سلام عليكم رجال الوفء | وألف سلام على الوافيات |
ويا فرح القلب بالناشئين | ففي هؤلاء جمال الحياة |
هم الزهر في الأرض إذ لا زهور | وشهب إذ الشهب مستخفيات |
إذا أنا أكبرت شأن الشباب | فإنّ الشباب أبو المعجزات |
حصون البلاد وأسوارها | إذا نام حرّاسها والحماة |
غد لهم وغد فيهم | فيا أمس فاخر بما هو آت |
ويا حبّذا الأمهات اللواتي | يلدن النوابغ والنابغات |
فكم خلدت أمة بيراع | وكم نشأت أمة في دواة |
أنا شاعر أبدا تائق | إلى الحسن في الناس والكائنات |
أحبّ الزهور ، وأهوى الطيور، وأعشق ثرثرة الساقيات | |
ورقص الأشعة فوق الروابي، | وضحك الجداول والقهقهات |
تطالع عيناي في ذا المكان | روائع فاتنه ساحرات |
كأن الفضاء وفيه الطيور | بحور بها سفن سابحات |
كأن الزهور ترقرق فيها | سقسط الندى أعين باكيات |
ومن بلبل ساجع لمغنّ، | ومن زهرة غضة لفتاة |
فما أجمل الصيف في الخلوات | وأروع آياته البينات |
نضا الستر عن حسنات الوجود | وكانت كأسراره المضمرات |
وأحيا رغائبنا الذابلات | فعاشت وكانت كأرض موات |
ففي الأرض سحر، وفي الجوّ عطر، | فيا للكريم ، ويا للهبات |
أمامكم العيش حرّ رغيد | ألا فاغنموا العيش قبل الفوات |