[مفاتيح القراءة] -حوار مانيلا -سرد لوك -حوار لوك -سرد السيد جوداك -حوار السيد جوداك -حوار فيكتور -حوار ماري -حوار جاك - -لوك- كان الجميع متوترٌ نوعًا ما، فلقد بدءوا بالضغط على الألواح أمامهم بأنفعالية وسرعة شديدة سرعان ما توقفت شاشة العرض لتعرض أربعة شرائط مكتوبٌ بجانبهما Sunday - 21 December كنتُ أجول بناظري سريعًا بين الشاشات بحثًا عنها لقد وجدتها بالفعل، دلفت لتوها من باب المقهى وهآهي تُكلم موظف الاستقبال لكن لحظة! لقد اختفت، لم تظهر بالشريط التالي، ليست جالسةً بين الزبائن ~هُناك شيء ما يَحدث~ وبالفعل شكوكي كانت بمحلها، فهآهو فيكتور يظهر في المقهى وهو يجلسُ على احدى الطاولات قالت مانيلا انهما التقيا بالمقهى، لكن أين هي مانيلا بحق خالق الجحيم! تحدثتُ على فوري قبل أن أفقد رباطة جأشي: "أريد هذه الأشرطة بالحال" "لكن.. سيدي لقد حصلت الشرطة عليها بالفعل!، هذه نسخة محفوظة بالأرشيف" اجابني متلعثمًا "أفتح الأرشيف إذًا!" قلتُ بصرامةٍ "سيدي ولكن.." "قلتُ افتح الأرشيف، والآن! ألا تسمع!" وقف متوترًا قبل أن يَتجه إلى باب الأرشيف، فأنا أعلم أنني أضعه في موقف حرج، وأعلم أنني أورط نفسي فلو علمت الشرطة بأن أحدهم انتحل شخصياتهم سوف يكون العقاب وخيمًا، ولكنني لن أهتم سأجد حلًا وقتها تقدم أمامي يحملُ مفتاح مزدوج ذو أنبوب طويل ادخله بالمقبض الأول ثم اخرج مفتاح آخر وادخله بالمقبض الآخر ثم فتح الباب ودخل، الكثير مِن الملفات، والأشرطة وقفتُ عند الباب انتظره، وبالفعل عاد حاملًا شريطين اعطاني إياهما بصعوبة فيما كان يرتعش ويتوجس خيفة مني، لكنني سحبتهما بقوة منه ورحلت وقبل أن أخرج نهائيًا من غرفة المراقبة صرختُ بحدة: ما حدث اليوم إن وصل لمسامعي أنكما اخبرتم بهِ أحدًا سيكون حبل المشنقة التالي على رقابكم، هل فهمتم" ثم رحلت، كان علي قبل فحص هذه الأشرطة أن أزور مانيلا أولًا كانت تجلسُ على السرير تضمُ ركبتيها لصدرها تدفن رأسها فيها، اقتربتُ برويةٍ وربتُ على ظهرها قبل أن أقول بهدوءٍ ولطف: "كيف حالكِ اليوم؟" رفعت رأسها ببطء ناحيتي قبل أن تقفز وتحضنني وتشد على قميصي وهي تهمس في أذني: "لوك أنا لم أقتله، انا لستُ قاتلة! أنا.. قتلته! أنا قتلته!.. أنا.." كانت تتحدث بنبرةٍ طبيعية قبل أن تصرخ بحدة مُخيفة ثم تنهار باكيةً يبدو أن المهدئات بدأت تؤثر على عقليتها نظرتُ إليها قبل أن أتحدث بجدية وأسألها: "لماذا ذهبتِ للمقهى يوم الأحد؟" "المقهى؟.. المقهى؟ ألا يذهب الناس هُناك لشرب القهوة؟ هل كنت أشرب القهوة مثلهم؟ هل أحب القهوة؟" كانت تتحدث بنبرةٍ طفولية مائلةٍ للحيرة "مانيلا، ركزي معي، لقد ذهبتِ يوم الأحد للمقهى صحيح؟ لقد قابلتِ فيكتور هناك؟" نظرت إلي ببلاهةٍ قبل أن تقول: "لماذا أنت هُنا؟ لتضع حبل المشنقة حول عنقي؟ أبتتتعععد عنيي" كانت تتحدث بروية قبل أن تدفعني وتصرخ لم يكن باليد حيلة سوى أن أتوجه لذلك الحقير وأستجوبه بنفسي: -فيكتور- "تفضل" فاجئني ظهوره، دخل وبل جلس على الكرسي قبالة المكتب "إن كنت قادمًا للمشاجرة فأعتقد أن القوقت غير ملائم" "دع عنك التظاهر، فأنا أعرف حقيقتك بالفعل" اجابني متهجمًا "عن أي حقيقةٍ تَتحدث، ما انا إلا طبيب حقيقتي هي أنني أساعد المرضى أمثالك على الشفاء" "أنت مُحق، لكنك أخطأت فأنا لستُ أحد مرضاك، أنا نهايتك، أتفضل الموت أم الحقيقة؟" "لا أعرف عما تتحدث، ويبدو أن مخطوبتك أصابتك بالعدوى، دعني أوضح لك الأشياء وحسب، ولكن قبلها لمَ لا تُشاهد معي هذا المقطع الصغير" -لوك- كان يتحدث بلطف في المقطع ويحاول اعطائها المُخدر لكنها صرخت بل حاولت مهاجمته بالكوب لكن الطاقم ألحقها بآخر لحظةٍ وقيدها لتغط في نومٍ عميق أتفهم أنه سبب دخولها للمصحة، لكن إن كان يتعامل بلطف معها منذ مدة ولاسيما أمام الطاقم فأنا متأكد أن مانيلا الطبيعية ماكانت لتصرخ أو تهاجمه كانت لتصمت وتراقب بصمت حتى تَتمكن منهُ "إذًا أزلت مُصر على أنك تعرف حقيقتي؟" "إن مخطوبتك حقًا مريضة، لم يكن هذا هجومها الأول لقد حاولت قتلي عدة مرات قبلها، لكنني محظوظ لأظل على قيد الحياة" أكمل جملته بهدوء. "نَعم أنت محظوظ،.. للغاية، أعذرني على سوء الفهم، هل يُمكنني الآن أن أطرح عليك بضعة أسئلة؟" "بالطبع تفضل" "لقد كنت بالمقهى يوم الاحد صحيح؟، وقابلت مانيلا هُناك، لكنك نفيت ذلك بالتحقيقات، لماذا؟" "ربما كنتُ بالمقهى، لكنني لم ألتقي بمانيلا هُناكـ، أول لقاء لنا كان بقسم الشرطة" "عَجيب مع أنني حصلتُ على شريط مراقبة يُثبت العكس، تظهران فيه بشكل واضح وانتما تجريان محادثةً" ما أن انهيتُ جملتي حتى اتسعتا حدقتا عيناه ولكنه سرعان ما عاد لطبيعته قائلًا: "أخبرتك أول لقاء لنا حقًا في قسم الشرطة، أعذرني لدي الكثير مِن العمل الآن بما فيها المرور على مخطوبتك والتأكد من تناولها للدواء" -فيكتور- ~سحقًا! كيف حصل على الشريط، ألم تقل تِلك الغبية أنها تخلصت مِن كل الأدلة!~ - رأيتُه يبتعدُ وهو يتحدث في هاتفه مغاضبًا، ومِن هُنا تأكدت شكوكي مانيلا لم تقتل جاك، ولم يكن لفيكتور أن يُلوث يديه بدماء شخصٍ مثل جاك، هناك طرفٌ ثالث لم يكن بالأمر العسير، فبلا شك ماري متورطةٌ بشكلٍ أو بآخر بالقضية لكن ما علاقة ماري بجاك، وما علاقة ماريو بمانيلا، أتكرهها؟ تَحقدُ عليها؟ تحقدُ لدرجة أن تزهق روحًا! الأمر غير منطقي.. أخذت أدراجي وذهبتُ للمحامي جوداك "مانيلا لم تقتل جاك، لابد مِن انهم استبدلوا السكين بآخر يحمل بصماتها، لدي الدليل الذي يُثبت ذلك" كنتُ أتحدث مندفعًا تارةً وآخرى بحماسة "القضية أنتهت بالفعل، مهما يكن الذي في يديك هو حتمًا ورقة خاسرة!، ثم ما بالك تتحدث بصيغة الجمع، هل بات القاتل جماعةً الآن؟" أجابني بهدوءٍ حتى لم يكلف نفسه عناء النظر في وجهي "سيد جوداك، رغم أنك لم تقتل مانيلا ولم تُدمرها، لكنك لم تُنقذها أيضًا، أنت آثمٌ معهم ثمن حريتها" باتت هذه المعركة لي وحدي، أنا البطلُ الذي عليه أن يُفك الحبل ويُحرر مانيلا مِن المستنقع الذي وقعت فيه، حان اللعبُ بجديةٍ الآن.. ذهبتُ إلى ماريو، إنها تسكن بالقرب من شقة مانيلا، لكن الفرق أنها في المربع السكني B وليس A أعتقد أن هذا يُعطي لها وقتًا أقصر في تلبية أوامر العمل والتي تطلبُ أحيانًا الذهاب لشقة مانيلا لانجازها -عِند ماري- "مَن بالباب!" "لوك" "أهلًا لوك، تفضل تفضل، شاي أم قهوة؟" نظرتُ إليها بجمودٍ متناسيًا نفسي، قبل أن تفيقني مِن شرودي وتعيد علي السؤال: "وهل لنا الحق في الجلوس والاستمتاع هكذا وزميلتنا بالمصحة العقلية مُتهمة زورًا؟" "هيآ لاتكن جامدًا هكذا، سأصنع لك فنجان قهوة، لطالما أحببتها" أمسكتُ ذراعها أشدُ عليه ساحبًا إياها عنوةً لتجلس: "أخبرتكِ لاداعي لذلك، لدي بضعة أسئلة وسأرحل على الفور" "أخبريني هل تعاملتِ مع جاك مِن قبل؟" "مالذي تسألُ عنه فجأة! أتقول الآن أنني مَن قتلته؟" "هدئي مِن روعكِ، لم أقل ذلك ولستٌ مِمن يلقي التهم جزافًا، قصدتُ بالشركة، ألم تجمعكما أي أعمال؟" "تعاملتُ معه مرة، كان علي تسليم تصاميم مانيلا الجديدة لهُ ليسلمها لك بحكم أنها تصاميم رجولية" "لكن ألا ترين هذا غريبًا؟ لماذا لم تُعطي التصاميم لـ ليون فهو العارض الخاص بمانيلا!" "لاتسألني، إذهب وإلق بسؤالك على السيد ماكس، ربما يكون هو أيضًا ضمن دائرة اشتباهك" "هههه.. هل نلعب الآن لعبة المُحقق واللص؟، حسنًا إذًا، مارأيك في لص يَسرق شرائط المراقبة ويتلاعب بها؟ هل يُعتبر شريكًا بالجريمة؟ أتسائل عن رأي الشرطة في ذلك" "حُبك لمانيلا أشعل الجنون في عقلك، أخبرتك سابقًا عدة مرات بدلًا مِن الركض خلفها كان الاولى أن تقع بالحب معي، أنظر إلى حالك، ميؤس منه، مسكين!" "وأجبتكِ ولازال أجيبكِ، لن تصلي لمستواها ابدًا فأريحي بالكِ ماريو، ومع أنكِ تغيرين المواضيع واحدًا تلو الآخر لكي تُضلليني، إلا أنني قد حصلتُ على اجابات كافية، شكرًا لوقتكِ حقًا" "وآه، كُفي عن إقحام حُبكِ السخيف لي بكل موضوع ونقطة، سيكون من السيء أن تركض الفتاة خلف شخص تعلم انه ليس لها، إنها مضيعةٌ لوقتكِ ووقتي" -لوك- خَرجتُ مِن عندها وشكوكي قد ازدادت، ماري حقًا مُتورطة في مقتل جاك، لكن كيف ومتى قد تعرفت عليه! مالدافع خلف قتله؟ توريط مانيلا؟ ولكن مانيلا لم تكن تتعامل معه. جاك عارضي أنا.. على أية حال لم أكن بمزاجٍ جيد لذا عدتُ أدراجي أحاول النوم، لكن أبى أن يُفارقني الأرق والتفكير رحتُ أفكر في العديد مِن الأشياء، كيف قابلتُ مانيلا لأول مرةٍ بالشركة، أيامنا قبل الانتقال. الكثير مِن الأمور تغيرت، فمن يعرف مانيلا الهادئة الباردة قليلًا والثابتة لايعرفها الآن! وكذلك ماري! ماري التي ما أن عرفت أنني صديق مانيلا وعلى معرفةٍ سابقة بها حتى بدأت تلتصق بي بشكل عجيب، ربما كانت تحاول سرقتي بدايةً، ولكن يبدو أن الهوى قد غلب خُططها فأحبتني.. ~يا إلهي~ - "مانيلا! استيقظي، مانيلا.." آآه.. مَن أنت؟ دييغو! - ذهبتُ إلى المُحامي مرةً أخرى، أعرف أن بجعبته ماهو أكثر مِن براءةٍ لغياب العقل والوعي! "سيد جوداك، قلت سابقًا أن هناك قطعتي مِن طقم السكاكين مُختفية صحيح؟" قلتُ بحماسةٍ "أجل، وأحدهما مُستخدم في الجريمة" سكتُ لبرهة قبل أن أعاود الحديث وأسأله: "أنت تثق أن مانيلا لم تقتله صحيح؟" "لوك، هذه القضية مُنتهية، ولايهمني معرفة الحقيقة لقد اديتُ دوري وأنقذتها مِن حبل المشنقة" أجابني بحدةٍ قليلةٍ "ألم تُفكر أن أحدًا ربما سرق السكين وقتل به جاك لتوريط مانيلا؟" "أنت مُصمم على أنقاذها؟ إذًا فهناك طريقة واحدةٍ لفعل ذلك" أجابني فيما يُزيح الأوراق على المكتب مُمسكًا أقلامًا بيديه: "لو افترضنا أن القلم الأحمر هو مسرح الجريمة، والأزرق هو منزل مانيلا، والأخضر هو سلاح الجريمة، والآن لنحضر حبل ونربط المسافة بين الأحمر والأزرق" سكت يَكتب عدة أرقام بجانب الحبل وبجانب الاقلام ثم عاد مكملًا: "زمن الوفاة كان 35 دقيقة، تتراوح ما بين نزيف القلب وطعنة القاتل له، المسافة بين منزل مانيلا ومسرح الجريمة هي ساعة ونصف، لنقل ساعة غير محتسبين زمن الوفاة، إذن فهي لديها ساعة تقريبًا لتدخل شقة جاك وتستدرجه وثم تقتله وتسرق التصميم وثم ترحل! لكن الأمر غير منطقي، لأن مانيلا يوم السبت كانت بالمقهى صحيح؟ لذا الشخص الذي قتل جاك يَسكن بالقرب مِنه أو ربما قادم بسيارة! لديه مسافة قريبة تمكنه من القتل والهرب في ساعتين تقريبًا، لايمكننا اتهام أي شخص آخر لأن جميعكم كنتم بألمانيا! السكين كان يحمل بصمة مانيلا ولكن لأصدقك القول راودتني بعض الاستنتاجات حول استبدال السكين! كلاهما يحمل نفس الشكل لذا مِن المحتمل أن القاتل استعمل سكين كان يحمله ثم احضر الخاص بمانيلا أعاد طعن الضحية ثم ألقى بالسكين بالقرب منه، وربما سرق أحد تصاميمك والقاها في شقة مانيلا" كنتُ متفاجئًا مِن طريقته في تحليل القضية عدتُ لصوابي قائلًا: "هُممم إن كانت شكوكي صحيحة فالقاتل حُر طليق وبل يتلاعب بالساحة وكأنه حارس المقبرة غير مُمكن المساس بهِ لكن لايُمكنني إلقاء التهم هكذا دون دليل، لدي دليل واحد، لكنه لا يُثبت أي شيء، سيد جوداك لو كنت القاتل فلماذا كنت ستختار جاك؟ لماذا ليس ماري أو السيد ماكس، أو حتى أنا! لماذا جاك؟" "أحسنت قولًا، ما أن نعرف الخبايا خلف مقتل جاك سنتمكن مِن امساك أول خيوط القضية، لوك، اعتمدُ عليك" - -لقطات مِن الماضي- -"إليك التصميم الجَديد، كُن حذرًا كيلا يتم إمساككَ" -"ماري، تصميم واحد لا يكفي أحضري لي آخرين إضافيين" -"لاتكن جشعًا جاك، لقد أحضرته بسهولة بسبب هلوسات مانيلا، لكن شخصٌ غيرها كان قد أوقع بنا منذ زمن" -"حسنًا، لاتنسي نصيبي مِن العملية" -"أنت تعلم كما نحن، 40% لكَ والبقية لي" -"هل تمازحيني! 30% لاتكفي! لاتكوني شجعة وتأخذي المال كُله لكِ" -"جآك كف عن التحامق، هذا كان اتفقنا منذُ البداية، أرضخ للأمر وإن لم يعجبك يُمكنك التوقف!" -"كان هذا قبل أن نحصل على الكثير مِن الصفقات والعمل!، أريد 60%!" -"هذا يفوق مقدرتي لاتكن أحمقًا! مالذي جرى لك جاك!" -"إما 60% أو أكشف كُل مافعلناه، ولا أمانع أن نسقط سويًا ولكن لن أسقط وحدي!" -"ألا ترى أنك أصبحت تبالغ في طلبك! 60% نسبة كبيرة! فلتفعل ما تريد، سأقوم بالعمل وحدي أصبحت بلا فائدة" -"أهكذا تُدار الأمور الآن؟ ماري أنت تقلبين الطاولة عليكِ، قسمًا ستندمين" |