الفصل الثاني عقدت حاجبيها بصدمة لما سمعت " ماذا ؟ رجاءًا ليقل لي أحدهم أنها مزحة ! ماهذا الهراء؟!" بدأ الشعور بالخوف يتسلل إليها،أما الزوجين مازالوا يحدقون بغرابة إلى أن كسر صمتهم صوت الرجل الأجش وقال موضحًا "لاتقلقي فقط نحن نريد أن تكوني طفلتنا العزيزة " لتكمل الزوجة بصوت يتخلله بعض من الحزن "نعم يبدو أنك وحيدة ونحن لا نحب ترك الأطفال لوحدهم يجب الأعتناء بهم صحيح صغيرتي؟"قالت وهي تربت على كتفها بينما كارلا عقلها كاد أن يجن وبدأ في صنع سيناريوهات سيئة ،"ماهذا يا إلهي لما يبدون كالمجانين يقولوها بكل أريحية وكأنه شيء طبيعي !! والمخيف أكثر أنهم يتحدثون معي ومعهم دمية ليسلوني بها وكأني طفلة هل هم بعقولهم أم ماذا" تنهدت كارلا ثم قالت "أجل هذا حلم ليس حقيقة نعم" قرصت نفسها لتأكد ذلك ولكن لا الواقع يصفعها مرة أخرى "اوتش هذا مؤلم! إذا هذا حقيقي لقد ركبت مع مجانين وأنا في مكان لايوجد به أحد.. هيا من سينقذك من ورطتك أيتها البلهاء! " تتعارك مع نفسها داخليًا لمدى غبائها لتركب مع غرباء وفوق هذا مجانين ،وبعدها الزوجين عادوا إلى مقاعدهم و ربطوا الاحزمه مرة أخرى ثم انطلقوا غير مهتمين بالحصول على إجابتها،وشغلوا قناة للأطفال في الشاشة الخلفية وأعطوها بعض السكاكر ملاطفين خدها بلطف وكأنها طفله صغيرة ، أما كارلا أصيبت بالهلع تحاول التفكير بكل الطرق كيف تخرج من مشكلتها أو بالأحرى كيف تخرج من هذه السيارة ! "فكري فكري هيا الوقت ضيق" تقضم أظافرها من شدة توترها..بعد عدة دقائق، توصلت لفكرة أخيرًا"صحيح بعد قليل بالتأكيد سيقفون مؤقتًا في المحطة لتزويد السيارة بالوقود حينها سأطلب الذهاب إلى دورة المياه وأهرب وإذا لم ينجح ذلك سأصرخ وليحدث ما يحدث لا يهمني أريد فقط الهروب من حظي التعيس الذي أوقعني بكل هذا! " أخذت كارلا نفسًا قويًا تملئ رئتها تستعد لما هو قادم "ها أنا ذا سأنفذ خطتي رغم الاحتمالية العالية لفشلي لكن حتى إذا فشلت لا بأس هذي الحياة سنموت في نهاية المطاف بأي شكل من الأشكال سواء فشلت أم لا "قالت بصوت منخفض بكل فخر جملتها المعتادة رغم ارتعاشها لآخر كلمة . وبالفعل بعد فترة توقفت السيارة عند المحطة شعرت كارلا بالسعادة الآن تستطيع إنقاذ نفسها ولكن أدركت أن الأمر ليس بهذه البساطة،لتقبض يديها بشدة وبدأت تتكون قطرات العرق الباردة على جبينها خوفًا وزفرت تحاول تهدئة نفسها،لتجذب بعدها إنتباهم بصوتها" إذا سمحتم هل يمكنني النزول أحتاج الذهاب إلى دورة المياه الآن؟" تحدثت بكل هدوءعكس العاصفة القائمة بداخلها. أومأت المرأة موافقة على طلبها لتنزل كارلا غير مصدقة أنها سمحت لها بهذه السهولة ودون مراقبة أيضًا! إنها معجزة لم يحدث كما تخيلت،لذا ابتعدت تدريجيًا إلى أن اختفت السيارة وبدأت بالركض كالمجنونه تحاول الهروب آخر شيء تريده العذاب أو الموت بهذه الطريقة، "لا أصدق لقد نجوت آه إلهي كدت أموت خوفًا قبل أن أموت بأيديهم"ضحكت وهي تنتفس بقوه تشعر بقلبها بنبض بشدة وكأن هناك طبول تقرع بها،جلست تريح نفسها المنهكة من الجري طوال الطريق رفعت رأسها نحو السماء تفكر بخطوتها التالية " الآن نجحت بالهروب ولكن كيف سأنجح بالعيش ليس لدي مال ولا مسكن.." تنهدت تشعر كأن ثقل العالم حط على كتفيها.. بعد مضي نصف ساعة تقريبًا قررت البحث عن أي منزل بالجوار ليأويها ويؤمنها من ظلام وبرودة الليل القارس وهي تسير بخطوات متثاقلة تفكر بالمشاكل التي لا تنتهي منذ وفاة والديها،ف اليوم كله قضته بالمشي والركض هنا وهناك للهروب من تعاسة الحظ الملتصق بها كالعلكة. قطع تفكيرها صوت خطوات شخص ما يسير خلفها وأيضًا ليست لشخص واحد بل أكثر من شخص وكل ما حاولت الإسراع بخطواتها يسرع بخطواته مثلها "حقًا هذا مخيف ما الذي يحدث ؟ من الذي يلحقني الآن؟! " همست تحت أنفاسها المرتجفه ليتوقف أحد الشخصين بينما الأخر يسرع من خطواته باتجاها لتشعر كارلا بأحد يمسك عنقها من الخلف بإحكام يوقفها،وتسمع المرأة تهمس بجانب اذنها "وجدناكِ أخيرًا طفلتنا الجميلة" لتدير رأسها بملامح مخيفة " صغيرتي وطفلتي المدللة لما تأخرتي؟" وتزيد من شدة قبضتها ارتعش جسد كارلا وتجمعت الدموع بعينيها العسليتين لتقول بنبره يملئها اليأس"انتهى الأمر" يتبع… |
