"وقفة صمت .. حداداً على الجاهلين"
- همم .. أتساءل ما إن كان يوكي سيسمح لنا بدخول غرفته بعد أن منع الزوار عنها
- وما الذي تريده منها يا آلن..
- أريد رؤيتها بالطبع!! لطالما أردت رؤية غرف رجال الأعمال في المستشفيات، ذلك الوغد =__=
- هاه.. ألا تعلمون أنه غادر المشفى اليوم بالفعل!
شعرت بنظرات تخترق جسدي بلا سابق إنذار، بدا الجميع في حالة صدمة غريبة..
- ر- روي، متى خرج؟!
- اليوم في الظهيرة، خرج ليتناقش مع دير الأيتام بشأن وضع آتسو..
- لمَ .. لمَ لم تخبرنا بذلك؟! ومن آتسو هذا؟!
- إنه اسم أخ يـوكي..
- هاه..!!
لوهلة علمت أني قلت شيئاً لا يفترض بقي قوله، نظرات آلن المستغربة لم تفارقني لحظة واحدة، وماهي إلا لحظات حتى أكمل ..
- أخ يـوكي!! أتعني ذلك الفتى؟! ولكن .. ليس ليوكي أية إخوة!!
- كلا .. أعني .. يبدو أنه أخوه من والدته .. في الواقع لم أفهم العلاقة بينهما بالضبط..
- ولكن والدة يوكي متوفاة منذ أن كان صغيراً، لا تقل لي أن تلك المرأة هي أمه..!!
- يا ويحي، كيف سأشرح هذا!! كلا .. تلك المرأة ليست والدته ..
- كيف ذلك إذاً ..
- لم أقصد شيئاً مما قته، لذا انسى الآمر =="
- أنت تعرف شيئاً ما صحيح؟! هيا أخبرنا به حـالاً!!
- لا أعلم شيئاً صدقني..!
- كــاذب!! أخبرنا حالاً!!
- لن أفعل!! زل لساني مرة ولن يزل مرة أخرى!!
- روي، أهو شيء لا تستطيع إخبارنا به؟!
- أيامي!! ما الذي تقوله، إنه يعلم شيئاً ما بالتأكيد!!
"أووووووووووووووي!! هلا هدأتم قليلاً، نحاول النوم هنا.. وقت الزيارة انتهى لذا هيا انقلعوا!!"
بطريقة ما يبدو أننا جعلنا أحدهم ينفجر غضباً، لوهلة أدركنا أن أصواتنا تعالت أكثر مما يجب، أزاح آلن تلك الستائر لنرى جميع من في الغرفة يرمقنا بنظرات ساخطة، بدون قول أي كلمة خرجنا محرجين حتى ابتعدنا عن الغرفة بما فيه الكفاية ..
- وهه .. أظن أننا بالغنا في الأمر كثيراً..
- أعتذر يا آلن .. لكنه أمر لا أستطيع اطلاعك عليه حقاً ..
- حسناً ..
- لدي اقتراح يا شباب .. بما أننا خارج الغرفة بالفعل لمَ لا نذهب لتسلية آتسو قليلاً ~
- ما يزال في المشفى ..؟!
- أجل..
من أجل تضييع بعض الوقت توجهنا جميعاً إلى مكتب الإدارة، استأذنا السكرتير في الدخول فوافق، بدا آتسو أحسن حالاً مما كان عليه هذا الصبح، ويبدو أنه قد سُعد حقاً بمجيئنا، أما مجموعتي اللطيفة أم عليَّ قول الصاخبة فقد اندمجوا بالحديث واللعب معه.. مضت ساعة تقريباً قبل أن نلتفت جميعاً استجابة لصوت فتح الباب.. دخل يوكي بهدوء وأخذ يحدق بنا باستنكار قبل أن يسأل بهدوء:
- من بين كل الأماكن، ما الذي جمعكم في هذه الغرفة؟!!
- يـ - يوكي!! بففف .. ما الذي حدث لشعرك؟!
- تعليق آخر منك يا آلن وأرسلك إلى ما وراء الشمس!
- لمَ مزاجك عكر دائماً =="
- ولمَ تظهر لي في كل مكان..؟! لدي ما أفعله هنا لذا اخرجوا حالاً!!
- ..................
- ألن تخرجوا؟!
- ما الذي تريد فعله هنا؟
- هذا لا يعنيك ..!!
- أوه، حسناً سنخرج!!
تقدم آلن إلى ذلك الطفل وحمله بخفة بين ذراعيه واتجه نحو الباب في ظل صدمة يوكي الذي استوعب ما يحدث ورفع صوته "أوي!! ما الذي تظن نفسك فاعلاً به؟! إلى أين تأخذه يا آلن؟!"
- ألم تطلب منا الخروج؟!
- منكم لا منه!! أنزله حالاً هـيا!!
- لن أفعل.. قلت أن لديك عمل هنا، لذا افعل ما أتيت من أجله وأنا سأخرج مع هذا الملاك!
- بربك يا آلن! أتظن أني قد أتيت لأتفرج على ديكورات هذه الغرفة أم ماذا، أتيت للتحدث معه بالطبع، أنزله حالاً هيـا!
- تحدث مع أيامي والبقية أولاً ثم سأسمح لك بالتحدث معه.. سأغادر الآن .. سلام!
- قلت عد إلى - ...!!
خرج آلن من الغرفة بخطوات سريعة وفور أن همَّ يوكي باللحاق به سبقه سايمون وأغلق الباب ثم سحب المفتاح منه
- ما بالكم اليوم!! لمَ أنتم مصرون على الشجار هكذا..
- لا نريد الشجار بل التحدث..
- وإن قلت أني لن أستمع لكم؟
- ستستمع!
- أعطني المفتاح حالاً يا سايمون..
- استمع لما سيقول أيامي وسأعطيك إياه بعدها بكل سرور ..
- أوف .. نحن في مشفى وأنا حقاً لا أريد افتعال المشاكل هنا ..
- نحن أيضاً ..!! فقط نريد التحدث معك قليلاً.. لا تصعب الأمور هكذا!
- همممف، أياً يكن!! قولوا ما لديكم بسرعة!!
جلس يوكي بغضب على أحد المقعدين المتقابلين أمام المكتب واضعاً قدماً فوق الأخرى ومستمعاً إلى أيامي بعدم اكتراث، يتأمل الغرفة تارة ويرمقني بنظرات غريبة تارة أخرى حتى انتهى أيامي من حديثه الذي أشك أن يوكي قد سمع حرفاً منه، عندها وضع يوكي يده اليمنى على المكتب متكئاً عليها ومد يده الأخرى باتجاه سايمون قائلاً بتعجرف:
- ها قد انتهى أيامي من حديثه، أعطني المفتاح الآن!
- مهلاً!! لمَ لا تعقب على ما قلته لك؟!!
- |يتنهد| لم أفهم أي حرف مما قلت، أخذت تكرر آتسو.. آتسو.. آتسو.. ما شأنكم به أصلاً؟!! هل وقع هم وغم ذلك الصبي عليكم أم ماذا؟!
أنا أصلاً مصدوم من نفسي كوني قد قررت أخذه إلى دار الأيتام بدلاً من إلقائه في الشارع!
- ما بك يا يوكي .. فقط اعتن به قليلاً حتى تستيقظ أمه!!
- تستيقظ .. بففففت.. لن تستيقظ أبداً..!! ولن أعتني به ..!! لذا إن كان لديكم حل آخر فأخبروني به وإلا فاتركوني أذهب بسلام!
- لمَ لا تتركنا نعتني به إذاً..
- هـ - هاه!
اتسعت عينا يوكي من الصدمة قبل أن ينفجر ضاحكاً على الفور .. بقينا ننظر إليه باستغراب حتى بدأ صوت ضحكاته يخبو شيئاً فشيئاً.. مسح دموعه بأكمام قميصه ثم قال وهو يكتم ضحكته:
- أوه .. أخبروني بصراحة .. هل أنتم جادون في ذلك أم تمزحون معي؟!
- أترانا نمزح معك؟!
- ههههههههههههههههههههههههههه وأين سيسكن ذلك المدعو آتسو..؟! معنا في السكن مثلاً؟!
- الـ - السكن ...
- رأيتم؟! تفكيركم محدود للغاية! السكن ليست القضية الوحيدة التي عليكم الاهتمام بها.. لنقل أنكم بطريقة سحرية أدخلتموه ليعيش معنا في السكن...
المأكل والمشرب والملبس وحتى حقه في التعليم.. كيف ستتدبرون كل هذه الأمور..؟! أكاد أجزم أنكم بالكاد يمكنكم دفع رسوم دراستكم!!
- لكن لن يطول الأمر حتى تفيق والدته ..
- وإن ماتت؟! أتخططون لتعليقه بآمال مزيفة ثم التخلي عنه؟!
- لم نقل ذلك.. نحن فقط - ...
- ليكن إذاً .. تريدون الاعتناء به .. افعلوا ذلك .. لكن لا تنتظروا مني أي مساعدة .. وإن حدث له أي مكروه فأنتم من سيتحمل المسؤولية كاملة!!
- أ-أيعني ذلك أنك موافق ..؟!
- أجل، افعلوا ما شئتم، كما لو كنت أهتم لأمره على كل حال!
قام يوكي من على المقعد وانتزع المفتاح من يد سايمون وغادر الغرفة بهدوء وسط صمتنا جميعاً .. موافقته الفورية وضعتنا جميعاً في حيرة من أمرنا، كما أن ما قاله صحيح مع الأسف! كلماته جعلتني أتخيل ما سيحدث إن أدخلنا طفلاً غريباً إلى سكن الطلاب في الجامعة ..