[مفاتيح القراءة] -سرد مانيلا -سرد لوك -سرد الشرطة -سرد الطبيب ليوناردو -حوار الشرطة -حوار لوك -حوار مانيلا -حوار ماري -حوار السيد ماكس -حوار ليوناردو -شخصيات أخرى ثانوية -حوار طبيبة الشرطة -هلوسات الظل في احلام مانيلا ~كلام مانيلا في قرارة نفسها~ ~ -"هل تعرفين صاحب هذه الصورة؟" -"ن..نعم،إنه جاك توماس، نعمل بنفس الشركة" -"هل كنتما على وفاق؟" -لم نكن نتحدث بالأساس!كان مجرد عارض أزياء..وإن تحدثنا سيكون ذلك باطار العمل!" -"لقد وُجِدَ مقتولاً البارحة في شقته،وانتِ المشتبهُ الرئيسي" -"مُستتحيل! أنا بالكاد أعرفه، كفوا عن القاء التهم جزافاً وجدوا القاتل الحقيقي" كنتُ أصرخ بحِدة -"ماذا تفسرين هذا، إذن!" وضع أمامي إحدى التصاميم واخرى صورة لسكين بجانبها صورةً من تطابق بصماتها مع بصماتي.. -"هل هذا توقعيك؟" -"كلا! ذلَك توقيع لوك" -"لقد فحصنا هاتف السيد توماس، وكانت آخر مكالمة لرقم غيرمسجل، عنِد البحث اكتشفنا ان ذلك الرقم مسجل باسمك -مانيلادونسون-" -"لايمُكن! لماذا سأقتله على أية حال؟" كنتُ قد بدأت أفقد رباطة جأشي: "لا أعرف عمّ تتحدث! أناب الكاد أعرفه.. لماذا سأقتله؟ وكيَف! أنالستُ القاتلة، عليكما تصديقي!" كنتُ أتحدث بانهيار، هناك شيءٌ خاطىء! قاتل جاك طليق وأنا..مُذنبة. -"آنسة دونسون، كماتعلمين نحنُ نعمل حسب الأدلة، والتي بدورها جميعاً تُشيرُ إليك.ِ. فما قولكِ؟" -"أنا لم أقتله، كم مرة علي قول ذلك!" -"حسناً، أين كنتِ يوم الأحد مابين الساعة السابعة والثامنة والنصف؟" -"بالمقهى!"قلتُ على عجل، لدي حجة غياب قوية هذا سيعزز موقفي! -"هل ديكِ شهود؟" -"نعم، موظف الاستقبال، و.." سكتُ لبرهة وأنا أفكر، ثم نطقت بهدوء: "ليوناردو، ليوناردو فيكتور" -"من يكون ليوناردو!" -"فتاً أحمق كان يحاول معاكستي، على أية حال أحضروه سيثبت حجة غيابي!" خرج أحد الشرطيين لأحضار الشهود، تركوني حينها في غرفة الاستجواب وحدي،أعرف تلِك الحيلة، حيث يتركون البطل بالفلم ليروا ماذا سيفعل وحسب محللهم النفسي يثُبتون التهمة عليه.سأكون أذكى منهم وأجلس بهدوء مكاني، لَك نذلك لم يدم طويلاً فلقد أخترق صوته رأسي: "مانيلا، مانيلا، مانيلا، مانيلا، مانيلا، مانيلا، مانيلا" كان حاداً وصاخباً للغاية، وضعتُ يداي على رأسي وصرختُ بأعلى ما أملك "توقف، توقف، توقف وحسب!" مالبثَ أن صرخت حتى فتُح الباب بقوة وذلك الشرطي يركض نحوي سائلاً بقلق: "هل أنتِ بخير؟ أحضروا الطبيب" صرخَ بآخر جملته - -الشرطة- "هَذه بعضُ الفيتامينات، بالأضافة إلى الراحة لمدة أسبوع، مِن الأفضل تأجيل التحقيق قدر ما تستطيعون" ذلَك ماقالهُ الطبيب بعد فحصها، لذلك قمنا باستجواب الأفراد الذين كانوا على صلة بالضحية.. -"لايمُكن لمانيلا أن تقتله!" كان يصرخ بينما يضرب المكتب بكلتا يديه -"سيد لوك أقدر انفعالك لكن عليك أن تهدأ، تلِك ماهي إلابضعة اجراءات والمتهم مذنب حتى تثُبت ادانته لذا أجب عن اسئلتنا مِن فضلك: أين كنتَ يوم الأحد ما بين الساعة السابعة والثامنة والنصف؟" -"في المانيا، سافرتُ مع الشركة مِن اجل عرض الأزياء" -"الشهود؟" -"يمُكنكم التحقق مِن مكتب الحجوزات وكذلك مِن المطار، وهناك السيدة ماري ورئيس العمل سيد ماكسميل، لقد كاناعلى متن الرحلة نفسها" -"هل هذا تصميمك؟" نظرتُ باتساع إليه قائلاً: "لايعرف بشأنه عداي وجاك، كيف حصلتم عليه؟" -"وجدناه بشقة الآنسة دونسون، امازلت تقول أنها ليست القاتلة؟" -"نعم، أنا مصر! ثم يمُكن أن جاك قدعرضه عليها، بحكم كونها مصممة عالمية وقد تملك بعض التعديلات عليه، ذاك ليس دليلاً قاطعاً لادانتها!" -"ماذا عن بصماتها على السكين؟" -"ألايمكن ان احدهم أخذها من منزلها بغرض توريطها؟" -"سيد لوك، لماذا تدافع عن مانيلا بتلِك القوة!" -"لأنها ليست القاتلة!" قلتُ بصرامة -"هل تعرف شيئاً يثُبت العكس؟" -"كلا، ماذاعن حجة غيابها!" تذكرتُ ذلك تواً لذا تفوهتُ بهِ سريعاً -"بالأحرى، أليس من الغريب أن مصممةً عالمية مثلها ليست مشاركة فيعرض المانيا؟ ترُى ما السبب" -"لقد كانت مريضة، ثم ماصلةُ هذا بحجة غيابها!" -"قالت أنها كانت بالمقهى بوقت حدوث الجريمة ولكن بالحقيقة الشهود الذين استعانت بهم قاموا بنفي ذلك، قال موظف الاستقبال أنه لم يرها، والمدعو ليوناردو، قال أنه لايعرف أحداً بذلك الاسم وبل كيف ستطلب شهادته.. فتاة قام بمعاكاستها على حسب قولها، ليس وكأننا نصر على الصاق التهمة لها، ولكن جميع الأدلة تشيرُ إليها!" - -"سيد ماكس، جاك كان يعمل بشركتك، صحيح؟" -"نعم، لقد سمعتُ بخبر مقتله" -"أردنا سؤالك، ألديه أعداء أوماشابه؟" -"على الأطلاق! لقد كان تعامله جيداً مع الآخرين والمثل مع تعاملهم له" -"ماذا عن علاقته بالانسة دونسون؟" -"مانيلا؟ أبينهما شيء؟ حَسب علمي فإن مانيلا قليلة الكلام، معارفها قلال ولاأظن أن جاك منهم!" -"هل تشك بأحدهم؟" -"لاأعتقد، ربما سارقٌ مِن خارج الشركة" - -"الاسم؟" -"ماريو سوليام" -"هل تعرفين السيد توماس؟" -"نعَم فنَحنُ نعمل بنفس الشركة" -"ماعلاقتكِ بهِ بالضبط؟" -"علاقة عمَل، فأنا مُديرة مكتب المصممة مانيلا دونسون ومساعدة المصمم لوك كيروا، وهو العارض الرئيسي لتصاميم السيد لوك" -"هل لاحظتِ شيئاً بينه وبين مانيلا؟" -"كلا، صراحةً هي حريصة جداً بعلاقاتها مع الآخرين، هي لا تثق بأي شخص. عندما أتيتُ للعمل أول يوم صرخت علي لمجرد أنني كنت أُمسك بقلمٍ كان على المكتب، بسب بتلِك الحادثة لم تدعني أدخل المكتب لمدةأسبوع!. إنها غامضة ومتحفظة، ربما كان بينهما شيء ولكنها لم تُظهر ذلك.. ربما!" -"في حال لاتعلمين، لقد قتُل السيد توماس صباحي ومالأحد، ومانيلا المشتبه الرئيسي به، كلامكِ قد يؤدي بها إلى حبل المشنقة، فهل أنتِ واثقة؟" -"أنا لاأعرف إذا ما أملكه قد يفيدكم بالتحقيق أم لا، ولكن قبل عدة أشهر سمعتُ مانيلا تتشاجر على الهاتف كان تتصرخ وتقول: "لقد أعطيتك أفضل تصاميمي ولكنك فضلتَ العمل معه، إن لم أجد الملف على مكتبي بالغد ستكون نهايتك على يدي، حينها سأخبر لوك بكل شيء، سأخبره مَن يسرب تصاميمهُ للشركة المنافسة.. "لاأعلم مع من كانت تتحدث ولكن يبدو أنه جاك" -"لقد فتشنا شقتكِ كأجراء قانوني، وَوجدنا هذاالمفتاح، بعد التحقيقاتل قد عرفنا انه مفتاح شقة مانيلا، فماذا يفعل بحوزتكِ؟" -"لقد أعطتني نسخة منه بسبب أننا احيانا نتأخر بالعمل فنَكمله بالمنزل، كما أنها ترسلني لشقتها لاحضار لها الملفات التي تنساها" -"شكراً لكِ آنسة سوليام، يمكنكِ الرحيل" -لوك- خَرجت ماري مِن مكتب التحقيقات، ركضتُ نحوها لاسألها حول ما دار معها بالداخل: "ماري! كَيف جرى الأمر معكِ؟" -"إنهم يشتبهون بمانيلا" -"أعلم، لذلك علينا أخبارهم بالحقيقة، حَقيقة أن ماري بريئة!" -"نعم، لقد أخبرتهم بالحقيقة بالفعل، الحقيقة الكاملة وليست تِلك الزائفة" -"عمّ تتحدثين؟" -"حَقيقة أن جاك كان يَسرقك لوك، مانيلا كانت تعرفُ بهذا ولكنها تسترت عليه! تِلك هي الحقيقة" -"كُفي عن ذلك الهراء! لديها حجة غياب!". أثار غضبي كلام ماري، لذلك عِدت للمحقق أخبره أن يتحقق مِن كاميرات المراقبة، لَكن الصادم أنّ مانيلا لم تظهر فيه "سحقًا!" هُناك شيءٌ خاطىء يَحدثُ وكأن أحدهم يورطها في ذلك، ما همني أمر الأدلة إنني أثق ببراءتها كَثقتي بأن الحليب لونه أبيض. - -مانيلا- فتحتُ عيني كنتُ في زنزانة صغيرة، باردةً بعض الشيء مرتديةً ثيابًا بيضاء.. "رائع، أصبحتُ قاتلة!" لم أجد الفرصة للسخرية حتى فإذ بهُ يقتحمُ رأسي بصوته الحاد العالي: "مانيلا، مانيلا، مانيلا، مانيلا" أسندتُ ظهري للحائط وضممتُ ركبتاي إلي صدري دافنةً رأسي بينهما بينما أحيطها بيداي وأصرخ: "توقف، توقف، توقف" لم يدم طويلًا حتى فُتح باب الزنزانة، رفعتُ رأسي لأراها تدخل بهدوء.. شابةً يافعة، ترتدي ثيابًا عادية وفوقهما معطف أبيض، أغلقت الزنزانة وجلست قِبالي على الأرض قائلةً: "أنا الطَبيبةُ أنجلين، أنجلين زوراي، لابدْ أنكِ مانيلا دونسون، تشرفتُ بمعرفتكِ" نظرتُ إليها بهدوء قبل أن أقول بصوتٍ مَبحوح "أنا لم أقتله.. صدقيني"مَسحت على ظهري وقالت بلطف هادىء "أنا أصدقكِ، أنا هُنا لكي أصدقكِ" - -لوك- حينما أنتهوا مِن التحقيق ووجدوا ألا أحد يَمتلكُ دافعًا لقتل جاك عدا مانيلا، لَكنها أصرت أنها لم تقتُله، وازدادت حالتها النفسية سوءً، لم تُفلح الطبيب أنجلين في سحب الأعتراف مِنها فأحالتها إلى مشفى الأمراض النفسية، حاولتُ زيارتها عِدة مرات لكنهم رفضوا، قالوا لايُسمح بزيارتها غير المُحامي الخاص بها والشرطة. "سَيد ماكس، عليكَ أن تتصرف، مانيلا ليست قاتلة جميعكم تعرفون ذلك!" -"ماذا عن بصماتها على السكين؟"ذَلِك كان ماتسون مُدير أعمالي -"يُمكن تزييف ذلك، لَكن لديها الدافع الأكبر لقتله، السارقة الكَبيرة تقتل السارق الأصغر" تِلك كانت ماري، تتحدث بنبرةٍ ساخرة حول ما حدث، لَكن لم يدم ذلك طويلًا فلقد نطق السيد ماكس بِحدة وهدوء محذرًا إياها: "ماري! توقفي عن ذلك الهراء" . . أنا على ثقة أن مانيلا متورطة، لكن لا أفهم كيف ومتى فعل المجرم ذَلك، للوهلةِ الأولى شككتُ بماري؛ أعلمُ أنها تغار مِن مانيلا منذُ وقتٍ طويل ولكن تصرفاتها في مقر الشرطة والآن تِلك ليست ماري الهادئة! "هُناك شيءٌ ما، سأكتشفه مهما حَدث" - -فيكتور، طبيب نفسي في المصحة- -"فيكتور، المريضة رقم ٥٩٠، أعتمدُ عليك" ألقيتُ نظرةً على الملف الذي وضعهُ ألبرت على مكتبي توًا: الاسم: مانيلا دونسون العمر: 29 المهنة: مُصممة أزياء لا أقارب، تسكنُ في شقة صغيرة، مُتهمة بقتل العارض "جاك توماس" أعراض هَلوسة متأخرة. "حسنًا لنلقي نظرة على من ستتصل الصغيرة إن كانت بورطة، لوك كيروا! أوه صغيرتنا واقعةً بالحب" أغلقتُ الملف، مسندًا ظهري إلى الكرسي أدور بهِ "حسنًا" وقفتُ متجهًا إلى غرفتها. - -مانيلا- عينآي حمراوتان، وَوجهي شاحب، لم أستطع النوم سابقًا بسبب تِلك الكوابيس، لكن الآن لا أستطيعُ حتى اغماض عَيني مُنذ تِلك الحادثة! خائفة لا أعلم حتى ماذا سيفعلون بي هُنا، جلسات الصعق بالكهرباء، وتِلك المهدئات التي تؤدي للأكتئاب. لم يمض على تواجدي أسبوعين حتى سمعتُ بانتحار خَمسة عشر مريضة، هل سيكون مصيري مثلهم؟ لا أعلم لهذا أتكور على نفسي فوق الفراش، أضمنُ ألا يَقترب مني أحد، فكرتُ وفكرت لِكنه لم يَترك لي فرصةً للألتفات حتى فها هو قد عاد ليفتِك برأسي وعقلي: "مانيلا، مانيلا، مانيلا، مانيلا، مانيلا، مانيلا" وحينما أغمضتُ عَيني للهرب مِنه، رأيتُه.. بمعطفه وقبعته الأسودان، بطوله الفارع وأكتافه العريضة بعض الشيء، اقترب واقترب ثم وجهْ عيناهُ إلي، فَتحهما على مصرعيهما فقفزتُ فوق الفراش وأنا أنتفض مِن الذعر، لم أشعر بشيء بعدها لأن برودةً سرت في جسدي، نظرتُ إلى جانبي الأيمن فرأيتهُ: "لي..ون..اردو" ثم غطتُ في نومٍ عميق. - "أعدكِ أن أكَشف الحقيقة، مانيلا.. سأكون بجواركِ دومًا، لا تخافي" كنتُ أظن أنني قد سمعتُ صوت لوك، لا أعلم حقًا ماذا يحدث حَولي فرأسي جدًا ثقيل؛ ذَلك لأنهُ كُلما داهمني ذلك الصوت أغرقوني في النوم بالمهدئات. فتحتُ عيني بثُقل لأرى الممرضون يُثبتون قدمي ويلتفون حولي، بينما كان هو يقيسُ نبضي عبر معصمي، حينما لاحظ استفاقتي نظر إلي وابتسم، لَكن ذلك لم يُطمئني البتة، نظرتُ إليه بغير فهم، عاودت اغلاق عيني وثم فتحها فوجدته يَبتسمُ بخبث بينما يُخفي عيناه بقبعتهُ تِلك، أغلقت عيني وهززتُ رأسي أعدت فتحها فرأيت وجه ليوناردو العادي.. ~اللعنة ماذا يَحدث!~ وهكذا سرت الأمور، تارةً أراه طبيب بابتسامته اللطيفة وأخرى بوجههِ المريب وابتسامته الخبيثة! ذَلك أخافني للحد الذي دفعني إلى الصراخ عليه وأنا أسحب معصمي مِن بين يديه: "ابتعد عني!" نَظر إلي باتساع، أمال رأسه للفتى الذي بجانبه وهو يهمس بشيءٍ ما ثم ترك معصمي، رفع الغطاء واضعًا إياه وثم اعاد الغطاء بينما كان يبتسم بهدوء قائلًا: "هَوني عليكِ، كوني بخير" رحل بهدوء تاركني غارقةً في أوهامي.. كان يترددُ على غرفتي بين الحين والآخر، يَبتسمُ بهدوء يضع صينية الطعام، يَجلسُ قليلًا قبل أن يتحدث: "عَليكِ تناول الطعام كُله، ذلك سيساعدكِ في بنيتك الجسدية" ثم يرحل، يعاود الكَرة يومًا وأثنين وسبعة، لقد سأم مني حتمًا فأنا لا أمس ذلك الطعام، ولا أنظرُ إليه حتى. -اليوم الثامن- دَلف إلى الغرفة، جَلس على المقعد المجاور لفراشي، كان يضعُ ساقًا فوق الآخرى لكنه أنزلها، انحنى ليكون بمستوى نظري ثم شبك يديه وقال: "عليكِ مساعدتي لأخرجكِ مِن هُنا، وأولهُ تناولي طعامكِ، ولانقاش في ذلك" أرجع كرسيهُ للخلف، واضعًا طاولةً صغيرة أمامه عليها صينية طعام، نظر إلي ثم أشار للطعام وقال: "كُلي، سأذهب الآن لكن سأعود لأخذ الصينية، وهي فارغة" شددّ على كلمة فارغة، لم أعره أية أهتمام، ولكن لأنني كنتُ جائعة وهزيلة الجسد تناولتُ الطعام بشراهة فور رحيله!. عاد بعد ساعة تقريبًا، حمل الصينية مبتسمًا بنصر، مررها إلى إحدى الممرضات وعاد ليجلس على الكرسي، أخرج قلمًا مِن جيبه وكان يحملُ ورقًا أبيض بدأ في تحريك القلم بعشوائية، لقد كنتُ أنظر إليه بوجس مما يُخطط إليه، لم أنتبه أنه كان ينظر إلي بطرف عيناه غير بقوله: "يُعجبكِ القلم؟ هاكِ. أتجيدين الرسم؟" وضع القلم على الفراش مع الورق، منتظرًا مني أن ألتقطه وابدأ بالرسم، وهذا ما فعلته، بدأت برسم صاحب المعطف الأسود، ثم بضعة أزياء إنه عملي ويجري في عروقي، وأخيرًا قمتُ برسمه دون أن أعي.. أفاقني مِن شرودي يَده التي سحبت الورق بهدوء يُقلبها ويتفحصها، وقف عند الأخيرة سائلًا: "حَبيبكِ؟" -"زميلي بالعمل" -"ما اسمه؟" -"لوك، لوك كيروا" -"هل تحبينه؟" -"...كلا" -"هل يُحبكِ؟" -"ذلك الأهوج؟ هِه بالطبع لا!" وضع الرسمات والقلم على طاولةً صغيرة مجاورةً للفراش، وقف فجأة وقال بِحماس "هل تريدين مغادرة تِلك الغرفة؟" هززتُ رأسي أي أجل، مدَ يدهُ فصافحتها وسرتُ بجانبه إلى الخارج، جلسنا على أحد المقاعد في حديقة المشفى، تَحدث كاسرًا صمتنا: "عليكِ أخباري بكل شيء؛ لأستطيع مساعدتكِ" نظرتُ إلى الجانب الآخر، هذا كان رفضي بأن أحكي أي شيء، لكنه لم يستسلم فلقد جلس على ركبتيه أمامي وهو يقول: "ثقي بي، مانيلا أعلم أنكِ هُنا بسبب أحدهم، ساعديني لنمسك بهِ وتخرجين أنتِ" قلتُ بانكسار: "أنا لم أقتله، صدقني" قطب حاجبيه بجدة وهو يقول: "أصدقكِ". هذا آخر ما قالهُ قبل أن نقوم ونتجول بالحديقة، مرّ يومان على هذا الحال، أتناول طعامي وأخرج للحديقة بصحبته ونتحدث قليلًا.. قليلًا جدًا. - -"استمري على هذا المنوال وستخرجين عما قريب" -"لماذا تساعدني؟" -"أنا طَبيب، ذَلك هو واجبي" أجابني مبتسمًا. سَكت لبرهة قبل أن يقول: "إذًا هل ستخبرينني سبب تواجدكِ هُنا؟" -"إنهم يلقون التهم جزافًا علي".. "يقولون أنني من قتلت توماس" -"ومن يكون؟" -"لا أعرف إن جاز تسميته بزميل العمل أم لا، لكنه كان يعمل بنفس الشركة" -"ماذا عَن الأدلة؟ التحقيق؟" -"جميعُ الأدلة ضدي، حتى حجة غيابي.. أنت! أنت السببُ في تواجدي هُنا" كنتُ أصرخ عليه بينما أشدد قبضتي على ياقته، وضع يدهُ على شعره الأسود يُعيده للوراء بفقدان أمل، ثم بوء شديد وضع يداه أعلى يدي مفلتًا نفسه مني، لم يترك يدي إلا بعدما أجلسني ثم قال بهدوء: "كان عليّ حمايتكِ، لقد قلتُ أنني لم أرك بذاك اليوم لأجل مصلحتكِ، مانيلا هل تثقين بي؟" نظرتُ إلى الجانب الآخر، فأحكم قبضتهُ على يدي بينما يكرر كلامه "هل.. تثقين.. بي!" نظرتُ إليه وقلت بخوف: "لا أعلم، لا أعلم! أريد الوثوق بك لكنك ستتخل عني بعدها، لقد وثقتُ بهِم قديمًا وجميعهم تخلوا عني، الثقة هي حبل المشنقة، هي ما تؤدي بالأنسان للهلاك.. وأنا لا أريد أن.. أُهلك!" وقف معطيًا ظهره لي، سرعات ما التفت وهو يدخن سيجارة بغضب وكأنني رفضته توًا، قاطعته قائلًا: "نحنُ في مشفى، فَكيف تدخن!" -"دعيني وشأني الآن" قالها بِحدة جعلتني أنتفض ذعرًا، لم أثق بهِ وها قد بدأ يُخيفني، فما بالي إن وثقتُ به!. وقف أمامي ساحبًا معصمي بقوة، عائدًا بي إلى الغرفة، أجلسني على الفراش بينما يرمقني بِتلك النظرة الحادة، لذا وبدون أن أشعر استلقيتُ سريعًا بينما اغطي كل جسدي تاركةً فتحةً صغيرة للرؤية.. تركني ورحل، عاد مجددًا يحمل حبة دواء وكأس ماء وضعهما على الطاولة ريثما يجلس.. وأخيرًا تحدث: "آسفٌ للصراخ عليكِ، لاتخافي، ذلك مهدىء ليساعدكِ على النوم فلقد لاحظتُ أنكِ تعانين مِن الأرق، تناوليه.. نومًا هانئًا" رحل تاركًا الخوف يَدبُ في كل أنشٍ مني، أخذت العقار تناولتهُ على مهل لعدم ثقتي بهِ، لم يمضي كثيرٌ من الوقت حتى غطتُ في نومٍ عميق!. |