الفصل الرابع فتحت خديجة الباب وذهبت فجلست عنده وأخبرها أنه التقى بها اليوم بالمصنع وكانت تشتغل هناك وأن عيونها لا زالت مثل الماضي ، قاطعته خديجة لكنه أكمل وقال لها تمنيت لو كنت رأيت جاذبيتها ، عنفوانها ، طالبت بحقوق العمال واضطررنا دفع أجور العمال فأجابته خديجة أن المخلوقة ماتت ولا يمكن تصور ما تقوله فقال ياريت هذا الحادث البشع لم يحصل فأخبرته أنه القدر وهذه مشيئة الله ، دخلت عليهم انتصار وتفاجأت خديجة بدخولها فوبختها بعدم الاستئذان والدخول فجأة فاعتذرت وأخبرتهم أن الطعام جاهز. في منزل خلود كانوا يأكلون الطعام وخلود تمشط شعرها فناداها والدها وقال : هل قبضت أجرتك ؟ فأجابته بالإيجاب فطلب منها إحضارها فامتنعت وأخبرته أنها أجرتي فتغير وجهه وقال لي لماذا تبدئين بالشجار ؟ هجم عليها أخوها حمزة وأخرج النقود من صدريتها وبدأت تصرخ وترمي الوسادات فرمى النقود إلى أبي بينما بقيت أنا أبكي . في منزل كمال كانت أمه تحضر الطعام وفطوم تخيط وترقع الجوارب فسألتها ألا يوجد شئ لم أصلحه بعد ؟ لم توافقها الأخرى الرأي ، صاحت الخالة مريم أم كمال آه لو كانت عندي مثلك لمت من غير أن يخطر على بالي شئ فسمعت والدها يناديها وكان قرب الباب . جاء كمال بدراجته وقال مساء الخير يا عمي وهنا التقى كمال بفطوم نظرت إليه نظرات إعجاب لكنه لم يجبها على كلامها ، دخل وأغلق الباب فسقطت دراجته وذهبت بسرعة توقفها وبدأت تتلمسها بيديها بكل حنان . في منزل كمال كانت أمه مريم تحضر له العشاء بينما هو أخرج المال وأعطاها إياهم فاستغربت أمه وضمته إلى صدرها وهي تبكي ، لما سألها ماذا جرى لك ؟ قالت له أنها تذكرت المرحوم زوجها وتمنت لو كان لا يزال على قيد الحياة لكي يراك وأنت رجل فقبل كمال رأسها وشكرها على ترقيع الجوارب فقالت : اشكر فطوم التي رقعتها فانزعج كمال وسأل أمه هل كانت معك طول النهار فقالت له وهل هذا الشئ يزعجك ؟ لولاها لما حضرت لك شيئا ، هي تسليني وتسعدني ماذا تريد ؟ هل تريد أن أبقى وحدي ؟ فقال لها كمال : - طيب ، إذا كانت تؤنسك فلا عيب فلتأت كل يوم شريطة عدم التفكير في شئ آخر ، فسألته إن كان في حياته بنت ، أخبرها بالإيجاب ويحبها كثيرا. حل النهار حيث كانت خلود تنتظر كمال وفي طريقه إليها بالدراجة رأته آتيا ، أشارت إليه بيديها فسألها : ما الذي جاء بك عند الصبح فأخبرته أنها جاءت تراه فاستغرب عن سر مجيئها عند الصبح ، ترى ما الأمر ؟ قالت : ما بك ؟ كأنك لم تفرح بمجيئي ؟ قال : هذا غير معقول ، أنا فرح بك ، سألها عن حمزة فأخبرته أنها هي من ستسوق الدراجة ، ركبت معه وحذرني أن أقع ، فقال لي : تمسكي جيدا خلود. دخل أب خلود عند الحلاق وألقى عليه السلام وعند الإنتهاء من الحلاقة سأله لماذا أنت منزعج . أخبره بشير أن موضوع خلود يقلقه ، ولحد الآن نزار أوغلو لم يحك عن الموضوع ، فقال له الحلاق أنه خائف من خاله منتصر ولكن سوف يخبره عنها قريبا ، ابتسم بشيروصرح قائلا أن : الذي يهمه هو أن ابنته خلود سوف تسكن المزرعة وإذا أراد أن يتخلى عن نزار أوغلو فليتخلى عنه ، همه الوحيد هو المزرعة وامتلاكها من طرف ابنته ، ضحك بشير وقال له : ماذا تريد أن تشرب ، شاي أم قهوة ؟ فقال له : شاي. على مقربة من النهر كنت أجلس مع كمال فوق العشب والأشجار تحيط بنا من كل جانب وزقزقة العصافير تحفنا ، أثناء أكلنا السندويتش قلت لكمال : أنت سوف تصير رئيس عمال المصنع وتصبح رئيسهم وقتها سوف أقص شعري صغيرا ، امرأة الرئيس كأميرة ، بياض الثلج ، أريد فستانا يابانيا وسوف يأتون عندي يطلبون مني خدمات لأزواجهم ، في ذلك الوقت سوف أصبح امرأة رئيس العمال وأسألهم ماذا تريدون الآن ؟ ماذا تريدون بالضبط ؟ احكوا ما بكن ؟ - يا سيدتي من فضلك زوجي عاطل عن العمل منذ أشهر من غير عمل. وأنا سوف أجيبها : وأنا ماذا أفعل لك ؟ - ياريت لو تكلمي زوجك ويتفضل بإيجاد شغل لزوجي فبدأت أضحك وكذلك كمال فقال لي خلود سيدة إذن - إيه نعم خلود سيدة إيه هل تصدق هذا الكلام طوال حياتك هل سمعت امرأة رئيس عمال اسمها خلود فقال لي كمال بسيطة غيري اسمك فقلت له لماذا ؟ سوف أغيره ، بدأت أتساءل مع نفسي ما اسم الذي أسمي به نفسي ؟ قلت بعد تفكير طويل : سراب ، نظرت إلى كمال وقلت له سراب ، اسم رائع وأخذت أمثل الأدوار من جديد ، يا ست سراب : تكلمي لنا مع زوجك يشغلنا فقال كمال : لقد تأخرنا ، هيا بسرعة. يتبع . هنا الفصول السابقة للرواية : الفصل الأول : https://www.theb3st.com/t71118-topic الفصل الثاني : https://www.theb3st.com/t71178-topic الفصل الثالث : https://www.theb3st.com/t72304-topic |