لينا. لينا لمحت المشهد الذي أمامها للحظة وجيزة قبل أن يختفي من جديد تحت تأثير الضوء الساطع. آيفيرا لم تكن بعيدة للغاية، و يمكن لـ لينا الوصول إليها بسرعة و أخذها مع موريت. لويراف اختفى في تلك اللحظة داخل إحدى ثقوبه السوداء. رايلي كان على ظهره في زاوية بعيدة من الكهف يصارع المخلوق الذي ثبته في تلك البقعة، مخلوق ما كانت لينا لتتعرف عليه لولا شعره، حتى و إن لم يكن منسدلا كعادته. لا بد أنه ربطه حتى لا يشده أي أحد وسط القتال و يستخدمه ضده أو يتعرف عليه. آليس دي غراي كانت تطفو و حجمها أصغر من الطبيعي بأجنحة شفافة تشبه جناحي فراشة، في مواجهة شخص لم تره لينا من قبل، شخص ذو قامة نحيفة و شعر أشقر رمليّ مربوط خلف رأسه— رأسها. رُوان دي غراي كان مندفعا ناحيتهما، يداه مغلّفتان بمادة دموية اللون، افترضت لينا أنها نتيجة لتحوّل الحورية خاصته. يايث كانت واقفة على الطرف الآخر، وضعيتها و تعابيرها تظهران بوضوح مدى استعدادها لسحق الأحمق الذي يتجرأ على مهاجمتها، و قد سمعت لينا صوت صراخ غاضب منها قبل أن تبتلعه الصواعق من جديد. لينا رأت مصدر الصواعق و البرق. أخذت لمحة خاطفة من الفتاة ذات البشرة السمراء و الشعر الأزرق الداكن، تكاد تطفو وسط تياراتها الكهربائية في نقطة إستراتيجية تمنحها نطاق رؤية شبه كامل على الكهف، و لينا أدركت ما يجب أن تقدم عليه في خطوتها التالية. -"أخي راي!" تردد صوت موريت بجانبها فور ما عاد العالم من حولهم لكونه فضاءً أبيض. و من مفاجئة لينا لِمَا رأته أرخت قبضتها على يده بما يكفي ليهرب منها، بلا شك راكضا ناحية رايلي. -"موريت!" ما كادت لينا تلحق به حتى أوقفتها يد مفاجئة على كتفها. استدارت مباشرة موجّهة ضربة من مخالبها للحضور الجديد، واثقة بأنه لو كان أحد الفان فسيوقفها. و ذلك ما حصل، فقد أُغلقت يد صارمة على رُسغها قبل أن ينطق صاحبها: -"إنه أنا." -"لويراف!" أفصحت لينا في ارتياح عظيم. ارتخت قبضته عليها بينما يسأل: -"هل أنتِ بخير؟" -"أنا على ما يرام." ناورت بيدها لتمسك هي برسغه البارد الآن و تخفض ذراعه، "هل رأيت فتاة الصاعقة؟" -"كلّا." أجاب فورا، "هي فتاة إذن. أين هي؟" -"إنها—" كانت لينا لتكمل، إلا أنها عندما حاولت تتبع رائحة الفتاة الآن في اتجاه البقعة التي رأتها فيها، لم تشتم شيئا. -"لقد غيرت موقعها!" صرّحت مستاءة. "لا يمكنك أن تنتقل الآن." أضافت بينما تترك رسغ لويراف. ندمت لفعلها ذلك فورا عندما تملكها شعور بالارتياب، غير قادرة على رؤيته و التأكد من وجوده هنا، لكنه سرعان ما نطق: -"أين هم إخوتي؟" ربما لينا تتخيل، لكن بدا من صوته أنه نوعا ما خائف من سماع الإجابة. أسرعت لطمأنته بخصوص تورسييل و آني، إطلاعه على موقف كل من موريت، آيفيرا و يايث، ثم: -"أما رايلي—" -"هل يمكنكِ تحديد موقع فتاة الصاعقة؟" قاطعها لويراف بنبرة عديمة الصبر. للحظة كانت على وشك أن توبخه لتجاهله الواضح لأخيه، لكنها قررت أن الأمر ليس من شأنها، و أنهما لا يملكان الوقت لهذا. -"هذا ما أفعله الآن." ردت بينما تشق طريقها خلال الروائح المتنوعة داخل الكهف. رُوان و آليس دي غراي، بجانب رائحة تنتمي بلا شك لتلك الفتاة الشقراء التي لمحتها سابقا، آيفيرا التي لم تتحرك من مكانها، رائحة موريت التي اختلطت الآن مع رائحة مهاجم رايلي المألوفة و التي أخذت بالابتعاد، و رائحة أخرى جديدة. في البداية اعتقدت لينا أنها تنتمي لفتاة الصاعقة بلا شك، بما أنها الوحيدة المتبقية من الذين يمكن لـ لينا التقاطهم، لكن بعد لحظة التقطت رائحة ثانية على الجانب الآخر... -"لويراف..." تمتمت في ارتباك. عند سماع نبرتها أخذ كتفها فورا و سأل بصرامة ممزوجة بالقلق: -"ماذا هناك؟" -"يايث أو رايلي... لا أعرف كيف، و لكن..." مرت على الروائح مرورا سريعا و أخيرا، "أعتقد أن أحدهما بشريّ الآن." رايلي. شعر بقواه تخور و مقاومته تضعف مع مرور كل لحظة منذ أن غُرست تلك الأنياب في عنقه... و كان قد بدأ يستسلم للغثيان عندما أيقظته تلك الصيحة: -"أخي راي!" موريت. كان رايلي على وشك أن يصرخ عليه بأن يبقى بعيدا، بأن يهرب و ينجو بنفسه البشرية الفانية، لكن المخلوق الذي هاجم راي قفز من مكانه عند سماع موريت، ثم أسرع بالابتعاد و الاختفاء وسط الضوء. -"رايلي، هل تسمعني؟!" -"أنا هنا..." رد بصوت أضعف من المتوقع بينما يجبر نفسه على النهوض، واضعا يدا على الجرح في رقبته. مد ذراعيه باحثا عن أخيه، و سرعان ما وجد موريت ليشده هذا الأخير إلى عناق وجيز. -"هل أنت بخير؟ أين ذهب الأفعى؟" -"الأفعى؟" كرر رايلي في حيرة بينما يبتعد عن موريت، مبقيا يده على مرفقه للتأكد من وجوده أمامه. -"ألم تره عندما توقف البرق في تلك اللحظة؟" توقف البرق؟ أسرع رايلي بالشرح أن من هاجمه قد حجب رؤيته تماما عندما ثبته أرضا و عض عنقه، و عندما توقف عن الكلام قال موريت حانقا: -"لقد كان اللورد بيتر بازيلتون من هاجمك، و سأقتلع لسانه و أنيابه لذلك!" أولا خيانة اللورد دوريان، و الآن اللورد بيتر... رايلي حاول التحكم بغضبه، يده التي لا تمسك موريت ضغطت على عنقه الدامي بينما يصرح: -"الجرح حيث عضني في عنقي لا يُغلق، لقد حولني لبشريّ بطريقة ما..." -"إنها سلالة البازيليسك!" كانت نبرة موريت أكثر سخطا الآن، "إنهم أقرب لكونهم أفاعي، أولئك الوضيعون الذين يدعون أنفسهم بالتنانين. لا بد أنه شرب الفانسلانت ثم حقنك به... بتلك الأنياب اللعينة..." صوت موريت انخفض شيئا فشيئا حتى سكت و ران الصمت، صمت يظهر أنه أدرك معنى كلماته. رايلي نطق: -"يايث!" في نفس لحظة قول موريت: -"لويراف!" موريت، آيفيرا و آني قد تأثرا بقوة اللورد دوريان، و الذي بلا شك تولى أمر تورسييل قبل أن يأتيهم. أما البقية فيتولاهم اللورد بيتر بينما يقدم صاحب البرق التشتيت المناسب. تحويل جميع الفان إلى بشر، هذه هي خطة العدو، و الوحيدان المتبقيان الآن هما يايث و لويراف. لينا. -"أنا، أنتِ، رُوان و آليس دي غراي، بيتر بازيلتون..." نبرة لويراف جعلته يبدو و كأنه يكلّم نفسه، رغم أن يده لا تزال على كتف لينا و كلماته موجهة نحوها بينما يواصل: -"و على الطرف الآخر، دوريان رورك، و امرأتان مجهولتان، إحداهما مصدر البرق." -"بيتر بازيلتون ليس على جانبنا." صححت لينا فور انتهاءه. لقد نسيت تماما أن تخبره. -"ماذا؟" انتابتها قشعريرة وجيزة على صوته الذي لم تعهده بهذه الحدة، لكنها أجابت دون تردد: -"رأيتُه يهاجم رايلي، لقد خانكم." صمت. -"سأتعامل مع الأمر لاحقا،" قال أخيرا مستعيدا هدوءه، "أما الآن فأحتاجك أن ترشديني إلى فتاة الصاعقة." -"سأفعل." ردت بعزم. حينها أنزل يده من كتفها ليغلفها حول أصابع يدها، بشرته أكثر برودا من رايلي و يايث حتى، و همس بجدية: -"أنا آسف." لم تفهم لينا السبب وراء اعتذاره، و بقدر ما رغبت بمعرفته فإنها أجبرت نفسها على التركيز، مكتفية بقولها: -"هيا بنا." و انطلقت نحو مركز الصاعقة، لويراف المتمسك بها يتبع خطاها من خلفها، كلاهما عازم على وضع حد لهذه الكارثة. كانت لينا تركض عندما شعرت بالأمر، بالتغير المفاجئ في الجو، و كأنها دخلت نطاق طاقة مشحون. حينها أدركت بأن ذلك ما حصل بالفعل، و أنها الآن داخل الحلقة الشخصية لفتاة الصاعقة. ما كادت تتحرك خطوة إضافية حتى أحست بذلك الجو المشحون يختفي، و رائحة صاحبته تبتعد. -"إنها تشعر بوجودنا،" همست لينا على عجلة، "و هي تهرب!" حينها سأل لويراف: -"هل يمكنكِ قذفي ناحيتها؟" -"أملك القوة الجسدية، لكن لا يمكنني فعلها إلا إن تقلصتَ، و ذلك لن يحدث." توقفت للحظة، "لا يمكنك التقلص، صحيح؟" -"لا يمكنني." رد في استياء، و لأول مرة كان الاستياء موجها نحو نفسه. قررت لينا أنها تكره سماع ذلك، لذا لم تضيع لحظة إضافية في الانطلاق نحو هدفهما من جديد. في اللحظة التي أحست فيها بذلك النطاق من جديد قالت: -" خمسة أمتار، مئة و ثمانون درجة. انقلنا، لويراف!" و في اللحظة التالية اجتاحها ذلك الشعور الذي اختبرته عدة مرات في الأيام السابقة، شعور دوران العالم من حولها لفترة وجيزة قبل أن يستقر من جديد، شعور الانتقال مع لويراف. لم تتردد في توجيه ركلة واسعة النطاق أمامها، و صدَّ هجومها على الفور ذراعان متقاطعتان أمام صاحبتهما، فتاة الصاعقة التي أصبحت ظاهرة للعيان، هي و الكهف الذي اتضح الآن، خالٍ تماما من الصواعق. -"أمسكت بك!" لينا لم تمنع نفسها من إظهار أنيابها في ابتسامة فخر ماكرة. تركت يد لويراف يدها ليظهر في اللحظة التالية خلف الفتاة ذات البشرة الداكنة مستعدا للإمساك بها، و لينا كانت مستعدة عندما أخذت الفتاة الكاحل الذي رُكلت بها و أرسلت صعقة من خلاله. أصرّت لينا على أسنانها ريثما تفعّلت قدرتها العلاجية و اختفى ألم الصعقة في فترة وجيزة، ثم سارعت للانقضاض على الفتاة، و حين دفعتها للخلف موجة كهربائية مفاجئة، لينا لم تضيع الوقت في الانقضاض من جديد. هذا لا شيء. عيون إيليا ناش كانت أسوأ بكثير. لذا دفعت لينا نفسها وسط التيار تمد مخالبها نحو عنق الفتاة. توسعت عينا صاحبة الصاعقة عندما رأت بأن هجومها لم يوقف لينا، لكنها تفادت قبضة هذه الأخيرة بقفزة للخلف حيث كان لويراف بانتظارها. ابتسامة لينا الماكرة سقطت من على وجهها عندما تمكنت الفتاة من المناورة قبل أن يمسكها لويراف إلى أن أصبحت خلفه، ثم أرسلت موجهة أخرى على الفور مبعدة إياه و لينا عنها. سحقا. لا يمكن لـ لينا الاستمرار بمحاولة الاقتراب منها هكذا، و كأنها تحاول الخروج من الماء لكن التيار يستمر بجذبها للخلف. عليها أن تشق طريقا مستقيما أكيدا. -"لُوِي!" -"ماذا؟!" رد بينما ينتقل إلى جانبها على الفور. قالت بينما تنظر نحو السقف: -"أتذكر فكرة القذف خاصتك؟" الآن و قد تخلصا من تشتيت الصاعقة و الأجواء المُعمية... قابلت لينا تعابيره الحائرة بابتسامة واثقة منها، و بعد لحظات مرت على وجهه نظرة إدراك انقلبت إلى ابتسامة تماثل ابتسامة لينا. -"تشبثي بي." قال مشيرا برأسه إلى الخلف، ابتسامته تتوسع كما لم تشهدها لينا من قبل. أسرعت لينا لتمسك كتفيه من خلفه، مخالبها تكاد تقطع قماش معطفه. -"تشبثي جيدا." حينها أحاطت رقبته بذراعيها في قبضة قوية، ثم همست له بتعليمة قبل أن تضع شيئا في جيب معطفه، و في اللحظة التالية انقلب المشهد من حولها. أصبحت ترى بوضوح قمة رأس فتاة الصاعقة، تلتفت يمينا و يسارا بحثا عن مكان اختفائهما، غير مدركة أنهما في أبعد نقطة من الكهف فوقها مباشرة، أقدامهما موجهة نحو السطح. لأول لحظة بدا لويراف و لينا و كأنهما يقفان بشكل معكوس على السقف، لكن سرعان ما استخدم لويراف قوته الجسدية الخام لدفعهما كسهم نحو رأس فتاة الصاعقة، و لولا اختبار لينا تلك القوة المهولة عند مواجهتها رايلي قبلا لما كانت مستعدة لتأثيرها الآن و لفقدت توازنها، لكنها تشبثت بلويراف بينما يندفعان نحو هدفهما، و حينما اقتربت بما يكفي صرخت: -"الآن!" خفقت فتاة الصاعقة رأسها نحو السقف و مصدر الصوت و لم ترَ سوى لينا متجهة نحوها بمخالب و أنياب بارزة، لأن لويراف قد انتقل عند إشارتها. فتاة الصاعقة كانت سريعة البديهة هذه المرة أيضا، و فجرت حقل طاقة من حولها على الفور. لينا شعرت به كما تشعر عندما تلمس قِدرا ساخنا بالخطأ: لاسع و وجيز. الفرق أن هجوم الصاعقة تردد على مدى جسدها بأكمله. لم تدعه يوقف ارتطامها بالفتاة، كلتاهما الآن تتقاتلان بجنون بينما تتدحرجان على الأرض، لينا تلوح بمخالبها و الفتاة ترسل تيارات صاعقة خلال بشرتها، بحيث تُلسع لينا أينما لمستها. تأوهت الفتاة في ألم عندما اخترقت مخالب لينا لحمها، و حينها توقفتا عن التدحرج، لينا مثبتة على الأرض، مخالب يدها مغروسة في جانب فتاة الصاعقة، و مخالب اليد الأخرى قبعت على عنقها الأسمر. -"تحركي و سأنحر عنقك." الشعر الأزرق الداكن لفتاة الصاعقة انسدل على جانبيّ وجه لينا، شفتاها متباعدتان في لهاث مستمر، يداها ملتفتان حول عنق لينا في قبضة بالكاد تسمح لها بالكلام. حينها نطقت الفتاة لأول مرة، صوتها أعمق مما تصورته لينا بالنسبة لفتاة بالكاد تبدو في العشرين، و قالت بهدوء قاتل: -"سأشويك." لينا ابتسمت و أملت أن لا تبدو متوترة بينما ترد وسط لهاثها: -"أحقا ترغبين بجعله خصمك بدلا مني؟" تيبست الفتاة في مكانها و توسعت عيناها، حينها أيقنت لينا أن الخنجر الذي وضعته في جيب لويراف سابقا أصبح الآن على عنق الفتاة. -"ابتعدي عنها بهدوء." أمر صوت لويراف البارد من خلف خصمها. "حاولي أي شيء و لن أتردد في تمزيقك." رايلي. موريت أخبره عن لينا، آني، و تورسييل. و عندما وجد الاثنان آيفيرا أخيرا، أطلعها رايلي على الأمر كذلك، ثم أخبرها بأنه تحول لبشري الآن. لم يستغرقها الأمر سوى تلميحات قليلة لتستنتج أن الفاعل لا بد و أنه اللورد بازيلتون. رايلي لم يتمكن من رؤية تعابير وجهها حينها، و ذلك ضايقه لحد كبير. لم يكن واثقا عما يجدر به أن يقوله، لكنه حاول و بدأ: -"آيفيرا، عزيزتي—" لكنه لم يضطر للتفكير في الأمر، لأنها قاطعته فورا، نبرتها معتدلة و صوتها متماسك كالعادة بينما تصرح: -"علينا تحذير لويراف و يايث قبل أن يفوت الأوان." و لم يطل بهم الأمر قبل أن ينقشع الضوء من حولهم و تتضح معالم الكهف بكل ما فيه. عيون راي قفزت من بقعة لأخرى قبل أن تحط على موريت الذي بجانبه، و رايلي صُدم بالنظرة التي وجدها على وجه أخيه، عيونه الساطعة متوسعة لأبعد الحدود و أنيابه تظهر من بين شفتيه. راي تبع بصر موريت ليجد أنه يحدق ناحية فتاة سمراء ذات شعر داكن طويل، الفتاة التي فهم رايلي مما يراه أنها صاحبة الصواعق. بعد لحظة ظهرت لينا من فوقها و ارتطمت بها جاعلة كلتيهما تتدحرجان، ثم ظهر لويراف قربهما أيضا. -"سأتولى أمر لويراف." نطق موريت فجأة، صوته متزعزع قليلا، "فلتعثرا على شقيقتنا الكبرى العزيزة." -"آني هي الأكبر." صحّح رايلي تلقائيا. -"و أنت الأصغر، رايلي." صوت موريت استعاد حيويته المعتادة الآن، "لكنني مازلت أعاملك كأخ أكبر." تدخلت آيفيرا حينها: -"لأن راي و على عكسك يتحلى بحس المسؤولية." شهق موريت و كأنه تعرض للإهانة. -"أنا في غاية المسؤولية!" -"موريت، اذهب." أمر رايلي فورا. ثم أضاف بهدوء لا يعكس أفكاره الداخلية: -"توخى الحذر." حينها انطلق موريت دون إضافة كلمة أخرى، ما جعل راي يقلق أكثر... لحسن الحظ استعاد تركيزه عندما قالت آيفيرا على جانبه الآخر: -"أنا أرى يايث." تبع رايلي بصرها حتى وقعت عيناه على يايث، و التي كانت تثبت قدما على عنق شبيه السحلية، و الذي يعرف راي الآن أنه اللورد بيتر. كان بيتر مهزوما على الأرض، و قمة رأسه تقابل رايلي، لذا لم يستطع هذا الأخير رؤية تعابير وجهه، لكن يايث بدت مستعدة لدق عنق اللورد في أي لحظة، عيونها مشتعلة و ملامحها مشوهة في غضب. -"آيفيرا..." -"نعم؟" -"هل يمكنكِ الوصول إلى آني و توري؟" ترددت آيفيرا في الإجابة. -"أجل، يمكنني." هز رايلي رأسه هزة موافقة سريعة. -"جيد، اذهبي إليهما إذن." ثم أضاف بنعومة: -"لو كنتِ معنا بكامل قواك لكان كل شيء أسهل بكثير. تعلمين ذلك، صحيح؟" -"لا أعتقد أن الوقت مناسب للمديح." ردت بخفة عاقدة حاجبيها. ابتسم رايلي قبل أن يقول: -"هلّا جاريتني؟ لا أريد لآدابي أن تصدأ." هذه المرة آيفيرا ضحكت ضحكة وجيزة، ثم انقلبت تعابيرها جدية هادئة بينما تضع يدا على ساعده. -"حاذر يا أخي." اكتفى رايلي بابتسامة مصطنعة، ابتسامة سقطت من على وجهه بينما يراقب آيفيرا تركض مبتعدة. شخصيات ظهرت في الفصول السابقة : ... ... مرت بعضة أشهر هاه... لاأعرف ما أقوله بصراحة عدا أنني أتقدم بشكر خاص لـ آكا-تشين على التدقيق و المراجعة ولكل من لا يزال يتابع الرواية (+المتابعون الجدد ) أراكم في الفصل القادم بإذن الله ~ |