"أطلنا التفكير .. فخرجنا بأسوأ الحلول بدلاً من أفضلها!"
عم الصمت أرجاء الغرفة، من كان ليظن أن هذا ما ستؤول إليه الأمور، استرقت النظر إلى يوكي الممعن في التفكير .. لا فائدة ..
يبدو أننا سنتعترف في النهاية إلا أن تحدث لنا معجزة تحررنا من قبضة ذلك المفتش المزعج!
- إذاً .. ما الذي سنفعله يوكـي؟
- |يتنهد| لا أعلم .. ستنقلب حياتي رأساً على عقب إن اكتشف أنهما من أقاربي، لن أسمح لذلك بأن يحدث!!
- ماذا؟ هما من أقاربك..؟!!
- ليس تماماً..
- حدد موقفك بالضبط =="
- همممم .. كيف أشرح لك ..
قام يوكي من على كرسيه ساحباً إياه معه واتجه نحو الباب، تفقد ألا أحد أمامه وأغلقه ثم ركز الكرسي عليه، عاد بسرعة وجلس على طرف سريري، اقترب مني وهمس:
- تلك المرأة هي شقيقة والدتي المتوفاة والتي تزوجت من أبي .. وبعد وفاته تزوجت من رجل آخر لا أعلم اسمه .. بالتالي لا أعلم اسمها بعد الزواج ..
أما ذلك الفتى فلست متأكداً ما إن كان أخي من أبي أم لا، وفي كل الأحوال لا أعرف اسمه هو أيضاً!
- أي أنها خالتك، وابنها قد يكون أخوك!
- أجل ..
- وكيف لا تعرف اسميهما إذاً؟!
- لقد .. هربت من المنزل عندما كنت في العاشرة .. أي قبل زواجها وميلاد ذلك الفتى حتى!!
نظرت إليه بصدمة بعد أن قال تلك الجملة .. ما الذي يقوله .. هرب وهو في العاشرة .. كيف لطفل أن يبقى على قيد الحياة وحده وهو في هذا العمر..!!
- ولماذا هربت من منزلك اخبرني؟!
- دعنا نتخلص من مشكلتنا هذه وبعدها سأخبرك كل شيء بالتفصيل الممل .. عموماً، حالياً أعيش مع عائلة أخرى.. أي لم تعد تربطني بهما أي صلة!
- أتعني أن عائلة أخرى قد تبنتك؟
- بالضبط .. المشكلة أن الجميع يظنون أن لا عائلة لدي بالأساس، لذا ظهور أقارب لي من العدم سيضعني في موقف لا أحسد عليه.
- ولكن لا يمكن للشرطي أن يحملك أي شيء ما دمت قد أصبحت من عائلة أخرى ..!!
- بلى يمكنه.. سيتواصل مع عائلتي الحالية على الأرجح وسيضغط عليهم بالذي فعلته أمام ذلك المنزل.. مهمة الشرطي تكمن في إيجاد هوية الشخصين كما ذكرت سلفاً ..
وبالتالي العثور على عائلتيهما .. حالياً هو يشك في أمر قرابتي لهما على ما يبدو، لذا سيسعى بشتى الوسائل أن أتولى أمرهما وهذا لن يحدث أبداً..
- ألا تعرف أحداً من أفراد أسرة خالتك يمكنك دل الشرطي عليه؟
- لا يوجد أحد أصلاً
- ماذا؟!
- لا أعلم أي شيء عن عائلة زوجها .. ولكن أنا قريبها الوحيد باستثنائهم..
- هكذا إذاً ..
- أنا لـن ...
صمت لوهلة بعد أن اتسعت عيناه وكأنه قد تدارك أمر ما، لم تمضِ سوى لحظات بسيطة من الصمت حتى سمعت صوت ضحكته المكتومة ..
- سحقاً .. كيف لم يخطر ذلك ببالي؟!! يالي من أحمق هههههههههههه ~
- هاه .. لمَ تضحك؟
- كل ما يحدث الآن يصب تماماً في صالحي.. كيف لم أدرك ذلك حتى الآن!!
- كـ - كيف لهذا أن يصب في صالحك؟!
- أوه ~ أنت بطيء الاستيعاب أكثر مني .. حلل ما يحدث لنا الآن وستعلم أن الكفة العليا هي في الواقع لنا ..
- توقف عن قول الألغاز .. أخبرني بوضوح ما الذي تعنيه ..
- تلك المرأة في العناية المركزة .. وأنا قد أصبح الوصي عليها وعلى ابنها أيضاً ..
- و ..؟
- برأيك ما الذي يفعله الوصي عادة في حالة كهذه؟!
- سيدفع تكاليف العلاج و.. يعتني بذلك الطفل ..
- وهذا كل ما أحتاجه!!
- هاه، كيف ذلك؟
- الأمر بسيط للغاية يا صاحبي .. سأتولى تكاليف علاجها في بداية الأمر ومن ثم أدعي عدم قدرتي على تحمل باقي النفقات .. وبالتالي ..
سأوقع ورقة سخيفة أقر فيها بموافقتي على فصل أجهزة الإنعاش عنها .. وستموت بعد بضع ساعات من ذلك .. أما ذلك الفتى سأرسله لأقرب دار للأيتام ببساطة..
هكذا لن يعدني القانون مجرماً بأي شكل من الأشكال ..!!
بقيت أنظر إليه في صدمة .. بالتأكيد .. هذا ما سيخرج به أمثاله بعد التفكير الطويل!! والآن بدل إيجاد حل للمشكلة علي أن أجد شيئاً يثنيه عما يخطط لفعله!
تباً .. في حياتي كلها لم أقابل شخصاً مثله ..
- ما بالك تحدق فيَّ؟
- أستفعل ذلك حقاً؟!
- بالطبع!
- وبدون ندم؟!
- وعلى ماذا أندم؟! لطالما أردت التخلص منها وها قد أتتني فرصة على طبق من ذهب، لن أفرط في ذلك أبـداً!!
- لـ - لكن .. ألا تظنها نادمة؟
- نادمة؟
- عندما حاولت الانتحار باستعمال سكينك، ألا تظن ذلك دلالة على ندمها ..؟!
تحولت ملامحه من السعادة إلى البرود قبل أن يضيف "كما لو كنت أهتم!"