الجزء الثاني
تقدم الرجل حافظ بطلب يد الابنة الرابعة لعائلة فقيرة جدا ، طلب يد ابنتهم حفصة الأقل جمالا بين أخواتها وأصغرهم سنا ، وقد كان زواجا تقليديا لا يسوده أي نوع من التعارف
كانت حفصة تقابل حافظ بالحب والحنان وهو يقابلها بالنكران ، تقابله بالرحمة وهو بالعنف والجبروت ، لا يطلب شيء ، إنما يأمر فقط وهي تنفذ دون تنمر أو ملل
وإذا عصت لاقت عقابا داميا مؤلما !
بعد أسبوع منذ زواجهما تقريبا دخل إلى المنزل وطلب منها أن تعطيه الطعام لكنها قالت له أنه لم ينضج بعد ، لم تعرف ماذا سوف يحصل لها !
حافظ : أتقولين لي أن أنتظر ؟ لا تعرفين أنني أتعب من عملي منهك جائع يا خائبة
أمسك بها من شعرها وضربها على الجدار وتناولها مرة أخرى ورماها على الأرض وهو يضرب ويركل دون رحمة .
حافظ : هذا الضرب حتى تتأذبي في حديثك معي مرة أخرى
المسكينة كانت تتألم في كل جسدها والدم يخرج من فمها ورأسها وهي تبكي بصمت .
هكذا كانت حياة حفصة ، كل يوم عمل متواصل بالمنزل الحقير وضرب ومهانة دون أي سبب وإذا بكت يقول لها حافظ في كل مرة : احمدي ربك أني رضيت بك رغم قبحك
فأنت لا تستحقين حتى أن تكوني خادمة لا زوجة ، إنك الآن خادمة أتفهمين هذا ؟ وإذا لم يعجبك الوضع اذهبي عند أهلك لأرى هل يقبلون بك ؟
سكتت حفصة ولم تتكلم فهي تعرف جيدا أن كلامه صحيح فأهلها غير مستعدين لاستقبالها في بيتهم التي ولدت وترعرعت فيه ، فهي كانت كالهم جاثم على قلوبهم
وقد انزاح فكيف ترجع لهم الآن ؟ ؟
تحملت كل شيء لعله يتغير أو بعده حتى يمكن أن يشعر بها أو يمكن أن يرق قلبه لها . كانت حفصة حامل في شهرها السادس ، وكان جسدها نحيل وضعيف من كثرة
الجوع والفقر والضرب والتعب ، حافظ لا يرحمها ولا يشفق عليها ، دائما يريد أشياءه طعامه وملابسه جاهزة بدون إطالة ..
كان حملها صعبا جدا وجسدها لا يتحمل وحافظ يرفض أن يأخذها لزيارة الطبيب للمراجعة والملاحظة . وكان دائما يقول لها أنها مضيعة للوقت وكانت حفصة
حبيسة الدار لا تخرج ولا تدخل .
اخوتها يزورونها قليلا فقط عندما يكون زوجها خارج المنزل فهم يخافون منه بسبب عصبيته وكرهه لهم وبسبب ضربه لأختهم لأي سبب .
يتبع .
بقلمي .
فلة آن شيرلي ✿~