فِيـكَ المَجَامِـلُ وَالقَرِيـضُ لِسَـانُ |
بَشِّـرْ لِسَـانَ العُـرْبِ أَنَّ ضَحِيَّـةً حَمَلَتْـهُ حِيـنَ تَرَاجَـعَ الشُّجْعَـانُ |
يَا كَوْنُ فَافْرَحْ إِذْ يَـزُورُكَ عَاشِـقٌ لَكَ لَيْسَ تَحْـوِي عِشْقَـهُ الأَذْهَـانُ |
سُورِيَّـةٌ أَمْسَـتْ تُغَـازِلُ عَاشِقًـا فَيَبِيـتُ فِـي حَلَـبٍ لَـهُ أَحْضَـانُ |
وَبَدَتْ لِِعَبْدُو مِـنْ تُقُـرْتَ رَوَائِـعٌ لاَ يَكْتَفِـي مِـنْ حُسْنِهَـا الإِنْسَـانُ |
غَاوِي غَرَامٍ فِـي الفَصِيـحِ مَكَانُـهُ مُتَـألِّـقٌ وَبِـشِـعْـرِهِ مُـــزْدَانُ |
وَمِـنَ العِـرَاقِ غَـزَالُ بَادِيَـةٍ بِـهِ شَـرَفُ المَكَانَـةِ يَحْتَمِـي وَيُصَـانُ |
وَفُـؤَادُ رَيَّـانُ الخَوَاطِـرِ شَاعِـرٌ قَاضِي الغَـرَامِ وَبِالهَـوَى هَيْمَـانُ |
وَلِفَاضِلٍ شِعْـرٌ وَ سِحْـرٌ حَيْثُمَـا كَـانَ البِدِيـريُّ المُمَـيَّـزُ كَـانُـوا |
وَفَتَـى فِلِسْطِيـنَ الحَبِيبَـةِ عَاشِقًـا فِي القُـدْسِ غَنَّـى فَانْتَشَـتْ لبنـانُ |
قَمَرٌ يَصُوغُ الشِّعْرَ مِنْ لَحْنِ الهَـوَى عَذْبـا ًوَقَـدْ حَنَّـتْ لَـهُ الفِتْـيَـانُ |
قَمَـرُ الفَصِيـحِ تَرَنَّمَـتْ كَلِمَـاتُـهُ فَشَـدَتْ نُجُـومٌ، وَ انْتَشَـتْ أَكْـوَانُ |
وَإِذَا مُجَـرَّدُ دَمْعَـةٍ نَزَلَـتْ هُـنَـا فَاضَ القَرِيـضُ وَأُعْلِـنَ الطُّوفَـانُ |
مُودِي إِذَا كَتَـبَ القَصِيـدَةَ رَفْرَفَـتْ أَبْيَاتُـهَـا وَانْسَـابَـتِ الأَلْـحَـانُ |
وَ يَزِينُ مُشْتَاقَ الفَصِيحِ وَ شِعْـرَهُ فِكْـرٌ حَكِيـمٌ نَـاضِـجٌ وَلِـسَـانُ |
وَبِـلاَلُ مِصْبـَاحٌ يُنِيـرُ بِشِـعْـرِهِ أَرْوَاحَـنَـا وَبِنَـقْـلِـهِ تَـــزْدَانُ |
وَلِمُصْطَفَـى نُـونٌ تُميِّـزُ إِسْـمَـهُ مَا عَـادَ يُخْطِـئُ شِعْـرَهُ الفِتْيَـانُ |
وَلِطِفْلَـةِ القَمَـرِ المُنِيـرِ سَنَـاؤُهَـا مِنْ سِحْـرِ دِينـا أَشْرَقَـتْ عَمَّـانُ |
يَنْسَـابُ عِفْرِيـتٌ إِلَيْـنَـا أَزْرَقٌ فَتَحَـارُ إِنْـسٌ وَصْفُـهُ أَمْ جَــانُ |
سَـامٍ بِنَـا سَامِـي فَكُـلُّ مَقَـالَـةٍ مِـنْ فِـيـهِ دُرٌّ كَـامِـنٌ وبَـيَـان |
يُعْلِي نَبِيـلٌ فِـي الفَصِيـحِ مَعَالِمًـا ومَوَاقِفـاً يَجْلُـو بِـهَـا التِّبْـيَـانُ |
عَتَبَاتُ دَيْرِ الـزَّوْرِ تَنْظُـمُ عِقْدَهَـا لِمُلُـوكِ بَارْسَـا شِعْـرُهُ المَـيْـدَانُ |
عَبْدُ السَّلامِ أَمِيـرُ جَيْـشِ فَصِيحِنَـا صَقْـرٌ ومَــدُّ جَنَـاحِـهِ الأَوْزَانُ |
سَكَنَ السَّلاَمُ المُنْتَـدَى فِـي طَائِـرٍ قَـدْ غَـرَّدَتْ مِـنْ نَقْلِـهِ الأَفْنَـانُ |
اَلْمَجْـدُ لِلَعَرَبِيِّ يَصْمُـدُ وَاقِـفًـا بِشُمُوخِـهِ يَعْـلُـو لَــهُ البُنْـيَـانُ |
أَرْضُ الرَّشِيـدِ تُحِـبُّ بَغْدَادِيَّـنََـا وَهُـوَ المُبَـادِلُ حُبَّهَـا الوَلْـهَـانُ |
وَهَدِيرُ صَوْتٍ مِـنْ عِـرَاقٍ مُوجَـعٍ فَمَتَى يَعُـودُ إِلَـى العِـرَاقِ أَمَـانُ |
وَبِنَقْـلِ أَمْشُـومَ السَّخِـيِّ وَذَوقِــهِ فَاضَـتْ حُـرُوفٌ واسْتُهِـلَّ بيَـانُ |
أَمَّـا رُبَـى أَنَـسٍ فَتِلْـكَ حَدِيـقَـةٌ حَسَدَتْ جَمَـالَ ثِمَارِهَـا الأَغْصَـانُ |
وَإِذَا بِهِيكَـارُو تَـجُـولُ بِـرَوْعَـةٍ تَمْضِـي بِبِشْـرٍ حَوْلَهَـا الألْحَـانُ |
وَكَذَلِـكَ الشُمْـرِيُّ أَحْمَـدُ شَاعِـرٌ يَمْضِـي فَيَنْحُـو نَحْـوَهُ الفِتْـيَـانُ |
وأَسِيـرُ حُـبٍّ بِالقَصَائِـدِ مُـبْـدِعٌ فَلَـكَـمْ تَلِـيـقُ بِحِـبْـرِهِ الأَوْزَانُ |
والحُسْنُ كُلَّ الحُسْنِ يَحْضُنُ صَفْحَـةً نُسِجَـتْ بِمَـا قَـدْ قَالَـهُ المِعْنَـانُ |
بِعُلُـوِّ هِمَّـتِـهِ تَغَـنَّـى نَـاصِـرٌ إِنِّـي أَنَـا الليِّبِـيُّ لَسْـتُ أُشــانُ |
وَكَمَا الجِبَالُ عَلَـتْ، فَمِنْهَـا مَاجِـدٌ يَعْلُـو لَـهُ فَـوْقَ السَّحَائِـبِ شَـانُ |
تَمْضِي كَمَا البَجَعَاتُ فِـي أَمْوَاجِهَـا رَحَّـالَـةٌ أَحْزَانُـهَـا شُـطْــآنُ |
أَمَّـا إِذَا انْسَـابَ الحَدِيـثُ نَفَائِسًـا مِنْ كَـفِّ مُونِـي غَـرَّدَتْ حُلْـوَانُ |
زِرْيَـابُ يَعِْـزفُ بَيْنَنَـا أَنْغَـامَـهُ فَيَفِيـضُ مِنْهَـا السِّحْـرُ وَالإِتْقَـانُ |
هذَا امْرُؤُ القَيْسِ بْنِ حِجْـرٍ بَيْنَنَـا يَجْثُـو لَـهُ كِسْـرَى أَنُـوشِـرْوَانُ |
حَسْبُ الرّوَائِعِ فِي الفَصِيحِ رُدُودُهَـا فَـرُدُودُ بِنْـتِ الأَغْنِيَـاءِ بَـيَـانُ |
وَ لِكُـلِّ صَـبٍّ بَلْسَـمٌ تِرْيَـاقُـهُ عَذْبِ القَوَافِـي رُوحُهَـا الإِحْسَـانُ |
سَيْلٌ مِـنَ الأَزْهَـارِ قَـانٍ أَحْمَـرٌ كَوِسَـامِ عِشْـقٍ، تَــوْأَمٌ فَـنَّـانُ |
أَنْصِـتْ لِعَازِفَـةٍ عَلَـى قِيـثَـارَةٍ كَـمْ ذَابَ حُسْنًـا لَحْنُهَـا الفَـتَّـانُ |
ذَا ببَرْشَلُـونِـيٌّ وَفِــي إِبْـدَاعِـهِ سِحْـرٌ وَقُرْطُبَـةُ الهَـوَى سَـيَّـانُ |
وَإِذَا القَصَائِـدُ بِالفَصِيـحِ تَلَـبَّـدَتْ فَسُهَاجُ فِيهَـا البَـرْقُ وَاللَّمَـعَـانُ |
نَمِرٌٌ بِسَـرْتَ إِذَا رَأَيْـتَ مُغَاضِـبٌ وَإِذَا خَبِـرْتَ فَشَـاعِـرٌ إِنْـسَـانُ |
مَنْ لِلْفَصِيـحِ يَـذُودُ عَنْـهُ بِشِعْـرِهِ إِلاَّ الحُـسَـامُ مُهـنَّـدٌ وَيَـمَــانُ |
وَلِفَاهِـلٍ أَبْيَـاتُ شِـعْـرٍ مِلْـؤُهَـا فِـي المُفْـرَدَاتِ فَصَاحَـةٌ وَبَـيَـانُ |
أَمَّـا سَعِيـدٌ فَالقَرِيـضُ وَ نَـقْـدُهُ فِـي كُـلِّ مَوْضُـوعٍ لَـهُ صِنْـوَانُ |
حُـورِيَّـةٌ لِـرُدُودِهَـا إِطْـلاَلَــةٌ فِي القَلْبِ يَحْلُـو عِنْدَهَـا الخَفََقَـانُ |
زِيدَانُ يُبْدِعُ فِـي الفَصِيـحِ فَـزَادُهُ سِحْـرُ الكَـلاَمِ وَسِـرُّهُ الإِتْـقَـانُ |
يَمْتَـازُ عَمَّـارُ المُنِيـبُ بِنَـقْـدِهِ هُوَ كَاسِرٌ فِـي مَـا يَقُـولُ حَنَـانُ |
وَبزَهْرَةٍ تِلْـكَ التِّـي نَثَـرَتْ شَـذاً ِبتَـواصُـلٍ وَبِـروْعَـةٍ تَــزْدَانُ |
وانْظُرْ إلى الكَلِمِ المُمَيَّزِ فـي المَـدَى تَعْـرِفْ أَبَـا سَبْـعٍ لَـهُ عـنْـوَانُ |
وَإِذَا أَطَــلَّ بِمُنْتَـدَانَـا طَــارِقٌ يَسْتَبْشِـرُ الأَصْحَـابُ وَالإِخْــوَانُ |
وَلَـقَـدْ تـألّـقَ بَيْنَـنَـا مُتَـوَكِّـلٌ فَهُـوَ الحُسَيـنُ بِنَظْمِـهِ سُلْـطَـانُ |
وَقَصَائِدُ الفُصْحَـى بِيَاسِـرَ تَرْتَـوِي أَمَـلاً وَيُـورِقُ حَرْفُهَـا الظَّـمْـآنُ |
بِنْـتُ البِـلادِ كَدِجْلَـةٍٍ فِـي حُبِّهَـا يَسْمُـو العِـرَاقُ وَتَزْدَهِـي بَغْـدَانُ |
وَ لِأَنْتَ رُوحِي فِي الفَصِيحِ مَنَـازِلٌ شُرُفَاتِهَـا النِّسْرِيـنُ وَ الرَّيْـحَـانُ |
وَبِوَائِـلٍ شَـدَتِ السُّطُـورُ مَحَبَّـةًَ ًوَالشِعْـرُ مِـنْ أَنْغَـامِـهِ نَـشْـوَانُ |
وَأنْظُرْ إِلَى الزَّهْرَاءِ وَهْـيَ حَزِينَـةٌ وَدُمُـوعُ عَيْنَيْهَـا هُمَـا العُـنْـوَانُ |
إنْ يَنْتَقِـي حُلْـوُ الكَّـلامِ محَـمّـدٌ الهَاشِمِـيُّ سَـنـا لَـنَـا التِبْـيَـانُ |
جَمَعَ الأَحِبَّـةَ فِـي رُسُـومِ يَرَاعِـهِ مَحْمُودُ فَاصْطَبَغَـتْ بِهَـا الأَكْـوَانُ |
قَنَّـاصَـةُ الكَلِـمَـاتِ بَـغْـدَادِيَّـةٌ حَلَبِـيَّـةٌ وَ سَبِيلُـهَـا الاِحْـسَـانُ |
وَلِنُصْرَةِ الْفُصْحَـى تَقَـدَّمَ عَاطِـف جُنْـدِيُّ فَخْـرٍ حَوْلَـهُ الفُـرْسَـان |
هَـذَا الفَصِيـحُ وَهَـؤُلاَءِ حُمَـاتُـهُ إِخْلاَصُهُـمْ عَمَـدٌ لَــهُ وَسِـنَـانُ |
وَقَفُوا جَمِيعًـا شَامِخِيـنَ لِيَحْفَظُـوا لُغَـةً بِهَـا قَـدْ أُنْــزِلَ الـقُـرْآنُ |
صَانُوا البَلاَغَةَ، دَافَعُوا عَنْ سِحْرِهَـا بِبَدِيعِ قَوْلٍ.. نِعْـمَ مَـا قَـدْ صَانُـوا |
وَعَلَى المحَبََّـةِ وَالإِخَـاءِ تَعَاهَـدُوا مَهْمَـا تُبَـاعِـدْ بَيْنَـهُـمْ بُـلْـدَانُ |
سِيمَاهُـمُ الإِحْسَـانُ فِـي أَقْوَالِهِـمْ وَفِعَالِـهِـمْ، وَسِلاَحُـهُـمْ إِيـمَـانُ |
فَقِفُـوا نُحَيِّـي المُنْتَـدَى بِقُلُوبِـنَـا وَلْتُـعْـزَفِ الأَنْـغَـامُ وَالأَلْـحَـانُ |
فِي عِيدِنَـا عِيـدِ الفَصِيـحِ وَأَهْلِـهِ عِيـدٍ بِخَـيْـرِ كَلاَمِـنَـا يَــزْدَانُ |
بِالحَمْـدِ لِلرَّحْمَـانِ بَـدْءُ قَصِيدِنَـا وَبِـهِ يَتِـمُّ، إِذَا عَــلاَ، البُنْـيَـانُ |
فَالحَمْـدُ للهِ الـذِّي مِــنْ فَضْـلِـهِ يَتَـآلَـفُ الأَحْـبَـابُ وَالإِخْــوَانُ |