طوي العام كما يطوي الرقيم | و هوى في لجّة الماضي البعيد
|
*
|
لم يكن ... بل كان لكن ذهبا | وانقضى حتّى كأن لم يكن
|
لو درى حين أتى المنقلبا | لتمنّى أنّه لم يبن
|
أيّ نجم شارق ما غربا | أي قلب خافق لم يسكن
|
جاهل من حسب الآتي يدوم | أحمق من حسب الماضي يعود
|
*
|
ما لنا يأخذ منّا الطرب | كلّما عام تلاشى واضمحل
|
أفرحنا أنّنا نقترب | من غد ؟ إنّ غدا فيه الأجل
|
عجب هذا و منه أعجب | إنّنا نفنى و لا يفنى الأمل
|
فكأنّا ما سمعنا بالحتوم | أو كأنّا قد نعمنا بالوجود
|
*
|
يا رعاه الله من عام خلا | فلقد كان سلاما و أمان
|
صافح الجحفل فيه الجحفلا | واستراح السيف فيه و السنان
|
ما انجلى حتى رأى النقع انجلى | و خبت نار الوغى في " البلقان "
|
لست أنسى نهضة الشعب النؤوم | إنّ فيها عبرة للمستفيد
|
*
|
و التقى البحران فيه بعدما | مرّت الأجيال لا يلتقيان
|
أصبح السّدّ الذي بينهما | ترعة يزخر فيها الأزرقان
|
فلتندم " آميركا ) ما التطما | ما لهذا الفتح في التاريخ ثان
|
و لتعيش رايتها ذات النجوم | أجمل الرايات أولى بالخلود !
|
*
|
واعتلى الناس به متن الهواء | فهم حول الدراري يمرحون
|
يمخر المنضاد فيهم في الفضاء | مثلما يمخر في البحر السفين
|
معجزات ما أتاها الأنبياء | لا ولم يطمح إليها الأقدمون
|
سخّر العلم لهم حتّى الغيوم | فهم ، مثلهم ، فوق الصعيد
|
*
|
حلّق الغربيّ فوق السموات | و لبثنا نندب الرسم المحيل
|
فاذا ما قال أهل المكرمات | ما وجدنا ، و أبيكم ، ما نقول
|
لو فقهنا مثلهم معنى الحياة | ما أضعناها بكاء في الطلول
|
ألفت أنفسنا الضيم المقيم | مثلما يستعذب الظبي الهبيد ! .
|
*
|
أدركت غايتها كلّ الشعوب | نهض الصيني و ما زلنا نيام
|
عبثت فينا الرزايا و الخطوب | مثلما يعبث بالحرّ اللّئام
|
صودر الكاتب منّا و الخطيب | منعت ألسننا حتّى الكلام
|
نحن في الغفلة أصحاب الرقيم | نحن في الذّلّة إخوان اليهود
|
*
|
ليت أنّا حين مات الشّمم | لحقت أرواحنا بالغابرين
|
ما تمرّدنا على من ظلموا | لا ولم نفكك وثاقا عن سجين
|
ليس يمحو عارنا إلاّ الدّم | فالى كم نذرف الدمع السخين ؟
|
قام فينا ألف جبّار غشوم | غير أنّا لم يمت منّا شهيد
|
*
|
يا لقومي بلغ السيل الزبى | واستطال البغي و استشرى الفساد
|
فاجعلوا أقلامكم بيض الظبى | و استعيروا من دم الباغي المداد
|
كتب السيف ...اقرأوا ما كتبا | لا ينال المجد إلاّ بالجهاد
|
أي رجال الشرق أبناء القروم | لا تناموا .آفة الماء الركود!!! |