بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وها أنا أضع بين أياديكم الفصل الثاني من روايتي ... || العالم الرمادي ||
أتمنى حقا أن " تستمتعوا " بقراءة الفصل وإبداء آرائكم !
معلومات مبسطة عن الرواية
القصة : العالم الرمادي
النوع : حياة مدرسية - نفسي - خيال - مأساة - رومانسي
الفصل الثالث : الملكة الرابعة ... !
فيما قرأت من قصص خيالية سابقا ، غالبا ما يذهب البطل لعالم مواز عن طريق كتاب قام بسحبه في المكتبة أو حفرة وقع فيها من قبيل المصادفة ،
لأن أذهب لعالم آخر بسبب تلاقي الأعين ...! إنه أمر مثير للضحك حقا !
من الجيد أنه عالم خصص لإسعادي ، فلا أريد أن أصبح بطلة تنقذ عالما آخرا من الكوارث وتخوض مغامرات وقتالات !
فأنا لاأريد أن أصبح بطلة لقصة أبدا ! ياله حقا من حلم غريب !
حسنا ... فلأنسى هذا الحلم الآن ، فأنا على وشك دخول الفصل ، والآن تقنية الإختفاء المضاعف .... تفعيل !
هاهاها ... أتمنى لو يتواجد شيء من هذا القبيل حقا ! أتمنى أن يمر يومنا هذا بسلام .
ومثل ماحدث في يومي الأول ، تحدثت مع ايما قليلا في الاستراحة ومضى يومي المدرسي بسلام ،
ولكن حينما أسدل الليل ستاره وخلدت للنوم ... قابلته مجددا! ألبرت !
ألبرت : ألم أخبرك سيدتي ؟ إنه ليس بحلم ، ستقابلينني كل يوم ، أتمنى أن تحظي بوقت طيب في عالمك .
هانا : ماذا ؟ هذا مستحيل . ما الذي ورطت نفسي به ؟
ألبرت : لاتقلقي سيدتي ، مايحصل عليه جسدك من راحة سيحصل عليه وأنت تقضين وقتك في هذا العالم ،
إنه لن يؤثر على نشاطك وحيويتك ، فقط استمتعي بوقتك
وحينها بدأت بتصديق كلماته ، وبدأت أستطلع هذا العالم ، لأجده محقا في كل كلمة قالها ،
أهلي وأقاربي متواجدون في غرف في هذا المكان وبإمكاني التحدث معهم وكأنهم هم حقا !
ذكرياتي الثمينة متواجدة هنا أيضا وأستطيع تعايشها مجددا !
أما بالنسبة لغرفة الإعدام ... فوجدت من أكرههم هناك ، جربت القيام بإعدامهم ، حسنا الأمر له لذته الخاصة ،
وكأنه تحقيق للانتقام وإرضاء للكراهية والحقد القابعين بداخلي .
هذا العالم يمثل ما بداخل قلبي حقا !
وهكذا مضت أيام الفصل الدراسي الأول مابين أحاديث تبادلناها أنا و ايما وما بين ذكريات تعايشتها في ذلك العالم الخيالي برفقة ألبرت ...
وقبل أن تبدأ اختبارات الفصل الدراسي الأول بما يقارب شهرا ، مرضت مرضا شديدا ألزمني المكوث في المنزل لما يقارب أسبوع ،
ولكن ايما كانت تزورني كل يوم ، وتعيرني دفتر ملاحظاتها وتطمئن على حالي ، لقد شعرت حقا بالسعادة لذلك ،
حتى أنني وجدتها في إحدى غرف عالم الذكريات ، وحينها علمت بأنها حقا شخص ذو قلب رحيم تمكن من الولوج إلى قلبي دون أن أدري .
وبعد أن تعافيت ومرت تلك الفترة العصيبة بسلام بمساعدة ايما ، عدت للمدرسة مجددا ،
وقرب اختبارات الفصل الدراسي الأول تفاجأت من طلب ايما الغريب هذا.
ايما : هانا ، أريد أن أطلب منك معروفا .
هانا : تفضلي ايما ، يمكنك طلب أي شيء وسأعمل على تحقيقه بالتأكيد .
ايما : هل أنت واثقة ؟
هانا : هذا أكيد ، ثقي في ، فأنا شاكرة لك مساندتك لي أثناء محنتي .
ايما : أريدك أن تساعديني في امتحان مادة الفيزياء ؟
هانا : أساعدك على الدراسة قبل الامتحان ؟
ايما : لا ، أن تقومي بتغشيشي الأجوبة .
هانا : ماذا ؟
ايما : حسنا أنا أعلم بأنه طلب صعب .
هانا : لا ، الأمر ليس كذلك ، الأمر فقط ...
ايما : انا سيئة في هذه المادة للغاية ، مهما حاولت دراستها فلا أحصل على النتيجة المطلوبة ،
وأنت تعلمين أن هذه سنة دراسية مهمة بالنسبة لنا جميعا ، لذا هلا قبلتِ طلبي ؟
هانا : حـ ... حسنا ، اممم ... لا بأس .. سأساعدك .
ايما : شكرا جزيلا لك هانا ، أنا حقا مدينة لك .
هانا : لا ... لابأس ، بالتوفيق .
وهكذا قمت بوداعها وأنا أفكر فيما ينبغي علي فعله ، فأنا أكره فكرة الغش ، ما الذي علي فعله يا ترى ؟
وبينما يشغل هذا الأمر كل تفكيري ، نسيت إحدى دفاتري على المكتب ولم أكتشف ذلك إلا بعد أن دخلت سيارة والدي ،
اسئذنت منه وذهبت راكضة للفصل ، وحينها سمعت ايما تتحدث إلى الملكات ايلين و مايا ،
اقتربت ببطء وحذر حتى لايشعرن بتواجدي وبدأت بالاستماع إلى حديثهن .
ايلين : هل طلبت منها تغشيشك أجوبة الامتحان ؟
ايما : نعم لقد فعلت ولقد وافقت .
ايلين : حسنا ، الدين يثقل كاهل المرء ، هذا أمر لا مفر منه !
مايا : أنت ماكرة حقا ايلين .
ايلين : هاهاها ، أنا لم أفعل شيئا ، ايما هي من أخبرتني بخطتها تلك .
مايا : ولكنها مرتي الأولى التي أراكن تتحدثون بها بالفصل ، لم أتوقع أنكن صديقات قط !
ايلين : أوه ، أنت حقا لاتعلمين شيئا مايا ، ايما تتواصل مع الجميع عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي .
مايا : اوه حقا ؟ أنا لم أدخل لعالم مواقع التواصل الاجتماعي بعد ، يجدر بي الولوج إلى ذلك العالم قريبا .
ايما : نعم ، يجدر بك هذا ، فكل شيء يحدث هنا بسبب مواقع التواصل الاجتماعي تلك ،
من يملك زمام الأمور هناك يملك زمام الأمور هنا !
مايا : أوه أوه ! أنت خطرة للغاية ايما ، حسنا مرحبا بك في مجموعتنا .
وحينها لم أتمالك نفسي ، ركضت مسرعة إلى داخل سيارة أبي ، وانفجرت من الضحك ،
عائلتي أصبحت تنظر لي باستغراب سائلة إياي عما حدث ، ولكنني ظللت أضحك وأضحك !
صداقة ... ! أنا لم أؤمن بهذه الأشياء من قبل ، من الجيد أنني اكتشفت ما يحدث ،
أتمنى فقط بأنهن لم يدركن تواجدي وتنصتي عليهن .
ولكنهن أدركن بالفعل ... !
مايا : ماذلك الصوت ؟ وكأن أحدا ما كان يركض في الممرات !
ايما : أوه ! يبدو أن هانا قد عادت لاسترجاع دفترها ، يبدو أنها استمعت إلى حديثنا .
مايا : ما العمل إذن ؟
ايما : لا بأس ، فما ستدبره سينقلب عليها بالتأكيد .
مايا : أتمنى بأن يسير كل شيء وفق ما خططنا له .
ايما : لا تقلقي ، إن عارضت فسأتأكد من سحبها للقاع ، ألا توافقني الرأي يا جون ؟
جون : هذا أمر أكيد ، تدمير فتاة مثلها لن يستغرق وقتا طويلا ، نوعا ما أشعر بالشفقة تجاهها .
ايما : أوه ، لم أعتقد قط أنك تملك قلبا رحيما !
جون : هاهاها ، أنت فقط لاتعرفينني ....
وهكذا اكتشفت بأن ايما هي الملكة الرابعة ، ربما هي الأدهى والأكثر شرا من بينهم ،
أعتقد بأن ملكة التدبير والتخطيط لقب مناسب لها ، فلقد تمكنت من تحريك الملوك الثلاث دون أن تحرك ساكنا !
نهاية الفصل
لاتحرموني من ردودكم ^^