بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وها أنا أضع بين أياديكم الفصل الثاني من روايتي ... || العالم الرمادي ||
أتمنى حقا أن " تستمتعوا " بقراءة الفصل وإبداء آرائكم !
معلومات مبسطة عن الرواية
القصة : العالم الرمادي
النوع : حياة مدرسية - نفسي - خيال - مأساة - رومانسي
الشخصيات التي ستظهر في هذا الفصل :
الفصل الثاني : عالم الذكريات ... !
وها أنا أدخل فصلي العزيز ، محاولة قدر الإمكان أن أكون كيانا خفيا لا يُرى من قبلهم ، أتمنى ألا تتلاقى أعيننا قط ،
أوه! هناك تجمع رهيب في نهاية الغرفة ... يبدو أنهم هناك ! حسنا هذا جيد ، أتمنى بأن يعمل ذلك السد البشري على حجب الرؤية جيدا ،
والآن لنرى ... أين سأجلس ؟ بالطبع لقد تم تحديد مقعدي مسبقا من قبلهم ، فالأمور جميعها تحدد من قبلهم ،
وهكذا لن يكون بيدي اختيار الشخص الذي سأجلس بجانبه ، أتمنى أن يكون شخصا هادئا يشاركني قليلا من أفكاري تلك .
وقبل بداية الحصة الأولى بقليل ، ألتفت لأرى فتاة جميلة ذات ابتسامة هادئة تهم بالجلوس بجانبي
قائلة لي : مرحبا ، اسمي ايما ما هو اسمك ؟
- أنا هانا ، تشرفت بمعرفتك
- وأنا كذلك .
وهكذا انتهت محادثتنا القصيرة بدخول أستاذ الفصل ليبدأ بالشرح .
حسنا ... الأمر ليس وكأنني أشعر بالغيرة من الفتيات الجميلات ، كل ما في الأمر أنهن يجذبن الانتباه كثيرا ،
وتمكنهن من التعامل مع كل هذا الكم الهائل من المراقبة من قبل الغير يؤكد على امتلاكهن قدر هائل من الفطنة والذكاء ،
إذن ما الذي تخبئه هذه الفتاة في جعبتها ؟
وبعد أن أنهى المدرس الشرح لتبدأ بذلك استراحة الإفطار وحينها تجاذبت أطراف الحديث مع ايما .
ايما : لقد انتقلت لهذه المدرسة حديثا لظروف عمل والدي ، أتمنى أن تكوني عونا لي .
هانا : أوه حقا ! لابد أن الأمر صعب عليك ، لابأس يمكنك سؤالي عما تريدين .
ايما : حقا ؟ أنا شاكرة لك هذا ، فأنا لا أعرف أحدا آخر سواك .
هانا : ستتعرفين على الجميع بالتدريج ، الجميع هنا لطفاء وجيدون .
ايما : حقا ؟ ألا يوجد ذلك الشاب الجانح الذي يصنع الكثير من المشاجرات ، أو تلك الفتاة الخبيثة التي تحيك المكائد ؟
هانا : هاهاها ... لا لا الجميع جيدون ولطفاء ، هل تناولت الإفطار ؟
ايما : نعم لقد تناولته قبل قدومي للمدرسة ، لدي فقط بعض الوجبات الخفيفة التي سأتناولها ، أتريدين مشاركتي ؟
هانا : لا ، شكرا لك ، أنا لم أتناول الإفطار بعد ، أنا أقوم بشرائه من متجر المدرسة ، لذا اعذريني .
ايما : انتظري ... سآتي معك ...
هانا : لا ... لابأس ، سأذهب سريعا قبل أن يغلق وتنتهي الإستراحة .
ايما : ولكن ...
وهكذا خرجت من الفصل راكضة للخارج ، كان هذا وشيكا ! لماذا تسألني عن زملائي في الصف ؟ كاد لساني أن يزل !
ربما كانت تتحدث بنية حسنة رغم أن هذا أمر مشكوك به ... يتوجب علي توخي الحذر .
وهكذا انتهى يومنا الدراسي الأول ، ايما قامت بتوديعي وكذلك فعلت ، وها أنا أنتظر والدي حتى يقلني بسيارته إلى منزلنا العزيز ،
ها هو ... لقد وصل وبرفقته عائلتي الحبيبة ، أبي ، أمي ، أخي ،وأختي ... كم أحبهم!
وفور دخولي للسيارة قلت لهم : كيف كان يومكم الأول ؟
أخي : نريد أن نسمع قصتك أنت أولا .
أنا : لماذا ؟ هل لأنها ستكون الأقصر من بين قصصكم ؟ حسنا أنتم جميعا تعرفونها .
وحينها قالوا جميعا : هذا أكيد! يوم هادئ ممل رتيب كباقي الأيام الدراسية!
أنا : هاهاها
ومن بعدها تعالت أصواتنا بالضحك والحديث ، وبدأ كل فرد يروي ما حدث في يومه الدراسي الأول .
ووسط هذا كله ، تخترقني نظرات من أعين زرقاء من شخص يرتدي السواد واقفا في أحد النواصي المؤدية لمنزلنا ،
نظراته ظلت تتبعني وكذلك تتبعته بعيني إلى أن اختفى من مجال رؤيتي !
وحينها قلبي ظل ينبض بشدة ، أصوات عائلتي ... لم أعد قادرة على سماعها! أهذا بسبب الخوف والرهبة مما حدث !
لم يلاحظني أحد بهذه القوة من قبل ! ما هذه النظرات ؟ من هو ذلك الشخص ؟
وهكذا ... كانت ملاقاة أعيننا بداية لكل شيء!
لقد حل المساء أخيرا، لقد كان يوما دراسيا طويلا وشاقا ، وأخيرا انتهى !
سأخلد للنوم لأبدأ يوما جديدا هادئا ومسالما خاليا من كل ماتحمله الحياة من ضجة ... أو هكذا ظننت !
وحينما قمت بغلق جفوني ... وجدت نفسي في مكان خلاب ، حيث البدر ينير المكان ، وفي وسط هذا المكان أجد شخصا مرتديا السواد ،
ذو شعر فضي بلون أشعة القمر ، وعيون زرقاء كزرقة السماء ، جاثيا على ركبتيه وتعلو وجهه نظرات الخضوع
قائلا لي : أدعى ألبرت ، حارس عالم الذكريات وخادمك المخلص والمطيع ، أميرتي هانا .
وحينها عجز لساني عن الكلام ، ظننته حلما ولكنه سرعان ما قال لي : إن كنت تظنين بأن هذا حلم ، فأنت مخطئة جلالتك ،
إنه عالم للذكريات السعيدة وأنت سيدة هذا العالم الآن .
وحينها استجمعت شجاعتي قائلة له : أهذا حقا عالم آخر ؟ ما الدليل على هذا ؟
ألبرت : نعم ، إنه كذلك . ولا أملك دليلا على ذلك ، وأيضا أنا الشخص نفسه الذي رأيته في إحدى النواصي .
آه حسنا ... يبدو أنه حلم بسبب ما حدث لي اليوم ، ألا أستطيع الاستيقاظ ؟ كم تمنيت أن أحظى بليلة هادئة دون أحلام أو مغامرات !
فلأجاري ما يحدث إذن ! فلا سبيل للهرب .
هانا : حسنا ، هلا شرحت لي أكثر عن هذا العالم ؟
ألبرت : عالم الذكريات خصص لسعادتك أميرتي ، ستجدين فيه الكثير من الغرف ، تلك الغرف تحوي ذكرياتك السعيدة وكذلك الأشخاص الذين
تحبينهم وتعتزين بمعرفتهم ، يمكنك تمضية الليل بالحديث معهم وتعايش ذكرياتك السعيدة مرارا وتكرارا ، هذا العالم يمثل ما يتواجد بقلبك ،
فمن تسمحين له بالولوج إلى فؤادك سيتواجد في عالمك هذا ، ومن تريدين طرده من فؤادك بإمكانك طرده من عالمك هذا ، وحينها يأتي دور غرفة الإعدام .
هانا : غرفة الإعدام ؟
ألبرت : في هذه الغرفة يمكنك إعدام وقتل من تكرهين وهذا سيزيل همك وسيشرح صدرك ، فهذا العالم خصص لإسعادك أميرتي ،
إذن هل تقبلين بهذا العالم وتسمحين لي بأن أقوم بخدمتك ؟
هانا : هاهاها ، عالم خصص لإسعادي وخادم وسيم مثلك سيعمل تحت إمرتي ...! ولم لا ؟ أنا أقبل بك وبعالمك .
ألبرت : شكرا لك أميرتي .
وهكذا استيقظت من النوم أضحك على ذلك الحلم الغريب ، ولكنه في الواقع لم يكن حلما قط !
نهاية الفصل
لاتحرموني من ردودكم ^^