تطلق المربية سراح الهامستر في الشارع ! فماذا سوف يحصل لهذا الهامستر المسكين يا ترى !! لم يسمح الهامستر لمربيته أن تحمله بيدها لأنه لا يثق بها ، وذات يومم قام الهامستر بعض يدها فنزفت دما غزيرا وارتجفت من الغضب وقررت أن تقوم بطرد الهامستر من منزلها وجعلت باب القفص مفتوح ، خرج الهامستر من القفص وكان سعيد بالحرية المطلقة ، لأنه لا يذكر أن سمح له مربوه بالخروج من القفص قط . بالطبع لم تكن المربية تسمح له بأن يتجول في منزلها ومطبخها مخافة أن يختبىء فلا تجده بعدها ويقوم بإتلاف الأشياء ، مشى الهامستر على أقدامه الأربعة الصغيرة بسرعة . كان الهامستر يشم رائحة طعام بالقرب منه وكان هناك كيس قمامة أسود بجانب حاوية معدنية كبيرة تلقى فيها النفايات ، صنع الهامستر لنفسه فتحة في الكيس بفضل أسنانه الحادة القوية ودخل إلى داخل الكيس كما سفعل أمثاله من الفئران والجرذان ، لقد طال عمر الهامستر دقائق إضافية لأنه في الوقت الذي كان مختبأ في الكيس ، مرّ قط شارع وأراد القط البحث عن طعام في الكيس الذطي يقبع بداخله الهامستر حيث كان الأخير مشغولا بالتهام ما لذ وطاب من نصف شطيرة برجر ، جناح دجاجة وكرز .في هذه الأثناء انتشرت القطط حول الأكياس المكومة على الأرض ، ولو خرج الهامستر لن تكون له فرصة النجاة . ومرة ثانية طال عمر الهامستر لدقائق أخرى ولحسن الحظ لأن عمال النظافة كانوا قد وصلوا وأخذوا أكياس القمامة ووضعوها في مؤخرة الشاحنة ، كان الهامستر قد خرج من الكيس لأنه شبع وملأ بطنه وأراد التسكع والمغامرة في الوقت الذي كانت فيه الشاحنة تسير في الشارع العام قفز الهامستر إلى الخارج ولم تكن المسافة مرتفعة كثيرا ولم يصب الهامستر بأي أذى ، زحف إلى الرصيف المكسو بالعشب والذي كانت مزروعة عليه بعض أشجار الزينة مضيفة على الشارع لمسة جمالية في أثناء ركض الهامستر على الرصيف تمكنت الكلاب البرية من رؤيته لكنها لم تتجرأ على عبور الشارع بسبب مرور السيارات الطائشة بسرعة . دخل الهامستر في المساحة العشبية فوق الرصيف ليتوارى عن الأنظار لكن هذا لم يمنع الطائر الواقف على عمود الإنارة الشاهق الارتفاع من رؤيته وهو يسير بين العشب لمع منقار الطائر الجارح لمعان براق وفرد جناحيه الكبيرين وهبط مثل الموت على الهامستر وكانت النهاية الحتمية . في تلك الأثناء جلست المربية على الأريكة المطوية وكانت الضمادات تلف أصبعها ، وسرعان ما أحست بالحب وتأنيب الضمير اتجاه صديقها الهامستر ، وخرجت من منزلها تبحث عنه ولكنها لم تجده وتمنت أن يكون بخير . تمت بقلمي |