The Best
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

The Bestدخول
●● إعلانـات ●●
إعلانك هنا إعلانك هنا إعلانك هنا
إعـلانـات المنتـدى

إحصائيات المنتدى
أفضل الاعضاء هذا الشهر
آخر المشاركات
أفضل الاعضاء هذا الشهر
361 المساهمات
268 المساهمات
190 المساهمات
102 المساهمات
86 المساهمات
78 المساهمات
65 المساهمات
51 المساهمات
27 المساهمات
24 المساهمات
آخر المشاركات




×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
النص



لون شفاف

الألوان الافتراضية
×
الخلفية



لون شفاف

الألوان الافتراضية

description  رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! Empty رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد!

more_horiz
  رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! VTHdfzU





هذه المرة أعتذر جدا عن تأخير العيدية   رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 386884657

وكل عام وأنتم بخير I love you


فهرس رواية عيون لا ترحم

رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد!





-1-
[قمر]
وقع قلبي أمام مرأى عمي بهذه الحالة، كان وجهه غارقًا في الدم بسبب جرح جبينه،
ولم أكن أدري أهو فاقد الوعي أم أنه واعٍ.. لكنه حرك يده بصعوبة وببطء ونزع الزجاجة التي في جبينه،
فقلتُ بهلع: عمي.. رد علي.. أنت بخير؟
تحركت شفاهه ببطء لكن الدم الذي أغرق وجهه دخل في فمه فلم ينطق بأي حرف،
أنا مرعوبة جدا، يبدو أنه مصاب في رأسه بشدة.. فقد اصطدم رأسه بالمقود بتلك القوة!
سمعتُ صوتًا خشنًا بجانبي وهو يقول: قمر. تعاليْ معنا بدون مقاومة،
وإلا اضطررنا إلى قتله.
فوجئت بجاسم يقف أمام نافذة عمي مباشرة، قد وضع مسدسه على رأس عمي،
فقلتُ له بغضب مرتجفة: جاسم أيها الحقير.. لن آتي معك إلى أي مكان!
مد عمي ذراعيه وطوقني بضعف وقال بحروف متقطعة مختنقة:
قمر.. لا.. تبتعدي..عني!
تمسكتُ في عميّ وأنا أحاول استمداد الأمن منه على الرغم من حالته،
ألقيتُ نظرة قلقة عليه ووجدته قد أغمض عينيه بإنهاك،
وبدأ تنفسه ينتظم.. مهلًا.. هل فقد وعيه؟!
هتفتُ بهلع وأنا أهز كتفيه في جنون: عمي.. استيقظ.. أرجوك!
لكنه لم يرد! وتأوه بألم.. يبدو أنه غير واعٍ لما أقوله!
شعرتُ بعجز رهيب.. أنا وحدي الآن في مواجهة الوحشين جاسم وكريم،
وعمي مصاب بشدة، وهما يريدان أخذي إلى منزل هيثم المزعوم، ويهدداني بحياة عمي..
لو ضحيتُ بنفسي وذهبت معهما، بالطبع لن يعيدانني إلى منزلي! ولن أستطيع الهرب لوحدي!
سيكون هذا آخر لقاء لي بعمي ربما!
تبًّا.. لماذا؟ كل آمالي تتهاوى أمام عيني؟! لماذا عندما عرفتُ الحقيقة..
وبدأت أستوعب خطئي الجسيم مع عمي.. وبدأت أحاول إصلاح علاقتي معه،
وأتقبل حسن نيته التي صدقتها أخيرًا.. يصبح الوضع هكذا؟!
قاطع جاسم أفكاري بنظرة باردة وقال بلهجة متهمكة وهو يغرز فوهة مسدسه في صدغ عمي:
إذن أنت تقولين الوداع لعمك؟
شعرت باضطراب يهز كياني وأنا أبتلع ريقي، ماذا ينبغي لي أن أفعل الآن؟؟
شعرت برغبة عارمة في البكاء والانهيار..
لكن هذان الوغدان لن يعطياني الرفاهية لذلك!
ولكن للأسف.. يجب علي التماسك، واتخاذ القرار.. الآن وبسرعة!

أخذتُ نفسًا عميقًا، وحاولتُ رسم نظرة صارمة على عينيّ الدامعتين،
وإخراج صوت متماسكٍ لكنه خرج مرتعشًا رغمًا عني وأنا أقول:
فهمت.. سوف آتي معك يا جاسم.. لكن بشرط!
رفع حاجبيه وقال باهتمام والابتسامة توشك أن تظهر على وجهه: وما هو؟
قلتُ بانفعال: سوف أستدعي سيارة الإسعاف، فعمي مصاب بشدة!

ضحك جاسم قائلًا: وما الذي يُجبرنا على فعل ذلك؟
قلتُ بحدة: إذا لم تفعلا هذا لن آتي معكما!
ارتفعت ضحكته قائلًا: يمكننا ببساطة أخذك بالقوة، بدون تنفيذ شرطك السخيف هذا!
شعرتُ بالعجز والقهر لعلمي أن ما يقوله حقيقة، وأصابني الغضب قائلة بيأس:
ولكنني سأقاومك بكل ما أوتيت من قوة! لن أسمح لك بذلك!
قال جاسم باستمتاع: حسنًا، جربي المقاومة وسترين ما يحدث لك.
لكن صوتا من خلفه قال بهدوء: مهلا..
التفت جاسم لكريم الذي قال ذلك باهتمام، فأكمل كريم:
يمكننا تنفيذ شرطها، لن نخسر شيئًا، وفي المقابل هي ستأتي معنا بكل طواعية،
وستجنبنا الكثير من العناء.
فكر جاسم قائلًا: فهمت.. إذن لا بأس.. سنتصل بالإسعاف.
قلتُ بقوة: أنا من سأكلمهم.
نظر إلي كريم قائلًا: كوني شاكرة أننا سنتصل بهم،
لا حاجة لتكلميهم بنفسك.

قلتُ بعناد: لكن قد تضحكون علي، ما أدراني أنكم ستتصلون بالإسعاف حقا؟
قد تكون خدعة لإسكاتي وحسب.
تأفف وهو يخرج هاتفه ويضرب بعض الأرقام ثم نظر إلي باستخفاف قائلًا:
تفضلي.
ناولني الهاتف، فتناولته بيد مرتجفة أنتظر الرد، جائني رد الإسعاف سريعًا،
قلتُ لهم بلهفة: هناك مصاب هنا.
إثر حادثة اصطدام في عمود نور.
سألوني عن العنوان فتوترت وأنا أحاول التذكر، وقلت ببطء:
إنه طريق على مخرج 33..
سمعتُ صوتًا يؤكد لي أنه سيتوجه إلى هناك،
فاطمأن قلبي وأعدتُ الهاتف إلى كريم..

أبعد جاسم مسدسه وأدخله إلى سترته، ثم نظرا إلي وغمغم جاسم:
والآن قد فعلتِ ما يحلو لك، تعالي معنا بدون مقاومة.
نظرتُ بحزن وأسى إلى عمي الذي كان غير واعٍ تماما بما يحدث حوله،
وتنهدتُ وأنا أفتح الباب بجانبي للنزول، لكن الباب كان معطلا..
أشار لي جاسم قائلًا: تستطيعن القفز من النافذة..
ومد يده ليساعدني، لكنني نظرتُ له بكراهية قائلة: لا تلمسني..

وقفزت بنفسي من النافذة المفتوحة، آلمتني قدمي المجروحة جدا عندما وقفت عليها،
لكنني تحاملتُ وأنا أقف قائلة بتحدًّ: سأنتظر وصول سيارة الإسعاف
لأطمئن على عمي أنه سيصل المستشفى حقا.

نظر إليّ جاسم وهم بالاعتراض لكن كريم سبقه قائلا بجمود:
لا بأس. لكن لا يمكننا انتظار الإسعاف هنا. سنجلس في السيارة حتى تصل
وترين بعينيك عمك وهو يُنقل عبر الإسعاف.

لم يعجبني أنهم يتظاهرون بالطيبة وهم السبب في حادثة الاصطدام التي جعلت عمي يُصاب!
لكنني سكتتُ بقهر وتبعتُهم حتى السيارة بصمت،
فتح لي جاسم السيارة مبتسمًا بسخرية وهو يقول: تفضلي.

نظرتُ له بعينين غاضبتين وعضضتُ على شفتيّ وأنا أركب مُرغمة،
انتظرت دقائق عصيبة في داخل السيارة وجاسم وكريم ركبا في الكرسين الأماميين،
أراحني أنهما لن يركبا بجانبي، وأظن أنه بإمكاني الهجوم عليهما بعد الاطمئنان على عمي..

سأهجم عليهما وأحاول إسقاطهما أرضًا ثم أترك ساقي للريح وأركض..
اطمأننتُ لهذا الحل، لكنني شعرتُ بالتوتر الشديد، هل سأتمكن حقا من التغلب عليهما وحدي؟!

لن أفكر في هذا الآن، سأشغل نفسي في مراقبة عمي الذي فقد وعيه،
تسلل القلق إلي مجددا وأنا أرى وجهه الغارق في الدماء،
أحقا ستكون إصابة سهلة يتعالج منها بسهولة؟ آمل ذلك!
فلم أعد أريد له أن يتأذى بسببي مجددا!

مضت عدة دقائق أخرى قبل أن يتسلل إلينا صوت سيارة الإسعاف القادمة من أول الشارع،
أشرق وجهي وأنا أحمد الله في سري وأراقبهم وقد اقتربوا من عمي بعد أن توقفت سيارتهم
على مقربة ونزل منها رجلان يحملان محفة طبية،
مد أحد الرجلين يده ليتفحص عمي ثم ألقى جملة ما على الآخر فتعاون الإثنان في فتح الباب الذي فُتح بصعوبة
ثم حملوه على المحفة ببساطة وأدخلوه سريعًا إلى سيارة الإسعاف وأغلقوا الباب.
شعرتُ بأن بالي قد ارتاح، وقال جاسم بخبث بعد أن كان يقلب مسدسه بهدوء في يده:
والآن.. سنتحرك يا قمر، ولا أظن أن هناك أي اعتراض صحيح!
أشحتُ بعيني في حدة وأنا أقلب الأمر في عقلي للمرة الأخيرة، سأحاول الهجوم عليهم الآن قبل أن تتحرك السيارة،
سأقوم بوضع سكينتي على جاسم أولا بما أن معه مسدس، وأهدد كريم به!
وفي الحال تحركتُ، سحبتُ السكينة الصغيرة التي في حذائي
وبحركة خاطفة قربتها إلى رقبة جاسم وأنا أقيده بيدي الأخرى من خلفه،
لكن.. تهاوت أحلامي عندما أمسك جاسم معصم يدي الممسكة للسكين بقوة
وقال بنبرة ساخرة غاضبة: تذكري أنكِ أنت من نكثت وعدك!
أخذ كريم السكين من يدي وقال بابتسامة: لا أظن أنك تحتاجين هذا بعد الآن!
ثم رماها بعنف من نافذة السيارة لتسقط في الأرض الفارغة المجاورة للطريق!
نظرتُ بحسرة ولوعة إلى مسقطها، وكأني أودع سامي نفسه!
وحاولت التملص من يد جاسم محاولة أن أبعد يده بيدي الحرة الثانية لكن..
غمغم كريم بقسوة وهو يسدد ضربة مباشرة إلى مؤخرة رأسي:
يبدو أننا كنا نتعامل مع طفلة في النهاية لا تدرك عواقب ما تفعله!
أظلمت الدنيا تماما في عيني،
لكن تبقت تلك الغصة المؤلمة تؤلم حلقي وتجعلني أشعر بالاختناق..

-2-
[ياسر]

فجأة فتحتُ عيني، وأنا أحاول تذكر ما كنتُ أفعله..
كنتُ مستلقيًا على سرير ما، ورأسي ملفوف بضماد قوي، ورائحة المعقمات والمستشفى تملأ أنفي،
حاولت جاهدًا أن أستوعب، ماذا أفعل هنا؟ وما الذي حصل لي لأكون هنا؟
لكن فشلتُ في التذكر، سمعتُ صوت أطفال بجانبي وشعرتُ بحيرة بالغة وأنا أفتح عيني..
"أمي.. أبي فتح عينه!"
كانت دانة هي من قالت هذا بفرحة وهي تقف بجانبي سريري،
ابتسمتُ بوهن وأنا أرى جوهرة التي كانت جالسة على الأريكة البعيدة بجانب باسل
وتحمل براءة النائمة على كتفها، جائت إلي بلهفة قائلة: ياسر.. أنت بخير؟
أخرجتُ صوتًا ضعيفًا كالهمهمة: لا.. تقلقي.. أنا بخير.. لكن.. ماذا.. حصل لي؟
دمعت عيناها وهي تقول لي بحب:
لقد حصل لك حادث على الطريق الصحراوي. وقد أنقذتك سيارة الإسعاف وأحضرتك إلى هنا.
قلتُ بحيرة: ولكن.. ماذا كنت أفعل هناك؟
هزت كتفيها قائلة: لا أدري. المهم أنك نجوت يا عزيزي! حمدًا لله على سلامتك..
ابتلعت ريقي بتوتر وأنا أشعر بهمّ كبير، هناك شعور ضخم في داخلي بالقلق.. ولا أدري ما السبب!!
حانت مني التفاتة إلى الساعة الكبيرة المعلقة على الحائط،
والتي تشير إلى الساعة السابعة صباحًا..

وضعت زوجتي براءة النائمة على الأريكة بجانب باسل الذي ابتسم لي بلطف قائلًا:
حمدًا لله على سلامتك يا أبي.. كيف تشعر الآن؟
أومأت برأسي قائلًا أطمئنه: بخير يا عزيزي.. كيف عرفتم؟
اقترب باسل مني وقال: لقد اتصل بنا أحد رجال الإسعاف الذين نقلوك،
حيث أخذوا محفظتك من جيبك ووجدوا بطاقة شركتك، وتواصلوا مع شركتك واتصل السيد باسم وأخبرنا بذلك.

ثم قال مبتسمًا: وقد أخبرنا الطبيب أن رأسك صُدمت بقوة في مقود السيارة مما تسبب في حصول ارتجاج خفيف في المخ،
وهناك جرح عميق قليلا في جبينك تمت خياطته، ما عدا ذلك فكل شيء على ما يُرام يا أبي.
وستبقى عدة أيام للراحة وحسب.
ابتسمتُ ابتسامة باهتة وأنا أنظر له بامتنان: شكرًا لك يا باسل. اعذرني على تسببي بالقلق لكم.
هز باسل رأسه بخجل قائلًا: لا تعتذر يا أبي. نحن من نحمد الله أنه ليس هناك أي إصابات خطيرة.
ثم تساءل باهتمام: ما هو سبب الحادث يا أبي؟ هل كنتَ مسرعًا؟
عقدتُ حاجبي وأنا أحاول التذكر، شعرتُ بصداع رهيب وقلت بضياع:
لا أذكر حقا يا باسل.. لا أدري بالتحديد كيف حصل الحادث!

"هذا طبيعي.. فهذا من أعراض ارتجاج الدماع"

كان الطبيب واقفًا على باب الغرفة ومعه إحدى الممرضات، ثم ابتسم قائلا: حمدا لله على سلامتك سيد ياسر.
انشغلتُ بجملته الأولى عن الرد بلباقة على تهنئته وقلتُ بانفعال متوتر: ماذا تقصد أنه طبيعي؟
اقترب مني وقال بلهجة واثقة: أقصد أنه من الطبيعي أن تنسى سبب الحادث وكل الأحداث المتعلقة به،
فهذا من أعراض ارتجاج الدماغ، لكن لا تقلق.. ستتذكر كل شيء بشكل تدريجي.
ثم ابتسم قائلًا: والآن اسمح لي بفحصك.

شرعت الممرضة في مساعدتي على الجلوس وهي تعد جهاز قياس الضغظ والنبض، وشعرتُ بآلام ظهري العميقة تتجدد،
فأغمضتُ عيني بألم، سأل الطبيب: هل ظهرك يؤلمك؟
أومأت برأسي أي نعم، فقال باستغراب: لكنه لم يُصب في الحادث!
قلتُ كاتمًا الوجع: نعم.. لكنه أصيب في حادث سابق!
سأل بانتباه: كيف أصيب؟
قلتُ بتردد: أظن أنه انغرست فيه شظايا زجاج أو شيء كهذا..
قال مازحًا: يبدو أن شظايا الزجاج تتوعدك دائمًا، فقد تسببت في جرح عميق في جبينك أيضًا!

حاولت أن أبتسم ابتسامة مجاملة للطبيب لكن القلق الشديد غلبني في هذه اللحظة
وأنا أحاول تذكر سبب انغراس شظايا الزجاج في ظهري!!
أشعر أنني فاقد للذاكرة حقا، أحاول التذكر
وأشعر أنه أمر ضروري للغاية يجب علي تذكره.. لكن لا أستطيع!

أنهى الطبيب فحصه قائلًا: كل أمورك طبيعية،
لكن أنصحك بالجلوس هنا يومان على الأقل حتى تشفى إصاباتك وبعدها يمكنك الخروج من المستشفى.
أومأت برأسي وغمغمتُ: شكرًا لك.
فخرج الطبيب والممرضة معًا، قالت جوهرة برضا واطمئنان: حمدلله، فلا شيء يدعو للقلق في حالتك يا ياسر.
لقد كاد قلبي يسقط أرضًا عندما اتصل بي باسم مدير أعمالك وأخبرني أنه قد حصل لك حادث!
وقالت دانة وهي تعطيني باقة ورد قد فاحت رائحتها الزكية في الغرفة:
لقد اشتركنا أنا وباسل من مصروفنا وأحضرنا لك باقة ورد يا أبي.
ثم احتضنتني برفق وقبلتني على جبيني. نظرتُ إلى باسل الذي لوح لي بيده وهو يبتسم لي.
شعرتُ بفرح وأنا أمسك باقة الورد وقلت بامتنان:
شكرا لك دانة.. أنت بنت رقيقة المشاعر حقا يا صغيرتي! وشكرًا لك يا باسل.
ابتسمت بخجل وهي تداري فرحتها، وأنا نظرتُ إلى باقة الورد مجددا..
هناك أمر ما، من المفترض أن يشغل ذهني، لكنني لا أدري ما هو؟

"أما أنا.. فقد أحضرت لك إفطارك الذي تحب، بيض بالجبنة الموزريلا والخضار"

اقتربت جوهرة وهي تخرج علبة حفظ الطعام وتفتحها وقد خرج بخارها ورائحته الشهية،
قلتُ لها بلطف:
بالفعل كنت جائعا جدا يا جوهرة.. لا أدري كيف أشكرك!
ابتسمت بحيوية وهي تقول ببهجة:
شكرك لي سيكون عن طريق تناول الوجبة كلها!
ابتسمت بدون تركيز وأنا أتأمل البخار الخارج من الطعام بشرود،
أحاول تذكر ذلك الأمر المهم الذي يجب علي تذكره!
وجدت باسل يقترب مني وانشغلت جوهرة في وضع الطعام في طبق، ثم همس لي بتردد:
أبي.. هل.. كانت قمر.. معك؟!
شعرتُ بصاعقة تنزل على رأسي وأنا أنتفض، قمر، كيف نسيتها!!!
تابع باسل كلامه بقلق:
لقد أخبرتني أمي أنك قلت لها بالليل أنك ستسافر سفرية مفاجئة مع قمر،
لكن.. سيارة الإسعاف لم تجدها في السيارة، هل هي بخير؟
بدأت ألهث بانفعال شديد، وكل الأحداث تتوالى على ذاكرتي كالمطر..

-3-
[نور]

بدأت أنفاسي تتسارع بهلع، وصوتها يعلو حتى أنني سمعتُ نفسي بوضوح، فنظر فيجو إليّ متظاهرًا بالشفقة وغمغم:
يا للمسكين.. إنه يعاني ليتخذ القرار الصحيح!
ثم رفع حاجبيه وقال بعطف كاذب:
اطمئن يا صغيري، أضمن لك أنك لن تندم أبدًا.. إذا قبلتَ المهمة!
ثم اكتسى وجهه البرودة المخيفة وهو يقول: أما إن رفضت، فأضمن لك أنك ستندم.. أشد الندم!
مرتّ عدة دقائق وأنا أحاول السيطرة على أنفاسي المتسارعة وأغمض عينيّ،
في حين انشغل فيجو بذلك المشروب الذي أحضره له أحد خدمه،
الذي مرّ بجانبي وألقى نظرة لا مبالية ثم أكمل طريقه..
شرب فيجو عدة رشفات ثم رفع رأسه قائلًا بابتسامة بريئة لا تناسبه:
والآن يا نور، أخبرني قرارك!
عضضتُ على شفتيّ غيظَا وقهرًا، ثم قلتُ بلهجة خافتة:
فهمتُ.. سأنفذ المهمة أيها الوغد!
رفع يده هاتفًا: مرحى... لقد نجحتُ في إقناعك!
نظرتُ له بجمود مخفيا ذلك الغضب في صدري، فقال ببهجة:
إذن سوف نحتفل بهذه المناسبة وأدعوك على الآيسكريم!
قلتُ بكراهية: لا أريد شيئًا.. أخبرني ما هي مهمتي لأنفذها على الفور!
سكت مبتسمًا وهو ينظر إلي بهدوء، ثم قال:
يا لك من فتى مجتهد..
واكتست وجهه الجدية وهو يقول: أولًا.

وأمسك حقيبة ضخمة عليها رسومات كرتونية ورمى بها إلي قائلًا:
ستمسك هذه الحقيبة المليئة بقليل من الألعاب والحلويات، وستذهب إلى ميناء أنزيو،
وستتظاهر أنك تمارس هواية صيد الأسماك، وفي أثناء ذلك سيقابلك أحد البحارة ويعطيك كيسًا صغيرًا،
أدخله إلى الحقيبة وإياك أن تفتحه.. ثم سأكون في انتظارك بعد نقطة التفتيش الواقعة أمام الميناء.
بما أنك طفل صغير فلن يفكر أي شرطي في تفتيشك.

ثم تنهد قائلًا: نقطة تفتيش الشرطة هناك تابعة لمركز جديد تم افتتاحه مؤخرًّا،
بهدف تقليل إدمان المخدرات بين شباب إيطاليا.. لقد أصبحوا يشددون على هذا الأمر كثيرًا،
سنحاول رشوة رئيسهم الجديد قريبًا.. لكن حتى ذلك الحين نحتاج مساعدتك.

نظرتُ بتورط شديد إلى الحقيبة التي أمامي، كانت حقيبة طفولية عليها رسمة باتمان،
وفي داخل الحقيبة هناك عدة ألعاب مع عدة الصيد، وبعض الحلوى ورقائق البطاطا المقلية،
نظرتُ بانزعاج إليه قائلًا:
ولكن أنتم تستطيعون اقتحام الميناء وأخذ ما تريدون بالقوة صحيح؟
كان في نبرتي بعض من السخرية، فالتفتت إلي قائلًا بتهكم:
نعم هذا صحيح أيها الذكي، لكن هذا سيسبب الفوضى..
وهذا سيضايق رؤساء الشرطة الذين يساعدوننا،
فهم لا يريدون أن يظهر الأمر للعامة أنه لا أمن ولا أمان في البلد.
فهمتُ منطقهم نوعا ما، ونظرتُ له بملل قائلًا:
إذن، متى أتوجه لذلك الميناء؟
قام واقفًا: الآن!
رفعتُ رأسي بدهشة واهتمام، فقال:
اتبعني.. سأقلك بالسيارة حتى أقرب شارع هناك.
قمتُ بخطوات بطيئة وتبعتُه، كان الأمر أشبه أنني أمشي على أشواك حادة،
أشعر بخوف غريب في قلبي، ليس لأن هناك خطر على حياتي أو ماشابه،
لكن لأنني.. سأكون مجرمًا لأول مرة في حياتي!

-4-
[ياسر]
بدأت ألهث بانفعال شديد، وكل الأحداث تتوالى على ذاكرتي كالمطر..
قمر وهي تخبرني باقتحامها لمكتب هيثم، إصراري على الهروب في وقت متأخر ليلًا،
ملاحقة جاسم وكريم لنا، ثم.. اصطدامنا في عمود النور.. وبعدها فقدت الوعي!
أي أن جاسم وكريم قد أخذا قمر بدون شك!
شعرتُ بإحساس مرير بالعجز والقهر، وسيطر اليأس على ملامحي وأنا أسأل باسل:
حقا؟ هل أنت متأكد أن قمر لم تعد قمر إلى المنزل أو أتاكم أي اتصال منها؟
هز رأسه بأسف والقلق يتنامى في صوته قائلًا: إلى أين ذهبت قمر يا أبي؟
سمعتُ صوت جوهرة تقول بضيق:
لتذهب إلى أي مكان ولتبتعد عنا!
فهي بنت غير مؤدبة أصلًا وتبيت خارج المنزل على حسب مزاجها!
شعرتُ بغضب من جوهرة وقلتُ بانفعال:
جوهرة.. كيف تقولين هذا الكلام أمام الأطفال!؟
انكمشت جوهرة وهي تنظر لي باستنكار، وحاولت الدفاع عن موقفها قائلة:
لم أقصد ذلك، أنا أقصد أنها فتاة متمردة فما الغريب في اختفائها الآن؟
أمسكتُ رأسي بألم حيث شعرتُ بصداع جنوني يملأها، ولم أستطع الرد على جوهرة،
التي سكتت قليلا وبدى عليها الندم وغمغمت قائلة: أعتذر عن كلمتي.. لم أقصد!
قلتُ وأنا أرفع رأسي لها ببطء:
لا بأس.. أعلم أنك طيبة القلب يا جوهرة، لكن اختفاء قمر هذه المرة له دلالة سيئة..
ثم قلتُ بجدية وأنا أنظر لعينيها: قمر تورطت مع إحدى العصابات الشريرة،
وقد كانوا يطاردونني قبل حصول الحادث.. ولابد أنهم اختفطوها بعدما فقدتُ وعيي.
قالت بدهشة: ماذا؟ قمر اختطفت؟ ألهذا السب كنت تريد السفر بها بشكل مفاجئ ليلًا؟
قلتُ بقوة: نعم. لقد كانت تلك العصابة تسعى ورائها.
وكان يجب أن أقوم بتهريبها لكنهم عرفوا مكاننا للأسف.
وقلتُ بمرارة: وهي الآن بين أيديهم!
قال باسل بذهول: قمر الآن مختطفة إذن!؟ وماذا يطلبون لكي يعيدوها؟ هل يريدون فدية ما؟
هززتُ رأسي نفيًا وقلتُ: لا، لقد اختطفوها للأبد. لا ينون إرجاعها أبدًا!
ثم عقدتُ حاجبي قائلًا بغضب: ولهذا، سأذهب لإعادتها بالقوة!

قالت دانة بانفعال بعد أن راقبت كلامنا: كلا يا أبي.. لا تذهب، هناك خطر على حياتك!
تلك البنت لا تستحق أن تضحي بنفسك لأجلها.. بلغ الشرطة وحسب ليستعيدوها وانتظرهم!
أومأت جوهرة برأسها قائلة بصوت مضطرب:
نعم يا ياسر، أنت مصاب الآن، ويبدو من كلامك أنهم جماعة شريرة وخطرة،
لا أدري لماذا خطفوها ولكن يبدو أنها من البداية هي من ورطت نفسها معهم..
لنبلغ الشرطة وحسب.. لاحاجة لتعريض نفسك للخطر!

شعرتُ بالغضب أكثر من كلامهم، لكنني حاولت تهدئة نفسي وأنا آخذ نفسًا عميقًا،
ما هذا الهراء الذي تفوهتُ به؟ لماذا قلتُ لهم كلاما يُقلقهم؟
قلتُ باستسلام: حسنًا.. سأبلغ الشرطة بالأمر وأترك الأمر لهم.
تنهدت دانة براحة هي وجوهرة، فقالت الأخيرة بأمل:
آمل أن تستعيدها الشرطة سالمة غانمة..
في حين نظر إلي باسل بقلق بالغ وبادلته النظرات القلقة، وأنا أهمس في داخلي:
انتظريني. سآتي حتمًا لإنقادك! لن أتركك لهيثم الحقير يفعل بك ما شاء..
حتى وإن كان هذا آخر شيء أفعله في حياتي!

-5-
[سامي]

كان السواد الذي سيطر على عقلي حينها ممزوجًا بمشاعر الإحباط والألم،
كنت أشعر أنني لا أريد الاستيقاظ، أريد النوم هكذا للأبد!
ربما لأن هناك أمرًا ما أشعر بأنه لا يجب علي مواجهته!
لكن عقلي استيقظ رغمًا عني، وجدت نفسي أفتح عينيّ على صورة شاب عشريني،
لديه وجه أبيض وعينان واسعتان، وملامح دقيقة وأنف طويل قليلًا، له شعر مجعد وجسد رياضي،
كان يجلس على كرسي بجانبي، يقرأ كتابًا ما، لكن وجهه كان منصبًّا علي باهتمام عندما استيقظت..

نظرتُ إلى ذلك الرداء الأزرق الذي أرتديه، وشعرتُ بذلك الضماد المكثف على فخذي
-وإن كان الضماد غير ظاهر حيث كان ردائي الأزرق يغطيه-،
وابتلعت ريقي ببطء وأنا أحاول تحمل ذلك الألم الحاد الذي أشعر به فيها..

كانت الغرفة التي نحن فيها، غرفة واسعة فخمة، يتوسطها السرير الذي أنام عليه،
وبجانبي وحدة أدراج صغيرة عليها علبة مناديل وعدة أدوية مرصوصة،
وخلف ذلك الشاب كان هناك خزانة صغيرة للملابس.
والغرفة واسعة مضيئة بسبب نور الشمس، قدرت أن الوقت الآن ظهرًا.
لم أشعر بدهشة أنني نمتُ كل هذا الوقت.. على الأرجح أنني نمت يومًا كاملًا منذ البارحة!
نظرتُ للشاب باستغراب شديد وحيرة، فلم أكن أعرفه! لكنه ابتسم قائلًا:
أخيرًا.. استيقظت يا سامي. لقد انتهت عملية إزالة الرصاصة من فخذك منذ البارحة ليلًا،
ورغم ذلك لم تستيقظ إلا الآن.
وضع الكتاب جانبًا وقرب كرسيه أكثر مني وهو يقول: كيف حالك؟
نظرتُ له عابسًا، فقال: آه.. نسيت أن أعرفك بي.
ثم حك خده بشكل عفوي وقال بابتسامة: اسمي أمير. وأنا المكلف بمرافقتك الآن فصاعدًا لفترة مؤقتة.
قلتُ بجفاء وقد خرج صوتي مبحوحًا: مراقبتي؟! لماذا؟!

حك خده مرة أخرى وبدا لي أنها عادته المستمرة في أثناء كلامه، وقال بلهجة لزجة:
السيد هيثم قلق عليك، ولذا كلفني بمراقبتك حتى يطمئن.
شعرتُ بالغضب في داخلي بسبب ذكر اسمه، وأشحتُ بوجهي إلى الجهة المقابلة
حيث كانت النافذة تأخذ مساحة كبيرة من جدار الغرفة وتطل على السماء الزرقاء الشاسعة.
وفهمتُ أن هذا الشاب تابع له، وإن كنت لا أدري أين أنا الآن.

سمعتُ صوته يقول لي بلهجة تدعي الشفقة: أنا أعلم أنك غاضب منه بعض الشيء،
لكن السيد هيثم فعل ما فيه مصلحتك صدقني.
لقد غلبت رحمته غضبه منك وقرر في النهاية إسعافك وإعطائك أفضل غرفة في هذا المشفى.
قلتُ بسخرية: إسعافي من الإصابات التي أصابني بها هو شخصيا هاه!
قال مبررًّا: أنت أغضبته واستفززته جدا يا سامي، كان من المنطقي أن يفعل شيئًا ليؤدبك،
كن ممتنا لأنه أبقى على حياتك على الرغم من تهجمك عليه، وأعطاك فرصة جديدة لتثبت له حسن نواياك.
كان كلام هذا الشاب مستفزًّا لأقصى درجة، غمغمتُ بحنق متهكم:
نعم. سأثبت له سوء نواياي المرة القادمة!

فوجئت بضحكته ترن في الغرفة قائلًا:
أنت شاب مرح حقا يا سامي!
أظن أنني فهمتُ الآن لماذا السيد هيثم احتفظ بك رغم أسلوبك هذا..

لم أرد عليه وتجاهلته متعمدًّا، فتنهد قائلًا:
أعلم أنك لا تحب التحدث مع شخص مثلي،
ولهذا سأخبرك كل شيء عن هذا المكان بدون أن تسألني.

التفتت له باهتمام فابتسم ابتسامة خبيثة تدل أنه كان توقع اهتمامي عندما يقول تلك الجملة، قلت له بضجر:
إذن فلتقل كل شيء ثم اغرب عن وجهي.. لا طاقة لي بسماع ثرثرتك!

وقف مبتسمًا واتجه إلى النافذة الواسعة وأشار إليها بشكل مسرحي قائلًا:
أنت الآن في مستشفى "YUDAYA" مستشفى خاصة ببعض الحالات التي لها علاقة أمنية أو دولية..
إنها تتبع مؤسسة السيد هيثم التجارية.

ثم أشار إلى مبنى بعيد قليلًا لم أستطع رؤيته بشكل كامل وإن كان أدواره العليا ظهرت لي من النافذة وقال:
وهناك مبنى إداريّ بجانبها، المستشفى له بوابة منفصل عن المبنى الإداري لكن الاثنان يقعان في نفس الساحة.
التي يحيطها سور عالٍ عليه أسلاك كهرباء عالية جدا تقتل الحيوانات والطيور بمجرد لمسها، وبالطبع يمكنها قتل البشر أيضًا.
ولا أحد يستطيع الدخول إلى المستشفى أو المبنى الإداري بدون إذن من السيد هيثم.

استرعى الأمر انتباهي، فقلت باهتمام: هل هناك أي أمن أو حراس؟
ابتسم قائلًا: هل تنوي الهرب؟
قلتُ مباشرة ببرود: نعم.. هل هناك أي مشكلة؟
ضحك بشدة حتى أن جسمه ارتج وهو يتراجع، ثم التفتت لي قائلًا:
بالطبع.. فأنا سأتعرض للمحاسبة..
ثم أخذ نفسًا عميقا وقال: وبخصوص الحراس، فبالطبع هناك جنود يحرسون المستشفى والمبنى الإداري باستمرار،
وهم جنود مدربون وليسو مجرد رجال عاديين. لذا لا أنصحك بمحاولة الهرب..
فقد تلقى هؤلاء الجنود أوامر بقتل أي شخص يخرج خارج هذه الأسوار بدون إذن!
ثم ضيق عينيه قائلًا:
هذا إذا لم تقتله الكهرباء العالية المستقرة في الأسوار!

-7-
[نور]

تلفتت حولي بحذر وأنا أجلس على أرض الميناء، أضع صنارة الصيد في البحر وأضع بجانبي طبقا للدود،
وأتظاهر بصيد السمك!
لقد سبق لي فعل هذا في إحدى الرحلات المدرسية، لكن اليوم بالطبع شيء مختلف..
كنت أنتظر مجيء شخص ما لكي يسلمني تلك السموم المسماه بالمخدرات..
كنت أشعر بغضب هائل في داخلي، لأنني أفعل هذا تحت التهديد، أنا مجبر على ذلك..
تنهدتُ بقهر والدماء تغلي في جسمي،
كيف يمكنني أن أكون قويا كفاية لأتغلب على فيجو؟ لا.. لكي أتغلب على المافيا كلها؟!
شعرتُ بالعجز.. فبالتأكيد لا يمكن لفتى مثلي التغلب على جماعة ضخمة كهذه،
حتى الشرطة لم تستطع التغلب عليها!
شعرتُ بالحزن يملأ قلبي، كيف لحياتي أن تتحول بين ليلة وضحاها بهذا الشكل المريع؟!
فقدت شخصًا كان في مقام أبي، وأمي فقدت عملها،
ويبدو أن الخلاف الذي بيني وبينها أصبح عميقًا لدرجة أنني لم أعد قادرًا على النظر إلى وجهها بعد الآن!
كما أنني متورط الآن مع المافيا بشكل يهدد حياتي وحياة من حولي
! لا أدري حقا كيف أتصرف!؟
إلى أين يفترض أن ألجأ في مثل هذه المواقف؟!

شعرتُ بغصة قوية في حلقي وأنا أفكر في أبي.. أبي الحقيقي! هل إذا كان أبي موجودًا..
سيكون شخصًا أستطيع اللجوء إليه في المواقف الصعبة والاستماع لنصحه وإرشاده؟
أم أنه سيكون شخصية حادة وجافة مثل أمي!
دمعت عيناي وأنا أشرد في منظر البحر الممتد أمامي على اتساعه الرهيب،
وتنهدتُ والهمّ يسيطر عليّ..
"الصنارة غمزت الآن! إذا أخرجتها ستجد السمكة"

"هذه الوجبة.. تساعدك على التركيز!"

التفتت بفزع إلى ذلك الصوت، كان رجلا ضخمًا يبدو كأحد العاملين على السفن،
أسمر البشرة ويرتدي طاقية تخفي معظم وجهه، قال ذلك الصوت بهدوء وهو يمد لي كيسًا ممتلئًا.

اتست عيناي عن آخرها وأنا أستوعب أن ما قاله كان هو العبارة السرية التي قالها لي فيجو،
شعرتُ بتوتر بالغ وأنا أسحب الصنارة بسرعة وتوتر، ثم أضعها بجانبي بعشوائية،
وأقف سريعًا وآخذ منه الكيس وأضعه في حقيبتي، ثم انشغلتُ في وضع بقية حاجات الصيد، وعندما انتيهتُ..
كان الرجل قد اختفى!
تلفتت حولي بتوتر شديد وأنا أشعر أن كل من في الميناء ينظرون إلي،
وقد يوقفني أحدهم فجأة لتفتيشي!

حاولت الثبات وأنا أخرج بخطوات سريعة من الميناء متجها إلى الشارع الذي سأقابل فيه فيجو بعد تجاوز نقطة التفتيش..
كان هناك الكثير من الأشخاض الذين يخرجون، وقفت في الزحام لعدة دقائق حتى جاء دوري في التفتيش..
تمنيتُ أن يلقي علي الشرطي نظرة عابرة ويسمح لي بالمرور في لطف،
لكنني فوجئت بذلك الكلب البوليسيّ الشرس الذي يشم أي شخص يمر!
ماذا؟ لماذا يشمهم؟!
أشعر أن الأمر خطير جدًّا! ولذلك ترددتُ في الاقتراب..
لم يخبرني فيجو أنهم يضعون كلبًا، ولا أعرف كيفية التصرف مع وجوده!
لكنني وجدت أن كل الأشخاص الذين أمامي قد تقدموا، وأشار إلي الشرطي بالتقدم،
وشعرتُ بقدمي تسيران بشكل آلي إلي الأمام، وقلبي ينبض بعنف
وذلك الكلب يقترب مني ويزمجر.. ثم فجأة ينبح نباحًا مرعبًا!

لم أفعل شيئًا، جسمي هو الذي تحرك من تلقاء نفسه،
فقد ارتفع الأدرينالين في جسدي لدرجة مهولة جعلتني أركض بسرعة جنونية طائرًا..
وذلك الكلب ركض خلفي على الفور!
اجتزت شارعًا كاملا برعب شديد، وقفت لثوان ألهث بقوة وأنا أشعر أنني قد ابتعدت قليلًا عن الكلب،
ورفعتُ رأسي بصعوبة كي أكمل الركض.. فلم أصل لمكان فيجو بعد.

لكن سمعتُ زمجرة الكلب مجددا ونباحه يقترب مني،
ثم فوجئت بجسم ثقيل ضخم يهجم عليّ ويغرس أنيابه في ذراعيّ بعنف جعلني أصرخ بألم مهول
وسقطت أرضًا وأنا أتلوّى من شدة الوجع..
ولكن ذلك الكلب غرس أنيابه أكثر فأكثر وظل يجرني من ذراعي بفمه،
لم أستطع أن أصرخ حتى أو أتأوه، شعرتُ بأنني سيغمى علي من شدة الألم وهول الموقف.


والآن ما هي توقعاتكم لما سيحصل .. ل سامي وقمر وياسر.. أيضًا نور Very Happy
الأحداث تأزمت جدا لذلك أريد سماع توقعاتكم


.
.







  رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 31h4fKF

description  رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! Emptyرد: رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد!

more_horiz
كل عام و أنتِ بخير جوري ~ شكرا على العيدية

"لم يعجبني أنهم يتظاهرون بالطيبة وهم السبب في حادثة الاصطدام التي جعلت عمي يُصاب!"

اي و الله XDD

على الأقل تمكنت من إنقاذ عمها قبل أن يأخذوها

"أشعر أنني فاقد للذاكرة حقا، أحاول التذكر
وأشعر أنه أمر ضروري للغاية يجب علي تذكره.. لكن لا أستطيع!"


هوااه .. هل نسي كل ما يتعلق بقمر؟ فقدان ذاكرة ما بعد الصدمة أو شيء كهذا؟

من حسن الحظ أنه استعاد كل ذاكرته بعد كلام باسل

"ولكن أنتم تستطيعون اقتحام الميناء وأخذ ما تريدون بالقوة صحيح؟
كان في نبرتي بعض من السخرية، فالتفتت إلي قائلًا بتهكم:
نعم هذا صحيح أيها الذكي، لكن هذا سيسبب الفوضى..
وهذا سيضايق رؤساء الشرطة الذين يساعدوننا،
فهم لا يريدون أن يظهر الأمر للعامة أنه لا أمن ولا أمان في البلد."


هههههه فيجو لديه جواب لكل شيء هاه XD

لو كان لديه و لو قليلا من العطف والطيبة لكان من شخصياتي المفضلة

لكن حاليا هو مجرد حثالة ~

عائلة ياسر أخيرا عرفت بظروف قمر و أمر العصابة

سيتفهمون تصرفاته أكثر الآن

"كن ممتنا لأنه أبقى على حياتك على الرغم من تهجمك عليه، وأعطاك فرصة جديدة لتثبت له حسن نواياك.
كان كلام هذا الشاب مستفزًّا لأقصى درجة، غمغمتُ بحنق متهكم:
نعم. سأثبت له سوء نواياي المرة القادمة!"


أجل يا سامي XD ساسوغا شخصيتي المفضلة

أما أمير ذاك فيدعي البراءة لكنه مجرد تابع لهيثم الوغد

يبدو أن سامي أسير الآن في تلك المنشأة الضخمة ..

أما نور المسكين .. ففيجو الوغد لم يعطه كل الاحتمالات خخخ

و ها هو يتعرض لهجوم كلب الآن ><

بالنسبة للتوقعات .. فبما أن قمر تم اختطافها

سيكون مثيرا للاهتمام لو التقت سامي داخل ذلك المكان ..

ومن يدري ربما يهربان معا ههههه

ياسر حتما سيبدأ رسم خطة متقنة لإيجاد قمر

لكن أولا هل يعرف مكان ما يسمى بمنزل هيثم ذاك؟

>> و هل كان يقصد تلك المنشأة الضخمة التي فيها مباني و مستشفى عندما قال منزل؟

أما عن نور فيا رباه في ماذا تورط ذلك الصغير المسكين هههه

إن لم ينقذه فيجو و جماعته سينتهي في مركز الشرطة ليسألوه عن مصدر المخدرات

الفصل كان حمااسيا جدا ~ متشووقة للتكملة

بوركت جهودك جوري و موفقة في كتابة باقي الفصول

  رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 866468155

description  رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! Emptyرد: رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد!

more_horiz
Akatsuki كتب:
كل عام و أنتِ بخير جوري ~ شكرا على العيدية


"لم يعجبني أنهم يتظاهرون بالطيبة وهم السبب في حادثة الاصطدام التي جعلت عمي يُصاب!"

اي و الله XDD

على الأقل تمكنت من إنقاذ عمها قبل أن يأخذوها

"أشعر أنني فاقد للذاكرة حقا، أحاول التذكر
وأشعر أنه أمر ضروري للغاية يجب علي تذكره.. لكن لا أستطيع!"


هوااه .. هل نسي كل ما يتعلق بقمر؟ فقدان ذاكرة ما بعد الصدمة أو شيء كهذا؟

من حسن الحظ أنه استعاد كل ذاكرته بعد كلام باسل

"ولكن أنتم تستطيعون اقتحام الميناء وأخذ ما تريدون بالقوة صحيح؟
كان في نبرتي بعض من السخرية، فالتفتت إلي قائلًا بتهكم:
نعم هذا صحيح أيها الذكي، لكن هذا سيسبب الفوضى..
وهذا سيضايق رؤساء الشرطة الذين يساعدوننا،
فهم لا يريدون أن يظهر الأمر للعامة أنه لا أمن ولا أمان في البلد."


هههههه فيجو لديه جواب لكل شيء هاه XD

لو كان لديه و لو قليلا من العطف والطيبة لكان من شخصياتي المفضلة

لكن حاليا هو مجرد حثالة ~

عائلة ياسر أخيرا عرفت بظروف قمر و أمر العصابة

سيتفهمون تصرفاته أكثر الآن

"كن ممتنا لأنه أبقى على حياتك على الرغم من تهجمك عليه، وأعطاك فرصة جديدة لتثبت له حسن نواياك.
كان كلام هذا الشاب مستفزًّا لأقصى درجة، غمغمتُ بحنق متهكم:
نعم. سأثبت له سوء نواياي المرة القادمة!"


أجل يا سامي XD ساسوغا شخصيتي المفضلة

أما أمير ذاك فيدعي البراءة لكنه مجرد تابع لهيثم الوغد

يبدو أن سامي أسير الآن في تلك المنشأة الضخمة ..

أما نور المسكين .. ففيجو الوغد لم يعطه كل الاحتمالات خخخ

و ها هو يتعرض لهجوم كلب الآن ><

بالنسبة للتوقعات .. فبما أن قمر تم اختطافها

سيكون مثيرا للاهتمام لو التقت سامي داخل ذلك المكان ..

ومن يدري ربما يهربان معا ههههه

ياسر حتما سيبدأ رسم خطة متقنة لإيجاد قمر

لكن أولا هل يعرف مكان ما يسمى بمنزل هيثم ذاك؟

>> و هل كان يقصد تلك المنشأة الضخمة التي فيها مباني و مستشفى عندما قال منزل؟

أما عن نور فيا رباه في ماذا تورط ذلك الصغير المسكين هههه

إن لم ينقذه فيجو و جماعته سينتهي في مركز الشرطة ليسألوه عن مصدر المخدرات

الفصل كان حمااسيا جدا ~ متشووقة للتكملة

بوركت جهودك جوري و موفقة في كتابة باقي الفصول

  رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 866468155



وأنت بخير يا فجر
بل شكرا لك دومًا على دعمك المستمر I love you

نعم بالفعل ياسر أصيب بفقدان الذاكرة المؤقت، (كل شيء متعلق بقمر وبالحادثة نسيه)
وتذكره بفضل باسل   رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 1620276979   رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 1508887074
لقد أردت توضيح أن باسل له دور عظيم في إنقاذ قمر أيضًا   رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 1508887074

ههههه توقعت أن فيجو شخصيتك المفضلة بالفعل Very Happy
لكن يبدو أنك تكرهينه وهذا جيد طبعًا ^^

لا أوافقك كثيرًا أنهم سيفهمون تصرفات ياسر بل يبدو أنهم سيخافون عليه أكثر ههههه خاصة جوهرة

توقعاتك اممم لا أستطيع القول أنها صحيحة 100% لكن أظن أن لديك نظرة ثاقبة وهذا يقلقني Very Happy

فإذا استطعت توقع الأحداث بنجاح هذا يعني أن علي المزيد من الجهد لمخالفة توقعاتكم   رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 1508887074

بالمناسبة نعم مبنى المستشفى والمبنى الإدراي يقعان تحت مسمى (منزل السيد هيثم) وسيتضح ذلك أكثر ف الفصل القادم

نور بالفعل متورط وسنرى كيف سيخرج من ورطته تلك >ستكون هي المفتاح لحل قضية والده تقريبا   رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 182841606

شكرا لك فجر على الرد الطويل الذي أسعدني جدا I love you

description  رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! Emptyرد: رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد!

more_horiz
لا أنكر أن جانبا من شخصية فيجو يعجبني (الجانب الساخر)

لكن تنمره على طفل صغير لا يعجبني XD

بالنسبة لي الخوف أفضل من سوء الفهم

لكن حتما سيكون الأمر صعبا عليهم

>> جوهرة لن تتركه يغادر المنزل بعد الآن ههههه

هيهيهي .. هذا يدل على تعلقي بالرواية و الشخصيات   رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 3824872839

لدرجة أنني أفكر كثيرا لمحاولة فهم وجهة نظرهم و ما يمكنهم فعله   رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 1666769878

متحمسة للفصل التالي إذن   رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 3871200867

  رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 866468155

description  رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! Emptyرد: رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد!

more_horiz
فيجو بالفعل يظهر في جانب الشر حاليا، لكن لا مانع من أن يظهر بعض الرفق لبطلنا نور ^^

ههههههه جوهرة شخصية مستفزة بالفعل كان معكم حق عندما قلتم هذا

أنت عبقرية يا فجر حقا في ردودك على المواضيع ^^ تستطيعين اكتشاف الكثير من التفاصيل المهمة والثناء عليها

ماشاء الله تبارك الله

ولهذا أنتظر دوما ردودك بفارغ الصبر   رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد! 1f49c
 KonuEtiketleri عنوان الموضوع
رواية عيون لا ترحم [36] تحت التهديد!
 Konu BBCode BBCode
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
replyإرسال مساهمة في موضوع
remove_circleمواضيع مماثلة