[ عودة بالزمن .. لمواجهـة جحيم الاختبارات ] . . لطالما تمنيت .. أن أعود لأيام الطفولة الجميلـة .. أيام الحرية والراحة .. أيام البراءة والسعادة .. هيهات .. لو كنت أستطيع عيش تلك اللحظـات المريحـة مرة أخرى .. ــــــــــــــــــــــــــــــ فتحت عيناي لأجد نفسي وسط ساحة كبيرة .. ساحة مدرسـة ..؟ استدرت أتأمل تدريجيا ما حولي .. محاولة استيعاب الأمر .. ألم أكن أغط في نوم عميق للتـو ..؟ أستغل الدقائق القليلة المتبقية قبل رنين المنبه؟ محاولة تناسي اليوم المرهق الذي ينتظرني في العمل؟ إذن ما هذا الهراء بالضبط .. لِم أنا .. وسط ساحة المتوسطـة .. متوسطة الحي التي درست فيها ..؟ انتابني الارتياب للحظة .. لكن لنفكـر بعقلانيـة .. لا يمكن لهـذا أن يكون سوى حلم .. أجل مجرد حلم عابر ~ إذن .. لا حاجة لأخذ الأمر على محمل الجد .. لنتصرف بشكل طبيعي فحسب .. و حتما سأستيقظ بعد لحظات كالعادة - نـــدى ~ - هاه [التفتُ مسرعة] أهذه .. سارة؟؟ زميلتي سارة؟ لم أرها منذ سنوات! - حفظتِ الجغرافيا كما اتفقنا؟ - حفظت ماذا؟! - [منزعجة] أوي .. من الأفضل ألا تتهربي من الأمر! كان يجدر بك حفظ الجغرافيا و أنا التاريخ كما اتفقنا! و نتعاون لأخذ العلامة الكاملة!! آها .. أذكر أننا فعلا كنا نقوم بهذه الأشياء المجنونة وقت المراهقة هاه .. رغم أننا عادة ما ننتهي بحفظ أغلب الأشياء كضمان ففرص الغش لا تتاح دائما ~ - [مترددة] بـ .. بالطبع .. كما اتفقنا إذن لدينا تقويم اليوم؟ - عن أي تقويم تتحدثين .. إنها الاختبارات! اختبارات نهاية السنة! ما بالك اليوم؟ أعبث الحفظ برأسك؟ هاه .. اختبـ .. ارات ..؟؟؟ ــــــــــــــــــــــــــــــ سرعان ما دق الجرس ووجدت نفسي على طاولة الصف أنتظر ورقة الاختبار .. و أنا لا أفهم شيئا مما يجري هنا .. ألا يجدر بهذا أن يكون حلما؟ إذن هيا فلنستيقظ بسرعة .. أجل اشتقت لأيام الطفولة إذن لِم أتسكع في المتوسطة؟ لو عدت للابتدائية لربما كانت الاختبارات أسهل للتعامل! و من بين كل المواد .. سقطت في التاريخ و الجغرافيا؟؟ لا أذكر حتى ما كنا ندرسه خلال تلك الحقبة! أكان تاريخ الحرب العالمية؟ بالطبع لا .. سيكون حتما تاريخ بلادنا و شخصياتها و تلك التعريفات و التواريخ الخاصة التي لا يمكن أن تعرفها إلا إن حفظتها قبل الاختبار بيوم >< أما الجغرافيا .. فحتما ستحوي مساحات البلدان و حدودها الحدود يمكنني تدبر أمرها إن ركزت قليلا .. لكن ماذا بعد؟ لا أذكر شيئا من تلك الدروس اللعينة .. أصلا لطالما كرهت مواد الحفظ! كانت مجرد مضيعة للوقت و الدليل أنني لا أذكر شيئا منها الآن!! حسنا فلنهدأ .. إنه مجرد حلم .. حلم! لا بأس إن أخذت صفرا أجل فلنأخذ الصفر و لننقلع من هنا بسرعة ~ ــــــــــــــــــــــــــــــ وزعت المعلمة أوراق الاختبارات و رفعت الورقة بتردد محتارة مما سيواجهني فيها .. - هاه؟ إنجليزية؟ ياااه إنه اختبار الانجليزية! هذا يعني أن لدينا اختبارين؟ و على الأرجح التالي سيكون التاريخ و الجغرافيا؟ حسنا .. يمكنني أن أتنفس الصعـداء ~ اختبار إنجليزية و أنا بمستوى جامعي .. سيكون قطعـة حلوى بواهاهاها ~ و بالفعل كان كذلك .. لم يكن من الصعب حل تلك الأسئلة المتعلقة أغلبها بفهم النص أنهيت الاختبار في ربع ساعة .. حسنا و الآن .. أعلي تسليم الورقة و الخروج من القسم ثم الهرب؟؟ قطع حبل أفكاري صوت الفتى الجالس خلفي - [يهمس] نــــدى!! ورقة أوساخك! أرجووووووووووووووك! - هاه؟ حسنا .. حسب ما أذكر فهذا ليس غريبا علي .. كانت جملة "من نقّل انتقل و من اعتمد على نفسه بقي في قسمه" مشهورة لم أكن أمانع توزيع إجاباتي لمساعدة الزملاء في القسم .. و إغاضة المعلمين من حين لآخر بحصول الكثيرين على علامة جيدة كان أمرا ممتعا هذا دون ذكر تقنيات الغش و مغامرات توزيع الإجابات دون انتباه المعلمين .. في النهاية إن لم نفعل أشياء متهورة وقت المراهقة فمتى سنفعل ~ لكن بجدية .. الآن؟ - ندى! و لو نصف سؤال أرجوووك! لم أعرف أي إجابة و لم أفهم شيئا في الاختبار! - آآخ .. إن أسقطك اختبار الإنجليزية فما الذي ستفعله في بقية الاختبارات يا صغيري؟ حسنا لِم لا .. هذا حلم بعد كل شيء ~ كنت قد كتبت بعض الإجابات السريعة على ورقة الأوساخ و احتفظت بورقة أخرى إضافية كتبت فيها الفقرة الأخيرة "التعبير الكتابي" هذا قبل أن أنقل كل الإجابات إلى ورقة الإجابة الرسميـة .. كانت المعلمة تتجول بين الصفوف متربصـة بكل من يتحرك أو يتكلم و بالتأكيد وبخت زميلي هذا عدة مرات من قبـل .. لكن من سيشك بصاحبة المركز الأول في الصف؟ لا أحد ~ انتظرت مرورها للصف الخلفي لأمرر ورقة الأوساخ الأولى للزميل المسكين أمسكها بسرعة خاطفة ووضعها تحت ورقة الإجابة دون أن ينتبه أحد كما هو متوقع منه .. واضح أنه خبير في الأمر ~ بعدها لم أسمع منه شيئا فقد كان غارقا في نقل الإجابات .. حتى المعلمة احتارت لصمته المفاجئ ــــــــــــــــــــــــــــــ مرت ساعة الاختبار .. و في النهاية لم أخرج مبكرا كما خططت بل أنهيت الوقت بأكمله .. - شكـــرآآآ نـــدى سأعوضك هذا يوما ما أقسسسم! كان هذا زميلنا محمد الكسول - على الرحب ~ احرص على بذل جهدك في الاختبارات القادمة! - سأفعـل! [يخرج ورقة رقيقة طويلة مليئة بالكتابة من كم قميصه] - آها .. هذا من أجل التاريخ و الجغرافيا .. - هيهي كالعادة ندى المصدر الرئيسي للغش في القسم - اصمتي يا سارة فقد فعلتِ المثل و قد رأيتك ~ - أجل كان الأمر ممتعا هاه - [بسخرية] لأصدقك القول .. أجل XD ــــــــــــــــــــــــــــــ ليت كل الإختبارات كانت بسيطة مثل اختبارات اللغـات .. هاهو الحلم يتحول لكابوس عندما رأيت ورقة اختبار التاريخ و الجغرافيـا .. أحقا درسنا كل هذا الهراء في المتوسطة؟ قال حدود الدول و مساحاتها قال .. التنمية في إفريقيا؟ الخصائص البيئية للموقع؟ ميادين الصناعة في أوروبا؟ لن أتمكن من الإجابة حتى على الجغرافيا فما بالك بالتاريخ نظرت حولي بتوتر و خاصة لمنقذتي سارة أشارت لي بيدها بأن كل شيء على ما يرام .. هذا يعني أن كل أسئلة التاريخ في جيبها بالفعل لطالما كانت جيدة في الحفظ على عكسي .. حسنا .. هل أخبرها أني نسيت كل شيء؟ أو أتجاهلها و أرمي إجابات عشوائية في ورقتي فحسب؟ إنه حلم بعد كل شيء .. من يهتم بالدرجات! سرعان ما لاحظت المعلمة و أتت فورا لطاولتي نقرت بسبابتها على الطاولة و أمرتني بالهدوء .. فلم يكن لدي خيار آخر سوى خفض رأسي .. رفع ورقة الاختبار و قراءتها بصمت .. المشبوه الجالس خلفي لم يحدثني منذ بداية الاختبار واضح أن "ورقة الغش" التي دسها في كم قميصه قد قامت بعملها! ربما علي طلب المساعدة منه فهذا دوره ليرد الدين! لا لا لا .. سيكون الأمر غريبا حتما .. كما أن المعلمة بدأت تشك بتصرفاتي لسبب ما و هي لا تبعد نظرها عني و لو للحظة .. ربما اكتشفت ما فعلته في الاختبار السابق؟ تبا لهذا الاختبار اللعين .. أصلا لِم أجهد نفسي؟ علي قلب الطاولـة و الخروج من هذا القسم اللعين فحسب! ليس كأن لدي شيئا لأخسره ~ ماه .. ليت الأمور كانت بهذه البساطة .. المشكلة أنك لا تستطيع فعل ما يحلو لك دائما .. خاصة عندما "تعتقد" أنه حلم ثم ينتابك ذلك الشعور فجأة .. "ماذا لو لم يكن حلما؟" لكنه بالفعل حلم .. دعنا من هذه الفلسفة العقيمة .. لم يحن وقتها بعد فما زلنا في المتوسطة هاه ~ ــــــــــــــــــــــــــــــ مر الوقت بكل هدوء .. إلى أن توجهت المعلمة للخلف بعد أن سمعت بعض الهمسات قامت بأمر أحد الصبيان بتغيير مقعده ليبتعد عن زميله - و لِم أنا من يغير مقعده؟ لِم ليس هو؟ طبعا في مثل هذه الحالات أي شيء مرحب به لإثارة الفوضى هذا تماما ما كان ينتظره البقية الضحية يلهي المعلمة بالكلام بينما يستغل البقية الفرصة للغش! هكذا تسير الأمور .. الاختبارات لطالما كانت ساحة حرب ~ - أنت من سيغير مقعده! افعل و اصمت! [تصرخ] البقية هدوء! - ألأنه ابن المدير؟ أهو أفضل من بقيتنا أم ماذا؟؟ - كلا، لأنك في كل الأحوال ستحصل على علامة متدنيـة لذا على الأقل اترك البقية يركزون! هواه .. و كانت هذه الشرارة .. من بين الأشياء التي كنت أبغضها هي هذه التصرفات العنصرية من المعلمين كانت تستطيع تغيير مقعد كليهما و إنهاء المشكلة أو على الأقل إيجاد سبب "منطقي" و غير جارح لتقنع به الطرف الآخر .. لكن لا .. استجابت لاستفزازات طفل مراهق وفضلت فعلها بأسوأ طريقة ممكنة ما الذي سيفكر فيه الفتى المظلوم الآن؟ و إن كان مخطئا في البداية .. فليس من حقها أن تحكم عليه حسب خلفيته و درجاته السابقة و الأهم من كل هذا .. من تحسب نفسها معلمة المتوسطة هذه .. مجرد معلمة في المتوسطة! هذا يعني أن درجاتها في الماضي لم تكن أفضل منه! فلِم تتطاول على بني جنسها الآن! الطفل استاء مما قالته فأخذ محفظته و خرج غاضبا من القسم تاركا الاختبار في منتصفه .. كنت سأقف لألقنها درسا لكنني وجدت ورقة من سارة أمامي - [تهمس] لقد تدبرت أمر التاريخ أحتاج فقط للتاريخ الأخير .. أكان 13 أو 15 أكتوبر؟ - تاريخ ماذا ..؟ تبا و ما أدراني أنا .. تفاجأت بالمعلمة التي ظهرت أمامي فجأة و أخذت الورقة .. الورقة المغشوشة نظرت إلي بتفاجؤ ممتزج ببعض الازدراء .. - ندى؟ أنتِ؟ [استفقت] أوقفت رنين المنبه الذي أيقظني .. في الوقت المناسب ..؟ تبـا .. كان حقا حلما .. نهضت من سريري و أنا لا أزال أعاني من صداع هذا الحلم الغريب .. - هه .. حياة البالغين ليست سيئـة بعد كل شيء .. [ النهــــايـــة ] مرحبا جميعا .. كيف حالكم؟ أعتقد أن الكثير منا يتحدث حول أيام الطفولة و جمالها هاه لكننا نسينا أنها لم تكن خاليـة من الهموم بدورها هههه أيام الاختبارات بالتحديد كم كنا نكرهها XD هذه مجرد قصة تسليكية .. أتت فكرتها في آخر اللحظـات بينما كنت أفكر في شيء للقصة الانجليزية في المهرجان أتتني فكرة لهذه القصة فشاركت بها في القصة العربية بدل ذلك هههه هي مليئة بالهراء .. لكن من يهتم .. المهم المشاركة هاه XD شكرا لتضييع وقتكم في القراءة ~ دمتم بخير [ قصص أخرى بقلمي ] في قفص الاتهام | قصـة ~ اِحـذر .. أنت في بونـة ! | قصة ~ The Hunters | يوميـات أوتاكو في عـالم لا يعترف بالأنمي [ قصة ] الثـروة التي جلبت المصائب | جريمة تيلورايـد | قصة حقيقيـة |