من كل بستان زهرة [ عبر / حكم / مقولات ]

لا أروعَ من أنْ تلقى اللهَ عز وجل وأنتَ تحملُ كلامَهُ مُجَوَّداً في صدركَ وقدْ صَفَّيْتَ لهُ حفظكَ ذاكَ من كافَّةِ الشوائبِ!

عندما تخفي انزعاجاتكَ وأحزانكَ والكثير من انفعالاتِ نفسكَ وراء بشاشةِ وجهكَ وإشراقِ بسمتكَ,يظنّ البعضُ بأنك ظفرتَ بالحياةِ المثاليةِ التي يلهتُ خلْفها الجميعُ ولا يدركونها, وما دروا بأن المظاهرَ خدّاعة حقّا في كثير من الأحيانِ وما علموا بأن الأنفسَ الطيبةَ كما تحرصُ على نشر السعادة والتفاؤل فهي تأبى أن تبث كآبتها في الآخَرينَ..

ن بعضُ الشّبّان أنهم بسياراتهم الفارهةِ أو دراجاتهم الفخمةِ يستطيعون شراء قلبِ امرأةٍ مؤمنةٍ تقيةٍ عاقلةٍ رزينةٍ كما يفعلون مع أخريات,وما دروا أن كل ذلك في عينيٰها قشورٌ فوقها قشورٌ ما غابتْ التقوى والرجولةُ في تصرفاتِهم!
إنها امرأةٌ من طرازٍ خاص على مَرِّ العصورِ..

نحنُ البَشَر قَلَّ أنْ تمُرَّ علينا ساعاتُ يومٍ من أيامِنا دونَ ثقوبٍ من السيئاتِ..
لكنَّ أكملَنا من لا ينسَ أن يخصصَ له وقتاً يُرقّعَ فيهِ ثقوبَ يومهِ بالاستغفارِ وينفِقَهُ في استمطارِ عفوَ الرحمنِ!

إلحادُ البعضِ وانسلاخُهم من الإسلام أمرٌ يرعبني حقا ويجعلني أخشى على نفسي من أن تخسر إيمانها يوماً -عياذا بالله- , هذا الإيمانُ الذي هو حليةُ النفوسِ وضياؤها وبهجةُ الدنيا التي تجعلنا نطيقُ العيْش رغم مرارتهِ أحيانا..
فاللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي وقلب أحبتي على دينك وطاعتك

قصةُ زواج موسى عليه السلام بفتاةِ مديَن التي وصفَها ربُّ العالمين بأنها تمشي علي استحياءٍ واختارها لهُ من ضمن جميعِ فتياتِ عصرها ,لهي خيرُ دليلٍ على أنّ الحياءَ لا يأتي فعلا إلا بخيرٍ..
فالحياءُ الذي تميزت به جعلها تتزوجُ من رجلٍ مستقبلُهُ خيرُ مستقبلٍ على وجهِ الكونِ :وهو أن يكونَ رسولا وكليماً لربِّ العالمين !

إلى كل مسلمٍ لطيفٍ جدا جدا, وجِدا "كيوت"!
وبعد/
ففي الإسلامُ سِلْمّ وسلامٌ وتسامُحٌ ورحمةٌ ..نعم
لكن فيه أيضا صرامةٌ وعِزةٌ وهيْبَةٌ تحفظُ له مكانتهُ وسُمُوَّهُ عن باقي الأديانِ الباطلةِ..
لذا,احترزْ ولا تتكلمْ عن التسامحِ والرحمةِ وأنت تجهلُ عن دينكَ هذا الكثيرَ والكثيرَ وأنتَ لا تحفظ من كتابهِ العزيزِ سوى بضع آياتٍ عن الرحمة ولا تعرفُ شيئا عن عزتهِ وسلطانهِ إذا جَدً الجدّ!
أنت بتصرفك هذا تسيءُ إلى إسلامكَ وتشوّه معالِمهُ وتذلّه وتخسفُ بهِ وتُنزله من عليائه من حيث أردت الإحسان -ربما-.
والأولى لي ولكَ وللجميعِ أن نعكفَ على دراستهِ والغوصِ في علومهِ بدلَ التعليقاتِ السخيفة بلا عِلمٍ..

لستُ مخبولةً إن قلتُ بأن الحياةَ تحتاجُ إلى ثُلَّةِ أخرى مختلفةٍ راقيةٍ من الرُّفقاءِ المعنوِيّينَ والأحِبَّة غيرِ البشَرِيِّينَ لكيْ تسلمَ نفسياتُنا..
أجَل,حتى إذا ما خانَ الأحِبةُ الحقيقيُّونَ وتنكَّروا للعهدِ,بقُوا هُمْ كما هُمْ فآنَسونا وسلَّوْنا وخفَّفوا عنّا الكثيرَ والكثيرَ..
على رأسِ أولئك :''القرآنُ'' و ''الصبرُ'' و ''الذِّكرُ'' و ''الاستغناءُ باللهِ عن الخلقِ''..!

{وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) [الرعد]
ما الذي سيجعل الملائكة تدخل على أهل الجنة من كل باب في -مشهد بديع وفريد - وتسلّم عليهم..؟
إنه الصبر الذي نالوا به غاية المُنى!

الصداقةُ الحقيقيةُ : هي تلك التي لا يمسُّ جوهرَها صدأٌ بسببِ الغيابِ وطولِ العهدِ ,هي التي عندما تلتقي بصديقك أو تتصل به ولو بعد شهور أو سنين تشعر بالألفةِ نفسِها وبالنشوةِ نفسها وبمتعة تبادل الحديثِ نفسها,تماما كما كنت تحسّ ببَردِها في صدرك سلفا لم تتغير ولم تتبدل ,بل زاداتها الأشواق سُكَّرا!
تلك هي الصداقة الحقيقية غير المزيفة!