رأيت غلاما مليح الرّواء | تلوح النّباهة في مقلته |
فقلت، تجنّى علينا الشتاء | وقد نفد الفحم مع كثرته |
فهل من دواء لهذا البلاء | لديك؟ أجاب، اقفلوا المدرسه! |
فقلت، صغير يحبّ الفضاء | ويكره ما ليس من فطرته! |
وأبصرت لصّا على الزّاويه | كثير التّلفّت نحو القصور |
فقلت، منازلنا خاليه | من الفحم ، والفحم نار ونور |
فقال، لياليكم الدّاجيه | تزول ولكن بهدم السّجون! |
فقلت، شقّي من الأشقياء | يجاهد من أجل حرّيته! |
وعدت إلى رجل موسر | له شهرة وله منزله |
فقلت، سريّ كلام السّريّ | إذا وقع النّاس في مشكله |
فما هو رأيك ؟ قال اقصر | مع البرد لا تنفع الولوله! |
فأدركت أنّ فتى الأغنياء | ضنين يخاف على ثروته! |
وأبصرت شخصا كثير الحذر | فرحت أبثّ له لوعتي |
فحملق حتّى رأيت الشّرر | يطير سراعا إلى مهجتي |
وصاح، هي الحرب أصل الخطر | فردّوا الحسام إلى غمده! |
فقلت، عدوّ قليل الحياء | يحاذر شرّا على دولته! |