من كل بستان زهرة [ عبر / حكم / مقولات ]

عندما تضعُ لهجتكَ جانباً وتتكلمُ باللغةِ العربيةِ, تشعر برقيٍّ في حديثِكَ من نوعٍ خاصّ,كيف لا وهي اللغةُ التي اصطفاها ربُّ العالمينَ لينزِّلَ بها أحسنَ الحديثِ وأعجبَ الكُتبِ !
وكفى بذلكَ رفعةً لها وتشريفاً ودلالةً على رُقِيِّهَا على كل لُغاتِ العالَم ولهَجاتِهِ.

كمْ نُحبكِ يا سيدةَ اللغاتِ!

تحيةُ تقديرٍ وإجلالٍ خاصَّة لأناسٍ نلتقيهمْ فيطردونَ عنا فيروساتِ التشاؤمِ ,وفي مقابلِ ذلكَ يسكبونَ في أوردتِنا دماءَ التفاؤلِ وينعشونَ أرواحَنا ويجعلونا نرددُ بانتشاءٍ :
الحمدُ للهِ أنَّ الدنيا ماتزالُ بعافيةٍ وأنَّ الخيرَ وأهلَ الخيرِ الفضلاءِ مازالوا على قيدِ الحياةِ..!

مما يزيدُ القلبَ إجلالًا لكتابِ الله ويملؤهُ هيبةً وروعةً تذكُّرُهُ :أنهُ الشيءُ الوحيدُ غيرُ المخلوقِ في هذا العالمِ بأسرِهِ!

عندما ينضبُ شَلّالُ حِلمِكَ فاعلمْ أنكَ على شفا خطرٍ عظيمِ!

مِنْ أجملِ البراهينِ على مَحبةِ العبدِ لربهِ -عز وجل- وعلى وفائه لمولاهِ:
حرصُهُ الشديدُ على لقائهِ في أولِ المواعيدِ اليوميةِ الخمسةِ التي حدَّدَها مولاهُ, بلْ وجعلَ لها مُنادياً يهتفُ بنداوةٍ : "حيَّ على الصلاةِ.. حَيَّ على الفَلَاحِ"!

يا أدعياءَ الوسطيةِ!
كونُ الإسلامِ دينُ الوسطيةِ والاعتدالِ لا يعني أبدا :أن ثمةَ أوامرُ إلهيةٌ ونواهٍ ربانيةٌ لا يُؤْبَهُ بها وللعبدِ أن يضربَ بها عُرضَ الحائطِ..تقدسَ ربي عن العَبَثِ!
بل إن لأوامر اللهِ عظمةً وجَلالا وللعبدِ حدودٌ وقيودٌ وعليهِ السمعُ والطاعة, حتى وإن جرَتْ رياحُها بما لا تشتهي سفُنُ هَواهُ..

أيتها المرأةُ الفاضلةُ!
لو أنكِ عند نزول المشكلة بداركِ تدثرتِ بالصمتِ حينها وخضعتِ ورفعتِ أمامهُ الرايةَ البيضاءَ, لاضمحلّ-صديقيني- المشكل ولتقزَّمَ على ضخامتِه,لكنْ لما استأسدتِ وأرعدْتِ وأزبدتِ استفحلَ الخطْبُ وزادتِ النارُ إضطِراماً,فما كان للنارِ أن تطفئ النارَ!

أعتقدُ أنه ليسَ من الإعجابِ الحقيقيِّ في شيءٍ ولا من الإخلاصِ لصاحبِ الصفحة في شيءٍ:
أن تضغطَ أيُّها الفيسبوكي- على زِرِّ "أعجبني" وأنتَ ما فهِمْتَ شيئا مما كَتَب أو ما أتممتَ ما سَطَّر..
بل ذلكَ -معذرةً-أمارةٌ على ضَرْبٍ من ضروبِ السذاجةِ والبلاهةِ قابعٌ فيكَ..
والحصيفُ المخلصُ حقا من قرأَ وتمعَّنَ, وإن أشكلَ عليهِ شيءٌ سأَلَ.

أيها الناسُ!
بعضُ الأمراضِ الاجتماعيةِ والجرائمِ البشريةِ ليس من العقلِ أو الإصلاحِ في شيءٍ البتة الإعلانُ عنها ومناقشتُها أمامَ الملإِ بكل وضوح وجُرأةٍ ,بل دواؤها في إخفاء تفاصيلِها,فإن الإعلانَ والتفصيلَ لا يزيدانها إلا استفحالًا وانتشاراً,والواقعُ على هذا يشهدُ!

أيتُها المرأةُ!
اعلمي أن من رسائلكِ العظيمةِ ووظائفكِ الرفيعةِ في هذه الحياةِ: بَثُّ الرحمةِ ونشرُ الحنانِ ونثرُ السكينةِ في الزمانِ المكانِ,فإياكِ أن تمزقي رسالتكِ أوتتخلي عن وظائفكِ, وتتطلعي في المقابلِ إلى الاسترجالِ,فإن ذلك لا يليقُ بمخلوقةِ مثلك..
وإنما كوني أنتِ أنتِ وعيشِي كما أنتِ,فلا رَجُلَ يستطيعُ تلكَ الوظائفَ كأنتِ!