الفصل الثاني في اليوم التالي ذهبت إلى المصنع كعادتي لكي أشتغل في المصنع فوجدت كمال مثل العادة. كان نزار أوغلو يتحدث مع الحلاق فأخبره أنه سوف يتزوجني مستقبلا وأنه يريد امرأة قوية وشجاعة مثلي ، ذهب الحلاق بسرعة عند أبي وأخبره بأن الحظ قد فتح له وأن نزار أوغلو واقع في غرامي ، استغرب أبي وفرح في نفس الوقت. أخبرت صديقتي فايزة أن كمال سوف يأخذني بالليل إلى مكان ما حسبت أنني ذاهبة إلى السينما لكنني أخبرتها أننا سنذهب إلى النادي الكبير، كنت فرحة كثيرا لكنني لم أكن أملك أي فستان لكي أذهب به إلى النادي فطلبت من فائزة أن تعيرني أحد فساتينها فجاء أبي لكي يتفقد أوراق الشغل وقال لي بخبث لم أنس ماذا فعلت ، أبي كان يتحدث مع الحلاق حول تزويجي بنزار أوغلو وأنه سوف يسكن بمزرعة السيد منتصر. جاء منتصر إلى المدينة بسيارة حمراء مكشوفة السقف ودخل المزرعة وبيديه هدية ووقف كل من كان يشتغل بالبيت يسلمون عليه حيث أراد نزار أوغلو أن يقبل يده لكن منتصر أزاح يده فخرجت أخته خديجة لتستقبله قرب بوابة القصر فطلبت من الخادمة انتصار أن تفعل لهم قهوة فأعطى لخديجة هديتها وهي عبارة عن قرص للمغنية إديت بياف فشكرته وضمته إلى صدرها وهي في غاية السرور فطلب أن يذهبا معا إلى النادي الكبير ليغير الجو حين طلب من انتصار أن تجهز له الحمام. في المطبخ حيث كان تتواجد انتصار والعمال وقد جلب لكل واحد منهم هدية حيث أهدى لنزار أوغلو مقص كما لو أنه يقول له عليك بقص شاربيك ، كنت في منزل فايزة حيث كنت أرتدي الفساتين التي أعطتني إياها صديقتي فائزة لكنني لم أجد الفستان المناسب وفي النهاية بعد تبديل وتغيير الفساتين وجدنا فستانا لا يزال جديدا نوعا ما فطلبت منها أن تقص له الأكمام حتى يكون أنسب . دخل نزار أوغلو عند خاله السيد منتصر وقال له : ما هذه الهدية التي أهديتها لي لقد أخجلتني فرد عليه منتصر : ما هذا المنظر ؟ وما هذه الملابس وهذه الحزمة والسروال والشوارب ؟ دفعه إلى المرآة وقال له ألا ترى نفسك بالمرآة ؟ ألا تخجل من نفسك ؟ هل تحسب أن الرجولة هي إطالة الشعر والشوارب ؟ فأخذ المقص وقام بقص شاربه من الجانب الأيمن والأيسر . كان أبي وأخي ذاهبين إلى رشيد فأراد أخي حمزة أن يوقظني لكن أمي منعته من ذلك ، كان أبي وأخي ذاهبين إلى رشيد فأراد أخي حمزة أن يوقظني لكن أمي منعته من ذلك ، نهضت من على الأرض حيث كنت ممددة ومرتدية الفستان الذي قصته لي فايزة ، وضعت بودرة بيضاء على وجهي وأحمر الشفاه وكحل حول عيناي فقالت لي أمي يجب أن تعودي بسرعة و إلا ستنالين نصيبك من العقاب ، لن يرحمك والدك ، وضعت المنديل على رأسي وقلت لها لا تقلقي أمي سأعود، فراحت تنظر إلي نظرات إعجاب ومحبة عند وقوفي أمام المرآة ، سلمت عليها وخرجت من المنزل ، كان كمال ينتظرني بنفس المكان وحينما اقتربت منه بدأت أجري ، أزلت المنديل من على رأسي فأخذ ينظر إلي بإعجاب فقلت له : ألست جميلة ؟ قال : لا بالعكس إنك في قمة الجمال ، أمسكت بذراعيه وذهبنا معا وقلت له متسائلة إلى أين سنذهب ؟ قال لي سنستقل سيارتي الخاصة مازحا حيث النادى على عربة كانت مارة بالقرب منا بالطريق العام فصعدنا معا فيها . في النادي الكبير كان يتواجد منتصر وأخته وصديقه وزوجته وكان الحديث يدور حول الحزب الذي يعمل فيه منتصر، قال له صديقه أنه يناقض البيان الأخير الذي ناقشه الحزب الديمقراطي ، لم يعرف منتصر شيئا حين قالت له أخته خديجة : ستة أشهر، أو عام ، من الطبيعي أن لا تعرف شيئا. بينما كنت أنا وكمال نجلس على المائدة فرحين قال لي كمال : اختاري أي الوجبات تريدين ، تعجبت وقلت له : كل الوجبات المتواجدة هنا لا أعرفها ، طلبت منه أن نذهب لأني لاحظت أن ثمنها غالي فاعترض على تدخلي وقال لي مخاطبا : لا تفكري بالفلوس واطلبي ما تشائين ، فجأة جاء عندنا النادل وطلب منا الانصراف لأن المكان لا يليق بمقامنا وكأنه يستهزئ بنا عندما سأله كمال لماذا قال بأن الناس انزعجوا أراد أن يمسك بي وهو يأمرني بالذهاب فوق كمال ودفعه وقال له أزل يدك عنها وإلا كسرتها لك . يتبع بقلمي |