قررت الانسحاب من الموقف استاذنت ليا ان تغادر فوافقت الاخيرة و غادرت ايليا ..عادت الى الفندق و جلست في ردهته تقرا كتابا و عندما اقترب موعدها مع الشرطة اخذت سيارتها و اتجهت نحو نفس المركز الذي قصدته في المرة السابقة عندما دخلت قادتها احدى الموظفات نحو مكتب صغير و طلبت منها الانتظار كان ذاك المكتب قمة في الفوضى كوب القهوة مسكوب فوق اوراق و دبابيس مبعثرة فوق المكتب و الكتب في الرفوف غير منسقة و توجد علبة فيها هامبورغر من الحجم المتوسط فاستغربت ايليا قليلا ثم سمعت صوت فتح باب فاستدارت لترى من هو الانسان الهمجي المسؤول عن كل هذا فظهر رجل يبدوا في السادسة او السابعة و العشرين من عمره و هو وسيم و طويل ذا شعر اسود و عيون سوداء (لاقرب الصورة انه يشبه ادم لافين خخخ) و لكن ما ادهشها ان مظهر هذا الرجل بعيد كل البعد عن مظهر شرطي محترم او على الاقل رجل محترم اذ كان يرتدي قميص ابيض قصي الاكمام بلا ياقة مع سروال اسود مطوي و الاسوا انه كان يحمل المايونيز بين يديه و عندما لمح ايليا قال باسلوب مضحك-اتصدقين انهم يقدمون الهامبورغر هذه الايام بدون المايونيز يفترض ان اكتب شكوى حول هذا !- فنظرت اليه ايليا نظرة كالسهم و لم تستطع ان تكبح ملامح وجهها التي تدل على الانزعاج و الغضب خاصة انها كانت اصلا تحمل صورة سيئة عن الشرطة و تاكدت الان شكوكها فلما لاحظ الرجل ذلك صفر و جلس في مكتبه يضع المايونيز داخل الهامبورغر و لما انتهى قال لها -اممم .. افترض انك المواطنة الصالحة التي ابلغتنا عن اختفاء ايما?? - فقالت ايليا بتعصب واضح -الاسم هو ايما ماتهاتن..!! يا سيد!. و نعم هذه انا علما انني لست هنا بارادتي بل بطلب من حضراتكم ..!- فاعتدل الرجل و قال و هو منذهل - هل تريدين بعضا من الهامبورغر-فقالت ايليا و هي تكاد تنهار.. -ف.ل* ي.ذ.ه.ب*ا.ل.ه.ا.م.ب.ر.غ.ر*ل.ل.ج.ح.ي.م!- و هناك سعل الرجل الذي كان ياكل و قال - حسنا ..حسنا هههههه على كل مرحبا انا اسمي اشر جيفرز و انا المسؤول عن قضية لها علاقة بايما ..اقصد الانسة ايما متهاتن احم احم
على كل بعد ان تم تفتيش شقتها اكتشفنا امرا مثيرا - فاردف ايليا- هل حصلتم على مذكرة قانونية قبل تفتيش الشقة?? - فاردف اشر -ماذا ..?!حسنا..! هذا..?! انت تعرفين ان تلك الاشياء تستغرق وقتا هه.- فاجابت ايليا بتعصب -حسنا لا يهم و لكن ماذا اكتشفت?- فقال اشر بتردد-جثة ..- فنهضت ايليا و ضربت الطاولة و قالت بصوت مرتفع -طفح الكيل!- فاردف اشر - اوه اوه اوه اهدئي اهدئي..!الجثة ليست لايما بل لشخص اخر - فقالت ايليا بعد ان جلست - و لكن كيف يمكن لجثة ان تبقى هناك لثماني اشهر دون ان يشم رائحتها احدهم هذا غير معقول - فاردف اشر -بالضبط لكن الجثة قد وضعت اليوم صباحا هناك و حتى الان لا نعرف كيف ادخلت تلك الجثة الى هناك بلا ان ينتبه شخص ما - فاجابت ايليا - و لكن هذا جنوني تماما اقصد لما ??و من قد يفعل ذلك ماذا يحدث هنا بحق خالق السموات?? ...لمن تلك الجثة ?!- فوضع ارشر يديه فوق راسه ثم خفضه و قال - يعتقد انها للام البيولوجية للانسة ماتهاتن! - فقالت ايليا بعد ان فقدت صوابها - ولكن هذا جنوني تماما و كيف عرفتم ذلك اصلا ??- فقال - الحمض النووي! بالاضافة الى وثائق وجدناها مع الجثة!ليس في الامر شك -.
دمتم بخير. |