The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
138 المساهمات
131 المساهمات
117 المساهمات
66 المساهمات
44 المساهمات
34 المساهمات
34 المساهمات
32 المساهمات
19 المساهمات
11 المساهمات
آخر المشاركات

القيم الٳسلامية

4 مشترك



×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

descriptionالقيم الٳسلامية - صفحة 2 Emptyالقيم الٳسلامية

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


القيم الاسلامية
ماذا نقصد بالقيم ؟

القيمـــة هي
صفة في شئ تجعله موضع تقدير واحترام أي أن هذه الصفة تجعل ذلك الشيء
مطلوباً ومرغوباً فيه ، سواءً كانت الرغبة عند شخص واحد ، أو عند مجموعة من
الأشخاص. مثال ذلك إن للنسب عند الأشراف قيمة عالية ، وللحكمة عند
العٌلماء قيمة عظيمة ، وللشجاعة عند الأمراء قيمة مرغوبة ، ونحو ذلك.


وموضوع القيمة
: هو البحث عن الموجود من حيث هو مرغوب فيه لذاته، والنظر في قيم الأشياء،
وتحليلها، وبيان أنواعها وأصولها، فإن فسرت "القيمة" بنسبتها إلى الصور
الغائبة، المرتسمة على صفحات الذهن، كان تفسيرها مثالياً، وإذا فسرت بأسباب
طبيعية أو نفسية أو اجتماعية، كان تفسيرها وجودياً. وخير تفسير للقيم ما
جمع بين الاثنين، المعنى المثالي، والمعنى الطبيعي، إذ لا يمكن تصور أحد
هذين المعنيين في القيمة، دون الآخر، ولولا ذلك، لما كان للقيمة وجود، ولا
للوجود قيمة



القيم
الإنسانية هي مجموعة من الحقوق التي يتحلى بها الإنسان ومن بينها:
الحرية٬الكرامة٬العدل٬ التضامن٬المساواة٬الملك٬الأخوة٬المودة٬المحبة.

♦ القيم الٳسلامية هي صفات إنسانية إيجابية راقية مضبوطة بضوابط الشريعة الإسلامية.

descriptionالقيم الٳسلامية - صفحة 2 Emptyرد: القيم الٳسلامية

more_horiz
العدل
عندما تختفي أنوار العدل عن البشر ، يغشاهم الهرج والمرج ، ويتفشى الظلم
بينهم بشكلٍ فظيع، حيث تجد القويّ يفتك بالضعيف ، والقادر يسلب حق العاجز ،
والغالب يُريق دم المغلوب ، والراعي يهضم حق المرعى ، والكبير يقهر
الصّغير ، ولا يخرجهم من هذا الوضع المشين ، إلاّ "العدل" سعادتهم ، وقاعدة
أمنهم واستقرارهم. فما هو العدل وما أنواعه ، وما ثمرته ، وكيف طبقّه
المسلمون في حياتهم ؟؟ أسئلة وتساؤلات تأتي الإجابة عنها في الفقرات
الآتية:

1/ مفهوم العدل :
المراد بالعدل : إعطاء كل ذي حق حقه ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر ، من
غير تفرقة بين المستحقين ولأهمية العدل ومنزلته ، بعث الله رسله وأنزل كتبه
، لنشره بين الأنام ، قال تعالى( لقد أرسلنا رُسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط))
والقسط : العدل ، وهو قوام الدنيا والدين ، وسبب صلاح العباد والبلاد ، به
قامت السموات والأرض ، وتألفت به الضمائر والقلوب والتأمت به الأمم
والشعوب ، وشمل به الناس التناصف والتعاطف، وضمهم به التواصل والتجانس ،
وارتفع به التقاطع والتخالف.
وضعه الله تعالى لتوزّع به الأنصبة والحقوق، وتقدر به الأعمال والأشخاص، إذ
هو الميزان المستقيم، الذي لا تميل كفته، ولا يختل وزنه، ولا يضطرب
مقياسه، فمن رام مخالفته، وقصد مُجانيته، عرّض دينه للخبال، وعمرانه
للخراب، وعزته للهوان، وكثرته للنقصان، وما من شيء قام على العدل، واستقام
عليه ، إلاّ أمن الانعدام، وسلم من الانهيار.
ومن أهم دعائم السعادة، التي ينشدها البشر في حياتهم، أن يطمئنوا على
حقوقهم وممتلكاتهم، وأن يستقر العدل فيما بينهم، وإلاّ فلا يعرف على وجه
الأرض شيء أبعث للشقاء والدّمار، وأنفى للهدوء والاستقرار بين الأفراد
والجماعات، من سلب الحقوق.
إذن العدل قيمة ضرورية في الإسلام، عمل الإسلام على إثباتها، وإرسائها بين
الناس، حتى ارتبطت بها جميع مناحي تشريعاته ونظمه، فلا يوجد نظام في
الإسلام إلاّ وللعدل فيه مطلب، فهو مرتبط بنظام الإدارة والحكم، والقضاء،
وأداء الشهادة، وكتابة العهود والمواثيق بل إنه مرتبط أيضاً بنظام الأسرة
والتربية، والاقتصاد والاجتماع، والسلوك، والتفكير، إلى غير ذلك من أنظمة
الإسلام المختلفة وهذا يدل بوضوح على أن الإسلام ضمن قيمة العدل في جميع
مجالات الحياة، بل إنه ركز كافة أهدافه على ضوئها، مما شهد له التاريخ على
سلامة المجتمعات التي حكمها، من الانهيار الخطير في الأخلاق ، وأمنها من
اضطراب الموازين والمعايير ، وصانها من دمار النفوس، وخراب العمران.

descriptionالقيم الٳسلامية - صفحة 2 Emptyرد: القيم الٳسلامية

more_horiz

2/ أنواع العدل :
يمكن تقسيمه إلى أنواع باعتبارات مختلفة ، منها:

أ - تقسيم العدل باعتبار زمانه ومكانه : والعدل بهذا الاعتبار ينقسم إلى قسمين:
1/عدل في الدنيا : وهو يشمل الحياة البشرية كلها ، منذ أن خلق الله آدم – عليه السلام – إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. قال تعالى( ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات ، وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط))
و معلوم أن رسل الله وأنبياءه، موزعون على الأزمان والأجيال بالتعاقب،
ليقيموا العدل بين الناس ، إذ الناس يختلفون ويختصمون، ويؤثر فيهم الهوى
والشهوة، فيقع الظلم بينهم، فجاء الأنبياء بالعدل لرفع ذلك الظلم ، ومنع
ضرره، ولولاهم ، لفسدت حياة الناس وخربت عليهم الديار. وفي قصة ابني آدم –
عليه السلام وهما قابيل وهابيل – التي خلّد ذكرها القرآن ما يعطي صورة
واضحة على خطورة الظلم وضرره ، حيث إنه أول معصية أودت بحياة إنسان على وجه
الأرض ، ويؤكد على ضرورة العدل ، كي تعيش البشرية في أمن وسلام واستقرار.
وهذا العدل الدنيوي عدل تبين لأنه يقوم على حسب وسع البشر في تطبيقهم
لمقتضيات العدل الإلهي المثبت في أحكامه وشرائعه.
2/عدل في الآخرة: وهو الذي استأثر به الله تعالى يوم القيامة ، إذ
قد يفلت الظالم في الدنيا من سلطة الحكم العادل ، الذي يرد عليه ظلمه ،
ويؤاخذه بذنبه ، كما أن من التزم العدل في الدنيا ، يتشوق إلى الأجر العظيم
، الذي أعده الله له يوم القيامة مقابل التزامه وصبره وتحمله. وفي هذا
وذاك ، يقول الله تعالى : (( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبّةٍ من خردلٍ أتينا بها وكفى بنا حاسبين)) وهذا هو العدل المطلق لأن الذي يتولى القيام به هو الله تعالى الذي لا يعزب عنه مثقال حبة أو ذرة في السماوات و لا في الأرض.

ب - تقسيم العدل باعتبار عمومه وشموله:
والعدل بهذا الاعتبار يعمّ الإنسان والحيوان وسائر الكائنات. أما شموله للإنسان فتدّل عليه أدلة كثيرة ، منها قوله تعالى(ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى))
والخطاب للعقلاء ، فكل عاقل مطالب بإقامة العدل في حياته ، مع نفسه وغيره ،
حتى لو كان الغير عدوّه وخصمه لأن سلطان العدل ، ليس له حدود ، فهو يتجاوز
حدود الدين والعقيدة ، ويتجاوز حدود القرابة والنّسب ، ويتجاوز حدود الأرض
أو الوطن ، فمن كان له حق لآخر ، فلا يظلمه ، بحجة أنه يختلف معه في
الدّين أو النسب ، أو الوطن ، بل الواجب عليه أن يعطيه حقه لإنسانيته ، إذ
العدل حق يشترك فيه جميع الناس.
وأما شموله للحيوان ،فلأن الإنسان مأمور بعدم ظلمه وإيذائه ، سواء كان بحبس
أو تجويع أو تحميل له فوق طاقته أو غير ذلك ، وقد دخلت إمرأة النار في هرة
، حبستها من غير أن تطعمها أو تخلي سبيلها فتأكل من حشاش الأرض ودخل رجل
الجنة في كلبٍ وجده يلهث ويأكل التراب من شدة العطش ، فنزل في البئر ،فملأ
خفّه ماء ، فسقاه ، فشكر الله له ، وأدخله الجنة فالحيوان وإن كان لا
يستطيع هو بنفسه أن يحقق العدل في حياته – لعدم تكليفه حيث لا يعقل الخطاب
عن المكلف – إلا أن الذين يعيشون معه مطالبون بالعدل معه ، والكف عن أذيته.

وأما شمول العدل لسائر الكائنات، فهو ما نراه ونلحظه في حركة الكائنات التي
تسبح في الأرض، أو التي تسبح في الفضاء، فإنها تتحرك حركة عادلة، فمنها ما
يلاحظ عدله في الحركة بين السرعة والبطء، كالليل والنّهار، والشمس والقمر،
والنجوم والكواكب، لهذا قال الله تعالى(والشمس
تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز الحكيم ، والقمر قدرناه منازل حتى عاد
كالعرجون القديم ، لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق
النّهار وكل في فلك يسبحون)) ومنها ما يكون عدله مركوزاً في حركته
بين الزيادة والنقصان ، كالماء واليابسة، فإن الماء لو طغى على اليابسة،
لهلك كل شيء يقطن اليابسة، كما أنه لو نقص ، لهلك كل كائن يعيش في الماء.
ومن الكائنات ما عدله ملاحظ في طبيعته وتكوينه البيولوجي والكيمائي ،
كالحيوانات التي تدّب على الأرض وما من شيء في الكون ، إلاّ وقد رُكزّ
"العدل" في نظام حياته ، مما فيه الحياة أو نظام حركته ، مما لا حياة فيه ،
ولكنه يسير ويتحرك.

ج – تقسيم العدل باعتبار تعلقه بالإنسان: والعدل بهذا الاعتبار ينقسم إلى قسمين:
- عدل فردي : وهو ما كان مظهراً للتوازن النفسي لدى الفرد ، وذلك أن
تناسب قوى المرء الثلاث – العقل والغضب والشهوة – أمر راجع إلى الإنسان
نفسه ، إما لذاته ، نتيجة تأملاته وأفكاره الفردية، وإما بتأثير غيره، عن
طريق العلم والمعرفة والإدراك مثال ذلك: عدل الإنسان في نفسه ، بأن يعدل في
جسده وروحه ، وعقله وفكره ، وأخذه وعطائه ، وعمله ونشاطه ، ونحو ذلك من
الأمور التي تخص الفرد في هذه الحياة.
- عدل جماعي : وهو ما روعي فيه حقوق الآخرين ، وما يجب نحوهم من
احترام وتقدير أي أن الإنسان يعتدل في أخذ ما له من حقوق ، وأداء ما عليه
من واجبات. مثال ذلك: عدل الإنسان في بيعه وشرائه ، وفي حكمه وقضائه ،
وشهادته وأمانته ، ومنعه وعطائه ، وغير ذلك من المظاهر الاجتماعية الكثيرة ،
التي يجري فيها العدل بين الفرد وغيره. فالحاكم الأعلى أو الرّئيس – وهو
إنسان فرد – يجب عليه إزاء الجماعة أن يتبع قواعد العدل في توليتها ، وذلك
بإسناد الأعمال إلى أهلها من ذوي الكفاءة والخبرة. والقاضي يجب أن يراعي
العدل بين الخصمين ، بإعطاء كل ذي حق حقه ، وإلزام من عليه الحق أن يدفعه
لمستحقه.
والزوج كذلك عليه أن يعاملزوجته أو زوجاته بالعدل، ويعطي كل واحدة منهن
حقها المشروع ، من النفقة والسكن ، والمبيت والركوب ، والطعام واللباس
ونحوه. والأب مطالب بالعدل بين أبنائه ، في التربية والتعليم ، والصحة ،
والمنع والعطاء ، وألاّ يفضل أحداً على آخر إلاّ بحقّه وقد ثبت كل ذلك
بنصوص صريحة ومباشرة قال الله تعالى : ((إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل )) وقال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم) وقال تعالى: ((فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة))

descriptionالقيم الٳسلامية - صفحة 2 Emptyرد: القيم الٳسلامية

more_horiz
3/ ثمرة العدل:
إن المجتمع الذي يضمن نظامه العدل ، لا بدّ أن يجني في حياته ثمرات عظيمة ومنافع كثيرة ، نذكر منها ما يلي:
أ – العدل مشعر للناس بالاطمئنان والاستقرار، وحافز كبير لهم على الإقبال
على العمل والإنتاج، فيترتب على ذلك: نماء العمران و إتساعه، وكثرة الخيرات
وزيادة الأموال والأرزاق، ولا يخفى أن المال والعمل، من أكبر العوامل
لتقّدم الدّول وازدهارها ، بينما في المقابل تكون عواقب الاعتداء على أموال
الناس وممتلكاتهم ، وغمطهم حقوقهم، هي الإحجام عن العمل ، والركود عن
الحركة والنشاط، لفقد الشعور بالإطمئنان والثقة بين الناس. وهذا يؤدي بدوره
إلى الكساد الاقتصادي، والتأخر العمراني ، والتعثر السّياسي يقول ابن
خلدون: [اعلم أن العدوان على الناس في أموالهم، ذاهب بآمالهم في تحصيلها
واكتسابها، لما يرونه حينئذ من أنّ غايتها ومصيرها، انتهابها من أيديهم،
وعلى قدر الاعتداء ونسبته يكون انقباض الرّعايا عن السّعي في الاكتساب،
والعمران ووفوره ، ونفاق أسواقه إنما هو بالأعمال، فإذا قعد الناس عن
المعاش ، كسدت أسواق العمران، وانتقصت الأموال، وابذعر-أي تفرق- الناس في
الآفاق، وفي طلب الرّزق، فخفّ ساكن القطر، وخلّت دياره، وخربت أمصاره،
واختل باختلافه حال الدّولة]
ب-أنه بغير العدل ، يتحيّن الناس الفرصة ،للثورة على الحكومة الظالمة ،
وخلع يد الطاعة عن أعناقهم، ذلك أن النفوس مجبولة على حبّ من أحسن إليها
،وكره من أساء إليها ، وليس هناك إساءة أشد من الظلم ، وأفدح من الجور
،ولذلك تقوم الثورات كل حين ،وتزداد الانتفاضات هنا وهناك ، لتقويض كابوس
الظلم ،ورفع وطأته عن كاهل الشعوب. وما قيام "الثورة الفرنسية" في أوروبا
،والانتفاضة الفلسطينية في الشرق الأوسط ومقاومة التمييزالعنصري في أمريكا
وجنوب أفريقيا إلاّ صورة معبرة عن فقدان العدل في تلك الأماكن وانتشار
الظلم فيها ،فأسفر عن إعلان غضب شعوب المنطقة على الظلم وأهله، وكراهيتها
لأساليب القمع والاضطهاد، وال***** والتنكيل، والطغيان والاستبداد التي
تمارسها السّلطات القائمة في تلك المناطق ضد شعوبها.

descriptionالقيم الٳسلامية - صفحة 2 Emptyرد: القيم الٳسلامية

more_horiz










4/ تطبيقات العدل في الإسلام:
طبّق المسلمون "العدل" في أعلى صوره ، بدءاً برسول الله ، الذي حكى عنه القرآن قوله(إنما أنا بشر مثلكم))
فقد وضع نفسه في مصاف مرتبة البشر ، ولم يحمله شرفه العظيم للامتياز عن
الناس تبريراً لأخذ حقوقهم من غير وجه حق ، بل كان نموذجاً رائعاً في إقامة
العدل ، حتى على نفسه الكريمة رغم كونه نبي الله ورسوله. فقد رُوى أن أسيد
بن خضير – رضي الله عنه – كان رجلاً صالحاً ضاحكاً مليحاً ، فبينما هو عند
رسول الله ، يحدث القوم ويضحكهم ، طعن رسول الله في خاصرته ، فقال:
أوجعتني. قال صلى الله عليه و سلم: "اقتص"
قال: يا رسول الله إن عليك قميصاً ، ولم يكن عليّ قميص. قال: فرفع رسول
الله قميصه ، فاحتضننه ، ثم جعل يقبل كشحه ، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول
الله ، أردت هذا وهذا من أروع الأمثلة على العدل ، الذي سيظلّ يعجز عن
تحقيقه أعظم الزعماء إنصافاً مع رعاياه عبر القرون والأجيال. ومثال آخر في
تطبيق العدل في الإسلام، عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أمير المؤمنين،
الذي لم تزد قيمة شهادته على شهادة غيره من الناس لمجرد كونه أميراً. فقد
روي عنه أنه كان يمر ليلاً – على عادته – ليتفقد أحوال رعيته، فرأى رجلاً
وامرأة على فاحشة، وجمع الناس وخطب فيهم: "ما قولكم أيها الناس في رجل
وامرأة رآهما أمير المؤمنين على فاحشة؟ فرد عليه عليّ بن أبي طالب: يأتي
أمير المؤمنين بأربعة شهداء، أو يجلد حد القذف، شأنه شأن سائر المسلمين. ثم
تلا قوله تعالى: ((والذين يرمون المحصنات ثمّ لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادةً أبداً وأولئك هم الفاسقون))
ولم يملك أمير المؤمنين إلاّ أن يمسك عن ذكر أسماء الجناة، حيث أدرك أنه
لا يستطيع أن يأتي بباقي نصاب الشهادة وأنه لا فرق في هذا بينه وبين سائر
المسلمين
ومثال آخر: عليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه – الخليفة الرابع ، افتقد درعه
– يوما من الأيام – فوجدها عند رجل نصراني ، فاختصمه إلى شريح القاضي ،
فقال عليّ مدعياً: الدّرع درعي ، ولم أبع ولم أهب، وسأل شريح النصراني في
ذلك فقال: ما الدّرع إلاّ درعي، وما أمير المؤمنين عندي بكاذبٍ. فالتفت
القاضي إلى أمير المؤمنين عليّ، فقال: يا أمير المؤمنين، إن النصراني صاحب
اليد على الدّرع، وله بذلك حقٌ ظاهر عليها، فهل لديك بيّنة على خلاف ذلك
تؤيد ما تقول؟ فقال أمير المؤمنين أصاب شريح ، مالي بيّنة، وقضى شريحٌ
بالدرع للنصراني ، وأخذ النصراني الدّرع وانصرف بضع خطوات ،ثم عاد فقال
أمّا أني أشهد أن هذه أحكام الأنبياء ، أمير المؤمنين يدنيني إلى قاضيه ،
فيقضي لي عليه ، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، الدّرع
درعك يا أمير المؤمنين ، اتبعت الجيش وأنت منطلق من صفين ، فخرجت من بعيرك
الأورق. فقال علي: أمّا و قد أسلمت فهي لك وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة ،
التي تدلّ على تطبيق العدل في الإسلام في أعلى درجاته، قال تعالى: ((يا
أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولو على أنفسكم و لا
يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن
الله خبير بما تعملون
))

descriptionالقيم الٳسلامية - صفحة 2 Emptyرد: القيم الٳسلامية

more_horiz
الجمال

1/ تعريفه : الجمال ضد القبح ،و هو الحسن و الزينة ،و منه الحديث : (إن الله جميل يحب الجمال)
أي حسن الأفعال ، كامل الأوصاف واصطلاحا :حسن الشيء و نضرته و كماله على
وجه يليق به ومعنى ذلك ،أن كل شيء جماله وحسنه كامن في كماله اللائق به
،الممكن له ،فإذا كان جميع كمالاته الممكنة حاضرة فهو في غاية الجمال، و إن
كان الحاضر بعضهافله من الحسن و الجمال بقدر ما حضر. فالفرس الجميل هو
الذي جمع كل ما يليق بالفرس الكامل، من هيئة وشكل ولون وحسن عدو ،وتيسر كر و
فر عليه. و الخط الجميل هو الذي جمع ما يليق بالخط ،من تناسب الحروف و
توازيها ، و استقامة ترتيبها ،و حسن انتظامها ،فلا يجمل الإنسان بما يجمل
به الحيوان مما هو من خصوصيته ،و لا يجمل الخط بما يجمل به الصوت تخصيصا ،و
لا تجمل الأواني بما تجمل به الثياب خاصة ،و هكذا سائر الأشياء


2/ أهميته
: الجمال سمة واضحة في الصنعة الإلهيه ،و حيثما اتجه الإنسان ببصره، يجد
من صنع الله ما يجذبه بلونه، أو يستهويه بصوته، أو يتملك فؤاده بدقته
المتناهية وصنعته المحكمة، فهو –أي الجمال – بعض آيات الله، التي أودعها في
خلقه، وطلب الإنسان أن ينظر فيه، ويستجلى أسراره، ويستقبل تأثيراته، و
يعتبر بعبرته قال تعالى : ((هو الذي أنزل من
السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء، فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا
متراكبا، و من النخل من طلعها قنوان دانية و جنات من أعناب، و الزيتون و
الرمان مشتبها و غير متشابه، انظروا إلى ثمره إذا أثمر و ينعه إن في ذلكم
لآيات لقوم يؤمنون
)) فقد تضمنت الآية جمالا من الطبيعة و مظاهرها
،ما يدعو المرء إلى النظر و التأمل فيها ، بل إن هذا الجمال ما ذكر هنا
ليحفظ و يعلم فحسب ،و لكنه ذكر أيضا كي يستمتع به الإنسان ،لأن المنفعة
المادية ، ليست وحدها هي الغاية من خلق هذه المخلوقات ، على هذا الوجه، و
لكن ((الجمال ))كذلك منفعة معنوية ، لأنه مما يستمتع به الإنسان لذلك قال
الله تعالى في الأنعام (( و الأنعام خلقها لكم فيها دفء و منافع و منها تأكلون و لكم فيها جمال حين تريحون و حين تسرحون
)) فذكر الله تعالى المنافع المادية و أعقبها بالمنافع المعنوية و
المتمثلة في الناحية الجمالية التي تحدثها في نفس صاحب الأنعام أو غيره.


3/ مقومات الجمال : و لكي يكون الشيء جميلا ، لا بد أن يتضمن الأمور الآتية:
أ-السلامة من العيوب : فكل
شيء جميل ،يدرك جماله و حسنه بسلامته من العيوب ،و خلوه من أي خلل و نقص .
و قد لفت القرآن الكريم النظر إلى التأكد من وجود هذه السمة في الجمال ،و
ذلك بعد تسجيله بعض مظاهر الجمال في الكون ، ففي الحديث عن جمال السماء،
قال تعالى : ((أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها و زيناها و مالها من فروج)) فقد نصت الآية على جمال السماء و زينتها ،و أنها سالمة من الشقوق. و ما ذلك إلا نفيا للعيوب عنها ،وتأكيدا على جمالها.

ب-التناسق و التنظيم: و هو
سمة أخرى للجمال تقوم أساسا على التقدير و الضبط و الإحكام و تحديد نسب
الأشياء بعضها إلى بعض ، في الحجم والشكل واللون والحركة والصوت، وقد تحدث
القرآن الكريم عن هذه السمة، مقررا اعتبارها في أصل الخلقة والتكوين ،قال
تعالى: ((و خلق كل شيء فقدره تقديرا ))
سواء كان صغيرا أو كبيرا، ناطقا أو صامتا ، متحركا أو ساكنا. إننا لو
ألقينا نظرة فاحصة على الإنسان ، لأدركنا التناسق الذي يتجمل به هذا
المخلوق الصغير ،و لعل قوله تعالى : ((يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ، الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك ))
إضافة إلى دلالته على الإحكام و التقدير و التسوية و التعديل، فانه يشير
إلى دقة التناسق بين عقل الإنسان و روحه وجسده ،و التناسق بين أعضاء جسمه
وبين الأعضاء الأخرى، و التناسق بين أجهزة عضو من أعضائه ،و بين سائر
الأجهزة

ج-النص و التعيين
: ليس كل جمال في هذا الكون الفسيح ، مما يدركه الإنسان ، دون أن يساعده
في تعينه وحي من السماء ، فإن الكون أوسع من أن يحيطه الإنسان بعقله
المحدود، و قد يخفي عليه وجه الجمال في شيء من الأشياء لا لخلل يرجع إلى
الشيء نفسه، أو كونه فاقدا للتناسق و التنظيم، و لكن لكون الإنسان عاجزا عن
إدراكه، و قاصرا عن الإحاطة به، و لعل مجال الجمال المعنوي أكبر دليل على
ذلك، إذ لو لم يتم النص عليه و التعيين له بالوحي، لما أدركه الإنسان، و
لظل جاهلا دهرا طويلا بمجال رحب للجمال الذي لا غنى له عنه .وسيأتي تفصيل
ذلك في الفقرة التالية:


4/ أنواع الجمال : الأشياء
التي تنتظم هذا الكون الفسيح ، إما أن تكون أجساما ، لها طول و عرض و عمق
كالإنسان و الحيوان ، و السمماء و الأرض ، و الشمس و القمر ، و نحوها ، و
إما أن تكون معان ، كالأقوال و الأفعال و الأسماء و الصفات و نحوها و على
هذا ، يمكن تقسيم الجمال إلى قسمين:-

أ-جمال حسي: و هو الذي
يدرك بالحس، كجمال الطبيعة في سمائها وأرضها و شمسها وقمرها و ليلها
ونهارها وبرها وبحرها ، وكجمال الإنسان من حيث تكوينه، وقد ذكر القرآن
الكريم كثيرا من مظاهر الكون مشيرا إلى جمالها الحسي، كي ينتفع به الإنسان،
ويشكر ربه الذي سخر له الكون وما فيه، قال تعالى عن الأنعام : ((و
الأنعام خلقها لكم فيها دفء و منافع كثيرة و منها تأكلون ، و لكم فيها
جمال حين تريحون و حين تسرحون ، و تحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه
إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم، و الخيل و البغال و الحمير لتركبوها و
زينة و يخلق ما لا تعلمون
)) و قال تعالى عن الإنسان : ((لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)) ثم فسر قوله ((أحسن تقويم )) بقوله تعالى : ((يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك
)) فهذه الآية و تلك ، تعبران عن الهيكل الجمالي الذي بني عليه الإنسان.
فالجمال سمة بارزه في الإنسان ، مثلما هو مبثوت في الأعيان الأخرى ، و هو
في الحقيقة آية عظيمة ، تدل على قدرة الخالق سبحانه و تعالى و إبداعه ، إذ
إنه لم يخلق الخلق فحسب ، و لكنه خلق فأحكم ، و برأ فأبدع ، و صبغ فأحسن ، و
لا يستطيع أحد – و لو أعانه أهل الأرض جميعا – أن يأتي بمثل خلقه في
الجمال و الإبداع.

descriptionالقيم الٳسلامية - صفحة 2 Emptyرد: القيم الٳسلامية

more_horiz
ب – جمال معنوي : و يتمثل في أمور كثيرة ، لا تدرك بالحس و الرؤية ، و لكنها تدرك بالعقل الواعي ، و البصيرة المفتوحة . و يمكن تصنيفها كالأتي:-
- الأقوال : فالجمال المعنوي موجود في الأقوال الحسنة ، و الألفاظ الطيبة، قال تعالى : (( و من أحسن قولا ممن دعا الى الله و عمل صالحا و قال إنني من المسلمين
)) فقد جعل الله الدعوة إلى الإسلام ، و النطق بكلمة الشهادة من أحسن
الأقوال و أجملها ، فدل ذلك على أن الجمال موجود في الأقوال التي يقولها
الناس ، و في الألفاظ التي ينطقونها لا من حيث تركيبها اللفظي و صياغتها
البلاغية، و لكن بالنظر إلى ما تحمله من المعاني و المدلولات.

- الأفعال : و الفعل قرين
القول ، بل إن القول إذا لم يقترن بالفعل ، لا يبلغ الكمال في الحسن ، و
لهذا ذكر الله تعالى في الآية السابقة قوله : (( و عمل صالحا
)) ، إذ القول وحده – مهما كان جميلا – لا يكفي صاحبه ، لاعتباره مسلما ،
ما لم ينضم إليه فعل و لهذا أورد أهل العلم تعريفا جميلا عن الإيمان فقالوا
: (( هو نطق باللسان ، و عمل بالأركان ، و تصديق بالجنان)) و على العموم ،
فان الجمال يوجد في الفعل كما يوجد في القول.


5/ ميادين الجمال : من خلال ما سبق ذكره من تقسيم الجمال إلى حسّي و معنوي ، نستطيع أن ننطلق منه ، لمعرفة ميادين الجمال ومجالاته وهي:-
أ-الطبيعة : فالطبيعة بكل
ما تحتويه من أرض وسماء ، وإنسان وحيوان ، ونبات وجماد ، تصلح ميدانا"
رحبا" ، ومجالا" فسيحا" للجمال ، والقرآن الكريم حين تناول "الطبيعة" لفت
الإنسان إلى كثير من دقائقها. و أسلوب القرآن في عرض مشاهد الجمال من
الطبيعة على نوعين:

- نوع إجمالي : وذلك أن
يتناول الأشياء الكلية على وجه الإجمال ، ثم يحوّل النظر إليها ، كي يعيش
المرء معها بعمق وتمعن ، ويستخرج منها نتائج وأسرارا" . قال تعالى (( إن
في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر
بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها
وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات
لقوم يعقلون
)) فهذا المشهد العظيم لوحة من الطبيعة ، التي لا
تحدها الأبعاد والأنظار ، يسرح فيها العقل والبصر ، ليستنتج منها نتائج
معينة ، الجمال ليس بآخرها

- نوع تفصيلي : و ذلك أن يتناول
جزءا من أجزاء الطبيعة ، و مظهرا من مظاهرها ، و يرشد الى الجمال فيه ،
بالتصريح أو بالتلميح . قال تعالى : (( أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها و زيناها و مالها من فروج ))

ب-الإنسان : الإنسان ميدان
آخر للجمال، يتخلله الجمال منذ مرحلة تكوينه ونشأته، إلى مرحلة نضجه
وتكامله، بل إن الجمال من أبرز سمات الإنسان التي نوه بها القرآن الكريم،
للدلالة على قدرة الله تعالى و إبداعه، يمتن الله به على عباده، فيقول
تعالى : (( خلق السموات و الأرض بالحق و صوركم فأحسن صوركم و إليه المصير)) وقال جل وعلا: (( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )) وقال عز سبحانه: (( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك
)) فالتسوية التامة للإنسان، هي النقطة الأساسية، التي ينطلق منها جمال
الإنسان، لأن عدم الخلل و النقص في بنيته، دليل على جماله و قد خلق الله
الإنسان فبلغ به من الإحسان و الإتقان ما بلغه.

ج-الفن : و الفن نتاج إنساني،
استفاده من الطبيعة التي سخرها الله له، و من عقله الذي و هبه إياه، و
الإسلام قائم على أساس العقيدة، ذات التصور الشامل عن الكون و الحياة و
الإنسان، و لهذا فلا مجال فيه للباطل من الأوهام والخرافات، و الأصنام و
الأوثان. و يعد الفن مجالا خصبا للجمال لا ينضب ما دام الإنسان قائما على
وجه الأرض، و قد تمثل الجمال الفني في الإسلام في أمور كثيرة، أهمها ما
يلي:

* النقش و الزخرفة: عرف
المسلمون قديما بهذا الفن الجمالي ، حتى قيل : إن الفن الإسلامي فن زخرفي،
ذلك أنه لا يكاد يخلو أثر إسلامي، بدءا بالخاتم و مرورا بالأواني، و انتهاء
بالبناء الضخم و قد قامت الزخرفة على نمطين:

- نمط نباتي أو ورقي : و
هو الذي أبرز بأساليب متعددة ، من إفراد و مزاوجة ، و تقابل و تعانق ، و في
مجالات متنوعة ، من جدران و قباب ، و تحف نحاسية و زجاجية ، و صفحات الكتب
و أغلفتها ، و نحو ذلك.

- نمط هندسي : و ذلك
باستعمال الخطوط الهندسية و صياغتها في أشكال فنية رائعة ، على شكل نجوم أو
دوائر متداخلة ، أو نحو ذلك ، و قد زينت بهذا النوع من الزخرفة المباني و
التحف الخشبية و النحاسية ، و الأبواب و السقوف ، و نحو ذلك

* الكتابة و الخط : كانت
((الكلمة)) و لا زالت، ميدانا رحبا للجمال الفني، سواء كانت نثرا أو شعرا، و
لقد تبوأ الخط و الكتابة مكانة عظيمة، منذ بدء الوحي حيث اتخذ الرسول صلى
الله عليه و سلم كتابا للوحي ، يكتبون كل ما ينزل من القرآن، فكتب على جريد
النخل، و صفائح الحجارة، و جلود الأنعام، و الأخشاب كما نقل من ذلك و كتب
في مصحف واحد في عهد أبي بكر الصديق عندما خشي ضياعه بذهاب القراء في
الجهاد. و لقد برع الكتاب براعة عظيمة، عندما أصبح الخلفاء و الأمراء و
الخطباء و العلماء، و الشعراء و غيرهم من صناع الكلمة و مصدرها، ذوي منزلة
في المجتمع، و أصحاب الشأن في الدولة ، فبلغ الخط و الكتابة شأوا بعيدا، و
حظي بعناية فائقة من المسلمين ، و تفنن الناس فيه ، حين صار أداة ضرورية
للمعرفة ، فأكسبوه ألوانا و أشكالا ، فوجد الخط الكوفي ، و الفارسي ، و
النسخي و الرقعي ، و المغربي و الديوانى و الثلث ، كما فّرعوا عليها فروعا
كثيرة ، لا يسع المجال لذكرها

* العمارة و التخطيط : و العمارة
قديمة قدم الإنسان، و تتطور كلما طوّرت و سائلها عبر القرون و الأجيال ،
إلا أنها في الإسلام ، أحدث فيها ما لم يكن موجودا من قبل، و وضعت أمام
معطيات منهجية تجعلها تؤدي وظيفتها، بطريقة جمالية مضبوطة، و قد تركز هذا
الفن الجمالي على شيئين بارزين، هما :

1/ المساجد و دور العبادة :
لقد قطع الفن المعماري أشواطا بعيدة ، حقق فيها التنوع الرائع ، و
الانسجام الجميل ، إذ ظل المسجد ، ذا طابع خاص ، و شكل مميز ، إضافة إلى
العناصر الأخرى التي تؤكد ذلك التميز.

2/ المساكن و البيوت : كان
للإسلام أيضا تأثيره على الفن المعماري للبيوت و المساكن التي يسكنها كثير
من الناس ، و القصور التي يسكنها الخلفاء و الأمراء ، و أصحاب الجاه و
المال ، و قد شهد لهذا التأثير ، عالم غربي ، هو ((ج . مارسيه )) حين قال
لقد تغلغل الإسلام في الحياة البيتية ، كما دخل حياة المجتمع ، و صاغت
الطبائع التي نشرها ، شكل البيوت و النفوس)

و إنما تميز البيت المسلم عن غيره
، لارتباطه بالكثير من الشئون الاجتماعية ، التي صاغها الإسلام صياغة جيدة
، ونظمها تنظيما رائعا و التي ينبغي مراعاتها في البيوت الإسلامية ، ومن
تلك الأمور:

- الحجاب ، الذي يفصل الرجال عن النساء.
- الاستئذان خارج البيت ، للدخول فيه.
- الاستئذان داخل البيت ، للدخول في غرفه ، و نحو ذلك.
وقد بقي من القصور القديمة، في
الأندلس (أسبانيا الآن ) بقية، يعد ((قصر الحمراء )) في غرناطه من أهمها،
أما القصور الحديثة فكثيرة و متعددة، لا يحصيها العد كثرة، يراها كل الناس
في البلاد التي يقطنها المسلمون، و ستبقى كل من البيوت و القصور، تحكي ما
وصل إليه المعماريون المسلمون من فن و عبقرية، و علم عميق بالهندسة. على أن
عمارة البيوت و القصور، و العناية بنقشها و زخرفتها، يجب أن يكون في حدود
المنهج الإسلامي، الذي لا يسمح بالإسراف و التبذير ولا يرضي بالشح و
التقتير ، و لكنه بالتوسط و الاعتدال، و لا ينسين المرء الجمال المادي ما
حققه الإسلام من الجمال المعنوي، الذي يجعل كل إنسان ، يهتم بالأمور
الضرورية التي هي أكثر أهمية من غيرها ، فجمال القاضي بعدله و إنصافه ،
وجمال الحاكم باهتمامه بشئون رعيته ، و سهره لأمنهم و راحتهم ، و جمال
الغني بصدقته و إنفاقه ، و جمال الفقير بكده و عمله لذا قال الله تعالى: ((يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم و ريشا و لباس التقوى ذلك خير)) و قال تعالى: ((يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد))

descriptionالقيم الٳسلامية - صفحة 2 Emptyرد: القيم الٳسلامية

more_horiz
النهى عن الربا

يأتي على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا



عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "ليلة
أسرى بي سمعت في السماء السابعة فوق رأسي رعدا وصواعق وسمعت برقا، ورأيت
رجالا بطونهم بين أيديهم كالبيوت فيها حيات ترى من ظاهر بطونهم


فقلت يا جبريل من هؤلاء؟

فقال أكلة الربا.



وروى عن عطاء الخراساني أن عبد اللَّه بن سلام قال: الربا اثنا وسبعون حوباً: يعني إثماً، وأصغرها حوبا كمن أتى أمه في الإسلام، ودرهم من الربا شر من بضع وثلاثين زنية.



قال:
ويأذن اللَّه تعالى بالقيام للبر والفاجر يوم القيامة إلا آكل الربا فإنه
لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس: يعني كالمجنون كلما قام
سقط.




وعن الحارث عن عليّ رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال "لعن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه، والواشمة والمستوشمة، والمحلل والمحلل له، ومانع الصدقة".



وروى عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ما يكسب العبد مالا من الحرام فيتصدق به فلا يؤجر عليه ولا ينفق منه فلا يبارك له فيه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار".



وعن أبي رافع قال:
بعث خلخال فضة من أبي بكر الصديق رضي اللَّه تعالى فوضع الخلخال في كفة
والدراهم في كفة فكان الخلخال أثقل منها يسيرا فأخذ مقراضا فقال الزيادة لك
يا خليفة رسول اللَّه


قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "الزائد والمستزيد في النار".



وروى أبو سعيد الخدري وعبادة بن الصامت وأبو هريرة وغيرهم عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "الفضة
بالفضة مثلا بمثل والفضل ربا، والحنطة بالحنطة مثل بمثل والفضل ربا،وذكر
الشعير والتمر والملح ثم قال: فمن زاد أو استزاد فقد أربى".




وعن ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه قال:كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة الربا.



ويقال ما ظهر الزنى وأكل الربا في بلد إلا خرب.



وعن علي بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: من اتجر قبل أن يتفقه في الدين فقد ارتطم بالربا ثم ارتطم ثم ارتطم: يعني غرق فيه.



قال عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه: لا يبيعن في أسواقنا هذه قوم لم يتفقهوا في الدين ولم يوفوا الكيل والميزان



وعن ليث عن عبد الرحمن بن سابط قال:
إنما يؤذن في هلاك القرن إذا استحلوا أربعا: إذا نقصوا الميزان، وبخسوا
المكيال، وأظهروا الزنى، وأكلوا الربا، لأنهم إذا أظهروا الزنى أصابهم
الوباء، وإذا نقصوا الميزان وبخسوا المكيال منعوا القطر، وإذا أكلوا الربا
جرد عليهم السيف.




وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "يأتي على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا،

قيل يا رسول اللَّه كلهم يأكلون الربا؟

قال من لم يأكل منه يصيبه من غباره"

يعني يصيبه من إثمه لأنه يعين على ذلك فيكون شاهدا أو كاتباً أو راضياً بفعله فله حظ من الفعل



فينبغي
للتاجر أن يتعلم من العلم مقدار ما يحتاج إليه لتجارته لكيلا يأكل الربا،
وينبغي أن يجتهد في الكيل والوزن لأن اللَّه تعالى شدد في أمر الكيل
والوزن، وأوعد الوعيد الشديد فقال تعالى {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} يعني الشدة من العذاب، ويقال ويل واد في جهنم للذين ينقصون ويخونون في الكيل والوزن {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} - يعني يكتالون من الناس يستوفون - يعني حقهم تاما {وَإِذَا كَالُوهُمْ} يعني إذا كالوا الناس {أَوْ وَزَنُوهُمْ} يعني لهم {يُخْسِرُونَ} يعني ينقصون، ثم قال تعالى {أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ} يعني ألا يعلم هؤلاء الذين يخونون في الكيل والوزن {أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ} ليوم القيامة {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} يعني هوله عظيم.




فاعتبر يا ابن آدم فإن اليوم الذي سماه اللَّه عظيما كيف يكون حاله أي يكون وأي هيبة وأي خوف أعظم منه {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ}
يعني يقفون بين يدي اللَّه تعالى ويسألهم عن قليل وكثير ويقرأ في كتابه -
ووجدوا ما عملوا حاضرا بين يدي اللَّه تعالى ويسألهم عن قليل وكثير ويقرأ
في كتابه {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} فطوبى لمن عدل في الدنيا في حقوق الناس وويل لمن لم يعدل في حقوق الناس.




وروى عن عمر رضي اللَّه تعالى عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "إن العدل ميزان اللَّه تعالى في الأرض فمن أخذه قاده إلى الجنة، ومن تركه ساقه إلى النار "



واعلم أن العدل يكون من السلطان في رعيته ويكون من الرعية فيما بينهم، فعليكم بالعدل لتنجوا من العذاب الأليم.‏

descriptionالقيم الٳسلامية - صفحة 2 Emptyرد: القيم الٳسلامية

more_horiz
النهى عن الربا

يأتي على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا



عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "ليلة
أسرى بي سمعت في السماء السابعة فوق رأسي رعدا وصواعق وسمعت برقا، ورأيت
رجالا بطونهم بين أيديهم كالبيوت فيها حيات ترى من ظاهر بطونهم


فقلت يا جبريل من هؤلاء؟

فقال أكلة الربا.



وروى عن عطاء الخراساني أن عبد اللَّه بن سلام قال: الربا اثنا وسبعون حوباً: يعني إثماً، وأصغرها حوبا كمن أتى أمه في الإسلام، ودرهم من الربا شر من بضع وثلاثين زنية.



قال:
ويأذن اللَّه تعالى بالقيام للبر والفاجر يوم القيامة إلا آكل الربا فإنه
لا يقوم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس: يعني كالمجنون كلما قام
سقط.




وعن الحارث عن عليّ رضي اللَّه تعالى عنهما أنه قال "لعن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه، والواشمة والمستوشمة، والمحلل والمحلل له، ومانع الصدقة".



وروى عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "ما يكسب العبد مالا من الحرام فيتصدق به فلا يؤجر عليه ولا ينفق منه فلا يبارك له فيه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار".



وعن أبي رافع قال:
بعث خلخال فضة من أبي بكر الصديق رضي اللَّه تعالى فوضع الخلخال في كفة
والدراهم في كفة فكان الخلخال أثقل منها يسيرا فأخذ مقراضا فقال الزيادة لك
يا خليفة رسول اللَّه


قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "الزائد والمستزيد في النار".



وروى أبو سعيد الخدري وعبادة بن الصامت وأبو هريرة وغيرهم عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "الفضة
بالفضة مثلا بمثل والفضل ربا، والحنطة بالحنطة مثل بمثل والفضل ربا،وذكر
الشعير والتمر والملح ثم قال: فمن زاد أو استزاد فقد أربى".




وعن ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه قال:كنا ندع تسعة أعشار الحلال مخافة الربا.



ويقال ما ظهر الزنى وأكل الربا في بلد إلا خرب.



وعن علي بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: من اتجر قبل أن يتفقه في الدين فقد ارتطم بالربا ثم ارتطم ثم ارتطم: يعني غرق فيه.



قال عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه: لا يبيعن في أسواقنا هذه قوم لم يتفقهوا في الدين ولم يوفوا الكيل والميزان



وعن ليث عن عبد الرحمن بن سابط قال:
إنما يؤذن في هلاك القرن إذا استحلوا أربعا: إذا نقصوا الميزان، وبخسوا
المكيال، وأظهروا الزنى، وأكلوا الربا، لأنهم إذا أظهروا الزنى أصابهم
الوباء، وإذا نقصوا الميزان وبخسوا المكيال منعوا القطر، وإذا أكلوا الربا
جرد عليهم السيف.




وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "يأتي على الناس زمان لا يبقى أحد إلا أكل الربا،

قيل يا رسول اللَّه كلهم يأكلون الربا؟

قال من لم يأكل منه يصيبه من غباره"

يعني يصيبه من إثمه لأنه يعين على ذلك فيكون شاهدا أو كاتباً أو راضياً بفعله فله حظ من الفعل



فينبغي
للتاجر أن يتعلم من العلم مقدار ما يحتاج إليه لتجارته لكيلا يأكل الربا،
وينبغي أن يجتهد في الكيل والوزن لأن اللَّه تعالى شدد في أمر الكيل
والوزن، وأوعد الوعيد الشديد فقال تعالى {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ} يعني الشدة من العذاب، ويقال ويل واد في جهنم للذين ينقصون ويخونون في الكيل والوزن {الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ} - يعني يكتالون من الناس يستوفون - يعني حقهم تاما {وَإِذَا كَالُوهُمْ} يعني إذا كالوا الناس {أَوْ وَزَنُوهُمْ} يعني لهم {يُخْسِرُونَ} يعني ينقصون، ثم قال تعالى {أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ} يعني ألا يعلم هؤلاء الذين يخونون في الكيل والوزن {أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ} ليوم القيامة {لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} يعني هوله عظيم.




فاعتبر يا ابن آدم فإن اليوم الذي سماه اللَّه عظيما كيف يكون حاله أي يكون وأي هيبة وأي خوف أعظم منه {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ}
يعني يقفون بين يدي اللَّه تعالى ويسألهم عن قليل وكثير ويقرأ في كتابه -
ووجدوا ما عملوا حاضرا بين يدي اللَّه تعالى ويسألهم عن قليل وكثير ويقرأ
في كتابه {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} فطوبى لمن عدل في الدنيا في حقوق الناس وويل لمن لم يعدل في حقوق الناس.




وروى عن عمر رضي اللَّه تعالى عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "إن العدل ميزان اللَّه تعالى في الأرض فمن أخذه قاده إلى الجنة، ومن تركه ساقه إلى النار "



واعلم أن العدل يكون من السلطان في رعيته ويكون من الرعية فيما بينهم، فعليكم بالعدل لتنجوا من العذاب الأليم.‏

descriptionالقيم الٳسلامية - صفحة 2 Emptyرد: القيم الٳسلامية

more_horiz
الصدق

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّه وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )

عن عبد اللَّه ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال"عليكم
بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل
يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند اللَّه صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب
يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى
الكذب حتى يكتب عند اللَّه كذابا
"


عن أبي هريرةَ رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:

"آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خانَ" زاد في رواية "وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أنَّهُ مُسْلِمٌ"

قال عبد اللَّه رضي اللَّه تعالى عنه: وأنزل اللَّه تعالى تصديق ذلك في كتابه قوله تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّه لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ} إلى قوله: {وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}

عن مالك عن صفوان بن سليم أنه قال " قيل يا رسول اللَّه : أيكون المؤمن جبانا؟

قال : نعم

فقيل له : أيكون المؤمن بخيلا؟ قال : نعم

قيل له : أيكون المؤمن كذابا؟ قال لا "

عن عبادة ابن الصامت رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال"أضمنوا
لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم،
وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم
".


و قد جمع النبي صلى اللَّه عليه وسلم جميع الخيرات في هذه الأشياء وهي ستة.

وروى عن حذيفة بن اليمان رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال:
إن الرجل كان يتكلم بالكلمة على عهد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم
فيصير بها منافقا، وإني لأسمعها من أحدكم في اليوم عشر مرات: يعني الرجل
إذا كان يكذب كان ذلك دليلاً على نفاقه.


فالواجب على المسلم أن يمنع
نفعه من علامات المنافقين، فإن الرجل إذا تعوّد الكذب يكتب عند اللَّه
منافقا ويكون عليه وزره ووزر من اقتدى به.


عن سمرة بن جندب قال "كان رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إذا صلى الغداة أقبل علينا بوجهه فقال لأصحابه: هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا فيقص عليه ما شاء اللَّه أن يقص رؤياه عليه، وإنه قال لنا ذات غداة: هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟

فقلنا لا

قال لكني أنا رأيت الليلة:
إنه أتاني اثنان وإنهما أخذا بيدي فقالا لي انطلق، فانطلقت معهما فأخرجاني
إلى أرض مستوية فأتينا على رجل مضطجع وآخر قائم عليه بصخرة فإذا هو يهوي
بالصخرة على رأسه فيثلغ بها رأسه فيتدهده الحجر، فيتبعه ويأخذه فلا يرجع
إليه حتى يصح رأسه كما كان فيعود عليه بمثل ذلك،


فقلت سبحان اللَّه ما هذا؟

فقالا لي انطلق،
فانطلقت معهما حتى أتينا على رجل مستلق على قفاه وإذا آخر قائم عليه
بكلّوب من حديد فإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشق شدقه حتى يبلغ إلى قفاه
ومنخره، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ذلك فلا يفرغ منه حتى يصح
الجانب الأوّل كما كان فيعود إليه فيفعل به مثل ذلك.


قال: قلت سبحان اللَّه ما هذا؟

قالا لي انطلق، فانطلقت
حتى انتهينا على بناء رأسه مثل التنور وأسفله واسع. قال: فاطلعت فإذا فيه
رجال ونساء عراة فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أوقد ارتفعوا حتى
يكادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها فلما جاءهم ذلك اللهب صوّتوا: يعني
صاحوا،


فقلت سبحان اللَّه ما هؤلاء؟

قالا لي انطلق فانطلقنا
حتى أتينا على نهر معترض فيه ماء أحمر مثل الدم فإذا فيه رجل يسبح وإذا
على شاطئ النهر رجل قد جمع حجارة كثيرة قال فيأتيه السابح فيفغر: "أي يفتح"
له فاه فيلقمه حجرا.


قال: قلت سبحان اللَّه ما هذا؟

فقالا لي انطلق، فأتينا على رجل فإذا هو حوله نار عظيمة يهشها ويسعى حولها

فقلت سبحان اللَّه ما هذا؟

فقالا لي انطلق، فانطلقنا
فأتينا على روضة فيها من كل نَور الربيع فإذا بين ظهرني الروضة رجل طويل
وإذا حول ذلك الرجل ولدن كثيرة من أكثر ما رأيتم قط


فقلت سبحان اللَّه ما هذا؟

قالا لي انطلق، فانطلقنا
حتى انتهينا إلى دوحة عظيمة لم أر دوحة أعظم ولا أحسن منها فارتقينا فيها
فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن من ذهب ولبن من فضة، فاستفتحنا باب المدينة
ففتح لنا فدخلنا فيها فأخرجاني منها فأدخلاني دارا هي أحسن منها وأفضل،
فبينما اصعّد بصري فإذا قصر أبيض كأنه ربابة بيضاء .


قالا: ذلك منزلك.

قلت ألا أدخله؟

قالا: أما الآن فلا وأنت داخله

ثم قلت إني رأيت هذه الليلة عجبا فما الذي رأيته؟

قالا: أمّا الأول الذي رأيته يثلغ رأسه بالحجر فإنه رجل يأخذ القرآن ثم يرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة

وأمّا الذي يشق شدقه إلى قفاه فإنه رجل يخرج من بيته فيكذب الكذبة فتبلغ الآفاق.

وأمّا الذي رأيته مثل التنور فإنهم الزناة والزواني.

وأما الذي يسبح في البحر فهو آكل الربا.

وأما الذي يسعى حول النار فإنه مالك خازن النار "أي جهنم"

وأما الرجل الطويل الذي رأيته في الروضة فإنه إبراهيم عليه السلام: وأما الولدان الذين حوله فكل مولود ولد على الفطرة

وأما الدار التي دخلت أوّلا فدار عامة المؤمنين.

وأما الدار الأخرى فدار الشهداء وأنا جبريل وهذا ميكائيل،

فقال رجل : وأولاد المشركين؟

قال وأولاد المشركين أيضاً يكونون عند إبراهيم عليه الصلاة والسلام"

وقد جاء في أطفال المشركين أخبار مختلفة. قال بعضهم: يكونون خدماً لأهل الجنة، وبعضهم من أهل النار والله تعالى أعلم.

و قد ذكر ناس من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال:
"أصدق الحديث كلام الله، وأشرف الحديث ذكر الله، وشر العمى عمى القلب، وما
قلّ وكفى خير مما أكثر وألهى، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، وخير الغنى
عنى النفس، وخير الزاد التقوى، والخمر جماع الإثم، والنساء حبائل الشيطان،
والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربا، وأعظم الخطايا اللسان
الكذوب".


و عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال: "الكذب لا يصلح إلا في ثلاث: في الحرب لأن الحرب خدعة. والرجل يصلح به بين اثنين، والرجل يصلح به بينه وبين امرأته".

وروى عن بعض التابعين أنه قال:

أعلم أن الصدق زين الأولياء، وأن الكذب علامة الاشقياء كما بين اللَّه تعالى في كتابه قال اللَّه تعالى {هَذَا
يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّه وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ. وَالَّذِي جَاءَ
بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ المُتَّقُونَ. لَهُمْ مَا
يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ}


وقد ذم الكاذبين ولعنهم فقال عز من قائل {قُتِلَ الخَرَّاصُونَ} يعني لعن الكذابون {وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّه الكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى
الإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ}.‏

descriptionالقيم الٳسلامية - صفحة 2 Emptyرد: القيم الٳسلامية

more_horiz
الكسب الحلال

( ما نبت من حرام .. فالنار أولى به )


قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ
تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتّى يُسْأَلَ عَنْ عُمْرِهِ
فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعن عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ فيه ، وعن مَالِهِ مِنْ
أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفيمَ أَنْفَقَهُ، وعن جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ
".


عن ابى عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " ثلاثة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: التاجر الأمين، والإمام المقتصد، وراعي الشمس بالنهار "

عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء "

قال بعض الحكماء: إذا لم يكن في التاجر ثلاث خصال افتقر في الدارين جميعا: أولها لسان نقي من ثلاثة : من الكذب واللغو والحلف،

والثاني قلب صاف من ثلاث : من الغش والخيانة والحسد،

والثالث نفس محافظة لثلاث الجمعة والجماعات وطلب العلم في بعض الساعات وإيثار مرضاة اللَّه تعالى على غيره.

و عن أبى هريرة رضالله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : " أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر"

عن أبي ذر رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال "ثلاثة يحبهم الله : رجل كان في فئة فنصب نحره حتى ي*** أو يفتح الله عليه وعلى أصحابه،

ورجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ضغن،

ورجل كان معه قوم في سفر أو سرية فأطالوا السري حتى أعجبهم أن يمسوا الأرض فنزلوا. فتنحى يصلي حتى يوقظ أصحابه للرحيل.

وثلاثة يشنؤهم الله: التاجر أو البياع الحلاف، والفقير المختال والبخيل المنان" ومعنى يشنؤهم : اى يبغضهم

وعن عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه أنه قال: التاجر إذا لم يكن فقيها ارتطم في الربا: يعني غرق في الربا، ثم ارتطم ثم ارتطم.

وعن عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: من لم يتفقه في الدين فلا يتجرنّ في أسواقنا.

عن جابر رضي اللَّه تعالى عنهما عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال"يا
أيها الناس إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه فلا تستبطئوا الرزق فاتقوا
اللَّه وأجملوا في الطلب فخذوا ما حلّ لكم وذروا ما حرّم الله
"


كان لأبي بكر الصديق رضي
اللَّه تعالى عنه غلام يأتيه كل ليلة بغلته طعاما يأكله، وكان أبو بكر رضي
اللَّه تعالى عنه لا يأكله حتى يسأله من أين اكتسبه ومن أين أصابه.


قال: جاء ذات ليلة بطعام فضرب يده إليه فأكل لقمة من غير أن يسأله

فقال الغلام : قد كنت تسألني كل ليلة غير هذه الليلة فإنك لم تسألني؟

قال : ويحك الجوع حملني، ويحك أخبرني من أين جئت به؟

قال : كنت رقيت لأناس في الجاهلية فوعدوني عليه عدة فرأيت عندهم وليمة فذكرتهم وعدهم الذي وعدوني فأعطوني هذا الطعام،

فاسترجع أبو بكر رضي اللَّه
تعالى عنه عند ذلك ثم أخذ يتقيأ فكابد وجاهد نفسه أن ينزع اللقمة من بطنه
فلم يقدر حتى اخضرّ واسودّ من الجهد فلم يقدر


فلما رأوا ما يلقي من المعالجة، قالوا : لو شربت عليه قدحا من ماء فأتى بعس من ماء فشرب ثم تقيأ فما زال يعالج نفسه حتى نبذها،

فقالوا : هذا من أجل هذه اللقمة. ؟؟

قال إني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "إن اللَّه تعالى حرّم الجنة على كل جسد تغذى أو غذي بحرام".

و من أراد أن يكون كسبه طيبا فعليه أن يحفظ خمسة أشياء:

أوّلها : أن لا يؤخر شيئا من فرائض اللَّه تعالى لأجل الكسب ولا يدخل النقص فيها.

والثاني : لا يؤذي أحد من خلق اللَّه تعالى لأجل الكسب،

والثالث أن يقصد بكسبه استعفافا لنفسه ولعياله ولا يقصد به الجمع والكثرة.

والرابع أن لا يجهد نفسه في الكسب جدا.

والخامس أن لا يرى رزقه من الكسب ويرى الرزق من اللَّه تعالى والكسب سببا.

وروى عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من اكتسب مالا من مأثم فتصدق به أو وصل به رحما أو أنفقه في سبيل اللَّه تعالى جمع ذلك كله وألقى في النار".

وعن ابن مسعود قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم "لا
يكسب عبد مالا حراما فيتصدق به فيؤجر عليه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه،
ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، وإن اللَّه تعالى لا يمحو
السيء بالسيء، ولكن يمحو السيء بالحسن
"


وعن الحسن البصري رحمه اللَّه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال"إنما المال مال جالب وشر تجاركم المقيمون بين أظهركم الذين يمارونكم وتمارونهم وتحالفونهم ويحالفونكم"

وسئل النبي صلى اللَّه عليه وسلم عن أطيب الكسب قال "عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور الذي لا شبهة فيه ولا خيانة


وعن قتادة رضي اللَّه تعالى أنه قال: كان يقال التاجر الصدوق تحت ظلّ العرش يوم القيامة.‏
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
القيم الٳسلامية
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
remove_circleمواضيع مماثلة