تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
~ الأرك الأول : لعنة القط الفصل الثالث: فارس الرومانسية & الثلاثي الغريب ~ لماذا أصبحتُ صائدة جوائز؟ تكرر هذا السؤال على مسامعي دائما، لدرجة الإزعاج، و مع ذلك أحب أن أجيب عنه...هذا تناقض، أجل، لكن هكذا أنا، متناقضة على الدوام، صرت صائدة جوائز لأن حياتي كانت تفتقر إلى عنصر التشويق، بكل بساطة، التجوال حول العالم و مطاردة المجرمين أفضل من بيع التفاح طوال النهار، رغم ذلك ما زلت أشعر بالملل، و لا أعرف كيف أتخلص من هذا الشعور الكئيب... -رين ________________________________________________________________ في منطقة خالية من الأشجار وسط إحدى الغابات، تستلقي رين خارج الخيمة التي نصبتها قرب النار التي خمدت حديثا، تراقب النجوم ، القط و الطائر بجانبها. ليو : التحديق في النجوم تقليدي جدا. رين : أحب الأمور التقليدية... ليو : ألم تقولي أنكِ شخص غير تقليدي؟ رين : هكذا أنا، متناقضة على الدوام، اعتد على الأمر. ليو –يتثاءب- : تصبحين على خير. رين : يا لظرافة القطط عندما تتثاءب، و أنت بخير –تلتفت إلى الطائر- عمت مساءً. بينما نام ليو و كورو، أخذتهما رين إلى داخل الخيمة و أغلقتها ليكمل الثلاثة نومهم هناك بهناء. ________________________________________________________________ -لقطات أحلام : البداية - تمشي الفتاة الشقراء وحيدة في ظلمة شارع إحدى القرى بينما تمضغ العلكة، بلا وجهة محددة، يستقر طائر أسود على أحد أكتافها، الليل هو الوقت الذي تشعر فيه بالراحة التامة، لا أحد يحدق في عينيها و يزرع في نفسها الشعور بالغرابة و الانزعاج، لقد حزرتم، إنها رين، عندما ظنت بأن الإزعاج سيفارقها و لو قليلا، أدركت بأن اللحظات الجميلة لا تدوم طويلا... -تسمع الفتاة صوت خطوات بينما تتمشى- -تتوقف عن السير- -تفرقع العلكة- رين : من هناك؟ أظهر نفسك ! -يظهر رجل عجوز يلبس رداءً يُغطي وجهه من أحد الأزقة- -يتقدم بخطوات مترددة- رين –تلتفت إلى العجوز- : هل كنت تتبعني؟ العجوز –ابتسامة مصطنعة- : بصراحة أجل... رين -بحزم- : ما الذي تريده؟ العجوز : كـ...كنت أتساءل...هل معكِ بعض الطعام؟ أنا لم أتناول شيئا منذ يومين... رين : يا لي من حمقاء، ما كان عليّ أن أظن سوءا بهذا الرجل المسكين... -تزيح رين حقيبة الترحال عن ظهرها- -تضعها على الأرض و تفتحها بنيّة أن تأخذ شيئا من داخلها- -تشعر فجأة بنسمة هواء سريعة مرت أمامها- -تتوقف و تنظر من حولها- رين : ما كان هذا؟ هنالك شخص ثالث... -تشعر بأنها أخفّ وزنا- -تنتبه- -تحاول الإمساك بغمد سيفها- رين : أين هو؟ ! الكاتانا خاصتي ! العجوز –ابتسامة ماكرة- : شكرا لك. رين –تنظر إليه- : لماذا؟ لم أقدم إليك شيئا بعد. العجوز : بل فعلتِ ! -يخلع العجوز رداءه ليتبين أنه شاب يافع- -يظهر أمامه شاب آخر يحمل سيف رين- رين : مخادعان ! -تهمّ رين باستعمال طاقتها- -قبل أن تسنح لها الفرصة تشعر بنسمة هواء أخرى- رين : مجددا؟ -تنظر إلى الشابّين فتجدهما لم يبرحا مكانهما- لا...الأمر مختلف هذه المرة... -تزداد كمية الهواء المتجمعة حول الفتاة و الشابّين حتى أصبحت أشبه بإعصار- -رين و الشّابان يحلقون في الهواء- رين : تبا ! أنا أفقد السيطرة ! -تشعر رين بيد تلتف حول خصرها توقفها وسط الإعصار- -تلفت لترى شابّا ثالثا- رين –تشعر بالنعاس- :من…أنت؟ الشاب -يبتسم برقّة- : تناديني الفتيات...تان-ساما... رين : بشرة خضراء...ما هذا... -رين تُغلق عينيها و تنام دون أن تشعر- -لقطات أحلام : النهاية- ________________________________________________________________ -رين تستيقظ فجأة- رين : مازال الوقت ليلا... -تنظر من حولها- رين : من أغرب ذكرياتي...نمت يومها وسط ذلك الإعصار و كأن غبار النوم قد نُثر عليّ، و أذكر أيضا أنني بعد أن استيقظت وجدت الشبّان الثلاثة قد اختفوا و الكاتانا عاد إليّ...هذا الـ تان-ساما...أتمنى أن ألتقيه مجددا...لم تتسنى لي الفرصة لشكره يومها...لكن لماذا أحلم به الآن؟ -رين تبتسم- -تغلق عينيها لتنام مجددا- ________________________________________________________________ -في صباح الغد- لم يبقى أحد في الخيمة سوى القط الصغير ليو، استيقظ هذا الاخير بهدوء. ليو –يشتم ما حوله جيّدا- : ما هذه الرائحة المذهلة ! -يتقدم بخطوات بطيئة و عيناه مغلقتان- -يخرج من الخيمة- رين : صباح الخير أيها القط ! استيقظت أخيرا ! ليو –يفتح عينيه- : سمك ! رين –ابتسامة عريضة- : صباح الخير. ليو –يشك بأمر ما- : ماذا هناك؟ رين –وجه بريء- : ماذا تقصد؟ ليو : ما خطب هذه الابتسامة العريضة و تحضيرك للسمك؟ ! رين –ضحكة خفيفة- : لا تبال، أشعر بأنني في مزاج جيد اليوم. ليو –نبرة شك- : حـــســـنـا... رين –بمرح- : هيا إذن تناول طعامك و لننطلق بسرعة ! ليو : ما بال هذا الحماس؟ رين : ليس أمرا مهما، أنا فقط متشوقة لمقابلة واتان ذاك. ________________________________________________________________ -بعد ثلاث ساعات، في هضبة بانداي- ليو : مستحيل ! رين : لكنها البناية الوحيدة الموجودة في الهضبة ! ليو : و ماذا عن هؤلاء الناس؟ ! رين : لا أدري، ما يحيّرني أنه لا توجد امرأة واحدة بينهم. كانت رين تقف عند بداية هضبة بانداي، تلك التي قصدتها لإيجاد المدعو واتان، يتسوط الهضبة منزل صغير حديث البناء، يلتف حول المنزل العشرات من الرجال الغاضبين... ليو : و كيف ستدخلين؟ رين : بسيطة. -تضع رين حقيبتها أرضا- -تُخرج منها عباءة قديمة- -تلبس العباءة لتغطي وجهها- رين : لننطلق. -تمشي رين نحو الحشد الغاضب بخطوات حذرة- -تندمج معهم- رين –تلتفت إلى أحد الرجال- : عفوا –تتكلم بصوت رجل- سيدي... الرجل : نعم؟ رين : ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ الرجل : ماذا تقصد أيها الشاب؟ لماذا أنت هنا إذا؟ أليس من أجل زوجتك أو صديقتك؟ رين : ز..زوجتي؟ هل يمكن أن توضح أكثر؟ الرجل : هل تعرف الرجل الذي يسكن هنا؟ رين : أليس اسمه واتان؟ الرجل : إنه هو!!! رين : و ما الذي فعله حتى يجعلكم غاضبين؟ الرجل –غضب شديد- : ذلك الحقير السافل ! لن أسامحه ! لقد سرق زوجتي مني ! رين : هل تعني بأنها مخطوفة ؟ هل هي معه الآن؟ الرجل : لا أبدا، ما كنت أقصده هو...أنه سرق قلب زوجتي و ليس زوجتي نفسها...هؤلاء الرجال جميعا جاؤوا هنا للانتقام منه. رين : هل تعني أن زوجاتهم وقعن في حب واتان ؟ الرجل : بالضبط ! و لن نرتاح حتى ننتقم ! رين : و لكنه لم يمسّهن بسوء أليس كذلك؟ الرجل : لو فعل لما كان على قيد الحياة ! رين : إذا كان لم يفعل فما ذنبه هو إذا وقعت الفتيات في حبه؟ الرجل –يصرخ- : اخرس ! -تتوهج عينا رين- -الرجل يبتعد خوفا- ليو : يا له من أمر سخيف... رين –بانزعاج- : بل مستوى عال من السخافة... ليو : أثق بأنكِ أنضج من أن تكوني مثلهم. رين : ماذا تقصد؟ ليو : لو أن فتاة ما أرادت التقرب من ليفاي...لما فعلتِ كل هذا أليس كذلك؟ رين –نظرة ساخطة- : فتاة تتقرب من ليفاي... ليو –ارتباك- : أليس...كذلك؟ انسي...الموضوع... -رين تندفع وسط الحشود- -تبعد كل من في طريقها- -تتوقف فجأة عند باب المنزل- ليو : اهدي يا فتاة ! رين –تتنفس بغضب- : حسنا ! –تهدأ- حسنا... -رين تلمس الباب- -تصيبها صعقة كهربائية خفيفة- أحد الرجال –يصرخ بها- : أوي أنت ! لا تلمس الباب ! هل تريد الموت بصعقة كهربائية؟ ! -رين تتجاهله- -تفتح الباب- -تدخل ثم تغلقه من بعدها- جميع الرجال –صدمة- : غير ممكن... دخلت رين المنزل المتكون من طابقين، الطابق الأرضي يبدو طبيعيا جدا، كأي منزل آخر، مطبخ و غرفة نوم و غيرها، أما الطابق الثاني فلم تلمح منه شيئا، فقد كان كل شيء مظلما انطلاقا من الدرج. رين : مرحبا؟ هل من أحد هنا؟ ؟؟؟ -صوت دافئ- : صوت سيّدة، أو بالأحرى آنسة... رين : من هناك؟ -تسمع صوت خطوات من جهة الدرج- ؟؟؟ -و هو ينزل الدرج- : و آنسة مميزة أيضا، آنسة لديها قوى خارقة... رين : هل أنت واتان؟ ؟؟؟ : هذا سؤال مباشر، أجل، أنا هو واتان، لكن يتوجب على الآنسات مناداتي بـ... -ينزل من الدرج و يظهر نفسه- واتان : تان-ساما. رين –صدمة- : تان-ساما ! –تتذكر الحلم- و هذا الشخص بشرته خضراء أيضا ! واتان –بهدوء و لطف- : لم تتغيري مطلقا منذ آخر لقاء لنا... رين : لقاء... إذا كان هو من ساعدني في تلك الليلة...كان ذلك من حوالي سنة و نصف ! كيف يمكنه أن يتذكرني؟ ! واتان –يبتسم- : أنا لا أنسى وجه الفتيات أبدا. رين –منزعجة- : أشعر بقوة خارقة، هل لديه القدرة على قراءة الأفكار؟ واتان : قراءة أفكار النساء ليست قدرة خارقة بالضبط، إنما هي موهبة فطرية لدي، أما عن قوتي الخارقة...-ابتسامة جذابة- أظن أنكِ أخذت فكرة عنهم في تلك الليلة... رين : هو بالطبع يقرأ الأفكار –تتذكر الإعصار في الحلم- بالطبع...الرياح ! أليس كذلك؟ واتان : أحسنتِ، علامة كاملة، و الآن حان دوري، لأعرف طبيعة قوتك، الأمر غاية في السهولة، القوة التي يمكنها تجاوز الحاجر الكهربائي المحيط بالمنزل...هي الكهرباء نفسها. رين : استنتاج صحيح، علامة كاملة لك أيضا، -تنتبه- نسيت سبب وجودي تماما ! واتان : من الجيد أنكِ ذكرتني بهذا الموضوع، و إلا كنت نسيت العالم و... ليو –بغضب- : أوي أنت ! الزم حدودك ! رين : لا داعي لكل هذا الانفعال. واتان : ظريف، القط يتحدث. رين : المهم يا واتا... يا تان-ساما... ليو : تان-ساما ؟ ! رين –تتجاهله- : أولا شكرا لما فعلته في تلك الليلة رغم أنه لم يكن له داع... واتان : شعرت بقوتك، لكن لو أنني لم أساعدك حينها...هل كنتِ لتأخذي عني انطباعا جيدا؟ رين : بالمناسبة...ما الذي حصل حينها بالضبط؟ أعني...أنا غفوت خلال لحظات...و كأنك نثرت علي غبار النوم... واتان : هذا بالضبط ما حصل. رين -نظرة سخيفة- : حـ..سنا... واتان : غبار النوم يجعل عملية الإنقاذ تبدو بطولية أكثر رين : غريب الأطوار واتان : إذن يا آنستي، ما الذي جاء بك إلى هنا؟ رين : في الحقيقة أرسلني أحدهم، لا بد و أنك تعرف المخبر هوب. واتان : و كيف لي أن أنسى ذلك الأشقر المتعجرف. رين –بانزعاج- : هو ليس متعجرفا، مغرور قليلا، لكنه لطيف. واتان –ابتسامة بريئة- : أشعر بالغيرة منه –ينتبه- آه يا لي من وقح، أعتذر... -واتان يطقطق بأصابعه- -يظهر إعصار صغير من الرياح تحت رين- -ترتفع رين في الهواء و تبدو جالسة عليه- رين : ما هذا؟ واتان : أريكة. رين –بحماس- : جميل. واتان : الآن يمكنكِ التحدث. رين : سأدخل صلب الموضوع مباشرة، فقد استغرقنا كثيرا في المقدمة على أية حال، لا تستغرب من وقاحة قطي هذا، فهو ليس قطا في الحقيقة، إنه يكون أخي الأصغر الذي حوله مشعوذ إلى قط، عندما قصدت هوب لأبحث عن حل نصحني بطلب المساعدة منك. واتان : فهمت، الأمر بسيط، سأساعدك بكل تأكيد. رين –متفاجئة- : حقا؟ بهذه السهولة؟ ! واتان –مستغرب- : و لم لا؟ رين : هوب-سان قال أنك...صعب المراس و تكره الإزعاج و... واتان : ماذا قال عني ذلك المزعج؟ رين –ابتسامة زائفة- : لا، لا شيء...الآن فهمت المغزى وراء ضحكة هوب تلك... واتان : سأحضر له وصفة تعيده إلى شكله الطبيعي، ستكون جاهزة في الغد. ليو : و أخيرا ! سأعود إلى كوني فتى طبيعيا رين : أوي أوي، كيف تطلق على نفسك وصف الطبيعي بكل هذه الثقة؟ ليو : معكِ حق، أنا لست طبيعيا، أنا خآآآرق، بطل –نظرة حالمة- رين –تتجاهله- : سنعود في الغد لنأخذ الوصفة و ستحصل على أجرك، و الآن...هلّا قمت بإبطال مفعول هذه " الأريكة ". واتان –و هو يطقطق بأصابعه- : يمكنكم قضاء الليلة هنا إن شئتم. رين : أعتذر، لكن لا يمكنني البقاء في منزل شخص قابلته للتو، أرجوا أن تحترم هذا. واتان : لا مشكلة، مع السلامة. رين : سلام. -تلبس رين العباءة لتخرج مجددا- -تتفاجئ بالجماهير تتهافت عليها عند فتحها الباب- -تغلق الباب بسرعة- رجل 1 : كيف دخلت إلى هناك؟ رجل 2 : أدخلنا معك ! رين : دعوني أمرّ ! رجل 3 : هيا لنجبره على إدخالنا ! رين –بغضب- : لقد قلت...ابتعدوا !!! -يمر تيار كهربائي قوي على جسد رين كله- رجل 4 : لا تقتربوا منه ! إنه من أصحاب القوى الخارقة ! رجل 5 : ما كان علينا إغضابه، قد يفقد السيطرة على قوته. -يبتعد الرجال عن طريق رين- رين –تهدأ- : فتيان مطيعون... ________________________________________________________________ يُتبع |