ماوراء القناع "وها هي الأقدار مجددًا تأخذنا برحله لا أحد يعلم مصيرها " في بداية السنة الجديدة الكل دومًا يتفائل بأنها ستكون سنة جميلة ومليئة بالخير كخير نزول الأمطار وإلى اخ..،ولكن مع الأسف ليست هذه الحال مع كارلا فقد غادرا والديها الحياة فجأة قبل أسبوع تاركينها بمفردها،تنهدت كارلا وهي تسير بخطوات ضائعة قائلة : "هذي الحياة ماذا نفعل،جميعنا سنموت في نهاية المطاف" وهي تبتسم بخفة وكأنه حدث بسيط كرسوبها بمادة أو شيء ما ،ولأنها عديمة المشاعر وغريبة أطوار كما يسمونها أهل قريتها لم يفتح أحدهم بابه لأحتضان هذه اليتيمة الغريبة،ولكن لم تهتم فقد هزت كتفيها بلا مبالاة وذهبت أسفل الشجرة لتستلقي على العشب الرطب ذو الرائحة الزكية بعد الأمطار الغزيرة . وحدقت مطولًا بالسماء الزرقاء منبهرة كالمعتاد من زرقة السماء الصافية التي لا تتغير على مر السنوات ،لذا أثناء التحديق بجمال السماء وخيوط أشعة الشمس الساقطة على بشرتها الشاحبة،تمتمت لنفسها "آه يا إلهي لما الأشخاص هنا ليس لديهم قلب صافي كصفاء هذه السماء التي أعشقها أو دفئ الشمس التي ستخترق عيني بعد قليل من سطوعها" ثم ضحكت بخفه على أفكارها الطفولية وقبل أن تنهض أخذت نفسًا تملأ به رئتيها من الروائح العطرة ثم نهضت لتعدل فستانها الصيفي ذو اللون السماوي وشعرها المجعد الأشقر، ورحلت راسمة على شفتيها ابتسامة تجملها غمازاتها ظريفة ،وقبل خروجها بقليل من القرية ألقت نظرة لآخر مرة وغادرت تاركة خلفها ذكرياتها الغبرة ،مشت مسافة طويلة إلى أن تعبت فبحثت عن مكان لتجلس عليه إلى أن وجدت كرسيًا خشبي مهترئ على وشك أن يكسر ولكن لم تأبه لذلك فجلست عليه فترة تريح جسدها المنهك بعد مسيرة ساعتين،تنهدت وهمست بصوت يتخلله الإجهاد " آه فقط لو أن لدي المال لما كلفت نفسي للسفر على أقدامي ،رغم قرب المدينة للقرية إلا أنه بكل تأكيد ضرب من الجنون السفر بهذه الطريقة فقط على مايبدو سأتحول لفتاة من العصر الحجري قريبًا، فقد رحلت بدون شيء يالي من مفلسة حمقاء" بعدها أكملت السير تفكر بعشوائية إلى أن قطع حبل أفكارها وقوف سيارة فارهة كاد أن يسيل لعابها من جمال وفخامة هذه السيارة الرمادية ويبدو من شكلها أن سعرها غالي جدًا لو عملت عشرات السنين لن تجنيه، أي يكن ضحكت على نفسها القروية وحولت تركيزها أكثر لمن بداخلها لترى زوجين شابين ،مرت فترة وهي تنظر بذهول إلى أن فتحت النافذة أثناء تحديقها لتخرج المرأة رأسها من داخل السيارة قائلتًا "هي أيتها الصغيرة هل تريدين توصيلة؟" قالت كارلا بصوت خفيف مستغربة"مهلًا هل قالت صغيرة ألا ترى طولي وجسدي ؟! …أيًا يكن سأتقبل كرمها الغريب فهذه توصيلة مجانية! لن افوتها بالطبع " بعدما انتهت من ثرثرتها الداخلية أخيرًا ،أومأت موافقة على عرضها وركبت وجلست في المقعد الخلفي وأخبرتهم وجهتها بعدها أخذت تتأمل السيارة الوسيعة وذات التقنيات الحديثة سارحه بروعتها إلى أن أدركت شيء غريب نوعا ما حول هذه السيارة. " ولكن مهلًا لحظة ما هذه الرسومات المتواجدة داخلها ؟ على النافذة والمقعد وفي كل مكان ،ذو ألوان مبهجة ورسومات طفولية غريبة،يبدو كأن طفل كان يلعب بالسيارة وكأنها حديقة ألعابه أو ماشابه" صمتت قليلًا وفكرت "اها ربما كان هنا طفل وعلى الأغلب طفلهم يبدو مشاغبًا جدًا من حسن حظي أنه ليس هنا " ابتسمت بلا مبالاة متجاهلها لما حولها ،الأهم التوصيل المجاني هذا ما استنتجته …بعد فترة من الهدوء الطويل توقفت السيارة أخيرًا ،والتفتوا المرأة والرجل للخلف وحدقوا بأعين غريبة وابتسامة أغرب قائلين معًا بعد صمتهم طوال الطريق "ما رأيك أن تكوني طفلتنا الجديدة"….بعد لحظة صمت تم استيعاب الكلام أخيرًا من قبل كارلا فسقط فكها متفاجئة لما سمعت تصرخ داخليًا " ماذااااا ! " يتبع.. |