بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وها أنا أضع بين أياديكم الفصل السادس من روايتي ... || العالم الرمادي ||
أتمنى حقا أن " تستمتعوا " بقراءة الفصل وإبداء آرائكم !
معلومات مبسطة عن الرواية
القصة : العالم الرمادي
النوع : حياة مدرسية - نفسي - خيال - مأساة - رومانسي
شخصية جديدة ستظهر في هذا الفصل :
الفصل السادس : هل للأمل وجود ... !
يومي أصبح طويلا ومرهقا ، أمضي صباحي في التعرض للمضايقات والمعاناة من طعنات تشق صدري بسبب أفعال ألبرت في عالم الذكريات ،
وأمضي ليلي محاولة استعادة ذكرياتي وإحياء أحبتي .... !
تلك المعاناة اليومية ... هل ستكون أبدية ؟
ذلك العالم الرمادي ... ألن تكسوه الألوان مجددا ؟
وهنا بدأت أتساءل ... هل للأمل وجود ؟
هل إن حاولت إرشاد هؤلاء الملوك إلى طريق الصواب فسأتخلص مما أنا فيه ؟
لا ، هذا لن يحدث قط !
فبساطة ... الأشرار حقا موجودون ،
نعم الأشرار موجودون ...
إنهم أشخاص اتخذوا من دركات الغي سكنا ، فكيف لي أن أحررهم مما أقروه على أنفسهم !
وهنا تذكرت بأنني أقررت على نفسي الهلاك حينما سلكت سبيل الانتقام ،
إذن ... ألا يوجد أمل ؟ ، ألا يوجد سبيل لخلاصي من هذه الدوامة المغلقة من التساؤلات المبهمة ... ؟
هلا أنقذني أحد ... !
وهكذا مثل أي يوم آخر ، ذهبت إلى المدرسة لألقى حتفي ... أعني لألقى مصيري المحتوم و لأنال نصيبي الوافر من التعرض للمضايقات ،
وقبل بداية الحصة الأولى قدم لنا الأستاذ طالبا منتقلا حديثا ... يدعى روبرت .
إنه فتى وسيم ، تبا للفتيان الوسيمون ، تبا لهم ، فليحترقوا في الجحيم ، كم أكرههم ... !
جون وألبرت والآن ... روبرت ،
وبعد حادثة الفيزياء غيرت إيما مقعدها لتجلس بجانب شخص آخر ، ولهذا أتمنى فقط أن يبقى هذا المكان خاويا ،
أتمنى حقا بألا يجلس بجانبي ، لا أريد المزيد من المتاعب !
ولكن ذلك الفتى الوسيم سار ببرود ليتفحص الأماكن الشاغرة وليختار خصيصا الجلوس بجانبي ،
آه لقد مللت من التورط مع الأناس الوسيمين .
روبرت : أدعى روبرت ، سررت بمقابلتك .
هانا : نعم ، وأنا هانا .
وبدأ المعلم بالشرح ومن ثم أتت إستراحة الإفطار ، على كلٍ فتى وسيم مثله لن يتركه الفتيات وشأنه ،
بالطبع سيتجمعن حوله فور رنين جرس انتهاء الحصة ، أيا يكن هذا جيد ، فلا أريد التعرف عليه أو الحديث معه ،
لا أريد أن أعرف ما يخبئه في جعبته ، سأتخيل وحسب أن الكرسي الذي بجانبي مازال خاويا مثل ما كان ، نعم هذا أفضل ...
فتاة ما : إذن اسمك روبرت ، يا له من إسم جميل ، مثل مظهرك تماما !
روبرت : هاهاها ، شكرا لمديحك آنستي !
فتاة أخرى : ولكن لماذا فضلت الجلوس بجانب هانا ، هناك الكثير من المقاعد الشاغرة ، فلتأتي ولتجلس بجانبنا .
روبرت : هاهاها ، شكرا لعرضك ، ولكن هانا فتاة هادئة للغاية لذا سأتمكن من الاستماع إلى الشرح بتركيز .
وحينها شعرت تلك الفتاة بالغيرة أو ربما بالخجل لأنه عنى بذلك أنهن مزعجات ، حسنا أنا لا أعلم
ولكنها بكل غضب ردت عليه قائلة له : نعم إنها هادئة مثل الأفعى لتنقض على فريستها وتقوم بالتهامها.
روبرت : ماذا ؟ إنها تسمعك ، ألا تدركين هذا ؟
الفتاة : لا تهتم بشأنها ، لقد قامت بخداعنا جميعا ، لقد خدعت صديقتها الوفية وخانت العهد .
وحينها التفت روبرت إلي وبابتسامة ساخرة قال لي : أوه أوه ، هانا أنت تبدين شريرة حقا !
الفتاة : نعم هي شريرة ، لقد وافقت على مساعدة ايما صديقتها الوفية أثناء الاختبار ومن ثم طعنتها في ظهرها وأخبرتها بإجابات خاطئة .
ظهرت على روبرت علامات الدهشة ،
ربما شخص مثله محاط دوما بالفتيات ظن أن كلامها كان مجرد مزحة أو بسبب الغيرة أو أيا يكن ،
ولهذا كان يبتسم ساخرا ، ولكن ما فَعلتُه يعد أمرا مشينا لكل مستمع ، ولن أستطيع قط أن أبرر أسبابي ...
ومن ثم أتى الملوك الأربعة ، ظلت ايما تحدق بي وكأنها تريد مني الذهاب ،
أوه يبدو بأنهم يريدون وضع مخططات جديدة أو ربما يريدون إيقاع ذلك الفتى في شباكهم ليصبح دميتهم الجديدة ...
أنا لا أعلم ولا أريد أن أعلم !
ولكن غالبا ما سيصبح دميتهم الجديدة التي ستسعى لإنهاء حياتي .... فلأتحرك من مكاني هذا ،
فلم أعد قادرة على التفكير فيما يريدون فعله بي ، يكفيني شعوري بالألم جراء تصرفات ألبرت في عالم الذكريات ،
وهكذا تركت الفصل وغادرت بصمت .
روبرت : هانا ، هل أنت ذاهبة لمكان ما ؟ انتظري ، هي لم تكن تقصد ...
وهكذا تجاهلت نداءه وخرجت بكل برود من الفصل ، هي لم تكن تقصد ! ... نعم هم لم يقصدوا شيئا ،
أنا الشريرة هنا لذا هلا تركتموني وشأني ... أم تريدون موتي ؟
وفور رنين جرس بداية الحصة التالية ، عدت مجددا للفصل ، وحدث ما كنت أتوقعه ،
التجاهل التام من قبل روبرت وكأنه لا يراني ، لم يكمل حديثه ولم ينظر إلي قط ،
حسنا يبدو بأنه سيكون دمية مطيعة جدا لهم .
وأخيرا انتهى يوم آخر ، أريد العودة لمنزلي حتى أتمكن من الولوج إلى عالم الذكريات وإيقاف ألبرت عما يفعله ،
وحينما هممت بالنهوض من مقعدي أجد روبرت يهمس لي قائلا : انتظري ، أريد أن أحدثك عن أمر ما ، إن غادرت فسأجعل حياتك جحيما .
آه... مجددا ، يا له من أسلوب مهذب من شخص وسيم مثله ، حسنا وماذا كنت أتوقع !
ورغم أن حياتي هي مجرد جحيم إلا أنني سأنتظر وسأستمع إلى ما سيقوله ...
فلن أخسر شيئا فلقد خسرت كل شيء بالفعل ! يا ترى هل ما سيقوله لي أمر من تدبير الملوك أم ماذا ؟
وهكذا وبعد خروج الجميع ، وحينما عم الصمت أجواء المكان ، خرج وتأكد من عدم وجود متصنتين في الجوار .
هانا : ما الذي ستفعله ؟ هل ستقول أخبارا عسكرية أم ماذا ؟
روبرت : أعتذر عما قلته منذ قليل ولكنها كانت الطريقة الوحيدة لجعلك تبقين ، اسمعي ، أنا أعلم بأن هؤلاء الأربعة خطرين للغاية .
هانا : هاه ؟ أنا لا أفهم ، هم خطرون ؟ لماذا ؟ إنهم يساعدون الجميع ، ويحظون على إهتمام كبير من قبل جميع الطلاب ؟
روبرت : أوه ، حسنا هانا ، يبدو أنك تفضلين إدعاء الغباء ، لقد أخبرني بعض الطلاب بأنهم حقا يؤيدون تصرفك في حادثة اختبار الفيزياء ،
كما أنهم أبدو إعجابا بك لمقاومتك لهؤلاء الأربعة ، إنهم يخشون بطشهم ولهذا هم يطيعونهم خوفا ورهبة .
وحينها فكرت ، ما الذي يحاول استدراجي إليه ؟ إنه يخدعني بالتأكيد ، فلأتصرف بذكاء وحكمة .
هانا : أنا حقا نادمة على فعلتي تلك ، لا أعلم عمن تتحدث بالضبط ، ولكن الجميع يرى بأنني مخطئة وأنا أيضا أوافقهم الرأي .
روبرت : أنت تكذبين ...
وحينها لم أستطع إخفاء مشاعري بالغضب وعلت وجهي نظرة حادة وتنهدت وقلت له : ما الذي تريده ؟
روبرت : هناك أمر ما يحيرني ...
هانا : وما هو ؟
روبرت : أنت لم تفتني بي ...!
هانا في دهشة : مــاااذااا ؟؟ ، ولماذا يتوجب علي الإفتنان بك ؟
روبرت : غالبا ما تفتن الفتيات بي لإمتلاكي أعين رمادية
هانا : هاهاها ، رمادية ... !! العالم كله أصبح رماديا في نظري ... لم أعد أبصر الألوان ...
وهنا ابتسم روبرت وضحك ضحكة هادئة : هاهاها ، إذن أنت ضحية لعالم الذكريات ...
هانا : ماذا ؟ كيف تعلم بأمر ذلك العالم ؟ هل الملوك على إطلاع بذلك العالم أيضا ؟
أوه ... تبا ، لقد زل لساني .
وهنا انفجر روبرت من الضحك : هاهاها ، الملوك ... لا لا ، وهل ظننت بأنني مُرسل إليك بأمر من هؤلاء الملوك ؟
إذن أنت تلقبينهم بالملوك ، هاهاها ، أنت فتاة مثيرة للغاية ... ها ها ها
وظل يضحك وأنا لم أعد أعلم بما يتوجب علي فعله ، لقد تمكن من إسقاط قناعي بمهارة ، ما الذي يخطط له يا ترى ؟
وحينما هدأ قال لي : لا تقلقي ، ثقي بي ، أنا حليف لك ، فأنا أيضا إحدى ضحايا عالم الذكريات ..
هانا : أنت ضحية لعالم الذكريات ... أليس كذلك ؟ وفي الوقت ذاته تطلب مني أن أثق بك ؟
هذا مستحيل ، لقد وثقت بألبرت وقام بخيانتي ، كيف لك أن تطلب مني أن أثق بشخص قد التقيته اليوم ؟
وما أدراني بأنك لن تخونني مثل ألبرت أو أنك شخص يستحق ثقتي ؟
روبرت : يبدو أنك أحببت ألبرت ووثقت به ! ألبرت هو حارس عالم الذكريات الخاص بك أليس كذلك ؟
بالنسبة لي كانت فتاة تدعى إيميلي .
هانا : ماذا ؟ أهو كيان متغير ؟
روبرت : بالطبع ، حتى يتمكن من إغواء فريسته بشكل محكم ، على كلٍ سواء أوثقت بي أم لم تثقي ، فإنني أثق بك ،
آه ... وأيضا ... أعيني ليست رمادية ، إذن أراك غدا .
مااااذاااا ؟؟
لقد خُدعت بالكامل ، تبا لذلك الـ روبرت !
وهكذا تركني في حالة من الصدمة والإندهاش !
هل أصدق كلماته ؟
لا ، لاأريد أن أفعل ذلك ، لا أريد أن أكرر الخطأ ذاته مرتين ،
لا أريد الوثوق مجددا في أي شخص ،
أريد فقط مداواة جروحي في صمت ...
أهذا أيضا ... يعد طلبا صعب المنال ؟
الفتيان الوسيمون مثيرون للمشاكل حقا .... !!!
نهاية الفصل
لاتحرموني من ردودكم ^^
نهاية الفصل ليست كئيبة مثلما في العادة
واعذروني على التأخير في طرح الفصول :tb3: