رسالة الاعتذار- الفصل الرابع
الشخصيات:
الفصل الرابع
(لماذا ينظر إليّ الجميع هكذا) قلت ذلك في نفسي عندما رأيت جميع من في ساحة المدرسة ينظرون إليّ بخوف وقلق. فراس: هل حدث شيء ما؟ هل انتشرت شائعة أنني أنا من وشى بفهد؟؟ هذا جنون, علي أن أضع حدا لهذا. وقفت في الطابور وكان طلاب صفي يتجنبون النظر إلي أيضاَ. حاولت فهم ما يحصل بسؤالهم مباشرة لكن كانت أجوبتهم صادمة فراس: هاي! كيف الحال يا رجل؟ زميل فراس: ابتعد عني أيها السفاح بدأت اسمع ممن يحيطون بي يتهامسون "كيف جاء الى المدرسة بعد ما فعل؟" "ياله من مجنون!" "هل ينوي افتعال جريمة أخرى بقدومه إلى هنا؟!". ما الذي يجري هنا بالضبط؟!!!! وأنا واقف في الطابور احاول فهم ما يجري, يأتي مدير المدرسة من خلفي ويصرخ بي.
فراس؟! هل أنت وحش؟ إلى مكتبي! الآن!!.
المدير غاضب مني؟ هل فعل فهد شيئا ما؟ الجو يبدو مريبا للغاية.. شيء خطير قد حدث بالتأكيد. دخلت إلى مكتب المدير ودخل من خلفي وأغلق الباب بقوة كبيرة وصرخ بي.
مدير المدرسة: هل أنت سعيد بما فعلته يا فتى؟؟.. أنت سببت لنفسك مشكلة عويصة. فلتعرف أن ما فعلته ستندم عليه كثيرا! فراس: ما الذي تتحدث عنه؟ أنا لا أفهم؟!
جاوبته بنبرة استنكارية.. بجدية ما الذي يجري هنا؟!! مدير المدرسة: احذف المنشور الآن واجلس هنا وانتظر عائلة الفتاة حتى تأتي, وسأتصل الآن بأولياء أمورك.
منشور؟! فتاة؟!! ما الذي.. قمت بفتح هاتفي لأرى ما الذي يتحدث عنه. وما رأيته جعلني أعجز عن الكلام حتى
فراس: ما؟.. هذا؟..لكن أنا.. هذا.. لست
قمت بحذف المنشور على الفور. عرفت حجم المصيبة التي تم توريطي بها. بدأت دموعي تنزل دون توقف. حاولت أن أتحدث مع المدير لأخبره أن ما يحدث هو هراء, وأن احدهم قد قام باختراق حسابي! لكنه كان مشغولا باتصالاته. جلست على الكرسي في الغرفة ووضعت يداي على رأسي محاولا التركيز لفهم فيما يحصل. ساد الصمت لمدة عشر دقائق وعيناي لم تهدأ من ذرف الدموع. دَخلَت امرأة إلى الغرفة وقالت: أنت فراس؟ يا لك من وقح! وتأتي إلى المدرسة لتكمل حياتك وكأن شيئا لم يكن؟! سيأتي أبي قريبا اتصل بابيك فهو يريد أن يتحدث معه.
كانت أخت فهد الكبرى.. قمت بفتح هاتفي للاتصال بأبي. لكن لم يكن هناك حاجة, فقد جاء بنفسه مسرعاً وهرول إلي.
والد فراس: فراس؟!! ما هذا الذي فعلته؟ ألم تقل لي البار..
مسكت والدي بسرعة وحضنته وأنا أبكي بحرقة وأقول له: أنا لم أفعل ذلك.. شيء ما خاطئ أنت تعلم ذلك أليس كذلك؟
قام والدي بإمساكي بحزم من كتفي وأبعدني وأخبرني بتهديد: اجلس على الكرسي وأغلق فمك!
لم أكن أملك خيارا وجلست بجانب أبي على الكرسي ويجلس على مقابلنا اخت فهد, و المدير على مكتبه يكتفي بالصمت والمراقبة. أخت فهد: أستاذ والد فراس.. والد فراس: إنه فؤاد.. أنا اعتذر. لا يمكنني وصف مشاعر الخجل.. مما تسبب ابني لابنتكم قاطعت والدي وقالت: إنها أختي الصغرى والد فراس: اعتذر. هل هي بخير؟ أخت فهد: إنها في المستشفى وعندها كسر في الساعد و ثلاثة كسور في الأضلاع شكرا لاهتمامك.. والدي سيأتي بعد دقائق, رجاء انتظر حتى ذلك الحين.
ساد صمت غريب في الغرفة لبضع دقائق, حتى دخل والد فهد بعد أن طرق الباب. وقف أبي وقمت بذلك أيضا ثم طلب منا أن نجلس بابتسامة على وجهه, وجلس على الكرسي بجانب ابنته. والد فراس: سيدي.. أنا حقا اعتذر لما حدث لابنتك. وأنا خجل للغاية منكم ولا استطيع حتى النظر إلى عيونكم. سنعتني بابنتكم بكل تكاليف العلاج لها وسنضعها بين اعيننا و.. والد فهد: أنا.. اقدر هذا أيها الاستاذ.. شكرا على اهتمامك.. وحرصك هذا (كان يقول ذلك مرتبكاً) أنا لا أريد تضييع وقتك كثيرا لذا.. نستطيع حل الأمر ببساطة إن أردت.. سنقوم بسحب الشكوى ضدكم.. إن قمتم بدفع تعويض مالي غير.. تكاليف العلاج..
انهينا حديث الآباء هذا, وسبقتنا في الخروج عائلة فهد. لنبقى أنا وأبي لنتحدث قليلا مع المدير الذي قال لنا أن الأمر لا يتوقف على عائلة فهد بل ما تسبّبتُهُ عائد إلى المدرسة وسمعتها أيضاً. أبي استطاع إيقاف كلام المدير هذا بأنني سأكون حريصا ومسؤولاً أكثر عن أفعالي. كنت مجبرا على البقاء صامتا وتقبل الظلم هذا حتى أنهي الأمر, بما أنه قد انتهى على خير, لا حاجة لفعل شيء في الوقت الحالي.
لؤي: فراس؟ ظهر أمامي لؤي بعد أن خرجت من الباب مباشرة. والد فراس: سأنتظرك في السيارة.. لؤي: مرحبا سيدي, اعتذر لم انتبه لوجودك والد فراس: مرحبا بك, لا عليك لؤي.
ذهب أبي وبقينا أنا ولؤي لوحدنا لؤي: ما الذي يحدث يا رجل. ما هذا الهراء الذي نشرته على صفحتك؟ فراس: "نشرته"؟ (قلت ذلك بنبره ساخرة). هل أنت أيضا تظن ذلك؟ لؤي: *تنهد* (ووضع يده على وجهه) بالتأكيد لا.. لكن ظننت أنك فقدت عقلك. ماذا حدث البارحة ألم تقل لي أنك ذاهب مع صديقك؟ فراس: أجل اللعنة.. الشخص الذي كنت أريد مقابلته البارحة.. إنه صديقي في الصف الرابع, راسلني ثم اقترح عليّ أن نتسكع في الخارج معاً, فوافقت, لكنه لم يأتي وبقيت وحيدا. لؤي: أوه.. إذا أتعتقد؟ فراس: أجل بالتأكيد! كان فخا..
لؤي: لماذا قد يفعل ذلك؟ هل كانت هناك مشاكل بينكما سابقا؟ فراس: لا. كنا صديقين مقربين لكن كان عليّ أن انتقل من تلك المدرسة. لؤي: إذا ماذا حدث؟ ماذا تعتقد السبب؟ فراس: لا أعرف يا رجل. سيصيبني هذا بالجنون! لؤي:هاي على مهلك. سنجد حلاً.. متى عدت المنزل؟.. تستطيع استخدام هذا كحجة. فراس:... لؤي: متى رجعت المنزل؟ ماذا فعلت بعدها؟ هل فعلت شيئا؟!! فراس: لا! لا!. كل مافي الأمر.. اخخخخ. لقد كنت محبطا للغاية لم يأتي من كنت أريد مقابلته وفوّت حلقة البرنامج المنتظرة (شعرت بإحراج شديد مما قلته, فحاولت إخفاء وجهي) لذا بقيت أتسكع في الشارع وحيدا ولعبت قليلا في مقهى الانترنت. لم أكن أريد العودة للمنزل.. لؤي: يا للأسف.. ماذا حدث في مكتب المدير؟ كيف سار الأمر مع عائلته؟ فراس: حمدا لله.. استطعنا الاتفاق وحل الموضوع.. سندفع تعويضا لعائلة فهد فحسب وسيسحبون الشكوى. لؤي: أوووه.. يا للأسف فراس: ماذا وأين الأسف في الموضوع؟ شعرت براحة كبيرة بما أن الأمر لم يذهب للسلطات. لؤي: من ناحيتك, عائلة فهد تخلت عن حق ابنتهم مقابل الحصول على المال. لهذه الدرجة حالتهم المادية صارت سيئة
ساد الصمت للحظات ونحن نفكر في ما قاله لؤي, ثم أكمل لؤي: هيا لا بأس إذهب وخذ قسطا من الراحة
فراس: حسنا وأنت أيضا تركت لؤي وذهبت لألحق بأبي. كان ينتظرني في السيارة أمام باب المدرسة. دخلت السيارة وبعد أن أغلقت الباب, قال لي:
والدتك.. لقد أغمي عليها.
يتبع
|