رسالة الاعتذار- الفصل الأول
الشخصيات:
الفصل الأول
مع بداية الصف السابع انتقل إلى مدرستنا سامر كطالب جديد. كان هادئا للغاية ولا يتكلم مع احد, يتجاهل الآخرين ولا ينظر إلى عيونهم حتى... ولكنني كنت أشهد خوفا على محياه كل ما اقترب أحد منه.
تجاهله ذاك جعل الآخرين يتحسسون منه التكبر, فبدؤوا بتجاهله ومع الوقت أصبح الطلاب يعرفون شخصية سامر الحقيقية, صاروا يستغلونه حيث وجدوه ضعيفا يسمح بكل شيء دون رفض. ومع الوقت تطور الاستغلال إلى تعنيف. وأصبح سامر بالتدريج, طالبا منبوذا في أقل من شهر, ولُقِّب بدمية المدرسة.
كنت دائما اسأل نفسي, لم لا يقاتلهم أو يواجههم؟ أو حتى يشكي للإدارة أو يخبر والديه على الأقل, كم أود أن أقف ضد متنمريه.. لكن لم يكن بإمكاني ذلك لأن من يقترب من سامر سيتعرض للتنمر أيضا, ومن يريد ذلك؟ لكن.. سامر.. لم عليه أن يبكي وحيدا؟ أن يتعرض لهذا العنف دون توقف؟ كان ذلك يذكرني ب... لا يمكنني نسيانه أبدا, لكن ذكرياتي جعلت مني أدافع عن سامر. لا يمكنني السكوت الآن, ربما يمكنني إنقاذه الآن.
بعد ذهاب الطلاب عقب التنمر على سامر كنت أذهب لمساعدته, هذا أقل ما يمكنني فعله. لم أكن أرضى بما يحدث لسامر ببساطة. لكنني أتفهم ما يبعد باقي الطلاب عنه, وعدم مد يد العون له, من يريد أن يتعرض للضرب؟ أنا أيضا لم أرد ذلك.
في ذلك اليوم ولأول مرة سامر تقدم إلي بينما كنت أمشي مع صاحبي. ناداني وأراد أن يرافقني. شعرت بخوف أن أتعرض للضرب, لذلك رفضت في بادئ الأمر. لكنني عاودت التفكير, لم على سامر أن يبقى وحيدا؟ هذا غير صائب... هذا محزن....هذا لا يغير فِيَّ شيئا. لذلك عدت إليه وعرضت عليه أن يأتي معي. صديقي الذي كنت أمشي معه اعتذر وذهب, لست منزعجا منه. كلنا لا نريد أن نتعرض لسوء المعاملة, لكن على أحد أن يساعد سامر. وأنا أريد أن أكون منقذه.
أصبحت ملازما لسامر, وتلقائيا سوء المعاملة لازمني كذلك. وأصبحت أتشاجر مع المتنمرين.. يوميا. حججي لأسئلة عائلتي بشأن إصاباتي المتكررة بدأت تنفد يوما بعد يوم "الكرة صدمت بوجهي, وقعت عن دراجة صديقي..." حتى ذلك اليوم حيث أبي كان ينتظرني بعد المدرسة ليرى ما يحدث معي, ورآني أقاتل. حينها كان عليَ خلف الوعد الذي قطعته مع سامر.
عقب قتالي الأول, تحدثت مع سامر
فراس: قل لي يا سامر, لم لا تخبر والديك؟ سامر: أنا... والداي... ميتان. فراس: !! سامر: أنا... أعيش مع جداي, لذا, لا أريد.. أن أزعجهم بمشاكلي فوق اعتنائهم بي. فراس: أووه...لا..لا تقلق, أنا بجانبك. سامر: ارجوك فراس عدني أن.. لا تخبر أحد بذلك. فراس: (في نفسي قلت بأنه ليس عليه الخجل من شيء كهذا ولكن أخبرته) لا تقلق هذا وعد.
لم يكن لدي فرصة لأكذب بحجة أخرى. شعرت عائلتي بالصدمة من قصة سامر, لذلك سارعوا بالاتصال بمدير المدرسة لحل هذه المشكلة المأساوية, وانتهت المكالمة بعقد اجتماع لأولياء أمور الطلاب لنقاش الأمر. يومها تمنيت لو لم أتعرف على سامر أبدا...
في يوم الاجتماع رأيت سامر ممسكا بيدي والديه, تأكدت من الأمر, ذلك المخادع قام بحكاية قصة عاطفية ليستغلني, تعرضت للضرب لأجل كاذب, أعطيته ثقتي فاستغلها ذلك الحقير. لأجل ماذا بالضبط؟؟!
ما جعلني اتذكر أحداثاََ قد صارت قبل أربع سنوات الآن, هو رسائل الاعتذار التي جاءتني من سامر على هاتفي. جديا؟! الآن تريد الاعتذار؟
سامر: مرحبا فراس, أنا سامر زميلك في الصف السابع. أعلم مقدار المتاعب التي جررتك إليها, وأود أن اعتذر عم بدر مني في ذلك الوقت. صدقني أنا نادم على فعلتي وأسعى لتغير نفسي, لذا سارعت بالاعتذار عن أفعالي السابقة و أتمنى أن تسامحني.
يتبع...
|