السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كيف الأحوال؟ إن شاء الله تمام ~ أدركت أنه كان يجب علي القيام بأمر منذ زمن طويل و هو أن أفصح عن إجابة الفصل السابق في الفصل الذي يليه لذا سأفعلها ابتداءً من اليوم [ السؤال ] : من الـ فان المفضل لديّ؟ [ الجواب الصحيح ] : تورسييل ~ لا أحد توقعه، صحيح أنه ليس من نوعي عادة لكن القلب يريد ما يريده المهم سأترككم مع فصل اليوم الحافل نوعا ما، و الذي يمنح بعض الإجابات جزيل الشكر لـ آكا-تشين على تدقيقها و مراجعتها المستمرة بياتريس. بينما توجه رايلي و لينا نحو العاصمة، كان على بياتريس و جاك اتخاذ الاتجاه المعاكس، متغلغلين بين طيات الجبال و متسلقين إياها ليبلغوا موقع جوريان، و الآن تابعين تعليمات هذا الأخير بينما يقودهما نحو هدفهما الحالي. مر يومان على قتالها و جاك ضد القائد الأعلى، تبين خلالها بأن جوريان -كما هو متوقع- بالغ في قوله أن ساقاه قد كُسرتا، ففي الواقع عانى من ألم خفيف في البداية لذا فضل أن يحمله جاك -كذلك لأنه يحب إغاظته- أما الآن فهو قادر تماما على المشي. لكنه كان صادقا بخصوص عدم إتقانه سحر العلاج، فلم تُغلق تلك الثقوب الثلاثة التي حفرها جاك في وجنته، بل غُلفت بضمادة. ثلاثتهم قد اتفقوا مسبقا عن كيفية تعاملهم مع الموقف عندما يجدون أنفسهم في بيت القادة العليا. وقف جوريان بين بياتريس و جاك أمام بحيرة شاسعة و ضحلة، تحيط بها الأشجار في دائرة خضراء، و في الهواء من حولها طَفَت أضواء صغيرة، لم تعرف تريس من بعيد إن كانت يراعات مضيئة أم سحر، لكنها كانت ذات جمال ساحر دون شك. -"جميلة للغاية." كان ذلك صوت جاك. التفتت تريس ناحيته لتبصر جوريان في نطاق نظرها، يبتسم و يغلق عينيه، ثم رأت جاك الذي نظر إلى القائد الأعلى لتحمر وجنتاه. -"جميلة بالفعل،" نطق جوريان بهدوء، "أشتاق لرؤيتها أكثر من أي شيء آخر." -"لم تولد أعمى؟" سأل جاك بحماقة، بالتأكيد محاولا التخلص من إحراجه، "سيدي اللورد." أسرع في الإضافة، فاشل في محاولته للّباقة. جوريان ضحك بنعومة قبل أن يجيب: -"كلا، لقد لُعنت منذ زمن طويل." أبقى عينيه مغلقتين بينما يمد يدا نحو جاك و أخرى نحو بياتريس. -"خذا بيديّ، و سأعبر بكما إلى بيتي." أخذت بياتريس يد القائد الأعلى كما فعل جاك على جانبه الآخر، و حينها شعرت بتغير في الجو. الأضواء من حولها أخذت تتحرك في اتجاهات أكثر عشوائية، و خصلات شعرها الداكنة القصيرة تصاعدت لتطفو كما طفا شعر جوريان الآن، و كما طفا شعر جاك كذلك بلا شك. جوريان تقدم نحو البحيرة التي لمعت في لون أخضر، و تبعت تريس خطواته حتى أحست بجسدها يخترق شيئا في الهواء. في تلك اللحظة بالضبط تمكنت من إبصار ما أمامها فعلا، و كأن غشاءً قد أُزيل عن عينيها، فقد توسط البحيرة الشاسعة قصر رخاميّ أسود. ليس بضخامة قصور النبلاء، لكن أجمل منهم في نظر تريس... حينها صُعقت بحقيقة واقعها، واقع أنها تقف الآن أمام دار القادة العليا الثلاثة. لينا. قضت لينا رحلتهم نحو الجزيرة التي يتواجد فيها رُوان دي غراي تتنقل في القارب من شخص إلى آخر لتتفقد أحوالهم و تزعجهم إلى أن ينسجموا معها في المحادثة. كان يُسيّر القارب مجموعة صغيرة من رجال بيتر، القارب كان بالطبع ملكا لهذا الأخير، كبير كفاية لتواجد الجميع فيه بارتياح، و فخم لحد ما، ليس لحد لفت النظر -و هو ما لا يرغب به أحد الآن- لكن لينا استغلت تواجدها على متنه لاستكشافه بينما تمر على الراكبين. كان تورسييل يحرس دوريان بينما يسترخيان في زاوية من القارب، اللورد مرتديا نظاراته و يقوم بالقراءة كعادته، أما تورسييل فيتأمل المياه من حولهم، متشاركا صمتا مريحا مع رفيقه. عندما مرت لينا عليهم سألت دوريان عن رُوان دي غراي، و الذي عرفت الليلة الماضية أثناء العشاء أنه قريبه. حينها تنهد بعمق، رفع حاجبيه و أجاب ببساطة: -"إنه وغد." ثم ضحك ضحكة متوترة عندما رمقه تورسييل بنظرة حادة لم تفهمها لينا، لكنها فهمت على الأقل أنه لا يجدر بها على الأرجح السؤال عن رُوان دي غراي من جديد، ليس سؤال اللورد دوريان على أية حال. -"لقد سمعت بأنكِ سألتِ عن اللورد دوريان بضع مرات،" خاطبها تورسييل فجأة مغيرا الموضوع، "حتى إنكِ تسببتِ في استياء موريت..." تذكرت لينا ما أخبرته بها آني، عن موريت الذي حفر وجه دوريان لأنه كان في مزاج سيء بعد جدالهما، فما كان منها إلا أن تحكم إغلاق قبضتيها على جانبيها و تعتذر من دوريان قائلة: -"آسفة لما حصل لك، لم أعتقد أنه سيصب غضبه عليك." دوريان هز رأسه بالنفي بينما ضحك تورسييل بنعومة. كان المتكلم هو اللورد و على شفتيه ابتسامة لطيفة: -"أشكرك على اهتمامك." تورسييل كان يبتسم بدفء هو الآخر، تماما كما ابتسم عندما لاقاها في السلالم صباح عودة رايلي، و أدركت لينا سبب ابتسامته الغامضة تلك: أنه عرف بشأن موضوع جدالها مع موريت. ابتسمت هي الأخرى و قد خطرت لها خاطرة جميلة. على ما يبدو أن تورسييل و دوريان، رغم كونهما في جانبين متعاكسين، شكلا صداقة غير متوقعة. كانت لينا لتسأل عن الإصابة التي اشتمتها على تورسييل، لكنها لم تعد راغبة في إفساد اللحظة، لذا حيّتهما، و قصدت يايث تاليًا. لم تسنح لها الفرصة لتحادثها مؤخرا بسبب انشغالها، و بالكاد التقتها هذا الصباح، لذا عندما رأتها قائدة الـ فان كان أول ما تفوهت به هو أمر، فقد أمرت لينا لتتخذ مقعدا أمامها على السطح حتى تقوم بترتيب شعرها المنسدل. -"إنه طويل للغاية، سيعيقك." قالت يايث بينما تقوم بجدله، واقفة أمامها. رفعت لينا حاجبا و ردت بنوع من الانزعاج بينما تغلغل أصابعها بين خصلات يايث الحمراء: -"شعري أنا طويل؟" ابتسمت يايث بفخر. -"شعري لا يمكن قصه." -"لماذا؟" أغلقت لينا أصابعها حول الخصلات المشتعلة. -"خلل في تصميمي، على ما أعتقد." -"معذرة؟" -"صحيح!" قالت يايث متداركة نفسها بخفة، "أنتِ لا تعلمين شيئا عنا." لينا بلعت ريقها. أخيرا لديها الفرصة لتسأل أهم سؤال على الإطلاق. -" كل قصة تاريخية تختلف عن الأخرى، هلّا أخبرتِني عنكم؟ عن الصحيح من الخاطئ؟" -"اسألي." منحتها يايث الإذن بينما ترتب جديلة لينا في تاج فوق رأسها. -"شعب زورميث يؤمن بأنكم مبعوثون من السماء لتخليصهم—أو شياطين قادمين لإحلال الدمار عليهم." يايث ضحكت بخفة قبل أن ترد: -"تلك سخافة ما بعدها سخافة. لسنا مخلوقات مبعوثة، و بالتأكيد لسنا مهتمين بخلاص أو دمار هذا الشعب." ابتعدت يايث عنها الآن، عيناها الدمويتان ترمقان النتيجة النهائية لشعر لينا بنظرات رضا. هذه الأخيرة مدت يدها لتتحسس رأسها ثم ابتسمت و شكرتها. وضعت يايث يدا على جانبها، تعابيرها مستقرة في هدوء على غير العادة، و صرحت بعد لحظة صمت: -"لقد كنّا بشرا قبل كل شيء." لينا حبست أنفاسها، غير مدركة لما يجب قوله بعد هذه المعلومة. بالطبع كانوا بشرا، لقد رأت لينا بنفسها ردود أفعالهم و سلوكم و مشاعرهم، الاختلاف الكبير بين كل واحد منهم... -"لقد تم تشويهنا، تحطيمنا، تمزيقنا، و إعادة تركيبنا إلى أن لم يبقَ منا شيء سوى أجسادنا و الأرواح التي تسكنها، صفحة بيضاء أول ما كُتب فيها هو وجوده هو في حياتنا..." -"عـ..." بلعت لينا ريقها، "عمن تتحدثين؟" زمجرة يايث جعلت بدن لينا يقشعر، وقد اعتقدت أنها لن تجيبها، إلا أنها فعلت، قائلة من خلال أسنانها المصرة: -"تايبرت فانسيرا، لقد كان عالما في السحر. عبقري، لكن أكثر بكثير مما يجب." جلست بجانب لينا على الصناديق الخشبية، سطح القارب المكشوف يسمح لها برؤية المياه من حولهم، و قد ركزت يايث عيناها الآن على الجزيرة التي قدموا منها. -"لا أعرف ما كنتُ عليه قبل أن يسرقني و يجعلني يايث فان، و لن أعرف ذلك ما حييت..." ضحكت بمرارة، "رأيته يفعلها مرارا و تكرارا... يحضر معه عشرات الأشخاص، الأبرياء و المذنبين منهم، البشر و غيرهم من المخلوقات... يفتحهم و يقطعهم إربا لأجل تشكيل دُماه المثالية، و في النهاية نجا سبعة منا فقط كما ترين." تساءلت لينا كيف كان العالم ليصبح بتواجد عشرات الـ فان فيه، لكنها سرعان ما محت ذلك السؤال عديم الفائدة. -"أليس الأمر مثيرا للسخرية؟" واصلت يايث بنفس المرارة، "أنه من بين كل المخلوقات التي ذبحها، جميع الناجين هم بشر سابقين؟ الفصيلة التي تعتبر الأضعف!" البشر قادرون على التكيف أكثر من أي فصيلة أخرى، فهم يتعايشون مع وحوش أمثالنا دون أية مشاكل بعد كل شيء... أرادت لينا أن ترد بتلك الطريقة، بدل ذلك سألت: -"ماذا حصل له؟ تايبرت فانسيرا..." ابتسامة يايث كانت شريرة الآن، صوتها يرتجف في مزيج من الغضب و الفخر عندما ردت: -"قتلناه بالطبع." بياتريس. بوابة القصر لم تفتح إلا لجوريان، بالتحديد عندما أطبق راحة يده على الزخرفة المتشابكة وسطها و تمتم تعاويذ بلغة الجان، تعاويذ قديمة لدرجة أنه حتى بياتريس لم تتعرف عليها، و حينها تحركت ميكانيكيات البوابة لتُقسم قسمين، ينفصلان كاشفين ما وراءهما. سرعان ما دخل الثلاثة الردهة الشاسعة الخالية من علامات الحياة ليلوح جوريان بيده في دوائر مشكّلا خيطا من الهواء. -"سينبه ذلك إدوارد و إيفانورا بقدومنا." شاهدت تريس الخيط الهوائي يسرع منسابا من يد جوريان إلى فوق السلالم بينما يضيف: -"سنلاقيهما في الخلف، اتبعاني." تبادلت تريس نظرة واحدة مع جاك قبل أن يسيرا خلف القائد الأعلى. عبر جوريان بهما الردهة إلى غرفة المعيشة، و منها إلى الباحة الخلفية. تريس لاحظت التيارات الهوائية التي سبقت جوريان و حددت له طريقه، و رغم نطاقها المحدود إلا أنها كانت كافية ليتنقل رجل أعمى بين زوايا هذا القصر. وجدت تريس نفسها تقف مطلة على الجهة الأخرى من البحيرة، و عدا جدران القصر التي خلفهم فقد كانت الباحة مفتوحة من حولها، مقاعد رخامية سوداء هنا و هناك، و مقعد واحد طويل متأرجح ملتصق بالجدران. لم يُزرع في التربة أية نباتات، لكن الباحة لم تكن بحاجتها، فقد زينتها نفس الأضواء التي طفت على سطح البحيرة. صوت عنيف ضرب الأرض من خلفها، و خفقت بياتريس مستديرة نحوه، جاك فعل المثل، بينما جوريان لم يتحرك من مكانه. وقف أمامها على بعد بضعة أمتار و عند مدخل الباحة القائد الأعلى إدوارد كيلي، و متشبثة به زوجته، القائدة العليا إيفانورا درايك كيلي. خطفت تريس نظرة نحو الأعلى لتلمح الشرفة التي قفزا منها قبل أن يحطا أمامها، ثم ثبتت عينيها عليهما من جديد. إدوارد لم يتغير مطلقا، شعره الأشقر لا يزال ينسدل من خلف القناع الذي غطى وجهه و امتد إلى قفا رأسه، و كان يرتدي حلته و عباءته التي تجعله يتشبه بالسحرة، رغم أنه أبعد ما يكون عن ساحر. إيفانورا التي تركته الآن و وضعت يدا على جانبها لم تتغير كثيرا هي الأخرى، عدا كون شعرها أقصر مما كان عليه يوم الاجتماع، فإنها ارتدت عدّة الحرب الجلدية خاصتها، لونها بمثل سواد التاج التنينيّ الذي على رأسها الفضيّ. جوريان استدار أخيرا، على وجهه تلك الابتسامة الهادئة. -"لقد أُصبت." كانت تلك أولى الكلمات التي نطق بها إدوارد، القائد الأعلى. وضع جوريان يدا على خده الذي طُبعت عليه ضمادة و طمئن إدوارد بأنها لا شيء. -"إدوارد، إيفانورا،" واصل بينما يفتح ذراعيه ليشير لكل من تريس و جاك على جانبيه، "أنتما على معرفة مسبقة بجاك و بياتريس." كانت إيفانورا من ردت، عينيها الصفراوتان على تريس و يدها لا تزال على جانبها: -"بالطبع أعرفهما، لكن السؤال هو لِمَ أحضرتهما إلى بيتي؟" وضع إدوارد يدا على كتفها و كأنه هو الآخر شعر بارتفاع الضغط الذي يهدد بالانفجار، ثم قال مخاطبا تريس و جاك من خلف قناعه: -"لا أريد أن أكون وقحا، رغم أن تواجدكما في بيتي دون إذني هو الوقاحة بعينها، لكن ما الذي تفعلانه هنا؟" -"ألن تدعونا للجلوس، لورد كيلي؟" سأل جاك باعتدال. -"لا، لا أعتقد أنني سأفعل." -"أنا مصرّ." رد جاك بابتسامة ساخرة خفيفة. تريس حملقت فيه في انفعال. ما الذي يعتقد أنه يفعله، يفتعل خلافا مع القائد الأعلى منذ الآن؟ ضحكة جوريان قاطعت أيا ما كان إدوارد على وشك قوله. -"شخصية ممتعة، أليس كذلك؟" -"هل أحضرتهما لتلهو معهما يا جوريان؟" وبخته إيفانورا بحدة. -"كفى." نطقت تريس. توجهت الأنظار كلها نحوها، حينها استقامت في وقفتها و صرحت: -"نحن هنا لأننا نحتاج منكما أن تعدّلا قرار الفيلق النهائي." -"كما قلتِ تماما،" رد إدوارد بهدوء، "القرار نهائي." كان جاك المتكلم هذه المرة، انفعاله يوضح أنه نال كفايته من الدبلوماسية: -"ذلك لا يجوز! لا يجوز أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يعاني غيرنا وسط أهم صراع في حياتنا! ذلك يخالف كل أهداف الفيلق!" ساد الصمت لفترة، ثم خاطبت إيفانورا جوريان بجدية: -"إحضارك لهم يعني أنك توافقهم الرأي، أليس كذلك؟" جوريان هز رأسه بالموافقة، تعابيره هو الآخر جادة على غير العادة. -"جوريان،" قال كيلي باعتدال، لكن صوته أخذ يرتفع، "هل أحتاج لتذكيرك بسبب رفضنا للأمر في المقام الأول؟" التفت نحو جاك، "لن أرسل رجالي ليخوضوا معركةً غير معركتهم و يموتوا مكان أولئك النبلاء في العاصمة." -"ألا تفهم يا سيدي؟" كانت الحدة في صوت جاك يائسة، "إنها معركتنا جميعا! إن سقطت العاصمة فسنكون نحن التالين! سيضطر الجميع للقتال في نهاية المطاف!" -"ليس إن انضممنا للطرف الرابح." ردت إيفانورا بينما تطوري ذراعيها بعناد. -"لا بد أنكِ تمزحين." لم تصدق تريس ما كانت تسمعه. -"لهذا لم أوافق بالكامل بشأن هذا القرار..." قال جوريان بنعومة، عيناه الخضراوتان خامدتان في حزن. "أن أضطر للتعاون مع الذين يهدفون لتدمير بلدي... هذا أمر لا أفعله سوى لأجلكما، إدوارد، إيفانورا." صوت إدوارد كان ناعما كذلك، لكن صارما عندما أجاب: -"لا يمكنني أن أرمي بحياة من تحت إمرتي، ليس ما دمتُ مسؤولا عنهم." -"ماذا لو توقف الصراع عند العاصمة؟" قالت إيفانورا، عيناها هي الأخرى خامدتان بشكل غريب، "أنا أيضا لن يكون بمقدروي التعايش مع إهداري لحيوات مرؤوسيّ." بياتريس تتفهم ذلك، تتفهمه فعلا. -"أجل، ما دُمتما مسؤولين." ردت بعزم. لكن ذلك لا يعني أنها توافق عليه. تبادلت نظرة ذات مغزى مع جاك، و هذا الأخير فهم الأمر مباشرة و قفز للخلف، تريس تابعة لخطاه. -"بياتريس! جاك!" كان ذلك صوت جوريان ينادي بنفحة من الفزع، "لا تتصرفا بحماقة!" عندما أدرك بأنهما لن يستمعا إليه، رفع يديه ناحيتهما بعنف. لكن ليس قبل أن تطقطق بياتريس أصابعها أولا. بالطبع تريس و جاك قد اتفقا سابقا أنه مهما كان رأي جوريان، فإنه سيقوم بحماية صديقيه، عائلته. لذا كان عليهما أن يدبرا طريقة للتخلص من هذا العائق، فاقترحت تريس الطريقة الأبسط و الأكثر أناقة: تعويذة سامة. عندما شرب جوريان كأس الشاي الذي قدمته له هذا الصباح، لم يدري أنه احتوى سمّا عديم اللون و الذوق و الرائحة، صنعته تريس بنفسها حتى لا يلاحظه القائد الأعلى، سمّ يمكنها أن تُفعِّله في أي وقت تشاء بينما يجري في عروق جوريان بسلام إلى أن يؤون أوان استخدامه. جوريان صرّ على أسنانه و أطبق راحتيّ يديه على جانبيّ رأسه متألما، غير قادر على استجماع قوته لشن هجوم سحريّ. نظرت تريس نحو إدوارد و إيفانورا، لم تستطع رؤية تعابير القائد الأعلى من خلف القناع، لكن ذقنه كان مرفوعا. أما وجه زوجته فقد التوى في غضب أعمى، صوتها منكسر في حقد بينما تصرخ: -"ما الذي فعلتماه؟!" خفق قلب بياتريس خفقة قوية، و التفتت نحو جاك لتجد عيناه الكهرمانيتين متسعتين بقدر اتساع عينيها. ربما لم يستعدا بما يكفي لمواجهة غضب القيادة العليا. شخصيات ظهرت في الفصول السابقة : ... ... أخيــرا بعض الإجابات عن أصول الفان شكر خاص لـ آكا-تشين على مساعدتي في هذه النقطة بالذات لتغيير و تشكيل و تحسين قصة أصولهم + أخيرا ظهر القادة جميعهم جاك و تريس في مأزق لكن ذلك ليس بغريب عنهما على كل لا تنسوا تخمين صاحب عنوان الفصل و لا تحرموني من مروركم الجميل في أمان الله و رعايته |