من كل بستان زهرة [ عبر / حكم / مقولات ]

بعضُ أُدباءِ عصرِنا،يستغِلُّ ما آتاهُ اللهُ من حَلَاوةِ كَلِمٍ وسِحْرِ بَيَانٍ في جذبِ أفئدةِ النساءِ إليهِ مُسْتَغِلّاً نقطةَ ضعفِهِنَّ تلكَ،ومِنْ تَمَّ اللعبُ بهنَّ كما يوحي إليهِ هواهُ الشيطانيُّ!
ناسياً أو متناسياً أنَّ الأدبَ: أخلاقٌ وقيمٌ رجوليةٌ عاليةُ الطرازِ وخِلالٌ عربيةٌ أصيلةٌ فاخرةٌ

حتى تدرِكَ قيمةَ الوقتِ،تأملْ مليّاً بين الفينة والأخرى عقاربَ الساعةِ وهي تمرُّ بلا توقفٍ أو شفقةٍ، غيرَ آبهةِ بأحَدٍ !

أقولُ للرَّجُلِ:
لا داعي يا سيدي لأنْ تتكلفَ رفعَ عقيرَتِكَ في حَضْرَتِنَا،فالرجولةُ مواقفٌ ونبلُ أخلاقٍ وقبل ذلك إيمانٌ باللهِ راسخٌ، ولا علاقةَ لها بخشونةِ الصوتِ والعضلاتِ،ولعلك تفتحُ كتاباً في سيرةِ المصطفى عليه الصلاة والسلام لتقرأَ مواقفَ الرجالَ الحقيقيينَ ،ولتدركَ بأنَّ من مُشركي قريشٍ من تعمدَ إظهارَ قشورِ رجولتهِ تلك، ولم يغنِ عنه كل ذلك أمامَ اللهِ شيئا!

عندما يتعمقُ المسلمُ في معرفةِ عقيدتهِ،فإنَّ مِنْ أوَّلِ ما يدركُ هو:
مدَى السخريةِ والانحطاطِ والتفاهةِ التي يريدُ الشيطانُ لينزلهُ إلى حضيضِها عن طريقِ ما يُسَمَّى بــ"العاداتِ"و"الخُرافاتِ" وهو لَا يشْعُرُ!

تجدُهَا مستأسدةً مسترجلةً دائما , وهي ترددُ في وجههِ"رِفْقاً بالقواريرِ"
وتجده بيتُوتِيا وبخيلاً ومُضَيِّعاً للواجِباتِ وهو يرددُ"الرجالُ قوَّاموُن َعلى النِّساء"
يا لهُ من واقعٍ مريرٍ!

مما تعلمتُهُ منَ الأطفالِ :
أن المحبةَ الخالصةَ تقتضي ألا يتحملَ المُحِبُّ أن يرى محبوبهُ منشغِلًا عنه بشيءٍ مهما كان بسيطاً ذلك الشيءُ,سبحان الله!

من حسناتِ تعليمِ القرآنِ الدنيويةِ:تلك السكينةُ والهدوءُ التي تتجلى على مُعلِّم القرآن،وكذا رداءُ الهيبةِ الوقورِ،فمهما كان المتعلِّمُ شُجاعا جِرِّيئاً فإنه سيهتزُّ هيبةً أمام مُعَلِّمِهِ حتى وإن كان هذا الأخيرُ أصغرَ من الأولِ سِنا وأقَلَّ سُؤدَدا!

وإني ما التقيتُ بامرأةٍ واقرةٍ في بيتِها إلا ولمستُ فيها براءةً ونقاءَ نفْسٍ نادرانِ في غيرِها!

اِقرَؤُوا ثم اقْرَأُوا ثم اقرأُوا سيَر الأبطالِ المسلمينَ والأشاوسِ العرَبِ لتعلموا مدى تفاهةِ هذا الجيلِ ولتُدْرِكُوا -أكثرَ -حِدَّةَ الوَرَمِ الذي أصابَ أُمَّتَنَا المجيدةَ ،عسى أن يحدُوَنا ذلك للسَّعْيِ إلى استئصالهِ وإعادةِ العافيةِ لجسدِ أُمَّتِنَا الذَّاوِي!

لا ينقضي عَجَبِي -وأنا مارَّةٌ بنبإِ سَحَرَةِ فرعونَ في كتابِ اللهِ المجيدِ -لا ينقضي عَجَبِي مِنَ "الإيمانِ "وما يصنعُ بحاملهِ بُعيْدَ نفاذِ أشعتهِ إلى صدرهِ وتربُّعِهِ على عَرْشِ قَلْبِهِ ..فإذا بذلكم المؤمنِ الجديدِ ينقلبُ -في لحظةٍ -قَلْباً وقالَباً وفِكرا ومَنْهجا وكلاما وفِعَالا..وهلُمَّ جَرّا!
فاللهم إيمانا جديدا قويا كإيمانِ أولئكَ السحرةِ