رسالة الاعتذار- الفصل السادس
الشخصيات:
الفصل السادس
أخي كان كل شيء في حياتي. كان دائما يساعدني وينصحني ويلعب معي. كنت في الصف الرابع وأخي في الصف الحادي عشر عندما حدثت الحادثة. حادثة غيرت حياة عائلتنا للأبد. بدأ أخي بمنتصف مرحلته الثانوية يعود من المدرسة بجروح بشكل مستمر. ولا يخبرنا ما يحدث معه. وكان ذلك يشعرني بالغضب الشديد من يفعل ذلك بأخي العزيز. وعندما نصبح وحدنا, ينصحني بأن لا استسلم لأحد وأبقى أقاتل حتى آخر لحظة. وأن أساعد رفاقي مهما حدث. وتعلو وجهه ابتسامة ثقة.
في أحد الأيام تأخر أخي علاء من عودته من المدرسة. لم يكن أخي يخبر أبي وأمي بأمور القوة هذه كل ما يعلموه هو ما أخبرهم به من إصابات عشوائية من أمور عادية. كنت أعلم بأنه كان يتشاجر مع أحد الأشخاص وذلك واضح. فهربت بذلك اليوم من البيت مسرعا إلى مدرسة أخي. مع أني مجرد أخرق ضعيف وولد صغير في الصف الرابع فقد ذهبت لنجدة أخي الكبير.
المدرسة كانت فارغة بالتأكيد فقد انتهى دوام المدرسة, بدأت بالبحث في المنطقة بشكل عام. ووجدته.. كان ممددا على الأرض والدم يغطي وجهه. وفوقه شخص ممسكا بصخرة بحجم قبضة يده ملونة بدماء أخي ينظر ببرود إلى وجهه المهشم.
أخي!! صرخت بشكل هستيري وهجمت على جثته. وذلك الشخص هرب على الفور. ما زلت أذكر ملامح الذي كان واقفا فوقه بدقة. أخي لم يكن يجيب. فقط رحل من هذه الدنيا.. ولم يكن أحد هناك لينقذه.
دوريات الشرطة ملأت المنطقة. وكنت الشاهد الوحيد على الحادثة. وما زلت أذكر ملامح ذلك الوغد.
في اليوم التالي المحققين اجتمعوا في المدرسة وتم استجواب طلبة المدرسة والمعلمين. وذهبت معهم لأنني أخبرتهم أن الشخص قد كان بعمر أخي تقريبا. فربما كان طالبا من هذه المدرسة أيضا, وكان هناك! تبين أنه كان زميلا لأخي في نفس الصف. كان وجهه باردا لا يوحي بأنه قد قام بارتكاب جريمة شنيعة البارحة. صرخت, هذا هو! هذا هو الحقير الذي قتل أخي!!
بريء... هذا ما قالت الشرطة لعائلتي عن ذلك الفتى.. جرى استجواب طلبة الصف ولم يقل أحد عن مشاحنات سابقة بينه وبين ابنكم. والفتى كان بالفعل في بيته في ذلك الوقت. وعلى ما يبدو أن ابنكم, هذا الصدمة كانت قوية عليه ولم يعد قادرا على تمييز الجاني. كانت الصدمة عليكم جميعا كبيرة. سنحاول إيجاد المجرم في أسرع وقت ممكن. بسبب سني الصغير فلم يصدقوني وعدم وجود أي دليل تمت تبرئته...
الشهر الأول الثاني الثالث حتى اكتمل عام, ولا نتيجة من التحقيق. وتم نسيان القضية ولم تعد حتى جزءا من الذاكرة. وحتى عائلتي بدأت تحاول النسيان لتستمر في العيش فلم يعودوا يذكروا أي شيء متعلق بعلاء. وانتقلنا من هذه المدينة لأخرى, محاولين إيجاد بداية جديدة.
الفراغ يملأني. أخي العزيز لم يعد موجودا بحياتي. شيء ناقص لا يمكن تعويضه أبدا. هذه القطعة المفقودة لن أجدها أبدا بعد الآن.
بدأت انساه من غير إرادتي أريد أن أبقى وأتذكره أريده أن يعيش في ذاكرتي على الأقل. لا أريد أن يختفي. بدأت بسؤال عائلتي عنه كيف كان وماذا كان يفعل بدأت أنسى كل شيء. لكنهم كانوا يرفضون الاجابة. أبي يبقى صامتا ويغير الحديث. وأمي تستمر بالبكاء. وتدريجيا لم يبقى لأخي.. أي أثر في حياتي.. حتى أني نسيت اسم ذلك الحقير ولم يعد هناك أمل لتحقيق العدالة لأخي.
رؤيتي لسامر في الصف السابع. أنعشت الذكرى لدي, وأصبح أخي حيا في داخلي من جديد. يبدو أنه مهما حدث فلا يمكنني نسيانه أبدا, ذكرياتي جعلت مني أدافع عن سامر. لا يمكنني السكوت الآن, ربما يمكنني إنقاذه الآن.
لكن سامر غدر بي. الخوف يجعل من الإنسان يتخذ قرارات ساذجة. لا يمكنني لوم سامر. ولا يمكنني تجسيد علاء بسامر كلاهما شخصان مختلفان. لا أدري ما كان دافعه لفعل ذلك. لكن, كلاهما تعرضا لذلك العنف. أخي تم التنمر عليه وقُتل. وسامر تنمر عليه وكذب وربما قد يقتله أحد في المستقبل. لم لا يوجد أي حل لهذا العنف. لم لا ينقذهم أحد. على أحد ما أن ينقذهم, أنا.. سأكون هذا الشخص! أريد القضاء على الذي قتل أخي, بشكل مؤسف لا أتذكر سوى ملامحه ونسيت اسمه. لكنني سأجده مهما كلف الأمر. وسُأعلم كل متنمر أراه, درسا لن ينساه!
لقد غيرتني يا سامر بسببك أنا هكذا الآن. لقد أنقذتك ومددت لك يد المساعدة. تَقبلتُ أمر غدرك بي لسببك المجهول. لكنك تعترض طريقي الآن!.. كل هذه الأمور تغلي في رأسي وكأنها بركان, وسأفجرها الآن في وجه هذا اللقيط! قمت بمحاصرة سامر في الزقاق, و هو أمامي يقيده براء أحد رفيقاي, وأنا أجهز لكمة سأهشم فيها وجهه المقرف!!
يتبع...
|