لا تأثير للنجوم والكواكب السيّارة على الإنسان ومستقبله!
منذ عدة أسابيع ، وقبل أن يبدأ العام الحالي 2011 بدأنا نعيش التسابق
المحموم بين "المنجمين" وليس بالطبع علماء الفلك في الكتابة عن "تنبؤاتهم"
كما يدعون بما يحمله العام الجديد من أحداث مختلفة تتعلق بمشاهير العالم من
فنانين وسياسيين ورياضيين ورؤساء الدول ، أو ما سيتعرض له العالم من كوارث
طبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير ، أو قضايا أخرى مثل الحروب
والبورصة العالمية وما إلى ذلك من قضايا البشر المهمة.
لا أريد الحديث هنا عن قضايا التنجيم والقرار الصادر عن الاتحاد الفلكي
الدولي الذي يعتبر "التنجيم" وما يدعيه من كشف الطالع هو مجرد "شعوذة" ولا
يمكن تصنيفه ضمن العلوم البحثية الحديثة ، إذ انه كل من يحمل شهادة في علم
الفلك نالها من أي جامعة في العالم لا يمكن أن يعمل على كشف الطالع وادعاء
التنبؤ بأحوال الناس - طبعا المشاهير - كونها شعوذة ولا يوجد أي رابط بين
الأجرام السماوية وبين كل ما يقوله المنجمون من تأثير البروج السماوية
والكواكب على حياة البشر ، وان وجدت فهي تأثيرات بسيطة للغاية لا يمكن من
خلالها تحديد صفات الناس ومستقبلهم.
ما نشر في جريدة الدستور في عددها الصادر أمس حول تنبؤات "المنجم" التونسي
الدكتور حسن الشارني ذكرني بالندوة التي عقدت في العاصمة عمان ضمن برنامج
ثقافي اجتماعي خاص بإحدى الفضائيات العربية المشفرة والشهيرة جدا ، وكنت
طرفا في هذه الندوة إضافة للدكتور حسن الشارني بصفته منجما شهيرا تنبأ بموت
الأميرة ديانا ، وبمشاركة الشيخ محمد الكبيسي واحد علماء الاجتماع من
الأردن.
كما أن الدكتور الشارني هو نائب رئيس اتحاد المنجمين العالميين وليس
الاتحاد الفلكي الدولي كما يقول ، ولكن للأسف المنجمون في العالم العربي لا
يسمون أنفسهم "منجمين" بل "علماء فلك" هروبا من الحقائق التي تخالف عملهم ،
وللتأكيد فلقد زودني الدكتور الشارني بعد الندوة بكرته الخاص الموجود عليه
هذه الحقائق،،.
استرسل الدكتور حسن الشارني في الحديث حول كيفية التنبؤ بموت أميرة ويلز
مبينا أن سبب وفاتها وجود كوكب زحل - كوكب النحس حسب رأي التنجيم - في
بيتها ، وان هذا هو سبب موتها ، وبعد أن انتهى من الحديث طلبت من الدكتور
الشارني أن يفسر لنا كيفية تأثير كوكب زحل على سيارة ديانا ووقوع الحادث من
الناحية العلمية ، وأن يجيب بوضوح هل أطلق كوكب زحل شعاعا قاتلا باتجاه
الأميرة الشابة أم اثر بجاذبيته على سيارتها فوقع الحادث؟ وإذا كانت مواقع
الكواكب السيارة في السماء قد أثرت على الأميرة ديانا وزحل في بيتها فهل
كان زحل أيضا في بيت المرحوم عماد الفايد الذي كان مرافقا لها وتوفي معها
أيضا؟ هذا إضافة للسائق الذي توفي أيضا ولا شك أن الكواكب التي كانت في
بيته مخالف لبيت من كان معه في السيارة،،
أجاب الدكتور الشارني بتوتر بدأ واضحا على وجهه: لقد ورثنا علم التنبؤ وكشف
الطالع من خلال أجدادنا البابليين والآشوريين ووضعوا الأسس لذلك ، لكنه لم
يجب على سؤالي على الرغم من إلحاح الدكتور وليد سيف الذي كان يدير الندوة
التلفزيونية على الدكتور الشارني الرد على سؤالي دون جدوى،
إن علم الفلك الحديث يؤكد أن النجوم والكواكب السيارة بعيدة جدا عن الأرض ،
وان التطبيقات الفيزيائية والرياضية تجعل استحالة تأثير النجوم والكواكب
السيارة على الإنسان والكائنات الحية الأخرى وعلى نفسيتها ومستقبلها
وشخصيتها.
منذ أن عقدت الندوة التي مر عليها حوالي عشر سنوات كما اعتقد وأنا انتظر رد
الدكتور الشارني على أسئلتي ، وإنني اجزم انه لن يكون هنالك رد ، لأنه ليس
لديه ما يجيب عنه ، وعلى هذا الأساس فان كل التنبؤات - إن صح أن نسميها
تنبؤات - لا تستند على أي أساس علمي ، وان كل تنبؤاته للعام الحالي 2011
ولا الأعوام الأخرى القادمة - بإذن الله - ستحصل ما لم يقدر لذلك ، خاصة
وان ما يقوله عن المطربات أمر لا بد أن يحدث في كل وقت ولا يحتاج إلى تنبؤ
وهو ما قرأته في الخبر المنشور والأيام القادمة ستشهد على ذلك،،
