في ذكر شئ من الأدوية
والأغذية المفردة
التي جاءت على لسانه صلى الله عليه وسلم مرتبة
على حروف المعجم
حرف
الهمزة
إثمد :
هو حجر الكحل الأسود ، يؤتى به من أصبهان ، وهو أفضله
ويؤتى به من جهة المغرب أيضاً ، وأجوده السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص ، وداخله
أملس ليس فيه شئ من الأوساخ .
ومزاجه
بارد يابس ينفع العين ويقويها ، ويشد أعصابها ، ويحفظ صحتها ، ويذهب اللحم الزائد
في القروح ويدملها ، وينقي أوساخها ، ويجلوها ، ويذهب الصداع إذا اكتحل به مع
العسل المائي الرقيق ، وإذا دق وخلط ببعض الشحوم الطرية ، ولطخ على حرق النار ، لم
تعرض فيه خشكريشة ، ونفع من التنفط الحادث بسببه ، وهو أجود أكحال العين لا سيما
للمشايخ ، والذين قد ضعفت أبصارهم إذا جعل معه شئ من المسك .
أترج :
ثبت في
الصحيح : عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ، طعمها طيب ،
وريحها طيب " .
في
الأترج منافع كثيرة ، وهو مركب من أربعة أشياء : قشر ، ولحم ، وحمض ، وبزر ، ولكل
واحد منها مزاج يخصه ، فقشره حار يابس ، ولحمه حار رطب ، وحمضه بارد يابس ، وبزره
حار يابس .
ومن
منافع قشره : أنه إذا جعل في الثياب منع السوس ، ورائحته تصلح فساد الهواء والوباء
، ويطيب النكهة إذا أمسكه في الفم ، ويحلل
الرياح ، وإذا جعل في الطعام كالأبازير ، أعان على الهضم . قال صاحب القانون
: وعصارة قشره تنفع من نهش الأفاعي شرباً ، وقشره ضماداً ، وحراقة قشره
طلاء جيد للبرص . انتهى .
وأما
لحمه : فملطف لحرارة المعدة ، نافع لأصحاب المرة الصفراء ، قامع للبخارات الحارة .
وقال الغافقي : أكل لحمه ينفع البواسير . انتهى .
وأما
حمضه : فقابض كاسر للصفراء ، ومسكن للخفقان الحار ، نافع من اليرقان شرباً
واكتحالاً ، قاطع للقئ الصفراوي ، مشه للطعام ، عاقل للطبيعة ، نافع من الإسهال
الصفراوي ، وعصارة حمضه يسكن غلمة النساء ، وينفع طلاء من الكلف ، ويذهب بالقوباء
، ويستدل على ذلك من فعله في الحبر إذا وقع في الثياب قلعه ، وله قوة تلطف ، وتقطع
، وتبرد ، وتطفئ حرارة الكبد، وتقوي المعدة ، وتمنع حدة المرة الصفراء ، وتزيل
الغم العارض منها ، وتسكن العطش .
وأما
بزره : فله قوة محللة مجففة . وقال ابن ماسويه : خاصية حبه النفع من السموم
القاتلة إذا شرب منه وزن مثقال مقشراً بماء فاتر وطلاء مطبوخ 0 وإن دق ووضع على
موضع اللسعة ، نفع ، وهو ملين للطبيعة ، مطيب للنكهة ، وأكثر هذا الفعل موجود في
قشره ، وقال غيره : خاصية حبه النفع من لسعات العقارب إذا شرب منه وزن مثقالين
مقشراً بماء فاتر ، وكذلك إذا دق ووضع على موضع اللدغة . وقال غيره : حبه يصلح
للسموم كلها ، وهو نافع من لدغ الهوام كلها .
وذكر
أن بعض الأكاسرة غضب على قوم من الأطباء ، فأمر بحبسهم ، وخيرهم أدماً لا يزيد لهم
عليه ، فاختاروا الأترج ، فقيل لهم : لم
اخترتموه على غيره ؟ فقالوا : لأنه في العاجل ريحان ، ومنظره مفرح ، وقشره طيب
الرائحة ، ولحمه فاكهة ، وحمضه أدم ، وحبه ترياق ، وفيه دهن .
وحقيق
بشئ هذه منافعه أن يشبه به خلاصة الوجود ، وهو المؤمن الذي يقرأ القرآن ، وكان بعض
السلف يحب النظر إليه لما في منظره من التفريح .
أرز :
فيه حديثان باطلان موضوعان على رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، أحدهما : أنه " لو كان رجلاً ، لكان حليماً " الثاني :
" كل شئ أخرجته الأرض ففيه داء وشفاء إلا الأرز ، فإنه شفاء لا داء فيه
" ذكرناهما تنبيهاً وتحذيراً من نسبتهما إليه صلى الله عليه وسلم .
وبعد
فهو حار يابس ، وهو أغذى الحبوب بعد الحنطة ، وأحمدها خلطاً ، يشد البطن شداً
يسيراً ، ويقوي المعدة ، ويدبغها ، ويمكث فيها . وأطباء الهند تزعم ، أنه أحمد
الأغذية وأنفعها إذا طبخ بألبان البقر ، وله تأثير في خصب البدن ، وزيادة المني ،
وكثرة التغذية ، وتصفية اللون .
أرز
: بفتح الهمزة وسكون الراء : وهو الصنوبر ، ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله
: " مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع، تفيئها الرياح ، تقيمها مرة ، وتميلها
أخرى، ومثل المنافق مثل الأرزة لا تزال قائمة على أصلها حتى يكون انجعافها مرة
واحدة"، وحبه حار رطب ، وفيه إنضاج وتليين ، وتحليل ، ولذع يذهب بنقعه في
الماء ، وهو عسر الهضم ، وفيه تغذية كثيرة ، وهو جيد للسعال ، ولتنقية رطوبات
الرئة ، ويزيد في المني ، ويولد مغصاً ، وترياقه حب الرمان المر .
إذخر :
ثبت في
الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه
قال في مكة : " لا يختلى خلاها ،
فقال له العباس رضي الله عنه : إلا الإذخر يا رسول الله ، فإنه لقينهم ولبيوتهم ،
فقال : إلا الإذخر " .
والإذخر
حار في الثانية ، يابس في الأولى ، لطيف مفتح للسدد وأفواه العروق ، يدر البول
والطمث ، ويفتت الحصى ، ويحلل الأورام الصلبة في المعدة والكبد والكليتين شرباً وضماداً
، وأصله يقوي عمود الأسنان والمعدة ، ويسكن الغثيان ، ويعقل البطن .
حرف
الباء
بطيخ :
روى أبو داود والترمذي ، عن النبي صلى الله عليه
وسلم ، أنه كان يأكل البطيخ بالرطب ، يقول : " نكسر حر هذا ببرد هذا ، وبرد
هذا بحر هذا " .
وفي
البطيخ عدة أحاديث لا يصح منها شئ غير هذا الحديث الواحد ، والمراد به الأخضر ،
وهو بارد رطب ، وفيه جلاء ، وهو أسرع انحداراً عن المعدة من القثاء والخيار ، وهو
سريع الإستحالة إلى أي خلط كان صادفه في المعدة ، وإذا كان آكله محروراً انتفع به
جداً ، وإن كان مبروداً دفع ضرره بيسير من الزنجيل ونحوه ، وينبغي أكله قبل الطعام
، ويتبع به ، وإلا غثى وقيأ ، وقال بعض الأطباء : إنه قبل الطعام يغسل البطن غسلاً
، ويذهب بالداء أصلاً .
بلح :
روى النسائي وابن ماجه في سننهما
: من هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " كلوا البلح بالتمر ، فإن الشيطان إذا نظر إلى
ابن آدم يأكل البلح بالتمر يقول : بقي ابن آدم حتى أكل الحديث بالعتيق " .
وفي رواية : " كلوا البلح بالتمر ، فإن الشيطان يحزن إذا رأى ابن آدم يأكله
يقول : عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق " ، رواه البزار في مسنده
وهذا لفظه .
قلت
: الباء في الحديث بمعنى : مع ، أي : كلوا هذا مع هذا قال بعض أطباء الإسلام :
إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكل البلح بالتمر ، ولم يأمر بأكل البسر مع
التمر ، لأن البلح بارد يابس ، والتمر حار رطب ، ففي كل منهما إصلاح للآخر ، وليس
كذلك البسر مع التمر ، فإن كل واحد منهما حار ، وإن كانت حرارة التمر أكثر ، ولا
ينبغي من جهة الطب الجمع بين حارين أو باردين ، كما تقدم . وفي هذا الحديث :
التنبيه على صحة أصل صناعة الطب ، ومراعاة التدبير الذي يصلح في دفع كيفيات
الأغذية والأدوية بعضها ببعض ، ومراعاة القانون الطبي الذي تحفظ به الصحة .
وفي
البلح برودة ويبوسة ، وهو ينفع الفم واللثة والمعدة ، وهو رديء للصدر والرئة
بالخشونة التي فيه ، بطيء في المعدة يسير التغذية ، وهو للنخلة كالحصرم لشجرة
العنب ، وهما جميعاً يولدان رياحاً ، وقراقر ، ونفخاً ، ولا سيما إذا شرب عليهما
الماء ، ودفع مضرتهما بالتمر ، أو بالعسل والزبد .
بسر
: ثبت في الصحيح : أن أبا الهيثم بن التيهان ، لما ضافه النبي
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما ، جاءهم بعذق - وهو من النخلة
كالعنقود من العنب - فقال له : " هلا انتقيت لنا من رطبه فقال :
أحببت أن تنتقوا من بسره ورطبه " .
البسر
: حار يابس ، ويبسه أكثر من حره ، ينشف الرطوبة ، ويدبغ المعدة ، ويحبس البطن ،
وينفع اللثة والفم ، وأنفعه ما كان هشاً وحلواً ، وكثرة أكله وأكل البلح يحدث
السدد في الأحشاء .
بيض
: ذكر البيهقي في شعب الإيمان أثراً مرفوعاً : أن نبياً من الأنبياء شكى إلى
الله سبحانه الضعف ، فأمره بأكل البيض .
وفي ثبوته نظر ، ويختار من البيض الحديث على العتيق ، وبيض الدجاج على سائر بيض
الطير ، وهو معتدل يميل إلى البرودة قليلاً .
قال
صاحب القانون : ومحه : حار رطب ، يولد دماً صحيحاً محموداً ،
ويغذي غذاءاً يسيراً ، ويسرع الإنحدار من المعدة إذا كان رخواً . وقال غيره : مح
البيض : مسكن للألم ، مملس للحلق وقصبة الرئة ، نافع للحلق والسعال وقروح الرئة
والكلى والمثانة ، مذهب للخشونة ، لا سيما إذا أخذ بدهن اللوز الحلو ، ومنضج لما
في الصدر ، ملين له ، مسهل لخشونة الحلق ، وبياضه إذا قطر في العين الوارمة ورماً
حاراً ، برده ، وسكن الوجع وإذا لطخ به حرق النار أو ما يعرض له ، لم يدعه يتنفط ،
وإذا لطخ به الوجع ، منع الإحتراق العارض من الشمس ، واذا خلط بالكندر ، ولطخ على
الجبهة ، نفع من النزلة .
وذكره
صاحب القانون في الأدوية القلبية ، ثم قال : وهو - وإن لم
يكن من الأدوية المطلقة - فإنه مما له مدخل في تقوية القلب جداً أعني الصفرة ، وهي
تجمع ثلاثة معان : سرعة الإستحالة إلى الدم ، وقلة الفضلة ، وكون الدم المتولد منه
مجانساً للدم الذي يغذو القلب خفيفاً مندفعاً إليه بسرعة ، ولذلك هو أوفق ما
يتلافى به عادية الأمراض المحللة لجوهر الروح .
بصل :
روى أبو داود في سننه :
عن عائشة رضي الله عنها ، أنها سئلت عن البصل ، فقالت : إن آخر طعام أكله رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان فيه بصل .
وثبت
عنه في الصحيحين أنه منع آكله من دخول المسجد .
والبصل
: حار في الثالثة ، وفيه رطوبة فضلية ينفع من تغير المياه ، ويدفع ريح السموم ،
ويفتق الشهوة ، ويقوي المعدة ، ويهيج الباه ، ويزيد في المني ، ويحسن اللون ،
ويقطع البلغم ، ويجلو المعدة ، وبزره يذهب البهق ، ويدلك به حول داء الثعلب ،
فينفع جداً ، وهو بالملح يقلع الثآليل ، وإذا شمه من شرب دواء مسهلاً منعه من القئ
والغثيان ، وأذهب رائحة ذلك الدواء ، وإذا استعط بمائه ، نقى الرأس ، ويقطر في
الأذن لثقل السمع والطنين والقيح ، والماء الحادث في الأذنين ، وينفع من الماء
النازل في العينين اكتحالاً يكتحل ببزره مع العسل لبياض العين ، والمطبوخ منه كثير
الغذاء ينفع من اليرقان والسعال ، وخشونة الصدر ، ويدر البول ، ويلين الطبع ، وينفع من عضة الكلب غير
الكلب إذا نطل عيها ماؤه بملح وسذاب ، وإذا احتمل ، فتح أفواه البواسير .
وأما
ضرره : فإنه يورث الشقيقة ، ويصدع الرأس ، ويولد أرياحاً ، ويظلم البصر ، وكثرة
أكله تورث النسيان ، ويفسد العقل ، ويغير رائحة الفم والنكهة ، ويؤذي الجليس ،
والملائكة ، وإماتته طبخاً تذهب بهذه المضرات منه .
وفي
السنن : أنه صلى الله عليه وسلم أمر آكله وآكل الثوم أن يميتهما طبخاً ويذهب
رائحته مضغ ورق السذاب عليه .
باذنجان :
في الحديث الموضوع المختلق على رسول الله صلى
الله عليه وسلم : " الباذنجان لما أكل له " ، وهذا الكلام مما يستقبح
نسبته إلى آحاد العقلاء ، فضلاً عن الانبياء ، وبعد : فهو نوعان : أبيض وأسود ،
وفيه خلاف ، هل هو بارد أو حار ؟ والصحيح : أنه حار ، وهو مولد للسوداء والبواسير
، والسدد والسرطان والجذام ، ويفسد اللون ويسوده ، ويضر بنتن الفم ، والأبيض منه
المستطيل عار من ذلك .
حرف
التاء
تمر :
ثبت
في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : " من تصبح بسبع
تمرات وفي لفظ : من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر
" . وثبت عنه أنه قال : " بيت لا تمر فيه جياع أهله " . وثبت عنه
أكل التمر بالزبد ، وأكل التمر بالخبز ، وأكله مفرداً .
وهو
حار في الثانية ، وهل هو رطب في الأولى ، أو يابس فيها ؟ . على قولين . وهو مقو
للكبد ، ملين للطبع ، يزيد في الباه ، ولا سيما مع حب الصنوبر ، ويبرئ من خشونة
الحلق ، ومن لم يعتده كأهل البلاد الباردة فإنه يورث لهم السدد ، ويؤذي الأسنان ،
ويهيج الصداع ، ودفع ضرره باللوز والخشخاش ، وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن بما
فيه من الجوهر الحار الرطب ، وأكله على الريق يقتل الدود ، فإنه مع حرارته فيه قوة
ترياقية ، فإذا أديم استعماله على الريق ، خفف مادة الدود ، وأضعفه وقلله ، أو
قتله ، وهو فاكهة وغذاء ، ودواء وشراب وحلوى .
تين :
لما لم يكن التين بأرض الحجاز والمدينة ، لم يأت
له ذكر في السنة ، فإن أرضه تنافي أرض النخل ، ولكن قد أقسم الله به في كتابه ،
لكثرة منافعه وفوائده ، والصحيح : أن المقسم به : هو التين المعروف .
وهو
حار ، وفي رطوبته ويبوسته قولان ، وأجوده : الأبيض الناضج القشر ، يجلو رمل الكلى
والمثانة ، ويؤمن من السموم ، وهو أغذى من جميع الفواكه وينفع خشونة الحلق والصدر
، وقصبة الرئة ، ويغسل الكبد والطحال ، وينقي الخلط البلغمي من المعدة ، ويغذو
البدن غذاء جيداً ، إلا أنه يولد القمل إذا أكثر منه جداً .
ويابسه
يغذو وينفع العصب ، وهو مع الجوز واللوز محمود ، قال جالينوس : وإذا أكل مع الجوز والسذاب قبل أخذ السم القاتل
، نفع ، وحفظ من الضرر .
ويذكر
عن أبي الدرداء : أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم طبق من تين ، فقال : "
كلوا و أكل منه ، وقال : لو قلت : إن فاكهة نزلت من الجنة قلت : هذه ،
لأن فاكهة الجنة بلا عجم ، فكلوا منها فإنها تقطع البواسير ، وتنفع من النقرس
" . وفي ثبوت هذا نظر .
واللحم
منه أجود ، ويعطش المحرورين ، ويسكن العطش الكائن عن البلغم المالح ، وينفع السعال
المزمن ، ويدر البول ، ويفتح سدد الكبد والطحال ، ويوافق الكلى والمثانة ، ولأكله
على الريق منفعة عجيبة في تفتيح مجاري الغذاء وخصوصاً باللوز والجوز ، وأكله مع
الأغذية الغليظة رديء جداً ، والتوت الأبيض قريب منه ، لكنه أقل تغذية وأضر
بالمعدة .
تلبينة :
قد تقدم إنها ماء الشعير المطحون ، وذكرنا
منافعها ، وأنها أنفع لأهل الحجاز من ماء الشعير الصحيح .
حرف
الثاء
ثلج :
ثبت في
الصحيح : عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : " اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد " .
وفي
هذا الحديث من الفقه : أن الداء يداوى بضده ، فان في الخطايا من الحرارة والحريق
ما يضاده الثلج والبرد ، والماء البارد ، ولا يقال : إن الماء الحار أبلغ في إزالة
الوسخ ، لأن في الماء البارد من تصليب الجسم وتقويته ما ليس في الحار ، والخطايا
توجب أثرين : التدنيس والإرخاء ، فالمطلوب مداواتها بما ينظف القلب ويصلبه ، فذكر
الماء البارد والثلج والبرد إشارة إلى هذين الأمرين .
وبعد
فالثلج بارد على الأصح ، وغلط من قال : حار ، وشبهته تولد الحيوان فيه ، وهذا لا
يدل على حرارته ، فإنه يتولد في الفواكه الباردة ، وفي الخل ، وأما تعطيشه ،
فلتهييجه الحرارة لا لحرارته في نفسه ، ويضر المعدة والعصب ، وإذا كان وجع الأسنان
من حرارة مفرطة ، سكنها .
ثوم :
هو قريب من البصل ، وفي الحديث : " من أكلهما
فليمتهما طبخاً " . وأهدي إليه طعام فيه ثوم ، فأرسل به إلى أبي أيوب
الأنصاري ، فقال : يا رسول الله ، تكرهه وترسل به إلي ؟ فقال : " إني أناجي
من لا تناجي " .
وبعد
فهو حار يابس في الرابعة ، يسخن تسخيناً قوياً ، ويجفف تجفيفاً بالغاً ، نافع للمبرودين
، ولمن مزاجه بلغمي ، ولمن أشرف على الوقوع في الفالج ، وهو مجفف للمني ، مفتح
للسدد ، محلل للرياح الغليظة ، هاضم للطعام ، قاطع للعطش ، مطلق للبطن ، مدر للبول
، يقوم في لسع الهوام وجميع الأورام الباردة مقام الترياق ، وإذا دق وعمل منه ضماد
على نهش الحيات ، أو على لسع العقارب ، نفعها وجذب السموم منها ، ويسخن البدن ،
ويزيد في حرارته ، ويقطع البلغم ، ويحلل النفخ ، ويصفي الحلق ، ويحفظ صحة أكثر
الأبدان ، وينفع من تغير المياه ، والسعال المزمن ، ويؤكل نيئاً ومطبوخاً ومشوياً
، وينفع من وجع الصدر من البرد ، ويخرج العلق من الحلق ، وإذا دق مع الخل والملح
والعسل ، ثم وضع على الضرس المتأكل ، فتته وأسقطه ، وعلى الضرس الوجع ، سكن وجعه .
وإن دق منه مقدار درهمين ، وأخذ مع ماء العسل ، أخرج البلغم والدود ، وإذا طلي
بالعسل على البهق ، نفع .
ومن
مضاره : أنه يصدع ، ويضر الدماغ والعينين ، ويضعف البصر والباه ، ويعطش ، ويهيج
الصفراء ، ويجيف رائحة الفم ، ويذهب رائحته أن يمضع عليه ورق السذاب .
ثريد :
ثبت في
الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم
أنه قال : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " .
والثريد
وإن كان مركباً ، فإنه مركب من خبز ولحم ، فالخبز أفضل الأقوات ، واللحم سيد
الإدام ، فإذا اجتمعا لم يكن بعدهما غاية .
وتنازع
الناس أيهما أفضل ؟ والصواب أن الحاجة إلى الخبز أكثر وأعم ، واللحم أجل وأفضل ،
وهو أشبه بجوهر البدن من كل ما عداه ، وهو طعام أهل الجنة ، وقد قال تعالى لمن طلب
البقل ، والقثاء ، والفوم ، والعدس ، والبصل : " أتستبدلون الذي هو أدنى
بالذي هو خير " [ البقرة : 62 ] ، وكثير من السلف على أن الفوم الحنطة ، وعلى
هذا فالآية نص على أن اللحم خير من الحنطة .
حرف
الجيم
جمار :
قلب النخل ، ثبت في الصحيحين
: عن عبد الله بن عمر قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
جلوس ، إذ أتي بجمار نخلة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن من الشجر
شجرة مثل الرجل المسلم لا يسقط ورقها . . . الحديث " . والجمار : بارد يابس
في الأولى ، يختم القروح ، وينفع من نفث الدم ، واستطلاق البطن ، وغلبة المرة
الصفراء ، وثائرة الدم وليس برديء الكيموس ، ويغذو غذاء يسيراً ، وهو بطيء الهضم ،
وشجرته كلها منافع ، ولهذا مثلها النبي صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم لكثرة
خيره ومنافعه .
جبن :
في السنن
عن عبد الله بن عمر قال : " أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجبنة في
تبوك ، فدعا بسكين ، وسمى وقطع " رواه أبو داود ، وأكله الصحابة رضي الله
عنهم بالشام ، والعراق ، والرطب منه غير المملوح جيد للمعدة ، هين السلوك في
الأعضاء ، يزيد في اللحم ، ويلين البطن تلييناً معتدلاً ، والمملوح أقل غذاء من
الرطب ، وهو رديء للمعدة ، مؤذ للأمعاء ، والعتيق يعقل البطن ، وكذا المشوي ،
وينفع القروح ، ويمنع الإسهال .
وهو
بارد رطب ، فإن استعمل مشوياً ، كان أصلح لمزاجه ، فإن النار تصلحه وتعدله ، وتلطف
جوهره ، وتطيب طعمه ورائحته . والعتيق المالح ، حار يابس ، وشيه يصلحه أيضاً
بتلطيف جوهره ، وكسر حرافته لما تجذبه النار منه من الأجزاء الحارة اليابسة
المناسبة لها ، والمملح منه يهزل ، ويولد حصاة الكلى والمثانة ، وهو رديء للمعدة ،
وخلطه بالملطفات أردأ بسبب تنفيذها له إلى المعدة .
حرف
الحاء
حناء :
قد تقدمت الأحاديث في فضله ، وذكر منافعه ،
فأغنى عن إعادته .
حبة السوداء
:
ثبت في
الصحيحين : من حديث أبي سلمة ، عن
أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عليكم
بهذه الحبة السوداء ، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام " . والسام : الموت
.
الحبة
السوداء : هي الشونيز في لغة الفرس ، وهي الكمون الأسود ، وتسمى الكمون الهندي ،
قال الحربي ، عن الحسن : إنها الخردل ، وحكى الهروي : أنها الحبة الخضراء ثمرة
البطم ، وكلاهما وهم ، والصواب : أنها الشونيز .
وهي
كثيرة المنافع جداً ، وقوله : " شفاء من كل داء " ، مثل قوله تعالى :
" تدمر كل شيء بأمر ربها " [ الأحقاف : 25 ] أي : كل شئ يقبل التدمير
ونظائره ، وهي نافعة من جميع الأمراض الباردة ، وتدخل في الأمراض الحارة اليابسة
بالعرض ، فتوصل قوى الأدوية الباردة الرطبة إليها بسرعة تنفيذها إذا أخذ يسيرها .
وقد
نص صاحب القانون وغيره ، على الزعفران في قرص الكافور لسرعة
تنفيذه وإيصاله قوته ، وله نظائر يعرفها حذاق الصناعة ، ولا تستبعد منفعة الحار في
أمراض حارة بالخاصية ، فإنك تجد ذلك في أدوية كثيرة ، منها : الأنزروت وما يركب
معه من أدوية الرمد ، كالسكر وغيره من المفردات الحارة ، والرمد ورم حار باتفاق
الأطباء ، وكذلك نفع الكبريت الحار جداً من الجرب .
والشونيز
حار يابس في الثالثة ، مذهب للنفخ ، مخرح لحب القرع ، نافع من البرص وحمى الربع :
والبلغمية مفتح للسدد ، ومحلل للرياح ، مجفف لبلة المعدة ورطوبتها . وإن دق وعجن
بالعسل ، وشرب بالماء الحار ، أذاب الحصاة التي تكون في الكليتين والمثانة ، ويدر
البول والحيض واللبن إذا أديم شربه أياماً ، وان سخن بالخل ، وطلي على البطن ، قتل
حب القرع ، فإن عجن بماء الحنظل الرطب ، أو المطبوخ ، كان فعله في إخراج الدود
أقوى ، ويجلو ويقطع ، ويحلل ، ويشفي من الزكام البارد إذا دق وصير في خرقة ، واشتم
دائماً ، أذهبه .
ودهنه
نافع لداء الحية ، ومن الثآليل والخيلان ، وإذا شرب منه مثقال بماء ، نفعع من
البهر وضيق النفس ، والضماد به ينفع من الصداع البارد ، واذا نقع منه سبع حبات
عدداً في لبن امرأة ، وسعط به صاحب اليرقان ، نفعه نفعاً بليغاً .
وإذا
طبخ بخل ، وتمضمض به ، نفع من وجع الأسنان عن برد ، وإذا استعط به مسحوقاً ، نفع
من ابتداء الماء العارض في العين ، وإن ضمد به مع الخل ، قلع البثور والجرب
المتقرح ، وحلل الأورام البلغمية المزمنة ، والأورام الصلبة ، وينفع من اللقوة إذا
تسعط بدهنه ، وإذا شرب منه مقدار نصف مثقال إلى مثقال ، نفع من لسع الرتيلاء ، وإن
سحق ناعماً وخلط بدهن الحبة الخضراء ، وقطر منه في الأذن ثلاث قطرات ، نفع من
البرد العارض فيها والريح والسدد .
وإن
قلي ، ثم دق ناعماً ، ثم نقع في زيت ، وقطر في الأنف ثلاث قطرات أو أربع ، نفع من
الزكام العارض معه عطاس كثير .
وإذا
أحرق وخلط بشمع مذاب بدهن السوسن ، أو دهن الحناء ، وطلي به القروح الخارجة من
الساقين بعد غسلها بالخل ، نفعها وأزال القروح .
وإذا
سحق بخل ، وطلي به البرص والبهق الأسود ، والحزاز الغليظ ، نفعها وأبرأها .
وإذا سحق ناعماً ، واستف منه كل يوم درهمين بماء
بارد من عضه كلب كلب قبل أن يفرغ من الماء ، نفعه نفعاً بليغاً ، وأمن على نفسه من
الهلاك . وإذا استعط بدهنه ، نفع من الفالج والكزاز ، وقطع موادهما ، وإذا دخن به
، طرد الهوام .
وإذا
أذيب الأنزروت بماء ، ولطخ على داخل الحلقة ، ثم ذر عليها الشونيز ، كان من
الذرورات الجيدة العجيبة النفع من البواسير ، ومنافعه أضعاف ما ذكرنا ، والشربة
منه درهمان ، وزعم قوم أن الإكثار منه قاتل .
حرير
: قد تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم أباحه للزبير ، ولعبد الرحمن بن عوف من حكة
كانت بهما ، وتقدم منافعه ومزاجه ، فلا حاجة إلى إعادته .
حرف :
قال أبو حنيفة الدينوري : هذا هو الحب الذي
يتداوى به ، وهو الثفاء الذي جاء فيه الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ونباته
يقال له : الحرف ، وتسميه العامة : الرشاد ، وقال أبو عبيد : الثفاء : هو الحرف .
قلت
: والحديث الذي أشار إليه ، ما رواه أبو عبيد وغيره ، من حديث ابن عباس رضي الله
عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ماذا في الأمرين من الشفاء
؟ الصبر والثفاء " رواه أبو داود في المراسيل .
وقوته
في الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة ، وهو يسخن ، ويلين البطن ، ويخرج الدود
وحب القرع ، ويحلل أورام الطحال ، ويحرك شهوة الجماع ، ويجلو الجرب المتقرح
والقوباء .
وإدا
ضمد به مع العسل ، حلل ورم الطحال ، وإذا طبخ مع الحناء أخرج الفضول التي في الصدر
، وشربه ينفع من نهش الهوام ولسعها ، وإذا دخن به في موضع ، طرد الهوام عنه ،
ويمسك الشعر المتساقط ، وإذا خلط بسويق الشعير والخل ، وتضمد به ، نفع من عرق
النسا ، وحلل الأورام الحارة في آخرها .
وإذا
تضمد به مع الماء والملح أنضج الدماميل ، وينفع من الإسترخاء في جميع الاعضاء ،
ويزيد في الباه ، ويشهي الطعام ، وينفع الربو ، وعسر التنفس ، وغلظ الطحال ، وينقي
الرئة ، ويدر الطمث ، وينفع من عرق النساء ، ووجع حق الورك مما يخرج من الفضول ،
إذا شرب أو احتقن به ، ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم اللزج .
وإن
شرب منه بعد سحقه وزن خمسة دراهم بالماء الحار ، أسهل الطبيعة ، وحلل الرياح ،
ونفع من وجع القولنج البارد السبب ، وإذا سحق وشرب ، نفع من البرص .
وإن
لطخ عليه وعلى البهق الأبيض بالخل ، نفع منهما ، وينفع من الصداع الحادث من البرد
والبلغم ، وإن قلي ، وشرب ، عقل الطبع لا سيما إذا لم يسحق لتحلل لزوجته بالقلي ،
وإذا غسل بمائه الرأس ، نشاه من الاوساخ والرطوبات اللزجة .
قال
جالينوس : قوته مثل قوة بزر الخردل ، ولذلك قد يسخن به أوجاع الورك المعروفة
بالنسا ، وأوجاع الرأس ، وكل واحد من العلل التي تحتاج إلى التسخين ، كما يسخن بزر
الخردل ، وقد يخلط أيضاً في أدوية يسقاها أصحاب الربو من طريق أن الأمر فيه معلوم
أنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعاً قوياً ، كما يقطعها بزر الخردل ، لأنه شبيه به
في كل شئ .
حلبة :
يذكر
عن النبي صلى الله عليه وسلم ، " أنه عاد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بمكة
، فقال : ادعوا له طبيباً ، فدعي الحارث بن كلدة ، فنظر إليه ، فقال : ليس عليه
بأس ، فاتخذوا له فريقة ، وهي الحلبة مع تمر عجوة رطب يطبخان ، فيحساهما ، ففعل
ذلك ، فبرئ" .
وقوة
الحلبة من الحرارة في الدرجة الثانية ، ومن اليبوسة في الأولى ، وإذا طبخت بالماء
، لينت الحلق والصدر والبطن ، وتسكن السعال والخشونة والربو ، وعسر النفس ، وتزيد
في الباه ، وهي جيدة للريح والبلغم والبواسير ، محدرة الكيموسات المرتبكة في
الأمعاء ، وتحلل البلغم اللزج من الصدر ، وتنفع من الدبيلات وأمراض الرئة ،
وتستعمل لهذه الأدواء في الأحشاء مع السمن والفانيذ .
وإذا
شربت مع وزن خمسة دراهم فوة ، أدرت الحيض ، وإذا طبخت ، وغسل بها الشعر جعدته ،
وأذهبت الحزاز .
ودقيقها
إذا خلط بالنطرون والخل ، وضمد به ، حلل ورم الطحال ، وقد تجلس المرأة في الماء
الذي طبخت فيه الحلبة ، فتنتفع به من وجع الرحم العارض من ورم فيه . وإذا ضمد به
الأورام الصلبة القليلة الحرارة ، نفعتها وحللتها ، وإذا شرب ماؤها ، نفع من المغص
العارض من الرياح ، وأزلق الأمعاء .
وإذا
أكلت مطبوخة بالتمر ، أو العسل ، أو التين على الريق ، حللت البلغم اللزج العارض
في الصدر والمعدة ، ونفعت من السعال المتطاول منه.
وهي
نافعة من الحصر ، مطلقة للبطن ، وإذا وضعت على الظفر المتشنج أصلحته ، ودهنها ينفع
إذا خلط بالشمع من الشقاق العارض من البرد ، ومنافعها أضعاف ما ذكرنا .
ويذكر
عن القاسم بن عبد الرحمن ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
استشفوا بالحلبة " وقال بعض الأطباء : لو علم الناس منافعها ، لاشتروها
بوزنها ذهباً .
حرف
الخاء
خبز :
ثبت في
الصحيحين ، عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار كما يكفؤ
أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة " .
وروى
أبو داود في سننه : من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : كان
أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد من الخبز ، والثريد من الحيس
.
وروى
أبو داود في سننه أيضاً ، من حديث ابن عمر رضي الله عنه ، قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وددت أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء
ملبقة بسمن ولبن ، فقام رجل من القوم
فاتخذه ، فجاء به ، فقال : في أي شئ كان هذا السمن ؟ فقال : في عكة ضب ، فقال : ارفعه ".
وذكر
البيهقي من حديث عائشة رضي الله عنها ترفعه : " أكرموا الخبز ، ومن كرامته أن
لا ينتظر به الإدام " والموقوف أشبه ، فلا يثبت رفعه ، ولا رفع ما قبله .
وأما
حديث النهى عن قطع الخبز بالسكين ، فباطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، وإنما المروي : النهي عن قطع اللحم بالسكين ، ولا يصح أيضاً .
قال
مهنا : سألت أحمد عن حديث أبي معشر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله
عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقطعوا اللحم بالسكين ، فإن ذلك
من فعل الأعاجم " . فقال : ليس بصحيح ، ولا يعرف هذا ، وحديث عمرو بن أمية
خلاف هذا ، وحديث المغيرة - يعني بحديث عمرو بن أمية - : كان النبي صلى الله عليه
وسلم يحتز من لحم الشاة . وبحديث المغيرة أنه لما أضافه أمر بجنب فشوي ، ثم أخذ
الشفرة ، فجعل يحز .