بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وها أنا أضع بين أياديكم الفصل الرابع من روايتي ... || العالم الرمادي ||
أتمنى حقا أن " تستمتعوا " بقراءة الفصل وإبداء آرائكم !
معلومات مبسطة عن الرواية
القصة : العالم الرمادي
النوع : حياة مدرسية - نفسي - خيال - مأساة - رومانسي
الفصل الرابع : بداية الهبوط ... !
وها قد جاء اليوم الموعود ، يوم امتحان الفيزياء ، بالطبع لقد خططت لما سأفعله ،
على كل لقد تمنيت بصدق أن يكون الامتحان سهلا يسيرا فلا تلجأ ايما إلى طلبها ذاك ،
ولكن ... حدث ماكنت أخشاه !
الامتحان كان شديد الصعوبة ، بالطبع قامت بطلب مساعدتي أثناء لجنة الاختبار ، وبكل تأكيد وسعة صدر قمت بمساعدتها ،
فأنا لن أتأخر عن مساعدة صديقة مثلها أبدا ، ومر اليوم بسلام !
واليوم هو يوم إعلان النتائج ، وحدث ما لم أكن أحسب له بالا !
لقد ظننت بأنني أفوقها دهاء ومكرا ولكن ... لقد وقعت في فخي !
لأجد أن جميع درجات الفصل متدنية في مادة الفيزياء ، بينما أنا حصلت على الدرجة النهائية !
بالطبع هذا يعد أمرا غريبا ! لماذا جميع من بالفصل درجاتهم متدنية لهذا الحد ؟
أكان الامتحان شديد الصعوبة لهذه الدرجة ؟
وفور دخولي للفصل أجد نظرات من الحقد والكراهية ترمقني ،
وفجأة أجد ايما تبكي بحرقة والدموع تنهال من عينيها ،
وحينما أدركت بوجودي قدمت نحوي وتشبثت بي قائلة لي : لماذا يا هانا ؟ لقد خنتِ العهد ! لقد خنتني ! لقد خنتني !
أنا : أنا لا أفهم شيئا ! ما الذي يحدث ؟ لماذا قمت بخيانتك ؟
ايما : ألم نتفق بأن تساعديني أثناء الاختبار ؟
أنا : ماذا ؟
ايما : لقد اتفقنا على ذلك ! لاتنكري ! ولقد قمت بإعطاء الأجوبة التي ساعدتني بها لجميع من بالفصل .
أنا : ماذا ؟ كيف لك أن تفعلي هذا ؟
ايما : لم أكن أعلم بأنك ستخدعينني وتخبريني بإجابات خاطئة ، لقد وثقت بك ولكنك خنتني ،
لقد ساعدتك ولكنك خذلتني ! لم أكن أعلم بأنك هكذا ، لم أكن أعلم !
لقد وقعت في فخهم ، لم أظن قط بأنهم سيخاطرون بخسارة جولة في مقابل أن أخسر أنا كل شيء ،
لقد قدموا أضحيتهم بينما أنا لم أقدم شيئا فخسرت كل ما أملك !
أيا كانت الإجابات التي سأقوم بإخبارها لايما أثناء الاختبار ، فلقد كانت تنوي مسبقا إخبار الجميع بها ،
فإن قمت بإخبارها بإجابات صحيحة فسأنجو ، وإن خنت العهد وحاولت مقاومة تلك السلاسل التي يقيدني بها هؤلاء الملوك ... فسأهلك !
وكانت هذه بداية الهبوط لقاع ليس له نهاية من الوحدة والظلمة ، لقد أصبح كل من بالفصل عدو لي ،
التنمر والتعرض للمضايقات أصبح أمرا يوميا بعد تلك الحادثة ، لم يسعني سوى عد الدقائق و الثواني حتى نهاية اليوم الدراسي ،
لم أعد أجيد التركيز في الدروس ، أصبحت حياتي في حالة من الفوضى ،
حياتي الرتيبة المملة الهادئة ... ذلك الحلم البسيط لم يعد بإمكاني نيله !
ما الذي فعلته ؟ لقد حاولت المقاومة ، لا أريد أن أكون دمية ،
لا أريد أن أخضع لرغباتهم وأفكارهم ، لقد فعلت الصواب ، نعم لقد فعلت الصواب ،
يجب أن أمشي رافعة رأسي فخورة بنفسي ! ولكن لماذا أسير كشخص منكسر الجناح ... !
وهكذا تمر الأيام وكأنها السنون ، وأعود لبيتي مسرعة لا أخاطب أحدا وألجأ إلى النوم ... إلى عالم الذكريات ،
حيث أمضي وقتي برفقة ألبرت في غرفة الإعدام ، أفرغ ما بداخلي من غضب وكراهية وأتلذذ بتعذيب أولئك المجرمون بحقي !
نسيت متعة الحديث مع أخوتي ووالداي ، نسيت فرحة مشاهدة ذكرياتي السعيدة مرارا وتكرارا ،
وكل ما يشغلني هو التعذيب والانتقام من أولئك الأشخاص ! فأنا لم أرتكب جرما ، أنا لم أفعل شيئا ، بل هم المجرمون ،
سأنتقم منهم حتى وإن كان انتقاما وهميا في عالم آخر !
وهكذا أصبحت أمضي أيامي ... أطيل النوم و أهمل دراستي ، أتعرض للمضايقات مرارا وتكرارا ،
وفي هذه الأثناء جداري الذي بنيته حولي أصبح يزداد سماكة وغلظة ، حتى أنني أصبحت لا أجيد الحديث مع عائلتي ،
لقد أصبحت وحيدة بالكامل ! لقد عزلت نفسي عن العالم وأسكنت نفسي عالما وهميا أتلذذ فيه بإشباع رغبتي في الإنتقام ،
ورغم أن عيني ماتزال ترى ألوان الزهور وزرقة السماء إلا أن نفسي لم ترَ أمامها سوى ظلمة أشد سوادا من ظلمة قيعان البحار الغوامق في ظلمات الليل !
وذات ليلة يخبرني ألبرت بفكرة لم تخطر على بالي قط ،
فكرة من شأنها إصلاح حالي وإراحة بالي وفي الوقت ذاته الشعور بالرضا وإشباع رغبتي بالانتقام منهم ،
لقد طلب مني أن أشاركه مفاتيح قلبي ، وبهذا سيستطيع القيام بتعذيب من أجرم بحقي حينما أكون مستيقظة وسأتولى أنا القيام بتعذيبهم حينما أخلد للنوم !
يا لها من فكرة عظيمة ! أنا أثق بألبرت ،
هذا الأمر لن يؤذيني قط ... أليس كذلك ؟
نعم ، لن يؤذيني .... وحسب !
ومثلما يعمي الهوى صاحبه ، يعمي الغضب والرغبة بالانتقام صاحبه!
ومن يسعى للانتقام هلاكه مؤكد ... وهكذا أقررت بنفسي على هلاك ذاتي !
نهاية الفصل
لاتحرموني من ردودكم ^^