السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كيف هي أحوالكم؟ إن شاء الله بخير طال غيابي هذه المرة أعرف خخخخخ أقل ما يمكنني فعله هو عدم إرهاقكم في المقدمة جزيل الشكر لـ آكا-تشين على المراجعة و التدقيق و الدعم الدائم استمتعوا ~ كولبن. الالتقاء بمجموعة من المسافرين الأقوياء متعددي الفصائل لم يكن ضمن خططه، لكن ليس و كأن كول قد خطط لأي شيء في المقام الأول، كما أنه لا يتذمر الآن و قد اكتشف بأنهم أشخاص طيبون في النهاية، حتى إنهم رافقوه لإعادة المراهقين المتبقين إلى آخر قرية على قائمته، رغم أن ذلك عنى أن يعودوا أدراجهم لفترة وجيزة. إيليا ناش. علم كول منهم أن ذلك هو اسم الرجل الذي قام بتأجيره و رفاقه ثم تركهم بشكل مفاجئ. 'تركهم' هي طريقة لطيفة لقول أنه اختفى أثناء تأديتهم لمهمتهم في إحدى القرى، و عندما رجع إليهم بعد عدة ساعات إلى حيث تجمعوا و جهزوا المخيم كان الرجل في حالة مريبة، هندامه ممزق و مبرقع بالدماء، لكن لا أثر لأي إصابة عليه، عيناه الباردتان كانتا تبعثان اليأس في نفس كل من يحدق بها. كان قد غرس سيفه في التراب، مريحا يديه على المقبض بينما يصرح ببرود جعل الجميع يحبس أنفاسهم و يستمعون إليه: -"تغيير في الخطة: انتهى الغزو، الآن اعكسوا كل ما فعلتموه." بدا غاضبا للغاية عند قوله لتلك الكلمات الأخيرة. لِمَ كان غاضبا؟ كول لم يفهم، لكنه فهم أنه عليه أن لا ينظر في عينيه، خصوصا أنه وقف في بقعة قريبة من الرجل مقارنة بمعظم مرافقيه، لذا ركّز بدل ذلك على يديّ إيليا ناش اللتين وُضعتا فوق مقبض سيفه، و عندما لاحظ كول أنهما كانتا ترتجفان قليلا أحس بقلبه يرتجف هو الآخر. لم يخطر على بال كولبن حينها و لو للحظة واحدة معارضة ذلك الرجل، و لم يستطع أن يفهم من أين أتى الذين فعلوا بالشجاعة أو الحماقة لفعل ذلك، لكنهم أخذوا يسألون أسئلة لا يحتاجون لمعرفة إجاباتها، فهم مرتزقة و لا يفترض أن يهمهم سوى معرفة أنهم سيتلقون أجرهم. كولبن لم يفهم ما حصل، في لحظة كان عدد كبير من رفاقه يحاصرون إيليا ناش، و في اللحظة التالية أصبحوا رمادا أسود كما أصبحت الأرض من حولهم، و أصبحت عينا ناش عليه، يجعل بتلك النظرة القاسية الوحيدة جسد كول يتداعى حتى كاد يسقط على ركبتيه. اعتقد حينها أنه سيلقى حتفه، و كولبن واجه خطر الموت من قبل، لكن ليس هكذا، ليس هكذا على الإطلاق. حتى الطبيعة نفسها من حوله همست له أن لا فرصة له أمام ذلك الرجل، لكن إيليا ناش لم يتحرك من مكانه، و خاطب كولبن قائلا بهدوء قاتل: -"هل ستنفذون ما قلته إذن؟" أدرك كول أنه لم يكن الناجي الوحيد، و أن هنالك خلفه من لم يقترب من ناش إطلاقا و لم يعارضه، لذا و خوفا من أن تخونه الكلمات أسرع كول في الإيماء برأسه موافقا. -"جيد، و الآن اغرب عن وجهي." رغم قوله ذاك إلا أنه هو من استدار و اختفى بين الأشجار و لم يظهر مجددا. بقية الناجين أسرعوا في الاختفاء كذلك، رافضين المخاطرة بعودة ناش، بأن ينتهي بهم الأمر كما انتهى بالذين عارضوه. لكن كولبن لم يستطع ترك السجناء، المراهقين، خصوصا أنه الوحيد الذي قرر -بعد تردد عظيم- أنه سينفذ آخر أوامر ناش. كره فكرة أن ذلك الرجل يتحكم به حتى في غيابه، أن عيناه المرعبتان طُبعتا في ذاكرته كلوحة يقشعر لها البدن... لذا أخبر كولبن نفسه أن ضميره لن يرتاح إن لم يُعِد الفتيان إلى مواطنهم على الأقل. و تلك لم تكن كذبة حقا، فقد يكون مرتزقا و وغدا أنانيا، لكن الصفقة قد انتهت و لا داعي أن يعاني أولئك الصبية بعد الآن. -"ما خطوتك التالية؟" سأله المدعوّ جاك الآن بينما يغادرون القرية الأخيرة. كولبن فكر للحظة. -"قلتم أنكم متوجهون للعاصمة، و هنالك احتمال كبير بأنكم ستواجهون إيليا ناش ذاك، أليس كذلك؟" هز جاك رأسه موافقا. -"قررتُ إذن !" قال كول بحيوية. إما أن يسمح لإيليا ناش أن يكون الشيطان في كوابيسه لبقية حياته، و إما يواجهه مرة واحدة و للأبد. ثم إن الجنرال استغل خدمات رفاقه ثم قتلهم و ذلك عمل خسيس، فبين اللصوص و المرتزقة شرف بعد كل شيء! أفصح كولبن أخيرا: -"سأرافقكم !" لينا. لم يتسنى لأحد معرفة القرار النهائي للـ فان بخصوص اللورد دوريان، لأن هذا الأخير قاطعهم بصوته الساحر. -"لا ترهق نفسك بأي شيء الآن سوى بالشرب من القنينة التي في معطفك حتى تفرغها ~" لم تره لينا كما لم يره أحد في تلك اللحظة، غير مدركين لأي زاوية من طيات الكهف تواجد فيها، لكن صوته تردد بين الجدران المرصعة بالكريستال في صدى أثيريّ. لينا وجدت نفسها تبحث عن القارورة في جيوبها و دون وعي منها. موريت، آيفيرا، آني و بيتر من حولها يقومون بالمثل. حينها أدركت أن دوريان أعطاهم أمرا سحريّا، في نفس اللحظة التي أدركت فيها يايث ذلك، فقد صرخت ناحية لويراف: -"إنه يأمرهم !" لويراف تحرك قبل أن تنهي يايث جملتها حتى، يختفي في ثقب أسود من بقعة لأخرى باحثا عن مصدر صوت دوريان، باحثا عن دوريان نفسه. لينا شربت و شربت حتى فرغت القنينة و احترق حلقها من الكحول الذي لم تتعود عليه، لكن لحسن الحظ قواها العلاجية في أفضل أحوالها الآن لذا اختفى الألم بسرعة و اختفت معه أي آثار ممكنة للثمالة، و لم تقدر لينا على الكلام قبل إنهاء القارورة، تماما كما نصّ أمر اللورد دوريان. لا ترهق نفسك بأي شيء غير الشرب. لينا لم تفهم المغزى من ذلك، لم تفهم لِمَ أسرع رايلي لإبعاد القارورات عن آيفيرا و آني، و لِمَ يايث تفعل نفس الشيء مع موريت بنظرة غضب على وجهها، نظرة ازدادت حدة عندما أدركت أنهم قد تجرعوا بضع رشفات بالفعل. -"فانسلانت؟" قالت يايث كلمة لم تتعرف عليها لينا، رغم أنها بدت مألوفة. موريت الذي ارتسمت على وجهه تلك الملامح الباردة عديمة الرحمة قرّب يده من فمه ثم عضّها، و عندما لم يُغلق جرحه الدامي فهمت لينا ما يجري أخيرا. لا وجود لحياة لا يمكن سلبها. ترددت كلمات لويراف في ذهنها. بالطبع، الفان لديهم نقطة ضعف، أليس كذلك؟ -"تورسييل !" علا صوت رايلي مخاطبا يايث. خفقت هذه الأخيرة رأسها نحو رُوان و آليس، موريت يفعل المثل من بعدها، و قد بدا الـ فان أنهما يخططان لقتل الزوجين هنا و الآن لأنهما عرفا بأنهم ليسوا خالدين كما يُشاع عنهم. -"نحن في نفس الجانب هنا،" نطق رُوان بسرعة لكن بدبلوماسية، "فلنعثر على السجين و نمسكه." زمجرت يايث ثم التفتت نحو لينا لتأمر: -"جِدي تورسييل !" لينا لم تضيع الوقت. هزّت رأسها بالموافقة و تحوّلت إلى شكلها البريّ الكامل، مسرعة للتغلغل داخل أنفاق الكهف. أحست بدقات قلبها تتسارع بينما تراجع الاحتمالات في ذهنها، فعلى حد علمها تورسييل منيع لأوامر الحوريات، لهذا يُسمح لدوريان بالتحدث معه، إذن ما الذي حصل للـ فان المتبقي؟ تذكرت لينا رؤيتهما يجلسان معا بكل ارتياح، الفكرة التي خطرت لها أنهما قد شكلا صداقة رغم الظروف المحيطة بهما... شعرت بضيق في صدرها، و كأن أملا لم تعرف بوجوده قد انتُزع منها. عندما بلغت تورسييل أخيرا، كان متكئا عند بداية النفق الذي يصل المقهى المهجور بالكهف، فاقدا للوعي. جثت لينا على ركبة واحدة بجانبه و حاولت صفع خده بلطف، النداء عليه، هزّه مرارا و تكرارا... لكن لم يفلح أي شيء، و تورسييل أبى فتح عينيه. استغرقها فترة وجيزة لإدراك الأمر، و عندما فعلت توسعت عيناها و اقتربت منه أكثر للتأكد. لقد اشتمت رائحة من تورسييل فان، و ليس رائحة الدماء مثل المرة الماضية، فتلك قد اختفت تماما و افترضت لينا أن جروحه قد عولجت... لكن تورسييل انبعثت منه رائحة بشري عاديّ. لقد كنا بشرا قبل كل شيء. كلمات يايث خطرت لها، و معها ذلك الاسم الغريب، فانسلانت، نقطة ضعف الـ فان... إن كان ما استنتجته صحيحا فهذا يعني أنه على الجهة الأخرى من النفق يتواجد ثلاثة من البشر، الثلاثة الذين ارتشفوا الكحول... موريت، آني، و آيفيرا فان. و لديها واحد هنا أمامها الآن، واحد أصبحت مسؤولة عنه. لا يمكنها تركه، و لا يمكنها إدخاله لساحة المعركة ضعيفا و فاقدا للوعي... لكن عليها أن تختار. رايلي. أيا كان المسؤول عن وضعهم في هذا الموقف، فإن رايلي سيجعله يدفع الثمن. إن تأذى أي من رفاقه فسيذيقه طعم العدالة المر. لويراف كان لا يزال يبحث عن اللورد رورك، يايث أبقت عينيها على رُوان و آليس دي غراي الواقفين بجانب اللورد بيتر، و لينا رحلت لإيجاد تورسييل بينما ظل رايلي مع موريت، آيفيرا و آني لحمايتهم إن تطلب الأمر. أحس بحركة خلفه فخفق جسده نحوها، مستعد للتعامل مع أي تهديد، لكنه فوجئ برؤية موريت ينطلق ليمسك اللورد بيتر من ياقته بعنف. -"ما الذي يحصل أيها الأفعى؟!" أخذ اللورد بيتر يديّ موريت و أبعدهما عنه دون أدنى خوف من البشريّ الذي أمامه، ثم أجاب: -"لا علاقة لي بما يجري!" بدا من نبرته أنه شعر بالإهانة لمجرد تجرؤ موريت على الشك به. -"من الأفضل أن تكون صادقا." لم يلمح رايلي سوى ظهر موريت، لكن من صوته فهم أنه يحدق في اللورد بنظرته الباردة تلك، و قبل أن يضيف أي منهما شيئا أوقفتهما آيفيرا. -"راي !" كان صوت آني منادية إياه هو آخر ما سمعه قبل أن يغرق الكهف في ضوء ساطع. رايلي يتذكر شعور أن يُضرب بإحدى صواعق آنييل، يتذكر صوتها و تأثيرها عليه و على محيطها، لذا من السهل أن يلاحظ على الفور أن ذلك ما يحصل الآن. لكن آنييل بشرية في هذه اللحظة، و لا يمكن أن تكون هي المتسببة. في اللحظة التي أدرك فيها رايلي أن هنالك طرفا جديدا في المعركة، استدار باحثا عن إخوته لإبعادهم عن طريق الخطر، فقوة كهذه ستقتل بشريا بضربة واحدة. رايلي لم يستطع رؤية أحد، لم يستطع الإحساس بأحد في هذا الجو المضطرب، و حتى عندما صرخ مناديا إياهم لم يلقى جوابا، بل لم يكن متأكدا أن صوته وصلهم، أنه لم يُسحق تحت تأثير الرعد. رايلي فان كان يتحرك كالمجنون في فراغ أبيض لا نهاية له. لينا. ما كادت لينا تخطو أولى خطواتها خارج النفق و إلى موقع الصفقة من جديد حتى صدمها ضوء مفاجئ يعمي الأبصار. لحسن الحظ تمكنت أن تلاحظ من موقعها للحظة وجيزة أنه عبارة عن مجموعة من الصواعق العشوائية التي تضرب باستمرار و دون توقف داخل الكهف جاعلة منه فضاءً فارغا لا يُبصر فيه شيء، لذا لم تسمح لنفسها بالتردد طويلا، و تبعت رائحة أكثر المعرضين للخطر في هذا الموقف. اندفعت مباشرة نحو الرائحة البشرية الجديدة لموريت، آني و آيفيرا فان. -"آني ! آيفيرا، موريت ! هل يسمعني أي منكم؟" نادت عليهم وسط الفراغ، "لا أستطيع الرؤية لكنني أشتمكم !" الرؤية في الظلام ليست مشكلة بالنسبة لمستذئبة، لكن النور الساطع قصة أخرى. -"لينا؟" سمعت لينا صوت آني و تنفست الصعداء، تمد يدها لعلّها تمسك الفتاة صدفة. -"إنها أنا، آني ! تعالي إليّ..." سرعان ما أحست بشدّ في قميصها. نظرت للأسفل، و رغم أنها لم تبصر شيئا إلا أنها واثقة من وجود آنييل أمامها الآن، فمدت ذراعيها لتحمل الفتاة و تضمها إليها غريزيا، تمرر يدها على شعرها القصير فقط لتتأكد تماما من هويتها. -"ليس لدينا وقت لهذا !" تذمرت آني، لكن نبرتها لم تكن بالصرامة المتوقعة. -"أين آيفيرا و موريت؟" سألتها لينا فورا، "عليّ إخراجكم من هنا." -"لا أعلم." اعترفت آنييل بإحباط. لينا قررت أنها ستحمي ما في قبضتها قبل أن تحاول إيجاد ما ليس أمامها، قررت أنها ستنقذ آني على الأقل، لذا استدارت نحو المخرج و ركضت. -"تورسييل فاقد للوعي في المقهى،" أخبرت لينا آنييل، "لذا سأخرجك و أتركك لتذهبي إليه، ثم سأعود لإخراج آيفيرا و موريت، حسنا؟" أحست لينا رغما عنها و كأنها تكلم روكو أو غيلاد. من السهل تصديق ذلك عندما لا يمكنها رؤية أن الجسم الصغير الذي تحمله ينتمي للأخت فان الكبرى صاحبة العيون الحادة و الوجه الجاد، لكن سرعان ما تحطم وهمها عندما ردت آني بتلك الصرامة المعهودة: -"سأفعل ما يتوجب علي فعله، و أنتِ افعلي ما عليكِ يا فتاة." لينا ابتسمت حينها، مرتاحة بشكل غير متوقع لتحطم الوهم، و قالت في عزيمة حيوية: -"أقسم بشرفي أنني أنا، سيلينا ريشيندا غريم، لن أتخلى عنكم !" آنييل ضحكت. صوت جميل و دافئ وسط البرد القارص من حولهم. رايلي. بدأت الأصوات تصل إلى مسامعه. يفترض بذلك أن يكون فألا حسنا، و كان ليكون كذلك لولا أن تلك الأصوات هي صرخات يايث الغاضبة. رايلي همّ ليتبع مصدره، لكن صعقة إدراك أوقفته، و التفت نحو الهجوم الذي اندفع إليه من الخلف بلحظة قبل أن يدقّ عنقه، متفاديا إياه. أيا كان ما هاجم رايلي فهو ليس بآدميّ المظهر، ليس بتلك الحراشف التي مرّت على عنقه تاركة فيه خدشا دام للحظة قبل أن يتعافى. طرف آخر بالإضافة لصاحب الصاعقة. رايلي صرّ على أسنانه و ركّز على ما حوله أكثر، مترقبا الهجوم القادم من ذي الملمس الشبيه بالسحليّة. هذه المرة آتى من جانبه الأيسر، يهدف نحو عنقه من جديد، و رايلي قفز من بقعته، قفزة قوية و بعيدة المدى، أو على الأقل هكذا خطط إلى أن التف شيء حول كاحله و سحبه للأسفل بعنف، شيء مليء بالحراشف. عندما سقط راي أرضا على ظهره، تدحرج جانبا على الفور، موقنا بأن خصمه لن يضيع فرصة الهجوم من جديد. و عندما فعل شبيه السحليّة ذلك تماما، أسرع رايلي بالانقضاض عليه و تثبيته أرضا. لحظة تردد. لحظة تذكر فيها رايلي من جديد كل الأبرياء الذين قتلهم بهذه الطريقة و صُعق من جديد لإدراكه فظاعة ما اقترفته يداه. كانت تلك اللحظة كافية ليأخذ خصمه بياقته و يسحبه للأسفل حتى يغرس أنيابه في عنقه. لينا. موريت كان ثاني من وجدته بعد آني، ضائع و ينادي على إخوته، على "أخيه راي" أكثر من البقية. -"لقد أخرجتُ آني، و هي برفقة تورسييل في المقهى." أخبرته مباشرة، "كلاهما بخير، لكن تورسييل فاقد للوعي و هو بشري مثلكم الآن." -"إذن فهمتِ ما جرى؟" سأل بسخرية حادة. ردت لينا بنفس النبرة: -"من الصعب أن لا أفهم بعدما عضضت يدك كالمجنون حتى نزفت." استطردت قبل أن يتمكن من الكلام: -"لا أستطيع الرؤية لكن حاسة الشم سترشدني، لذا هيا بنا." و مع كلمتها الأخيرة أخذت يده بقوة، ليتخللها الندم فورا عندما أحست بالدماء في كفّها و أدركت أنها اليد التي عضّها. -"آسفة !" قالت تلقائيا بينما تستبدل اليد. -"لا عليكِ." رد بتلقائية هو الآخر قبل أن تنقلب نبرته إلى الجدية، "لينا، يجدر بكِ إيجاد آيفيرا، لن أترك أخي راي بمفرده." -"هل فقدت عقلك؟ ! لا يمكنك— لا يمكنك مساعدته بهذا الشكل !" -"الأمر لا يتعلق بالمساعدة..." صوته أصبح خافتا و لينا تمنت لو أن بإمكانها رؤية تعابيره الآن. -"موريت، سأخرجك." صرّحت بصرامة، و لم تسمح بنجاح محاولته البشرية الضعيفة لإفلات يدها. "و إلا لن يسامحني أحد لما قد يحصل لك، بما في ذلك نفسي." هيهات أن تسمح لأي روح أخرى بأن تُسلب في حضورها، ليس و هي قادرة على إيقاف الأمر. -"كنتُ أعلم أنكِ من النوع المزعج." قال موريت بضحكة قصيرة ساخرة. لينا وجدت أن عودته لطبيعته التي لا تُطاق في الواقع تُطاق أكثر من كونه على غير عادته. -"طبعا ! فقد قطعتُ وعدا باسم سيلينا ريشيندا غريم !" -"اسمك الأوسط ريشيندا؟" استغلت لينا لحظة تشتته بالسخرية من اسمها لتنطلق و تشده ليتبعها، تجهز نفسها لإخباره بأن رايلي و البقية سيُسرّون أكثر بابتعاد موريت البشري عن المعركة، و بإيجاده ينتظر عودتهم سالما غانما... لكن لينا و كل من بداخل الكهف قد توقفوا عن الحركة لمدة لا تتجاوز الثانية. مدة اختفى خلالها الضوء المعمي و اتضحت فيها الفوضى التي كانت تختبئ وراءه. شخصيات ظهرت في الفصول السابقة : ... ... و هكذا يبدأ هذا الأرك الفوضوي سأحتاج منكم أن تركزوا جيدا معي في الفصول القادمة لأنه ستكون هنالك الكثير من التلميحات وسط فوضى القتالات و طبعا لا تنسوا تخمين صاحب العنوان مع أن عنوان اليوم قد ينطبق على أي شخص غارق في هذا الموقف XD و بالمناسبة عنوان الفصل السابق كان على لسان تورسييل ~ دمتم في أمان الله و رعايته |