The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
94 المساهمات
77 المساهمات
73 المساهمات
49 المساهمات
22 المساهمات
19 المساهمات
18 المساهمات
16 المساهمات
15 المساهمات
11 المساهمات
آخر المشاركات




×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

description[رواية] أنا أكرهكم (13) Empty[رواية] أنا أكرهكم (13)

more_horiz
[رواية] أنا أكرهكم (13) S4DOI7e
 
 (13)



بدأت المذيعة تحتل المساحة الكبرى من التلفاز ثم تقول بتأثر:
 وكما رأيتم أيها السادة، لكل من يبحث عن معاني العطاء والإنسانية،
 لكل من يريد مدّ يد المساعدة والعون لهؤلاء المساكين الذين أذنب فيهم المجتمع 
بإعطاء اهتمامه للأثرياء وكبار الشخصيات وإهمال من هم دون ذلك،
 هؤلاء إذا لم نساعدهم سوف يكبر أحفادهم يوما ما مجرمين،
 عازمين على الانتقام من كل قادر على المساعدة ولم يساعد..
لذا دعونا نقدم لهم مساعدتنا واعتذاراتنا 
على رقم الحساب الخاص الذي أرجو أن تسجلوه في مدونتاكم للتبرع إليه.. رقم...


سارعت عبير بجلب ورقة وقلم وبدأت بالنظر إلى شاشة التلفاز،
 ثم شهقت بخفة وهي تجدها شاشة سوداء.. لأنني قد أطفأتُها!
سألتني في دهشة شديدة: لماذا؟ لم أكتب رقم الحساب بعد!
لم أردّ والتفتُّ إليها لأنظر نظرات معاتبة باردة، ثم تنهدت وأنا أعود إلى الأريكة وأجلس بهدوء.. 
غمغمت في إشفاق وهي تنظر إلى التلفاز المُغلق: لقد كان رجلا مسكينا!
قلت ساخرًا: مسكينا؟ هه..
ثم رفعت قدميّ الاثنتين على الأريكة وضممتها إليّ وأخفيت وجهي مغمغما:
 هو من حوّل حياتي إلى جحيم! كيف يكون مسكينا؟
اقتربت مني عبير وشعرت بصوتها القريب جدا: 
لماذا يا بلال؟ هل تعرفه.. هل تعرف هذا الرجل؟
قلت بسرعة وأنا أخشى أن أقول نعم بدون قصد: كلا..
ورغمًا عنّي.. ظهرت مقاطع متفرقة.. يد عدنان المقطوعة،
 جثتان صغيرتان بجانب بعضهما البعض، رقية المنهارة من البكاء.. وأنا.. وأنا!
بينما أكملت عبير بأسى: قصته مُبكية جدا يا بلال.. علينا أن نساعده، فــ....
قلتُ فجأة بحدة: لا تتحدثي عنه!
سكتت وهي تشعر بالخوف، ثم أطرقت برأسها وهي تقول بفم مقوس إلى الأسفل: آسفة!
قلت بغضب أيضا: ولا تعتذري!
تراجعت هذه المرة وهي تقول: لن أعتذر.. آسفة!
شعرتُ برغبة في الضحك عليها، لكنني تماسكت وقمتُ بكتمها، ثم قمت وعدت إلى غرفتي، 
التلفاز يبدو فكرة سيئة لقضاء الوقت أليس كذللك؟


__


ابتلعت عبير ريقها باضطراب وتوتر وهي تشاهد بلال يغلق باب غرفته، 
وتتذكر ما حدث في صباح الأمس،
 حين جاءت لتطمئن على بلال قبل ذهابها للمدرسة ووجدته في حالة يُرثى لها،
 الكمادات تغطي عينيه وأنفه محمّر من الزكام. 
وجدت والدها بجانبها يقول: لقد نام بعد معاناة!
ابتسمتْ تهوّن عليه وهي تقول: يا لك من صبور يا أبي.
ابتسم قائلا: أخشى أن ينفد صبري قبل أن يُشفى.
ثم تغيرت ملامحه للجديّة: عبير إنني أحتاجك في مهمة..
انتبهت له فأكمل:
 بلال يفكر بالماضي كثيرا ويُهلك نفسه بذلك، 
إذا استطعنا ملء وقته بما يفيد أو حتى بما يشغله على الأقل عن التفكير في ماضيه سيُشفى سريعًا بإذن الله!
ثم نظر إلى عينيها مباشرة وجلس على الأرض ليصل إلى مستواها الصغير: 
لذا أرجوك يا عبير..
وضع يديه على كتفيها وهو يقول باهتمام:
 ابذلي جهدك في شغل أوقاته بما أنني لن أكون في المنزل معظم الوقت.
ثم ابتسم باطمئنان وهو يهمس: 
وأنا واثق من أنك تستطيعين أداء المهمة بنجاح!
هزت عبير رأسها في حماس وهي تهمس أيضا بصوت خفيض:
 بالطبع يا أبي... سأحاول!
ثم نظرت عبير في حيرة إلى باب غرفة بلال قائلة لنفسها:
 حاولت مع التلفاز.. ولكن تبدو خطة فاشلة!
 فبمجرد أن رأى ذلك الرجل حتى انفعل وأغلق التلفاز وغادر! 
ولكن يجب أن أفعل شيئا.. هكذا سيفكر ويتعب مرة أخرى!


_


كنت مستلقيا على سريري، أتأمل السقف الذي حفظتُ ملامحه، لقد بدأت أملّ من هذا الروتين اليومي!
 لقد كان أبي يتحدث عن رقية أنها مريضة.. فهل هذا صحيح؟
 أم أنه يقول ذلك فقط لكي يحصل على شفقة الناس بجدارة؟
"هل بإمكاني الدخول؟"
سمحت لعبير بالدخول بينما أنظر إلى الباب وهو يُفتح برقة، 
ثم تظلّ عبير باسمة بوجه جميل، وهي تخبئ شيئا وراء ظهرها، 
جلستُ على سريري وأنا أنظر لها برتابة، فقالت بتردد وهي تنظر أرضًا بإحراج: بلال..
غمغمت في استغراب: نعم؟!
احمر وجهها خجلا وهي تفتح فمها لتقول شيئا ما، هل هي غبية؟ أم مريضة؟
وجدتها تخرج يديها الاثنتين من خلف ظهرها وتهتف بصوت عال: هذه هدية لك...!
ثم ركضت سريعا ووضعتها في حجري وانطلقت هاربة!
أطلقت ضحكة قصيرة، إنها فتاة مضحكة جدا.
حسنا، سوف أقبل الهدية وأفتحها، فهذا سيساعدني على قضاء الوقت!
كانت الشريطة التي رُبطت بها معقدة وحاولت فتحها بأسناني ويدي.. 
هذه الذكية ألا تعلم أن يدي مكسورة وأنني لا أستخدم إلا يدا واحدة؟
كانت دفترا صغيرا ذا شكل جذاب بخلفية بيضاء عليه زخارف سوداء، وهناك قلم بجانبه يملك نفس الرسوم.
ظهرت على وجهي معالم الإحباط، ألم تجدي إلا هذه الهدية تُهدينها لي يا عبير؟
ابتسمت لنفسي بسخرية مريرة، بالتأكيد فهي لا تعلم أنني أمّي جاهل.
والآن إذا رفضت الهدية فربما تظن أنني أمّي فعلا، لن أرفضها إذن..
سوف أُبدي إعجابي الشديد بها...! وأيضا.. علي أن.. أشكرها! أليس هذا صحيحاً؟
تنهدتُ، وناديتها: عبير!
ظهرت من خلف الباب فورا.. هل كانت تراقبني؟ ابتسمتْ بإحراج قائلة: هل أعجبتك؟
ابتسمتُ لثاني مرة وأنا أقول: نعم.. أشكرك.
ابتسمت بخجل وقالت: على الرحب والسعة.
شعرت بالخوف من فكرة خطرت لي فجأة، ماذا لو قالت:
 هيا بنا لتكتب تاريخ الإهداء مثلا؟ هذه ليست فكرة مخيفة فأنا أستطيع كتابة الأرقام...!
 ولكن المصيبة إذا قالت اكتب اسمك عليه مثلا!
تحول خوفي إلى واقع حين شعرت بها تجلس جانبي وتقول في حماسة: هل فتحت الدفتر؟
قلت بقلق: لا، قالت بخيبة أمل: ألم تقرأ الإهداء الذي كتبته لك؟
ابتلعت ريقي باضطراب، وقلت بخفوت وأنا أمسك الدفتر: لا..
فتحته على الصفحة الأولى وعبير تنظر إلى ملامحي في شغف، بالطبع لم أفهم شيئا!
 لكنني حاولت أن أجعل ملامح الامتنان والشكر تُطبع على وجهي ثم ابتسمت قائلا: أشكرك كثيرا!
وتنهدتُ في راحة عندما ضحكتْ قائلة: من الآن فصاعدا حاول أن تكتب فيه ذكريات كل يوم.. أنا أفعل ذلك!
ثم نظرت بشرود مبتسمة: 
لقد أخبرني أبي أن هذا شيء لطيف، فعندما نكبر ونقرأ كلامنا ونحن صغار سنضحك كثيرا على أنفسنا..
أومأت برأسي موافقا!
ثم وضعت الدفتر والقلم بجانبي على الخزانة الصغيرة، وأنا أفكر في داخلي: 
هل سأتورط كثيرا مثل هذه الورطات في الأيام القادمة؟


__


عاد بكر إلى المنزل متأخرًا، كانت عبير تنتظره بفارغ الصبر، لكي تحكي له ما حصل اليوم وتسأله عن رأيه..
قال في قلق وهو يشرد بعيدا: لابد أن بلال يعرف هذا الرجل الذي رآه على التلفاز.. أعتقد أنه..
لم يكمل كلامه وهو يلتفت إلى عبير ويسألها بغموض:
 عبير هل بإمكانك فعل شيء غدًا من أجلي؟
اقتربت عبير باهتمام وقالت: ما هو؟
 
 [رواية] أنا أكرهكم (13) DsCOmob

description[رواية] أنا أكرهكم (13) Emptyرد: [رواية] أنا أكرهكم (13)

more_horiz
[رواية] أنا أكرهكم (13) S4DOI7e
 
 _




في اليوم التالي أقنعني الدكتور بكر أن أفطر معهم في المطبخ، في المطبخ؟
 كم هذا غريب. هل هناك ناس يفطرون في المطبخ؟!
دخلت إلى ذلك المطبخ، كان واسعًا وجميلا، يا إلهي،
 حاولت مقارنته سريعا بمطبخنا الصغير الذي كان مجرد خزانة مهترئة في الصالة، ولم نملك ثلاجة أو غسالة أو فرنا أو..
 أي من هذه الأجهزة الحديثة التي كانت في هذا المطبخ..
كان الدكتور بكر واقفا أمام الرخام يحضر بعض الأطباق ثم التفت لي وقال بسرور: تفضل يا بلال بالجلوس!
نظرت مندهشا إلى تلك الطاولة وحولها عدة كراسي! هكذا إذن لديهم طاولات دراسة في مطبخهم!
جلست منتظرًا، كان يضع الأطباق الواحد تلو الآخر ويبدو منشغلا وأنا أنتظر، شعرت بالحرج،
 ولكن عبير أقبلت سريعا وجلست بجانبي وهي ترتدي زي المدرسة وتضع خمارًا أبيضا، ثم هتفت بفرح وهي تنظر لي:
 هل ستفطر معنا اليوم!
لم أرد، إنها تراني! كيف تسأل هذا السؤال السخيف!
بعد قليل جاء شخص لم أتوقع رؤيته بتاتا، كان يحمل طبقا وهو يسلمه إلى الدكتور بكر قائلا:
 هذا فطير "مشلتت" صنعته أمي اليوم، أمرتني أن أسلمه لكم.. ثم ابتسم..
أخذه الدكتور بكر وهو يبالغ في شكر ذاك الفتى.. قلت في داخلي بضيق: هيا ارحل بسرعة!
ثم هم الفتى بالرحيل كما أردتُ، لكن الدكتور بكر أمسكه بحسم قائلا: إلى أين.. سوف تفطر معنا. لا تجعلني أقسم لك..
حاول الفتى بالرحيل مُحرجا لكن استسلم تحت إصرار وإلحاحه، تبًّا!
جلس مقابلا لي أيضا! والدكتور بكر جلس بجانب عبير في الجانب الآخر..
بدأت بالأكل عابسا دون أن أنظر إلى أي شخص على المائدة، أشعر وكأنني في فيلم! إنهم أثرياء حقا!
انتبه الدكتور بكر أنني لا أمدّ يدي على ذلك الطبق الذي في المنتصف، طبق الفطير!
فأخذ نصف فطيرة منه ووضعها أمامي قائلا ببساطة: عليك بتذوقه، إنه لذيذ، ستندم حتما إن لم تفعل!
شعرت بمدى سخونته. إنه لذيذ، رائحة السمن البلدي تصعد وتدغدغ أنفي!
هممت بالأكل منه لولا أنني تذكرت أن ذاك الفتى هو من أحضره فأعدته سريعا إلى الطبق!
تساءل الدكتور بكر: ما الأمر؟
قلت بضيق: لا أحبه!
سكت ولم يقل شيئا، وأكملت طعامي بهدوء حتى قاربت على الشبع ثم هممت بالقيام، لكن حديثا ما أثار اهتمامي..
 بالطبع هم كل ذاك الوقت يتحدثون لكنني لا أصغي إليهم!
وعبير تقول بحزن: أبي لن تصدق بالأمس ماذا جاء على الأخبار!
ثم حكت له حكاية ذلك الرجل، دون أن تخبره أنني أغلقت التلفاز حينها!
ثم سألها الدكتور بكر في اهتمام: وما رقم الحساب؟
نظرت إلي نظرات متوترة فعبستُ في وجهها بعنف،
 ارتدت إلى الخلف بجزع، بينما كان عبد الله مطرقا رأسه يفكر ثم قال وهو يتذكر:
 أنت تقصدين ذلك الرجل الذي فقد أولاده الأربعة؟ وتبقت له بنت وحيدة مريضة؟
تهللت أسارير وجهها وهي تهتف: نعم.. هل رأيته على القناة الإخبارية؟
شعرتُ أنني أجلس على أعصابي، إنهم يتكلمون عن شخص يخصني!
قال عبد الله مبتسما: 
لقد حفظت رقم الحساب الخاص بالتبرع له، سوف أعطيه لك يا دكتور بكر لاحقا لترسل تبرعاتنا عليه...!
قالت عبير وهي تضم يديها بحماسة:
 نعم. سوف أخرج كل ما في حصّالة نقودي التي ادخرتها وأعطيكها يا أبي..
شعرت بالنار تتأجج في صدري! مصروف هذه الطفلة الصغيرة التي ادخرته، يذهب إلى ذلك الحقير أبي؟
قلت فجأة بغيظ: هل وقعتم في هذه الخدعة الحقيرة؟
التفت لي الجميع بدهشة لأنني كنت أصرخ تقريبا!
ثم أكملت بحدّة: أنتم تقعون في هذه الفخاخ غالبا لأنكم حمقى!
ردد الدكتور بكر بدهشة: ماذا؟ خدعة؟
قلت هائجًا:
 نعم.. أنتم حمقى.. تتبرعون بأموالكم لهذا الشخص القذر؟ أنتم لا تضمنون حتى أنه فقير.. 
لا تضمنون أين سينفقها.. تلك البنت المريضة التي تحدث عنها ربما لن يصلها قرش واحد من أموال التبرعات وتموت
 ثم يخرج متحججا أمام التلفاز مرة أخرى ويقول أن أولاده الخمسة قد ماتوا ويطلب المزيد من الأموال!
نظر لي الدكتور بكر بتفهم وقال: نعم.. ربما معك حق يا بلال!
قلت غاضبا: معي كل الحق، إياكم أن تتبرعوا لأي فقير ولو رأيتموه أمامكم يموت اتركوه يموت!
قال عبد الله بضيق وعصبية: ولماذا كل هذا التحامل على الفقراء؟ هل تملك قلبا قاسيا لهذا الحد؟
قلت من بين أسناني: لست قاسيًا، ولكنها الحقيقة.
تساءل عبد الله بسخرية:
 أية حقيقة تلك تجعلك بلا قلب؟ 
أن نترك الفقراء يموتون والأثرياء يتنعمون بالأموال فقط لأنهم لا يضمنون ماذا سيفعل الفقراء بتلك الأموال!
ثم أكمل باستنكار: بالتأكيد سيستخدمونها لمحاولة العيش حياة كريمة، سيستخدمونها للسكن والأكل والشرب.
قلت بهستيريا:
 لا. لن يستخدموها لهذا الغرض، سوف يدخرونها حتى يصبحوا من الأثرياء.
قال عبد الله بقوة: هراء..
 إنها حقائق شاذة عن نسبة قليلة جدا منهم،
 أما البقية فبالفعل يحتاجون الأموال منا ويستحقون أي قرش يصلهم من التبرعات.
صرخت في يأس: ليست حقائق شاذة! أنت لا تفهم أي شيء.
كان الدكتور بكر يتأمل النقاش بيننا بهدوء وقلبه يشتعل بنار القلق، وكذلك عبير!
بدأت أشعر بضعف موقفي أمام عبد الله، ولكن مستحيل، لن أجعله يهزمني بالكلام!
قلت له بقهر: أنت لم تعش ما عشته.. لم تعرف طعم المرارة التي ذقتها، لذلك عليك أن تخرس! الفقراء والمتسولون.. 
جميعهم بارعون في الكذب وخداع الأغنياء ليسحبوا منهم الأموال! إنهم يستغلون عاطفة الشفقة لدى الأغنياء..
 لذلك إنني أتمنى لو يختفي جميع الفقراء من على وجه الأرض.. وأنا معهم أيضا!
ثم سكتت قليلا لآخذ أنفاسي، بينما نظر عبد الله لي نظرات غريبة هادئة، وقال فجأة: بلال..
انتبهت لما يقول، فأكمل بنفس الطريقة الباردة: أنت تثير اشمئزازي!
نظر إليه الجميع مبهوتا، ومن ضمنهم أنا!
نظرت له بذهول، فقام واقفا وقال بانفعال: 
ربما كنت فقيرا يوما ما، ربما عشت ظرفا صعبا بسبب ما تقول بالفعل، لكنك أعمى البصيرة،
 لأنك تحكم على جميع الناس فقط من موقفك الذي عشته!
 لا تملك صدرا متسعا لتدرك الفرق الدقيق بين الفقراء المتصنعين والفقراء الحقيقين!
ثم قال بسخرية مريرة: 
ربما كنت قد فقدت إخوتك حقا أو حتى والديك، أو أي أحد في حياتك تحبه بشدة،
 لكن لا تظن أنك الوحيد في العالم الذي عانيت معاناة أفظع من الجميع!
انتبه الدكتور بكر إلى النظرات المصدومة على وجهي فقال بحسم لعبد الله: اهدأ يا عبد الله.. ليس هكذا الكلام!
لكن عبد الله أشار إلى الدكتور بكر بعصبية ممزوجة بالحزن:
 الدكتور بكر فقد زوجته وابنه، عبير فقدت أمها وأخيها، أنا فقدت والدي في سنّ مبكرة!
  الجميع يعاني، ولكنك تظن أنك الوحيد، ولهذا قمت بالانتحار، مما يدل على ضعفك وجبنك الشديدين.
سحبتُ يدي اليسرى وشددت على قبضتي، لا أعلم لماذا أشعر بأنني تجمدت.. يبدو أنه سيهزمني!
قال الدكتور بكر في صرامة: يكفي يا عبد الله...!
تحرك عبد الله بعصبية وهو يأخذ مفاتيحه من فوق الطاولة ويقول: أنا ذاهب!


وعندما جاء ليمر بجانبي، وقفت، ثم دفعت كتفه بيدي اليسرى ورميت ثقلي عليه حتى أوقعته أرضا وأنا أقول بلهجة شديدة:
 أنت كذلك حكمت علي دون أن تفهم حياتي.. من قال لك أن الفقد هو أكثر شيء مؤلم؟
 هناك أشياء أفظع من الفقد.. أفظع من الألم. لا تستطيع تحملها أنت..
 لقد فقدت والدك فقط وربما ساعدتك أمك وبقية أهلك، هذا لا يُسمى ألما، أنت لا تدرك الألم في حياتي أنا.. 
لذا لا تتبجح أيها الوغد!


يبدو أنني أثرت انفعاله أكثر! 
تبا، لقد قام وهو يهجم علي، أوقعني أرضا ثم جلس فوقي يكبلني قائلا باستهزاء:
 كل هذه أكاذيب حاولت تصديقها لتبرر لنفسك ضعفك وفشلك في مواجهة الحياة! فقمت باختيار الطريق الأكثر سهولة.. 
الموت! أنت فقط تحاول إخفاء ضعفك وجبنك!
حاولت مقاومته بيد واحدة، ولكنه يبدو أنه يملك جسما قويا، تأوهت بألم حين شعرت بآلام تجتاح صدري، 
أغمضت عيني محاولا الاسترخاء لكي أرد عليه.. 
وجدت الدكتور بكر يسحبه من كتفيه إلى الخلف وهو يعاتبه بنظرات غاضبة،
 لكن عبد الله بدا ثائرا، حاولت القيام والجلوس.. لكنني لا أستطيع!
لقد كنت أنام على سريري المرتفع وأستطيع النزول منه بسهولة عبر إنزال قدمي، لكن الآن أين أنزل قدمي؟
 وكذلك الوسادتان اللتان تحت رأسي كانتا تساعدنني في رفع جسدي بسهولة،
 الآن رأسي على أرض المطبخ دون أي ارتفاع تحته!
اهدأ يا بلال، أنت فقط مرتبك، لا لست مرتبك، أشعر بأنني غير قادر على التنفس!
نظرت إلى السقف.. إنه سقف المطبخ، يبدو جديدا على عينيّ!
هذا جيد، منذ زمن طويل لم أحصل على سقف جميل أنظر إليه كهذا!
_


قال بكر في عبير التي كانت جالسة بخوف تراقب الأحداث: ساعدي بلال على الجلوس يا عبير بسرعة..
اقتربت عبير في وجل، بينما الدكتور بكر يقول لعبد الله: اهدأ يا عبد الله.
كانت الآلام التي شعر بها بلال مفاجئة مما أثار ضيقه وشعوره بالعجز، قال بألم: ابتعدي عني.
لكنها وضعت يدها الصغيرة تحت رقبته واليد الأخرى تمسك بها يده اليُسرى.. وساعدته على الجلوس..
ارتاح قليلا وهو يشعر أن الأكسجين عاد إليه، سألته بقلق: هل أنت بخير؟
حاول القيام واقفا لكنه لم يستطع أيضا فقال ساخرا في نفسه: 
ألهذا يمنعني الدكتور بكر من النوم على الأرض، إن القيام والجلوس صعب بالفعل.
أما بكر الذي كان يمسك بيدي عبد الله الاثنتين خلف ظهره ويقول بصرامة:
 عبد الله.. ألا تعلم أن لديه ضلعين مكسورين في صدره؟ 
هل تدرك أنه كان من الممكن أن يصاب بمضاعفات خطرة إذا تابعت تهورك؟!
شعر عبد الله بالحرج وقال محاولا الدفاع عن نفسه: هو من هاجمني في البداية!
قال بكر بضيق: أنت من استفززته بكلامك قبل ذلك! لقد كانت كلماتك صعبة جدا عليه.
ثم أخفض صوته قائلا: هل نسيت اتفاقنا!
أطرق عبد الله برأسه وانسدلت بضع خصل سوداء مجعدة على عينيه، وقال بندم:
 أنا آسف، صدقني لم أملك السيطرة على مشاعري ولم أقصد أذيته، لقد أثار كلامه غضبي بشدة.
ترك يديه أخيراً وهو يهمس له: إذن اخرج حالا قبل أن تنشأ مشاجرة بينكما مجددا!
خرج عبد الله سريعا وهو لا ينطق بكلمة.. 
بينما شعر بلال بشخص وراءه، كان بكر، جلس وراءه وقال بابتسامة باهتة: هل أنت بخير؟ سأساعدك على الوقوف.
قال بلال بعدوانية: لا أريد!
لكن بكر بدأ بالفعل بوضع يديه تحت إبطيه ثم رفعه ببطء حتى وقف على قدميه،
 كان بلال يبدو تنفسه بطيئا وصعبا ولكنه توجه إلى غرفته سريعا دون أن ينظر وراءه.
تنهد بكر بتعب، هو خائف جدا من أن تتدهور حالة بلال النفسية بعد ما سمعه من الكلام، لكن.. 
نظر إلى الساعة ثم نظر إلى عبير القلقة، وابتسم قائلا: لقد تأخرنا كثيرا عن المدرسة! هيا بنا.
 

 
 [رواية] أنا أكرهكم (13) DsCOmob

description[رواية] أنا أكرهكم (13) Emptyرد: [رواية] أنا أكرهكم (13)

more_horiz
بسم الله الرحمـن الرحيـم

السـلام عليـكم و رحمة الله تعــآلى و بركآته

أهـلآ بالمبدعة جوري ~ كيف حالكـ ؟ آمل أن تكوني بخيـر ^^

~

ذلك الوالد الوغد .. وصلت به الوقاحة إلى التمثيل هكذا على التلفاز !

هيييه .. بلال أصبح مؤخرا يبتسم كثيرا .. يا للعجب ~

و عبير تقوم بعمـل جيد في التخفيف عنه

" كم هذا غريب. هل هناك ناس يفطرون في المطبخ؟! "

ههههههههههههههههههههههههههههه بالطبع XD

و انضم عبد الله للفطور أيضا .. كم هذا جميل ~

هواااه .. أهذه خطة لجعل بلال يفصح عن هوية الرجل ؟؟؟

إن كانت كذلك فهي جيدة حقا XD

كلام عبد الله كان قاسيـا .. هو لا يعرف شيئا عما عاشه بلال لذلك يقـول ذلك ..

لكن للأسف .. بلال معـه حق .. و ما عاشـه خير دليل ~

" هناك أشياء أفظع من الفقد.. أفظع من الألم. لا تستطيع تحملها أنت..
لقد فقدت والدك فقط وربما ساعدتك أمك وبقية أهلك، هذا لا يُسمى ألما، أنت لا تدرك الألم في حياتي أنا..
لذا لا تتبجح أيها الوغد!
"

هوااااه .. بلال يتحــدث !

عبد الله أحسن صنعـا بجعله يغضب و يفصح عن قليل مما بداخله XD

يا إلهي .. هذا الفصل كان حافـلا حقا ..

أتمنى أن تتكرر مثل هذه النوبآت لعل بلال يخبرهم بقصته كاملة يوما ما ..

و متشووقة جدا لقراءة التكملـة !!

~

شكـرا على الفصل الرائـع

سلمت أنآملك | تقييـم + بنـر

بانتظار مواضيعك القادمة على أحر من الجمر

في أمـآن الله و حفظـه

[رواية] أنا أكرهكم (13) 866468155

description[رواية] أنا أكرهكم (13) Emptyرد: [رواية] أنا أكرهكم (13)

more_horiz
Akatsuki كتب:
بسم الله الرحمـن الرحيـم

السـلام عليـكم و رحمة الله تعــآلى و بركآته

أهـلآ بالمبدعة جوري ~ كيف حالكـ ؟ آمل أن تكوني بخيـر ^^

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمدلله كيف حالك يا فجر؟ I love you 


~

ذلك الوالد الوغد .. وصلت به الوقاحة إلى التمثيل هكذا على التلفاز !

هيييه .. بلال أصبح مؤخرا يبتسم كثيرا .. يا للعجب ~

ههههههه عنده عبير يعني ماذا تتوقعين ؟

و عبير تقوم بعمـل جيد في التخفيف عنه

" كم هذا غريب. هل هناك ناس يفطرون في المطبخ؟! "

ههههههههههههههههههههههههههههه بالطبع XD

و انضم عبد الله للفطور أيضا .. كم هذا جميل ~

هواااه .. أهذه خطة لجعل بلال يفصح عن هوية الرجل ؟؟؟

إن كانت كذلك فهي جيدة حقا XD

[رواية] أنا أكرهكم (13) 1508887074 [رواية] أنا أكرهكم (13) 1508887074

كلام عبد الله كان قاسيـا .. هو لا يعرف شيئا عما عاشه بلال لذلك يقـول ذلك ..

لكن للأسف .. بلال معـه حق .. و ما عاشـه خير دليل ~

أوه توافقين بلال في رأيه إذن [رواية] أنا أكرهكم (13) 2587024037

" هناك أشياء أفظع من الفقد.. أفظع من الألم. لا تستطيع تحملها أنت..
لقد فقدت والدك فقط وربما ساعدتك أمك وبقية أهلك، هذا لا يُسمى ألما، أنت لا تدرك الألم في حياتي أنا..
لذا لا تتبجح أيها الوغد!
"

هوااااه .. بلال يتحــدث !

عبد الله أحسن صنعـا بجعله يغضب و يفصح عن قليل مما بداخله XD

قد يكون هذا الجزء الجيد الذي أحدثه كلامه [رواية] أنا أكرهكم (13) 1508887074

يا إلهي .. هذا الفصل كان حافـلا حقا ..

أتمنى أن تتكرر مثل هذه النوبآت لعل بلال يخبرهم بقصته كاملة يوما ما ..

و متشووقة جدا لقراءة التكملـة !!

وأنا أتحرق شوقا لردودك القادمة أيضا  I love you

~

شكـرا على الفصل الرائـع

سلمت أنآملك | تقييـم + بنـر

بانتظار مواضيعك القادمة على أحر من الجمر

في أمـآن الله و حفظـه

[رواية] أنا أكرهكم (13) 866468155



بل شكرا على الرد الرائع  [رواية] أنا أكرهكم (13) 3746313665


سلمت يداك

description[رواية] أنا أكرهكم (13) Emptyرد: [رواية] أنا أكرهكم (13)

more_horiz
بِسم الله الرحمن الرحيم..

السلام عليكم ورحمة الله وبركآته ||~

كيف حالكِ جُوري؟ إن شاء الله بخير

طبعًا تستغربين لماذا أرد على الفصل 13 فجأة، لماذا لا أرد من البداية!؟

حدث أنني وصلتُ مع أمي لهذه الاحداث لذا قررتُ الرد قبل أن انسى الاحداث :3

عبدالله عنيف للغاية! صحيح أن كلامه مُحق ولكن أتى بطريقة غير مناسبة

وهيهات هيهات ان يقتنع بهِ بلال وخاصةً بعد ان قاله عبدالله بهذا العنف!

لا أتخيل أن أحمل ضلعين مكسورين وثم يتهجم علي أحدهم، بلال حقًا قوي ليستطيع النوم

والعيش بعد تلك الحادثة، لو كنت مكانه ما كنت لأستطيع التنفس أقلها [رواية] أنا أكرهكم (13) 4277658448 الأمر حقًا مخيف!

لكن تصرفات د.بكر تسعدني حقًا بالرغم انه يعرف صديق عبدالله ونيته الصافية لكنه وقف بصف بلال

^ طبيعي أن يفعل هذا وإلا سيهدم كل ما بناه من ثقة بينهما، هل نستطيع تسميتها ثقة حتى؟ xD

عبير وطفولتها! آآآه إنها حقًا مضحكة، سعيدة ان بلال يتفاعل معها عالاقل يضحك على تصرفاته

هذا مبشر خير، القاكِ بفصل آخر < كففف، بحفظ الله، تم التقييم ~
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
[رواية] أنا أكرهكم (13)
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
replyإرسال مساهمة في موضوع
remove_circleمواضيع مماثلة