السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتمنى تكونوا جميعًا بأفضل حال جئتُ هذه المرة بقصة بعيدة عن تصنيف الدراما -أخيرًا- أتمنى أن تنال إعجابكم <3 ستكون مشاركتي في المهرجان الشتوي~ شكرًا أليس على هذا الطقم الرائع! @Ạℓιcє مقدمة صغيرة للقصة: فورتون... كلمة لاتينية قد تعني الحظ لكنها أيضًا تحمل في طياتِ معانيها "المصير". المصير الذي قد يُرسلنا من الشرق إلى الغرب في أغرب القصص التي قد تُروى وهو أيضًا من قد يُنهي قصتنا قبل أن تبدأ. على الرغم أنه يكون مصيرنا، إلا أننا من نختاره في الوقت ذاته. ولكي تصنع منه قصةً ترويها لأحفادكَ قبل النوم، يجب أن تتحلى بشاعة تكفي لتحدي هذا الطريق الشائك! الإيمان بالقدر حد الاستستلام له والشغف به حد تغييره... مبدآن يفصل بينهما ستار الشجاعة. إزاحة الستار بمثابة بدء حياة جديدة كما لو لم تكن حيًا قبلها، وكأنها نقطة الصفر التي تستيقظ فيها مبادئك الجديدة وعلى قمتها تكون الشجاعة. لا أعلم أين بدأت نقطة الصفر لدينا، هل كانت منذ ثلاث سنوات أم أنها منذ خمس سنوات؟ الأمر معقد قليلًا... كنتُ طالبًا في السنة الأخيرة من الأكاديمية، ابنًا للطبقة المتوسطة. تُدير عائلتي متجرًا للملابس لعامة الشعب منتصف مدينة بأراضي الكونت ويستون بينما يقع منزلي على أطراف المدينة. كانت حياتي في غاية البساطة، أعود من الأكاديمية بعد يومٍ متعِب، أُساعد عائلتي في إدارة المتجر فكما يبدو أنني ذو موهبة في الحسابات، ثم أعود للمنزل في الليل لأُكرر اليوم في الصباح. في إحدى الأيام، في طريقي للمنزل حيث تأخر العمل بسبب المهرجان القائم بجوارنا... وجدتُ تلك المذكرة بالنقوش الوردية في أحد الزقاق المهجورة بالقرب من منزلي. ظننتُها تنتمي لأختي الصغيرة التي لطالما أحبت هذه الأشياء الوردية بشدة. التقطتها وبدأتُ أتفقدها، كانت فارغة تمامًا وبالية وكأنها هنا منذ دهر. دخلت المنزل وجدتُها نائمة فذهبتُ للإستعداد للنوم تاركًا إياها على المنضدة الصغيرة في غرفتي. استيقظتُ كعادتي أتجهز للأكاديمية وأثناء استعدادي سقطت المذكرة على إحدى الصفحات المكتوبة. توقف عقلي عن التفكير للحظة، أكان هناك كلام بهذا التأنق بالأمس؟ التقطتها وبدأت في قراءة محتوياتها... "مرحبًا، يومياتي الجديدة. اسمي لورا، تشرفت بكِ. أتعلمين؟ أمس كانت أول مرة استطعت فيها التسلل دون أن يلاحظني أحد، كانت مغامرة رائعة! تسللتُ من القصر للذهاب للمهرجان الشتوي المُقام في القرية. وفي طريقي وجدتُ شابًا وقحًا يقوم بابتزاز سيدة مسنة تجلس على إحدى الأرصفة لتبيع بعض الأشياء التي تبدو وكأنها مستعملة. أغاظني الأمر بشدة لدرجة وجدتُ قدمي تسحبني تجاههم و وجهتُ كامن غضبي في وجه الفتى قائلةً: ‘ما الذي تفعله أيها السيد!‘ اجتمع القليل من الناس بعد أن اشتدت محادثتنا وقاموا بانتقاده ثم حُلت المشكلة، كنتُ على وشكِ الذهاب حتى قامت السيدة بدعوتي باسمي. التفتُ لها مندهشة... وجدتُها تحملكِ في يديها المجعدتين وتُهديني إياكِ وهي تُخبرني: ‘لا تتمسكِ كثيرًا بها فربما فقدانكِ لشيء يمنحكِ آخر...‘. شكرتني للمساعدة وأكملتُ سيري في المهرجان وجل ما يشغل تفكيري هو ماذا تعني بكلامها؟ أكانت مجرد نصيحة عابرة لا تعني شيئًا؟ وأيضًا من أين علمت باسمي؟ هل كانت تعمل لدينا في وقتٍ سابق؟ لا أعلم لكنني حصلتُ عليك في نهاية المطاف." بدا الأمر وكأنها كلمات فتاة ثرية ساذجة، اغلقتها وضحكت ساخرًا ممن كانت تتأمل العيش مع مذكرة وفي النهاية رمتها خارجًا بعد بضعة أسطر، فقط كعادات النبلاء. تيقنت أنها ليست لأختي، فالخط أنيق لأن يكون لفتاة صغيرة لذا وضعتُها جانبًا ونسيت أمرها تمامًا حتى أعادني القدر إليها لأجد أن هناك عددًا من الصفحات قد امتلأ بهذا الخط المتأنق لدرجة أنني شككتُ أن هناك من يأخذها خلسة ليكتب بها حتى وجدتُ... وجدتُ المذكرة تكتب من تلقاء نفسها! فتحتُها وأنا مندهش من كم الصفحات المكتوبة حتى نظرت لآخر صفحة و وجدتُ الحروف تُرسم من تلقاءِ نفسها وكأن روح تلك الفتاة تسكنها! رميتُ المذكرة لأبعد ما يكون عن يداي وجلستُ في الجهة الأُخرى من الغرفة أُحاول استيعاب ما سيحدث لي... استجمعتُ شجاعتي وذهبت لأُلقي نظرة حتى رأيتُ بضعة أسطر وبدأتُ في قراءتها مجددًا. "اليوم سأذهب مع أبي لشراء الفساتين الجديدة لحفل ظهوري الأول. أتمنى أن أجد ما هو بجمال زرقشتكِ." "يجب أن تسمعي ما حدث لي اليوم... الخادمة سرقت إحدى حُلي حتى أنها كانت تتحدث بالسوء خِفية!" "لا يهم كيف أرى الأمر، ابن الماركيز كان مخيفًا جدًا في الحفل، حتى أنني ظننتُ أنه سيقتلني إذا كنتُ بمفردي!" "سمعتُ أنهم قبضوا على سيدة عجوز في القرية تستخدم السحر الأسود. تذكرتُ تلك السيدة من المهرجان وبدأتُ ارتعد من الخوف." "الدوقة ستُقيم حفل شاي كبير في نهاية الموسم، أنا خائفة من أنني سأفسد الأمر بغبائي هذه المرة." -يا لها من فتاة مدللة ساذجة! خرجت تلك الكلمات من فمي دون أن ألحظ ثم عدتُ لإدراكي وهلعي من تلك المذكرة الملعونة. كانت ما تزال تُسجل اليوميات فحاولتُ والخوف يتملكني أن أكتب على إحدى الصفحات... "مرحبًا" كانت الكلمة الوحيدة التي كتبتها. توقفَت الكتابة ولم يُرسم أي حرف بعد هذه الكلمة. انتظرت طوال الليل لأرى ما سيحدث حتى كتبت المذكرة "من أنت؟" أسفل كلمتي. "أظن أنني من يجب عليه السؤال، سيدة مذكرة." "ماذا؟ إذًا أنت لست المذكرة من تتحدث؟" "عما تتحدثين؟ أنتِ من تكتبين يومياتكِ في مذكرتي بطريقة خفية!" "مهلًا! لا أفهم شيئًا، فالمذكرة في يداي بالفعل!" توقفتُ قليلًا لأفهم ما يحدث، ومهما كان عدد القليل الذي توقفته، لا يُمكن فهم ما يحدث هنا بأي شكلٍ من الأشكال! إذا كانت المذكرة معي ومعها، إذا كيف هي معي ومعها في آن واحد؟ نظرت للشرفة لأجد أن الصباح قل حل بالفعل. قررتُ نسيان أمرها في الوقت الحالي فلديّ يومٌ مليء بما فيه الكفاية. -مرحبًا، روبرت. كيف حالك، صديقي؟ -أحمل روح شريرة في بعض كتبي، وأنت؟ -هاها، يبدو أنكَ في مزاجٍ جيد اليوم رغم الإختبارات. -صدقني، لن تتمنى أن تكون في جودة هذا المزاج. كيف كان الإختبار معك؟ -لم يكن الأسوء، المهم الآن أننا تخرجنا من الأكاديمية! أيتها العاصمة، أنا قادم! لكن اعتقد أنه كان الأسوء بالنسبة لي، عقلي كان تمامًا مع تلك المذكرة والفتاة المدعوة لورا بداخلها. توقعت أن تكون روحًا ملعونة، أو من عالم آخر. تخيلتها في جميع الأشياء الممكنة، إلا من كانت في الحقيقة. عدتُ لأحاول التواصل معها مجددًا... "من أنتِ؟" "إذا عُدنا بالمحادثة لهذه النقطة لن ننتهي لذا سأُعرف عن نفسي. أنا لورا، وأنت؟" "روبرت." "من أي عالم أنت؟" "لا أعلم كيف أُجيب بالتحديد، لم أُسئل هذا السؤال من قبل. لكن أظنني من عالمٍ أُريد حرقه حتى تختفي كل تلك الشرور التي تحوم بداخل الجميع" "اوه، يبدو أننا من نفس العالم! هاهاها" "كيف يمكنكِ الكتابة بهذا الشكل؟ أقصد عن طريق المذكرة." "أنا فقط أكتب في المذكرة. وأنت، من أين حصلتَ عليها؟" "وجدُتها بجانب منزلي." استمرت محادثتنا لأيام حتى عن طريق الصدفة اكتشفت من هي صديقتي بالمراسلة في المذكرة. كنتُ أخوض محادثة مع والدي وبعض الأشخاص المساعدين أثناء العمل... -روبرت، إلى أين ستذهب؟ -أظنني سأتجول في الأرجاء فقط، ربما سأذهب لزيارة قبر جدي. -اوه، لا تفعل اليوم. يقولون أن الكونت الكبير ذاهبُ لزيارة قبر ابنته. -إذًا؟ أليست قبور النبلاء في الجهة الأُخرى؟ وأيضًا أليست ذكرى وفاتها بعد غد؟ -الكونت مشغول للغاية لذا أخبرونا أنه سيذهب اليوم. -السيدة لورا كانت سيدة لطيفة، حتى أنها كانت احدى أُمنياتها أن تُدفن بين العامة، بين شعبها. استوقفني الاسم قبل أن أعبر باب المتجر... لورا؟ من لورا؟ أكانت ابنته تُدعى لورا؟ عدتُ لأتحدث مع صديقتي التي تحمل نفس اسم ابنة الكونت المتوفاة وأنا أُفكر بهذا الأمر، أشعر أن هناك حلقة مفقودة تنقصني... "بالمناسبة، ما اسم عائلتكِ؟" "ويستون، لورا ويستون. لم أُرد أن أُخبرك أنني ابنة كونت حتى لا تتغير المحادثة بيننا. أكره أن يتم معاملتي نسبةً لأبي..." كانت تلك ثاني مرة أُصاب بدهشة لدرجة تفقدني القدرة على مواصلة إمساك المذكرة... لورا ويتسون... ابنة الكونت المتوفاة في حادثة قتل بواسطة قطاع الطريق أثناء ذهابها لإحدى حفلات الشاي بالعاصمة. لورا ويتسون التي ستُقام ذكرى وفاتها في المدينة بعد غد. وهي لورا ويتسون الروح التي تتحكم في مذكرتي. "هل أنتِ روحٌ الآن؟ كيف تتحدثين معي؟" "ماذا؟ عن أي روح تتحدث؟" هناك عدة احتمالات... ربما لا تعلم أنها ميتة وروحها داخل المذكرة، أو أنها في عالم آخر حيث تعيش، أو أنني سأُجن قريبًا بسبب هذه المذكرة الملعونة! ينبغي أن أرميها بعيدًا... لا! سأقوم بحرقها! ...لكن قليلًا بعد، أُريد فهم ما يجري بشدة. "أقصد... كيف تتحدثين معي وأنتِ ميتة بالفعل؟ كيف يمكنكِ فعلها؟" حسنًا، لقد رميتُ القنبلة الآن... لننتظر لنفهم ثم سأحرقها حتى تُصبح رمادًا إذا كنتُ حيًا لوقتها ولم تقتلني تلك المذكرة. "أنا... ميتة؟ ما الذي تتحدث عنه؟!" "أجل، بعد غد ذكرى وفاتك، لقد قُتلتي منذ سنتين." "في أي عام أو عالم أنت؟ هل تعبث معي؟ كيف يمكنني الموت وأنا حية أُرزق الآن وأتحدث إليك؟ بل ينبغي أن أسألك هل أنت شخصًا حقيقيًا حتى؟ كان ينبغي أن أقوم برمي هذه المذكرة منذ المرة الأُولى التي وجدتُ شيئًا غريبًا يُحدثني!" "اهدأي قليلًا، يبدو أن كلانا في نفس الموقف حيث أنه لا أحد يعلم كيف هو الآخر حتى. لنبدأ بالحديث عن الأحداث القريبة. بالنسبة لي، هناك مسابقة رماية يُجهزها كونت الأراضي المجاورة إلى جانب ذكرى وفاتكِ المزعومة هنا." "لا أعلم عن مسابقات لكن هناك حفل الشاي السنوي الذي تُقيمه زوجة الدوق، سأسافر له بعد غد." حفل الشاي السنوي... لقد تم تغيير توقيته منذ وفاة ابنة الكونت حتى يتسنى للبعض المهتم حضور ذكرى وفاتها... "في أي وقتٍ من العام أنتِ الآن؟" "نهاية الصيف." "... في أي عام؟" "1774" ساد صمتٌ قاتل بعدها... كاد الرقم يصيبني بالجنون حتى أنني كدتُ أخرج من غرفتي صارخًا أن تلك المذكرة الملعونة ستودي بي للإنتحار! وماذا سيكون غير هذا ونحن الآن في عام 1776!!! كيف يمكن لهذا أن يكون صحيحًا حتى! مهلًا، وما هو الطبيعي منذ البداية؟ محادثة فتاة عبر المذكرة لا أعلم كيف تكتب بها؟ أم محادثة فتاة متوفية؟ أفقتُ على سؤالها عن أي عامٍ أنتمي... "أنا الآن في عام 1776" "ماذا يعني هذا؟ أنت من المستقبل؟" "أو أنكِ من الماضي." وبعد الكثير من التساؤلات التي لا يمكننا حتى أن نُجيب عليها. بدأنا بالحديث عن موتها... "إذًا، أنت تُخبرني أنني ساموت على أيدي بعض قطاع الطريق أثناء ذهابي للدوقة؟" "أجل، آسف بشأن هذا. لكن يمكننا تجنبه بما أنكِ تعلمين بالفعل! ماذا عن الذهاب في طريقٍ آخر." تحدثنا بشأن تغيير مصيرها واتخذت قرارها أن تُغير الطريق. ذهبتُ للنوم لأول مرة منذ فترة وأنا أشعر بكثير من الراحة... استيقظت لأجدهم يتحدثون عن ذكرى وفاة ابنة الكونت بعد موتها عن طريق وقوعها من منحدر جبلي...! ما هذا الهراء؟! كيف لها أن تموت وقد سلكت طريقًا آخر؟ "بجدية!؟ الوقوع من منحدر جبلي؟" "أجل، يجب تغيير الطريق مرة أُخرى..." قضينا اليوم بأكمله نجرب جميع انواع الخطط لهذا اليوم لكن لا فائدة... مصيرها هو الموت حتى إن جلست في غرفتها دون حراك. تملكتني مشاعر الاستسلام والإعجاز، لا يُمكن تغيير القدر حتى وإن حاولنا السفر إلى أعلى نقطة في القارة، سنسقط وسنموت طالما أن مصيرنا هو الموت. لم يتبقى سوى بضع ساعات حتى تلقى مصيرها أيًا كان الطريق الذي ستختاره. كان يومًا شديد الصعوبة بالنسبة لي وكأنني من سأموت في أي لحظة. جلستُ أُفكر ما الذي حدث منذ أسابيع وكيف وصل الحال بي بالتحدث مع شخصٍ ميت. هل كان الأمر مجرد مصادفة أم أن تلك العجوز التي أهدتها المذكرة فعلت هذا؟ هل كانت تعلم بمماتها وقامت بإلقاء سحر على المذكرة؟ إذًا، هل المذكرة من قتلتها؟ الكثير من التساؤلات لا أعلم حتى من يمكنه إجابتي. تمعنتُ في الأمر لفترة طويلة حتى خطرت على بالي فكرة عابرة... "لمَ لا تأتين إلى نفسي القديمة من هذا الوقت؟ على الرغم أنها لا تعلم من أنتِ لكنها تستطيع المساعدة ولو قليلًا." بمجرد إرسالي لبضع كلمات أُخرى عن كيف ستأتي إليّ، كانت المذكرة تختفي من بين يداي وكأنها سراب. أُغلِقَت إحدى عيناي مع ندبة عليها و وجدتُ نفسي بملابس رفيعة المستوى، أقفُ في غرفة رائعة تحتوي على مكتب أنيق. الكثير من الذكريات تحوم في عقلي وكأنه على وشك الإنفجار. سقطتُ أرضًا أُحاول استجماع شُتات نفسي لمعرفة ما هو الواقع من الخيال. الأمر فقط كما لو أنه كان حُلمًا طويلًا مرهقًا حد الجنون... كانت إحدى تلك الذكريات المتكاتلة على عقلي بضع صفحاتٍ من يوميات فتاة عن حدثٍ منذ سنتين... "تسللتُ من غرفتي في القصر راكضة نحو القرية المجاورة أبحث عن فتى قد صادقته بعد سنتين من الآن. ارتدتُ عباءتي وركضتُ في الأرجاء وكأنني أركض من الموت، بل إنني بالفعل أركض منه. لم أتوقف لحظة حتى لمحت متجر الملابس البسيط على نهاية الطريق، التقطتُ أنفاسي بصعوبة وأنا أحاول تجهيز نفسي لمقابلة صديقي منذ أشهر سبقت، ولكنه فقط صديقي في مستقبله. فتحتُ الباب لأرى شابًا يافعًا يقف على مكتب المحاسبة في المتجر يسألني إذا كنتُ أُريد أي مساعدة. -أنت روبرت؟ -أجل، سيدتي. اعذريني على السؤال، لكن من أنتِ؟ ابتسمتُ وكأنني وجدتُ ملجأي من حتفي وأكملت... -يبدو أنكَ مهذبًا أكثر مما تخيلت. اسمي لورا، تشرفتُ بلقائِك. تظاهرتُ أنني أتجول في المتجر بحثًا عن بعض الملابس وهو يتبعني بعينيه في الأرجاء وكأنه يتساءل عمن أكون حتى أتحدث بهذه الطريقة. كنتُ أحاول إخفاء هلعي من الموت لكن الأمر لم يُفلح حينما لمحتُ أحدهم بعباءة خلف زجاج المتجر يمقتني بنظرات مخيفة ويحمل في يده سكينًا. -روبرت، انقذني أرجوك! فقدتُ هدوئي في هذه اللحظة بالفعل، فالموت كان كابوسي طوال اليومين الفائتين. -لا أفهم عن ماذا تتحدثين سيدتي... -في الخارج... في الخارج هناك... سكينًا... كنتُ أتعلثم ولا أستطيع حتى تجميع ما يجب قوله... كيف يمكنني الشرح؟ الأمر معقد أكثر مما يبدو! -احذري!! كنتُ أقف وظهري موجه لباب المتجر وفجأة وجدتُ نفسي ملقاة على الأرض وهناك دماء تنهمر في الأرجاء... -آآآآآآه... لم تكنُ دمائي على ما يبدو بل دماؤه... -عينــــي! -آه، روبرت! ماذا حدث!؟ ذهبتُ لأقترب فوجدته يُبعدني وينظر للأعلى بعينه الأُخرى. نظرت لمكان توجه نظره لأجد الشخص ذا العباءة يقف أمامي يحاول إصابتي و روبرت يتصدى له بوجهه المليء بالدماء ويداه المرتجفة. أصاب القلق المتاجر الأُخرى بسبب صراخ روبرت حتى تجمع الكثير من الأشخاص في الخارج يتساءلون عن سبب الضجيج. تم حصار القاتل في المتجر وتكاتل عليه الناس حتى قيدوه. فيما بعد اكتشفنا أنه كان تدبيرًا من أحد أعداء أبي. مهما حاولتُ تغيير الطريق الذي سأسلكه، كانوا يحاولون قتلي في كل مرة. كانت خطوة الذهاب إلى روبرت الذي لا يعرفني تتطلب الكثير من الشجاعة، القوة، والثبات. كيف يمكنني الثقة بشخص يتحدث في المذكرة؟ كيف يمكنني الثقة أنه ليس من قتلني حتى؟ كيف يمكنني الثقة أن روبرت من الماضي لن يخذُلني؟ كان مختلفًا قليلًا عما تخيلته، لكنه مازال ذاك الشخص الذي حاول مساعدة فتاة تتحدث في مذكرة من الماضي بالنسبة له." نهضتُ بعد محاولة فهم ما يحدث والتعامل مع كل تلك التضاربات في عقلي وكم الذكريات المتداخلة. ذهبتُ مسرعًا إلى طريق اعتدتُ مشيه بهدوء طوال السنتين السابقتين، أُهرول وأنا مازلتُ أُحاول سؤال عقلي "ما هذا الجنون؟" أنا الآن أعمل في إدارة الحسابات في إحدة مشاريع الكونت... أعيش في بيت أنيق... أحمل في إحدى أصابعي خاتم يبدو وكأنه مرتبط بإحداهن... فاقدٌ عيني اليُمنى... فتحتُ باب الغرفة لأجد فتاة في غاية اللطافة تنظر خلال الشرفة، كانت تشعُ وكأنها مصدر الضوء الأساسي في الغرفة. تلتفتُ بهدوء لتنظر إليّ وفي يدها الخاتم ذاته ولكن بشكلٍ أكثر تألقًا، فقط مثلها. ابتسمت بلطافة والدموع تنهال برفق على وجنتيها لتنطق بكلماتها التي يبدو أنها استجمعت الكثير من الشجاعة حتى تتلفظها... -هل تتذكرني الآن، روبرت من المستقبل؟ |