فتحت عيني ببطء لأجد أمامي تلك السماء المرصعة بالنجوم بقيت لفترة أتأمل المنظر قبل أن أستذكر ما حل بي .. لأقف بسرعة و أجول ببصري حول المكان .. كانت صحراء قاحلة .. بكثبان رملية متعددة ممتلئة حتى الأفق .. كأنه لا نهاية لها رمال متموجة زاهية .. بلون داكن عكسه ضياء القمر و بريق النجوم .. كانت ليلة مضيئة .. جميلة .. و .. باردة .. عندما انتهيت من تفحص المنظر جيدا .. تذكرت أنه لا وقت لي لتأمل المكان فأنا .... أين أنا بالضبـط؟ كنت قبل لحظات في مخيم مع بقية المسافرين .. أتينا لتأمل الصحراء الجميلة التي لطالما سمعنا عنها من الجميع إذن .. أين الجميـع ..؟ بدأ الرعب يتملكني بمجرد التفكير في الأمر .. أنا لوحدي .. وسط هذه الصحراء الواسعة .. لا أسمع أصوات حيوانات و لا بشر .. حتى الحشائش لا أرى منها شيئا في هذه البقعة فأين المفر؟ ما الذي يجدر بالفرد فعله في حالة كهذه أصـلا؟ أسبق أن شاهدت شريطا وثائقيا حول الأمر؟ أو حتى فيلما هوليووديا؟ سحقا .. لا أملك أدنى فكـرة .. أيجب أن أتحرك؟ أو أبقى مكاني أنتظر النجدة؟ لا أحمل شيئا معي ما عدا هاتفي .. و بالطبع لا توجد أي تغطية هنا .. ماذا سأفعل .. ؟ هل سأموت جوعا و عطشا مع مرور الوقت؟ دب الذعر في أوصالي ما إن فكرت في الأمر .. هل سأجد مكانا ينجدني إن تقدمت للأمام؟ أو للخلف؟ أو لأي جانب كان؟ ماذا لو لم أجد شيئا ..؟ ما الذي يجدر بي فعله بالضبط ..؟ أصبح التنفس صعبا و أنا أفكر في كل السيناريوهات الممكنة .. جلست منهارة .. أمسكت رأسي و صرخت بأعلى صوتي .. - آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه لعلني أردت سماع صداه من مكان ما .. لكن ذلك لم يحدث .. أجل .. أنا ضائعـة .. وسط الصحراء القاحلـة .. . . سرعان ما أدركت أن الهلع لن يفيدني في شيء .. أيا كان ما سأفعله الآن .. فسيحدد مصيري .. لذا يجدر بي التفكير مليا .. و محاولة إيجاد حل ما .. أمسكت هاتفي لأفتح تطبيق البوصلة .. إن كانت ذاكرتي جيدة فالمخيم كان في الشرق .. وكانت أمامه بضعة شجيرات بالإضافة لصخرة ضخمة .. حسنا فلنتأمل جيدا .. - ..... لا فائدة .. لا يوجد شيء من هذا .. بدأت أمضي نحو أعلى كتلة رملية رأيتها أمامي .. كانت في الشرق حسب تقدير البوصلة .. فربما كانت تغطي المنظر الذي أبحث عنه استمر الأمر لثلاث ساعات تقريبا .. سحقا .. لِم لا يمكنني أن أصل لتلك القمة اللعينة؟ يبدو أن تقدير المسافات وسط الصحراء مختلف .. وليس سهلا .. قررت أن أجلس قليلا لأستجمع طاقتي التي ضاعت كلها .. جسديا ونفسيا .. وحاولت تناسي الموقف .. على الأقل حتى أكمل أول محاولة نجاة بدأتها هنا .. بعد مرور ربع ساعة تقريبا .. وقفت مجددا .. و شددت الرحال نحو القمة .. مشيت و مشيت .. مضت ساعات أخرى على الأرجح .. لم أرد النظر لساعة الهاتف مجددا فهي لن تزيدني إلا هما و غما .. قررت أنني لن أتوقف هذه المرة مهما كان الأمر .. إلى أن أبلغ مبتغاي بدا كأن تلك القمـة أعلى قمة في العالم .. و ربما لو تسلقت إيفريست لبلغت قمته في وقت أسرع . . ثقلت حركتي و أخذت أجر رجليّ جرا .. لن أتوقف .. هذا ما وعدت نفسي به!!! وهذا ما حدث .. حتى وصلت .. إلى القمة! وأخيـرا .. تهالكت عليها و أنا أسحب بيدي الرمال لأرفع رأسي و أتأمل ما خلفهـا .. فتحت عيناي على مصراعيهما .. و انتابتني مشاعر مختلطـة .. وقفت بصعوبة على تلك القمـة .. تأملت المنظر جيدا لأتأكد أنني لا أهلوس .. و أنه ليس مجرد سراب .. لا يوجد سراب في الليل .. أليس كذلك؟ برقت عيناي قبل أن تفيض بدموع انهالت كالسيول .. بكيت بحرقـة و أنا أعلم أنه لن يسمعني ولن يراني أحد من هذه المسافـة .. أخذت وقتي في تفريـغ كل ما كان في قلبي .. بسبب اليوم .. و كل يوم .. و بعدها .. لم أفكر في شيء .. لا كيف وصلت إلى هناك .. و لا لماذا .. رميت ورائي كل الأسئلة التي ازدحمت في خاطري .. وركضت بأقصى سرعتي مترنحة على تلك التجاعيد الرملية و أنا أكاد أسقط في كل خطـوة نحو ذلك المكان .. منقذ حياتي .. ملاذي الأخيـر .. [ النهايـة ] //////////////////////////// هيهي .. فعلتها في الدقيقـة الـ 90 و أكملت مشاركتي في مسابقة القصة القصيرة في المهرجان الصيفي حسنا .. هذه القصـة لم تكن ضمن المخطط على الإطلاق .. و حتى عندما بدأت التفكير فيها كنت أخطط لكتابة قصة من نوع آخر تماما (دخول عالم إيسيكاي و بطولة أعضاء المنتدى هههه) لكن بطريقة ما .. انقلبت القصة لشيء كهذا .. فقلت لِم لا ~ آمل أن أكون قد وفقت في كتابتها .. والأهم أن تكونوا قد استمتعتم بقراءتها ولم تشعروا بالملل ^^ + آسفة على الطقم البسيط .. حملت الفوتوشوب بعجالة و ليس لدي أي مستلزمات أو خطوط في هذا الجهاز دمتم في أمان الله و حفظـه |