اهلا وسهلا جميعا ~ في اطار مسابقة القصه القصيره التي تندرج بدورها في مسابقات المهرجان الشتوي .. احببت ان اشارك معكم قصة " تائه في الزحام " في امل ان تنال اعجابكم ~ يذهب صهيب رفقة عمه وابنيه محمد وبدر من اجل مشاهدة مهرجان مدينة المضيق المجاوره ، لكن فجأة يجد نفسه وحيدا ضائعا .. فياترى ماذا سيحصل له ؟ ( اعرف ان الملخص معوق فقط سلكو ) تائه في الزحام الجو كان بارد صباح يوم الخميس، استأجرت سيارة أجرة كي تنقلني إلى الجامعه، كانت تجلس فتاة محجبة في المقعد اﻷمامي باد عليها علامة الصمت بينما هممتُ بالجلوس في الخلف أراقب جريان الطرق تمر من على النافذة، وتحت موسيقى الشاب الخالد المشغله من طرف السائق وجدت نفسي اسهو في ذكرياتي لاتذكر احدى الايام عندما كنت طفلا صغيرا لست أدري إن أتممت السادسة أم السابعه، ذهبت رفقة عمي وابنيه محمد وبدر إلى مهرجان " سهرة بالتحديد " على شاطئ المضيق (مدينة مغربيه ) ؛ مكان مزدحم بالناس والغالبية تعيش على إيقاع هذا الحفل الموسيقي، يرقص الشباب بأيديهم متفاعلين بينما يعم اﻻختلاط من كل اﻷرجاء، أرفع عيني إلى اﻷعلى فأجد اﻷجساد طوال القامة تترحك في شكل أبدو فيه كقط يرنو إلى قطع الطريق بتوجس من أن تصدمه السياره.. أراقب كيف يرقصون غير مباليين ومن يقفون بثبات يركزون تارة على مؤدي الغناء و على الحاضرين بتشتت تارة أخرى؛ ربما في فطرة اﻹنسان اﻹنصهار لشيء بغاية في الخضوع؛ فقبل وجود ثورة الهواتف كان المرء يسلم نفسه كاملاً إلى أمور هكذا، "المسرح والمهرجانات والسينما" كأن الطبيعة تفرض علينا أحياناً أن نتخلص من أنفسنا وندعها لبرهة تحت سلطة ترفيهية، اشتدت اﻷصوات والتحركات من هنا وهناك والموضع الذي كان من قبل يحتويني أنا و ابناء عمي .. اﻵن وجدت نفسي فيه وحيداً؛ تسمرّت في مكاني لوقت قصير والدموع بدأت تتساقط من عيناي وهي تنهمر بحرقة، ألتف يميناً وشماﻻً وﻻ أحد يجيب، شعرت بغصة في حنجرتي عندما رمقت حشداً من الناس تتجه نحو الحافلات حين لوح المهرجان على آخر الطلقات الصوتية وذهني يخبرني أنذاك باتباعهم، عقول الطفولة دائما ما تتوقع الجميل؛ ربما توقعت أن تلك الحافلة ستنقلني إلى بيتنا لأجد اسرتي هناك تنتظرني، بالرغم من امتلاء المكان على آخره ﻻ أحد يلتفث برأسه نحو اﻷسفل ليراني أبكي ويبلغ مبتغاي ثم يساعدني، المتوجهون من أمامي ومن ورائي كثر، بل يمرون من كل وجهة تحوم حولي، مع أنه مزدحم أحس كما لو أنني بمكان فارغ ولكنه يخيف اﻷطفال مثل غابة في الليل طالما حكوا اﻷسلاف أنها مسكن الوحوش، تمايلت بخطوات مرتجفة إلى ما أجهل مصيره، فقط من أجل التسكع لأن المكوث على هذا الحال يشعرني بالخوف أكثر، بقيت أجر بقدماي في الطريق والناس تأتي في وجهي وتختلط في بعضها كعاصفة تلقي باﻷوراق كرهاً وهي تخيب ظني بهم جميعا، حيث كانت صورة الناس في ذهن طفل بريئ جميلة للغاية قبل أن يزداد حبي لوالدي حين أدركت أنهما فقط من يحباني؛ أما البقية منشغلون بأوﻻدهم وأعمالهم، ترقصت أسئلة كثيرة حول وجودي هذا خصوصاً عندما كانت الساعة متأخرة من اللّيل؛ وبينها سيمر وقت قليل من اﻵن فيه يختفي كل شيء، وأُصبح وحيداً في غابة حقيقية، استمرت في السير بخطوات متثاقلة مذرفا لدموع مستغيثة خلف بقايا الطريق التي مررت منها، بينما أسير نحو المجهول شاهدت من بعيد سيارات الشرطة كانت تسهر على أمن المهرجان إلى حين رحيل الجميع، اقتربت منهم وعرفوا أنني تائه على عائلتي، أعطوني مقعداً داخل سيارتهم فاطمئنت قليلاً، لم يمر إﻻ وقت قليل من تلك الغربة الظلماء حتى شاهدت عمي خلف النافذة يتجه إلي؛ مسحت دموعي بتخفي .. فلطالما أخبرني أبي سابقاً أن اﻷبطال ﻻ يبكون؛ فتصرفت كأن شيئا لم يكن، حينها لم أعاتب أحداً بعد ذلك، ذهبت اليه بينما قام بفتح ذراعيه لي ثم عانقني بشدة وشكر الشرطة ثم مضينا نحو سيارة عمي التي كان بها ابني عمي محمد وبدر يبكون لسبب لم اعرفه الا بعد ان قفزوا نحوي ليقوموا بعناقي بقوة .. اشكر كل شخص اعطى من وقته الثمين من اجل قراءة قصتي القصيره المتواضعه :tb3: ، واود ان اوجه شكرا خاصا من اجل المبدعه اليس لتصميمها هذا الطقم الجميل والرائع ~ وفي النهاية اتمنى ان تكون قصتي قد راقت لكم ، في انتضار رؤية نقدكم لها باحر من الجمر ~ |