"نحن في حرب! إن ضُربت من الخلف .. فاعلم أنك أحمق!!"
بالرغم من محاولتي النوم تلك الليلة إلا أنني لم أستطع، وها نحن ذا مجتمعين على طاولة الإفطار عدى السيد براون، الجميع في مزاج جيد باستثنائي، انتبه لي يوكي وسأل بسخرية:
- ما بال شريد الذهن؟ أهناك ما يزعجك؟
- لا أريد الذهاب للجامعة
- مسكييييييييين ~
- على الأقل لن أعيد السنة في ألمانيا مثل بعض الأشخاص!
- آخخ، لا تذكرني! أكره اللغة الألمانية!
- بالمناسبة .. هل خططت لما ستدرسه؟
- همم، نوعًا ما ~
- أرجوك لا تقل لي أنك ستبحث عن أتفه وأسهل تخصص، آلاف الطلاب يحلمون بالدراسة في الخارج كما تعلم ..!
- همم .. الحقيقة أني أخطط لدراسة الطب هناك
- ما .. ماذا؟!!!!
- لماذا تصرخ؟!
- من قسم إدارة أعمال وسكرتارية إلى طب! أوي!! أتعرف ما هي دراسة الطب أصلًا؟!
- بالطبع أعرف فأبي طبيب ~
- لـ - لكن .. ألم تكن تخطط لعدم الدراسة أصلًا ..؟!
- كان ذلك من الماضي! بما أنني سأذهب إلى ألمانيا وإلى المنطقة التي بها نفس الجامعة التي درس فيها أبي فلا مانع أن أدرس الطب مثله!
- همم .. هذا يعني أني سأتخرج وأدير شركة أبي وربما أتزوج ويصبح لي أبناء وأنت ما تزال تدرس، هاهاها ~
- من الحمقاء التي ستقبل بك أصلًا؟
- وماذا ينقصني؟ أنا ذكي، ووسيم ولدي مال كما تعلم ..
- امتداحك لنفسكَ يصيبني بالغثيان، أنه فطورك واذهب إلى الجامعة أيها الطالب الذكي ~
- طيب طيب ..
وبالفعل، أنهيت فطوري وذهبت مع السيد ناوكي الذي أصر على إيصالي للكلية بنفسه، لم أمانع ذلك أبدًا ولم أذكر شيئًا عما سمعته في الليلة الماضية، أو بالأحرى، لم أتفوه بأي كلمة أصلًا، فور أن وصلت إلى باب الكلية الرئيس شكرت السيد ناوكي الذي رد بحيوية كعادته:
- لا شكر على واجب، بالمناسبة، يجب أن تأتي لتودع يوكي قبل أن يسافر
- بالطبع سأفعل، أراك لاحقًا ~
حضرت كل محاضرتي بمفردي وقضيت ثلاثة أيام في السكن دون أن يحدث بها أي شيء غير مألوف، تحدثت مع أيامي عن موضوع الانتقال إلى غرفتي والذي رحب به على الفور، أما بالنسبة لآلن فقد كان سعيدًا هو الآخر بذلك إذ أن كارل سيأخذ مكان أيامي .. ولن أحكي لكم عن التوافق الذي يجمع هذين الإثنين.
في نهاية الأسبوع، توجهت بسيارتي نحو المطار كي أودع يوكي وآتسو قبيل رحيلهما ومعي رفقة غير متوقعة "آلن وكازامي" اللذان كانا ما يزالان متشاجرين، أو بالأحرى رينا ما تزال غاضبة ويوكي يحاول الاعتذار لها طوال الطريق
فور أن وصلنا للمطار اتصلت بيوكي ليجيب على الفور:
- أهلًا روي، هل وصلت؟
- أجل، أين أنت؟
- في صالة المغادرين لرجال الأعمال، سأنتظرك خارجها
- حسنًا، نحن في طريقنا لك
- نحن؟!
- أوه، نسيت إخبارك أن رينا معي ..
- هكذا إذن، أنا بانتظاركما
لم أتمكن من قول شيء عن آلن فعلى الأرجح لن يوافق يوكي على لقائه:
|في الليلة الماضية|
- أرجووووووووووووووك يا روي!! أخبرتك أريد توديعه قبل أن يغادر!!
- يا أخي، لمَ لا تفهم؟ هو لا يريد رؤيتك!
- أرجوك! لا أريده أن يغادر لألمانيا قبل أن نتصالح، لن يغمض لي جفن إن حدث ذلك!! أرجوك! أرجووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووك!! لقد قام بحظري من كل التطبيقات! ماذا عساي أن أفعل!! ساعدني!!
|عودة للوقت الحاضر|
لم تكن إلا دقائق معدودة حتى تمكنت من رؤية يوكي من بعيد، يقف بجواره آتسو الذي كانت عينيه معلقتان على الزجاج المطل على المدرج .. بصوت مسموع ناديت على آتسو الذي توجه نحوي راكضًا بدوره، حملته بين ذراعي كالعادة وسألته :"متحمس لركوب الطائرة مجددًا؟" ليومئ لي بالإيجاب، أعدت نظري ليوكي الذي تحولت ملامحه للغضب بعد أن رأى آلن الذي حياه بتوتر:
- مرحبًا يا صاح ~
- ما الذي أتى بك؟!!
- أتيت لأعتذر ... وأقوم بتوديعك بطريقة لائقة ~
- اغرب عن وجهي =="
قبل أن يهم يوكي بمغادرة المكان تقدم آلن وأمسك بيده ثم قال:
- أوي!! اسمع يوكي!! أعلم أني أخطأت، ولكن بربك! كان مجرد مزحة لا أقصد بها شيئًا، ستأتيك الفرصة لاحقًا وستنتقم من تلك المزحة، ولكن لا تغادر وأنت غاضب مني! حتى وإن لم تكن تعتبرني صديقك فأنا أعدك صديقًا لي، لذا أنا آسف!
- كف عن قول مثل هذه الأشياء المحرجة، أراك لاحقًا .. رينا تعالي معي .. روي، تعال لداخل الصالة، أبي يريد مقابلتك
- مهلًا يوكي .. أيعني هذا أنك سامحتني؟
- أجل أجل .. والآن عد للسكن ~
تفاجأ يوكي بعناق آلن الغير متوقع ولكنه ربت على ظهر ذلك الآخر وقال بصوت طغت عليه الجدية:
- يكفي يا آلن، اتركني!!
- رافقتك السلامة
- شكرًا لك
وبالفعل، توجهنا أربعتنا نحو صالة كبار الشخصيات ودخلنا فيها دون أي عوائق، تحدث معي السيد براون قليلًا على انفراد بينما اختفى ذلك الثلاثي اوأوصاني بتوخي الحيطة والحذر وأن أتواصل مع السيد ناوكي في حال حدث أي شيء خلال هذا الشهر خاصة، رغم أنه بدى كلامًا عاديًا إلا أنني كنت أعلم تمامًا ما سيحدث اليوم ولكن كعادتي آثرت الصمت على الكلام واستجبت لنصائح السيد براون بإيماءة بسيطة.
لم تكن إلا دقائق معدودة حتى أتى السيد ناوكي وقال بهدوء لسيده: "طائرتك جاهزة" ليرد السيد براون عليه: "حسنًا أخبرهما أننا سنقلع بعد نصف ساعة" .. أدركت لحظتها أنهم سيسافرون في طائرة خاصة وهو الشيء الذي لم يخطر على بالي، تنهدت بعمق محاوًلا عدم تذكر الفوارق الاجتماعية بيننا ثم قلت للسيد براون محاولًا سحب نفسي من تلك المحادثة: "بالإذن، أريد توديع يوكي وآتسو" ثم انحنيت بأدب ورحت أبحث عن ذلك الثلاثي الذين أخذوا يتجولون في المطار لبعض الوقت.
لحسن الحظ وجدتهم في ذلك المقهى الذي سبق وأن تواجدت فيه مع آتسو ويوكي، والمفاجأة، أن آلن قد عاد لمضايقة يوكي لبعض الوقت وأنا الذي ظننته قد عاد للسكن، اضممت إليهم وتشاركنا بعض الأحاديث العابرة حتى أتى السيد ناوكي وقال بهدوء: "يوكي! حان وقت مغادرتك!"
وقف يوكي لحظتها وقال بهدوء: "هيا، يا آتسو، لنذهب!" لينزل ذلك الفتى من على كرسيه من فوره
وقفنا جميعًا بدورنا لوداع يوكي، وبالطبع حظيت رينا بالدراما كلها، فقد عانقته بشدة واغروقت عيناها بالدموع، بعد أن انتهى ذلك المشهد تقدم آلن بخطوات سريعة لتوديع يوكي بطريقة مشابهه إلا هذا الآخر ابتعد عنه هربًا من عناقه وقال بصوت منزعج:
- لقد ودعتني قبل نصف ساعة! ارحمني!!
- هذا جزائي إذن =="
- أجل! إياك أن تقترب مني!
- آخخخ! لا تدع الغرور يملأ رأسك، من سيفتقدك أصلًا!
- من قال أني أريد أن يفتقدني أحد؟!
تنهدت بعمق بينما بدأ أولئك الاثنان بالشجار، وعندما شعرت أن الشجار بدأ يحتد قاطعتهما بهدوء:
- يوكي دعك منه! تعلم أنه يريد استفزازك فقط!
- معك حق! سأتأخر على أبي! أرك لاحقًا يا روي!
- رافقتك السلامة
رفعت كفي له ليقوم بضربه بعفوية ثم قال بصوت تمكنت من سماعه دون البقية: "شكرًا على كل شيء!" لم أقم بالرد عليه بل اكتفيت بإيماءة بسيطة وما كانت إلا ثوان معدودة حتى اختفيا عن أنظارنا، تنهدت بعمق ثم نظرت إلى آلن الذي كانت تعلوا وجهه ابتسامة غريبة لم أفهمها، وعلى الفور توجهت أنظاره إلى رينا ثم قال:
- رينا، بما أن يوكي غادر ولن يعود، أتريدين مواعدتي؟!
- في أحلامك!!