الفصل الخامس
في القصر كانت انتصار مع منتصر تختار له البذلة بينما هو واقف قرب المرآة ،
أرادت أن تلبسه فأخذ منها البذلة وأخبرها أنه سوف يلبسها بنفسه ، فقالت له :
إذا قلت لي أن آتي عندك مساء سآتي فتجاهلها وقال لها : كما تريدين .
في المقهى طلب رجل من النادل جلب قهوة الحزب الديمقراطي لأنهم لا يشربون أي شاي ، ولأن الشعب
حزبنا فقال رجل كبير السن : اتركنا من هذا الحكي ، أليس أنتم أنفسكم تنتمون
لهذا الحزب وتوالى الحوار حول الانتماء وعدم الانتماء إلى الحزب .
دخل نزار إلى المقهى وقصد حمزة لأنه يريد أن يتحدث معه في موضوع يتعلق بخلود.
وصل منتصر إلى المكتب وطلب حبة أسبرين، وقف قرب النافذة ليشرب الماء مما جعلهإ
يرى خلود تتحدث مع زميلتها في الشغل فتحركت مشاعره .
قال نزار لحمزة : أنه سوف يدخل إلى الموضوع بسرعة وأخبره أنه
رأى في إحدى الليالي خلود ذاهبة مع رجل متماسكين
، فتفاجأ حمزة وقال له نزار : الذي معروف عنك أنك شخص قوي ومحافض على شرفك .
في المعمل طلب مني إن كنت أوافق على الذهاب معه إلى السينما ، فرددت عليه : إن استطعت الهروب سوف أذهب .
دخل حمزة ممسكا بخلود ودفعها بقوة إلى المنزل وهو ينادي على أمها يسألها عن أبيها الذي كان ذهب عند
الحلاق رشيد طالبا منها أن تحتاط منها ولا تتركها تخرج من البيت
وعندما خرج وبقيت مع أمها قلت له في نفسي : سلط الله عليك بلوى يا خنزير.
تفاجأت أمها من تصرفات أخيها وتسألت : لماذا أخوك منزعج ؟ أجابتها : أن نزار أوغلو أخبره أنه رآني مع كمال ،
سوف يخبر والدك ، أجابتها : اتركيه يخبر أبي ، أنا لم أعد يهمني، إن شاء الله أموت وأرتاح من هذه الحياة .
لما كانت تغير ملابسها سألتها أمها : إلى أين أنوي الذهاب، فأخبرتها أنها على موعد مع كمال وتريد الخروج
معه وخرجت لتنتظر كمال، بينما كان هو في منزله يستعد للقائها لما سألته أمه إلى أين أنت ذاهب ؟
أخبرها أنه ذاهب في أمر ما فقالت له أنت ذاهب للقاء تلك الفتاة .
رد عليها: نعم سوف أراها ، وقبل وجه أمه وذهب .
خرجت ليلا للقاء كمال وفي طريقها أزالت المنديل من على رأسها وكان حمزة يتبعها دون أن تدري .
حصل كمال على تذكرتين للسينما لما وصلت أشارت إلى كمال بيدي فاحتضنته وقلت له وأنا أبتسم : كمال .
- هل حصلت على التذكرتين ؟ من زمان أجابني ، فقلت له : أنني متوترة كثيرا.
تبعني حمزة ودخل بسرعة إلى الداخل ودفع الشخص الذي يحصل التذاكر وخرج،
دخلت أنا وكمال القاعة فسألني هل ما تزالين متوترة ؟ حركت رأسي وكأني أقول : لا.
وضعت يده علي قلبي وقلت له: هل تحس بقلبي كم يدق ؟ قلت له : ماذا تسمع ؟ قال لي : موسيقى.
دخل حمزة من الباب الخلفي وبدأ ينادي باسم : خلود، خلود، أين أنت ؟
خافت وقالت : لقد جاء أخي ، يا رب لا أريد منك أن تتخاصم معه فقال لكمال : يا كلب يا قليل الشرف.
تعارك كمال مع حمزة ، أسقطه على رأسه على الأرض فبدأت خلود تبكي فجرنها من يديها وذهب بها إلى المنزل ،
عند دخولها منزلها بدأ والدها يصفعها الصفعة تلو الصفعة وهي تبكي ، فقال لها : هل تخرجين دون علمي يا شيطانة ؟
والله سوف أقتلك ، فقالت له أنا لا أسمح لك أن تقول لي شيطانة ، هذا الشخص أنا أحبه فإزداد غضب أبي
في حين كانت أمها تحاول منعه وصحت بأعلى صوتها : أنا أريد أن أتزوج كمال، أنا أحبه ولن أتزوج غيره، هل فهمت ؟
ضربها على أنفها وسال من وجهها وأنفها الدم فصفعها ، أيضا حمزة فسقطت على الأرض في تلك اللحظة ، صفع
والدها أمها لما كانت تدافع عنها ، بصق على وجهها حين قال له حمزة أن هؤلاء أثاروا قلقه ،
ما رأيك أن نذهب إلى المقهى ، ضمت أم خلود ابنتها إلى صدرها والدماء تنزل من فمها وأنفها .
جلس كمال مع صديقه وقال له : لا تغضب، اترك القلق، فقال كمال أنه محتار و يعرف ماذا يفعل الآن،
ربما أخطفها، ولكن لا يجوز لأنها لم تبلغ 18 من العمر، سأنتظر شهرين فقط.
فقال له أحمد هذا عشق يا كمال، سيأتي يوم وتحكي ذلك لأبنائك.
بينما كان منتصر يقرأ جلبت له أخته خديجة حبة الدواء فلم يرغب في شربها ،
أكدت عليه أنه يجب عليه أن يشربها، فشربها ، لأن في ذلك مصلحته.
دق الباب الشيخ ياسين آغا فطلب منه منتصر أن يدخله حيث أخبره أن نزار أوغلو يريد الزواج من فتاة من الأحياء الهامشية فقال له منتصر
أن الفتاة التي يريد الزواج منها سيجد لها شغل ويسكنون بالمزرعة.
استيقظت خلود للذهاب إلى الشغل لما قال لها والدها : إلى أين ؟ فقلت له : إلى المصنع ، فقال : لن تخرجي من البيت
وأنا لست بحاجة للقرشين التي تأتين بهم ، فقالت له : أنا أريد أن أذهب إلى الشغل وتعودت على ذلك ولا أستطيع تحمل
الجلوس بالبيت فقال لي سوف تبقين في المنزل ولن تذهبي فصرخت في وجهه بأنها ذاهبة فأراد أن يضربها ،
تدخلت أمي عندما قال : سأكسر رأسك إذا خرجت.
كان كمال ينتظرني كعادته بدراجته النارية لما سأل البواب عن خلود : هل عادت ، فقال له : لم تأت اليوم ،
في الوقت الذي كانت واقفة خلف النافذة لمحت صديقتها فايزة التي سألتني : ألم تذهبي إلى الشغل ؟
قالت خلود لها أني مريضة ورأسها يؤلمها قليلا فتساءلت عن سبب الضرب في وجهها ،
فأخذت ورقة وكتبت عليها ورميتها لها وقالت لفائزة : أعطيها إلى كمال وأغلقت النافذة.
كان أبي يجلس مع الحلاق حين سأله : هل لم يعد يأت عندك ؟ فقال له : والله لم يأت وإذا كانت ابنتك تخرج
مع هذا الذي اسمه كمال لن نوافق ، فقالت له بشير : من البارحة هو يفكر في نفس الموضوع.
جاء كمال عند فايزة وسألها عني فقالت له إنها مريضة لكنه لم يصدقها .
يتبع .