تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
مرحبا ، لم أكتب في حياتي من قبل أبدا وليست لدي موهبة الكتابة ولا الخيال لكن أردت أن أشارك في هذه المسابقة كما ذكرت من قبل ، المهرجان هو الوحيد الذي لا أهتم فيه للفوز كما المشاركة ~ أتمنى أن لا يقرأ أحد ما سأكتبه وتعطيني روز وسام المشاركة فقط xD أنا سلوى ، في السادس عشر من عمري ، أدرس في الثانية ثانوي ، درستُ بجد لكي أحضر للباكالوريوس السنة المقبلة ، فكما نعلم أن الباكالوريوس ليست آخر سنة من الثانوية فقط ، بل حصاد 3 سنوات بالكامل . طبعًا هذا ما كنت أتوقع ، لكن حدث شيء غير مجرى حياتي بالكامل. تقدم لي شاب للزواج ، إسمه أيهم و عمره 34 سنة ، ضعف عمري تقريبا ، تقبلت الخبر بصدر رحب لأنه لطالما تقدم لي الكثير فيرفضهم أبي بحجة دراستي ، لكن سرعان ما أتتني الصدمة عندما علمتُ أن أبي وافق على الزواج. لم أكن أعلم كيف سأتصرف وما الذي يجدر بي فعله ، فجلّ ما كان يشغل بالي هو الدراسة ، لم أتخيل يوما أنني سأوضع أمام هذا القرار الذي سيغير مستقبلي وحياتي ومخططاتي ، ذهبت لأبي مباشرة كي أستفسر عن الأمر ، فأخبرني أنه شاب عاقل ومثقف ، ومن عائلة غنية. أوه ، فهمت الآن ، طبعا كيف لأبي ، الذي لا يشغل تفكيره شيئا سوى المال ، أن يرفض شابا غنيا يتقدم للزواج بي ، توقعت أن يكون هنالك من لا يزال يفكر بهذا النحو ، لكن لم أتوقع أن يحرمني أبي من دراستي ومستقبلي فقط لأجل الثروة ، حاولت الرفض لكنه يتحجج قائلا بأنه يهتم لأمري ويرغب في أن أحصل على حياة الرفاهية التي لطالما كان يتمنى أن يعيشها هو ويوفرها لعائلته. شعرت وكأنني دخلت في دوامة سوداء ولم أعِ بنفسي إلا وأنا أردي الثوب الأبيض ، ثوب الزفاف ، سلمتُ أمري لقدري وتقبلت نصيبي وحاولت التعايش مع الوضع. بعد الزواج اتضح أن أيهم ليس بالشخص النبيل ، ولا المثقف ولا العاقل ، لا أعتقد أنه يملك خصلة حميدة واحدة ، فلطالما فكرت في الأمر لأقنع نفسي بأن أبقى بجانبه ولكن دون جدوى ، كان زير نساء ومدمن كحول ، فكرت في الطلاق وبالفعل ذهبت لمنزل والداي ، ولكن كانت الصدمة بأنني كنت حاملا بطفله ، رفضت أمي فكرة الطلاق تماما ، ولم ترض بأن نزعج أبي بمثل هذا الأمر لأنه سيرفض في كل الأحوال. عدت لمنزلي وولد طفلي الذي كنت أتشبت بالحياة لأجله فقط ، استمرت حياتي الزوجية بالتدهور وكثرت المشاكل ، كانت والدة زوجي تقف بصفه ظالما أو مظلوما ، محتجة بأنه لا ينقصني شيء ، آكل وأشرب وألبس أغلى الثياب وأعيش حياة الترف ، لكن لا يمكن أن يكون هذا كل شيء في الحياة. كان والد زوجي حنونا وطيبا ، لطالما أحبني كابنته الحقيقية ، كان ملجئي الوحيد ، كنت أشكي له وأفضفض كل شيء ، وكان يستمع لي ويربت على كتفي قائلا بأنه ليس بيده فعل شيء سوى الدعاء لأيهم بالهداية. تدهورت حالة أبا زوجي ، وتدهورت علاقتي مع زوجي كذلك ، تزوج إمرأة أخرى ، واحدة من النساء اللواتي كان يتسكع معهن ، أما أنا فقد تم هجري تماما ، كنت ألتقي بزوجي عندما أذهب لزيارة أبيه الذي كان على مشارف الموت ، كنت أعتني به و أحاول تخفيف الألم عنه وأقرأ له القرآن ، أما زوجي فكان يلبث بضع دقائق ويفر هاربا متحججا بالانشغالات. وافت أبا زوجي المنية ، و ذهب سندي الذي كنت أتكئ عليه ، شعرت بنفسي وحيدة مع إبني الذي لم يتجاوز عمره 3 سنوات ، فكرت فيه وفي مستقبله ، كيف سنعيش بعد أن هجرنا زوجي ولم يعد يزورنا حتى ، وها قد توفي من كان يرعانا ويحمينا ، فزعت للصلاة باكية حتى يأتيني الرد في الحال. كان إتصالا من محامي أبو زوجي ، ترك وصية مفادها أن أرباح مطعمه الخاص ستذهب لحسابي كل شهر ، إضافة لشقة صغيرة كتبها لي ، ورسالة تركها لي يواسيني فيها وقد كان يعلم أنه سيموت قريبا. انفجرت باكية حزنا لفقده ، وبكيت لرحمة الله عز وجل الذي لا يضيع عبده ، انتقلت للعيش في شقتي ، وأول ما فعلته هو طلب الخلع من زوجي الذي لم يعاند البتة وقبل فورا ، وبعدها عدت لدراستي بعد أن وجدت مربية سمحة لطفلي ، تخرجت وحققت أحلامي وها أنا الآن أمام قبر والد زوجي السابق ، والدي الحقيقي الذي لم أحظ به ، أروي له عن نجاحاتي وعن تفوق حفيده ، وأحكي له عن خطيبي الجديد الذي وقعت في حبه. فائدة القصة : 1. المال لا يحقق السعادة ، يحقق جزئا منها ولكن القسم الأكبر سيظل فارغا دائما. 2. لا تستلم لأول صعوبة تواجهك في الحياة ، فالصعوبات لم توجد إلا لتقوينا 3. إذا شعرت بالهم ، افزع للصلاة ، لأنك ستخاطب ربا لا يصعب عليه أمر ، إن قال كن فسيكون |
