أصبحت العلمانية مصدرا للنقاش ( شاركت فيه ) والاتهامات والتعريفات المعقدة.. رغم أنها أبسط من ذلك كثيرا.. وأصبحت في الواقع أسلوب حياة ليس في الغرب وحده ولكن في الشرق أيضا بجميع بلدانه.. إلا في دولتين الي حد ما وليس الي حد كامل..
العلمانية تعني ببساطة شديدة حرية الاختيار في الشأن الديني علي المستوي الفردي.. والفصل بين المؤسسة الدينية والمؤسسات الدنيوية في الشأن العام..
المؤسسة الدينية سواء المسلمة أو المسيحية لها دور واحد وهو الدعوة والتذكير.. ولا يتعدي دورها ذلك في أي دولة تقريبا في العالم ( إلا الدولتين اللتين أشرت إليهما – إحداهما سنية والأخري شيعية ).. لا يمكن أن تفرض المؤسسة الدينية أي شيء علي أي مواطن.. لا في شؤون الدين ولا في شئون الدنيا..
العلمانية بمعني حصر دور المؤسسة الدينية فقط في الدعوة والتذكير.. هي موافقة تماما للقرآن والاسلام.. مهما ادعي معارضيها وأنصار جماعات الاسلام السياسي.. بنص آيات القرآن وكلام الله..
" مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ " {99} المائدة
" وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ "
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ {21} لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ " {22} الغاشية
كلام واضح لا يحتمل أي نوع من التأويل
وهذا ما فهمه المسلمون وما فهمه الشعب المصري بتلقائية وفطرة سليمة.. المؤسسة الدينية في الشأن الديني ما عليها فقط إلا البلاغ وليس لها اي سلطة تتعدي الدعو ة والبلاغ..
بمعني.. أن من حق اي مسلم أن يذهب لصلاة الجمعة وغيرها من الصلوات جماعة.. ومن حق الفتاة أن تتحجب.. وأن يترك المواطن عمله ليصلي.. هذا حق اختياري لا ينازع أي إنسان عاقل فيه.. ولكن لا تستطيع أي مؤسسة في مصر دينية أو سياسية أن تجبره علي ذلك.. ولا تستطيع أن تجبره علي العكس.. هكذا فهم المصري البسيط الأمر.. وهذه هي العلمانية..
ولكي ابسط الأمر..
الفتاة لا تستطيع أن تجبرها أي مؤسسة دينية أو سياسية في مصر علي لبس الحجاب ولا تستطيع أن تجبرها علي خلعه.. والفتاة المصرية نفسها وبدهاء شديد قد طورت الحجاب بإرادتها البحتة وهي حالة غالبية من يلبسن الحجاب.. ليصبح موائما للموضة ومظهرا لجمالها أكثر.. هذا هو الشعب المصري.. لا تسطيع أي مؤسسة في مصر دينية أو سياسية.. أن تجبر أي مصري علي مفهوم معين للإسلام.. أو تجبره علي الالتزام بتعليمات هذا المفهوم..
فهو قد يكون صوفي يتبرك بأولياء الله الصالحين.. حال أغلبية الشعب المصري.. مسلم ومسيحي..
أو يكون سلفي يسبب الصداع لمن حوله.. حتي يتحول الصداع إلي عنف.. وعندها سيقع تحت طائلة القانون.. الدعوات السلفية السلمية في مصر لا يمنعها أحد.. تماما مثل الطرق الصوفية.. والدعوات الي مذهب أهل البيت..
و من لايلتزم بتعاليم اي دين.. وطالما يحترم القانون.. لا يسرق ولا يقتل ولا يعتدي علي الآخرين.. فلن تستطيع أن تجبره اي مؤسسة دينية أو سياسية علي أن يلتزم..
هذه هي ببساطة العلمانية.. وهي ما يطبقها الشعب المصري منذ مئات السنين..
الاختلاط في مصر هو عفوي وتلقائي.. في القرية قبل المدينة..
والمؤسسة الدينية (اسلامية أو مسيحية )دائما هي مؤسسة دعوة وتذكير.. لم ولن يعطيها المصري أي حق في فرض أي شيء.. وهي دائما كانت هدف لنكت هذا الشعب.. واحترامه في نفس الوقت.. هذا الشعب الذي قال في المثل الدارج.. ساعة لربك وساعة لقلبك.. وهو يعمل في غالبيته بهذا المثل.. يعشق أغاني الحب والغرام.. ويعشق سماع القرآن بصوت عبد الباسط عبد الصمد..
وحتي المنصب الرسمي مفتي الديار المصرية.. فتاويه ليست إلزامية.. لا للفرد ولا للحكومة.. هي فتاوي استرشادية.. من حقك أن تعمل بها أو ترفضها وتضعها في سلة المهملات.. مثل فتواه الأخيرة عن التماثيل.. هذه هي العلمانية..
العلمانية هي ببساطة حرية الاختيار الفردي في أمور الدين.. وفصل المؤسسات الدينية.. عن المؤسسات الدنيوية.. والمؤسسات الدينية لها حق في الدعوة والتذكير.. ولكن ليس من حقها أن تفرض شيئا علي أي مواطن..
الشعب المصري رغم أنف الجميع يطبق بتلقائية عبقرية العلمانية.. والعلمانية لا تمنع أن يكون الإنسان متدينا ولا تعارض الدين من قريب أو بعيد.. ولكنها تعني ببساطة عدم الحق لأي مؤسسة دينية أو لأي فرد أن يفرض شيئا علي أي مواطن..ولا يوجد أي تعارض أن يكون هناك شعبا متدينا وفي نفس الوقت علمانيا.. وهذا هو الشعب المصري العبقري.. متدين نعم ولكنه يرفض في نفس الوقت أن يفرض عليه أحد هذا التدين وطريقة هذا التدين.. وأنا رأيي المتواضع أن الشعب المصري هو أكثر شعوب الارض فهما للإسلام وللدين.. فالاسلام الحقيقي.. يدعو الي الإيمان به.. ولكنه لا يفرضه بالقوة في الدنيا ويترك الحساب لله في الآخره.. في عشرات الآيات في القرآن..
الحقيقة أن الاسلام في أمور الدنيا هو أكثر دين يدعو الي العلمانية.. ومن يشوه مصطلح العلمانية في الحقيقة هم بعض رجال الدين الذين يخافون علي مصالحهم الدنيوية..
ولكي ابسط الأمر..
الفتاة لا تستطيع أن تجبرها أي مؤسسة دينية أو سياسية في مصر علي لبس الحجاب ولا تستطيع أن تجبرها علي خلعه.. والفتاة المصرية نفسها وبدهاء شديد قد طورت الحجاب بإرادتها البحتة وهي حالة غالبية من يلبسن الحجاب.. ليصبح موائما للموضة ومظهرا لجمالها أكثر.. هذا هو الشعب المصري.. لا تسطيع أي مؤسسة في مصر دينية أو سياسية.. أن تجبر أي مصري علي مفهوم معين للإسلام.. أو تجبره علي الالتزام بتعليمات هذا المفهوم..
فهو قد يكون صوفي يتبرك بأولياء الله الصالحين.. حال أغلبية الشعب المصري.. مسلم ومسيحي..
أو يكون سلفي يسبب الصداع لمن حوله.. حتي يتحول الصداع إلي عنف.. وعندها سيقع تحت طائلة القانون.. الدعوات السلفية السلمية في مصر لا يمنعها أحد.. تماما مثل الطرق الصوفية.. والدعوات الي مذهب أهل البيت..
و من لايلتزم بتعاليم اي دين.. وطالما يحترم القانون.. لا يسرق ولا يقتل ولا يعتدي علي الآخرين.. فلن تستطيع أن تجبره اي مؤسسة دينية أو سياسية علي أن يلتزم..
هذه هي ببساطة العلمانية.. وهي ما يطبقها الشعب المصري منذ مئات السنين..
الاختلاط في مصر هو عفوي وتلقائي.. في القرية قبل المدينة..
والمؤسسة الدينية (اسلامية أو مسيحية )دائما هي مؤسسة دعوة وتذكير.. لم ولن يعطيها المصري أي حق في فرض أي شيء.. وهي دائما كانت هدف لنكت هذا الشعب.. واحترامه في نفس الوقت.. هذا الشعب الذي قال في المثل الدارج.. ساعة لربك وساعة لقلبك.. وهو يعمل في غالبيته بهذا المثل.. يعشق أغاني الحب والغرام.. ويعشق سماع القرآن بصوت عبد الباسط عبد الصمد..
وحتي المنصب الرسمي مفتي الديار المصرية.. فتاويه ليست إلزامية.. لا للفرد ولا للحكومة.. هي فتاوي استرشادية.. من حقك أن تعمل بها أو ترفضها وتضعها في سلة المهملات.. مثل فتواه الأخيرة عن التماثيل.. هذه هي العلمانية..
العلمانية هي ببساطة حرية الاختيار الفردي في أمور الدين.. وفصل المؤسسات الدينية.. عن المؤسسات الدنيوية.. والمؤسسات الدينية لها حق في الدعوة والتذكير.. ولكن ليس من حقها أن تفرض شيئا علي أي مواطن..
الشعب المصري رغم أنف الجميع يطبق بتلقائية عبقرية العلمانية.. والعلمانية لا تمنع أن يكون الإنسان متدينا ولا تعارض الدين من قريب أو بعيد.. ولكنها تعني ببساطة عدم الحق لأي مؤسسة دينية أو لأي فرد أن يفرض شيئا علي أي مواطن..ولا يوجد أي تعارض أن يكون هناك شعبا متدينا وفي نفس الوقت علمانيا.. وهذا هو الشعب المصري العبقري.. متدين نعم ولكنه يرفض في نفس الوقت أن يفرض عليه أحد هذا التدين وطريقة هذا التدين.. وأنا رأيي المتواضع أن الشعب المصري هو أكثر شعوب الارض فهما للإسلام وللدين.. فالاسلام الحقيقي.. يدعو الي الإيمان به.. ولكنه لا يفرضه بالقوة في الدنيا ويترك الحساب لله في الآخره.. في عشرات الآيات في القرآن..
الحقيقة أن الاسلام في أمور الدنيا هو أكثر دين يدعو الي العلمانية.. ومن يشوه مصطلح العلمانية في الحقيقة هم بعض رجال الدين الذين يخافون علي مصالحهم الدنيوية..
أما المفهوم الثاني الذي يحاول البعض به تشويه العلمانية.. فهو الادعاء الكاذب لبعض معارضي العلمانية.. أنها تتعارض مع مصالح الأوطان أو تستقوي بالغرب.. وهو ادعاء غير حقيقي تماما.. فالعلماني الحقيقي ولاؤه الوطني الأول هو لبلده.. فالولاء الأول لأي مصري حقيقي هو لمصر أولا.. عكس بعض معارضي العلمانية من جماعات الاسلام السياسي.. فولاؤهم ليس لبلادهم مصر بل هو لدولة وهمية لا توجد إلا في خيالهم..
المصري كافح وناضل في بداية القرن العشرين ليحصل علي الاستقلال من بريطانيا وهي دولة غربية وكافح وناضل في نفس الوقت ليحصل علي استقلاله من الدولة العثمانية التي كانت تدعي أنها تمثل الخلافة الاسلامية..
وهو نفس موقف المصري حتي الآن.. فهو لن يسمح أن تكون مصر دولة تابعة لأي دولة أخري لا شرقية ولا غربية.. لا أمريكا ولا دولة خلافة وهمية.. سيحمي حدود مصر ضد اسرائيل مثلما سيحميها ضد اي دولة قد ترفع راية الاسلام في محاولة للهيمنة علي مقدرات مصر..
العلمانية يا سادة وافقنا أو رفضنا أصبحت حقيقة واقعة نعيشها كل يوم ونطبقها في حياتنا يوميا.. وخاصة في مصر.. وهي لا تتعارض مع الاسلام ولا أي دين.. ولا تتعارض مع الوطنية والديمقراطية.. بل هي ضرورة لهما.. إن أردنا في يوم من الأيام أن نحصل علي نظم ديمقراطية حقيقية.. تحمي بلادنا من الفاسدين والمتسلطين..
إن اراد الشعب المصري الحرية الحقيقية والديمقراطية الحقيقية.. التي تحفظ له حقوقه كاملة.. وأن يحصل علي الإصلاحات الدستورية التي تكرس التداول السلمي للسطة وتكرس الفصل التام للسلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية.. فلابد أن يتمسك بتراثه العبقري.. وأن لا يسمح لا للحكومة أن تخدعه بحجة الاستقرار.. ولا للجماعات والأحزاب الدينية المحظورة أن تخدعه بشعارات كاذبة.. الاستبداد الديني هو أسوأ أنواع الاستبداد.. لأنه يحرم الإنسان من أهم ما وهبه له الله.. حرية الاختيار.. والشعب المصري يقدس حريته الاجتماعية والدينية.. حتي لو فرط في حريته السياسية.. وهو الآن كما واضح تماما علي وشك الحصول علي حريته السياسية كاملة وفرض الاصلاحات الدستورية كاملة.. ومجاولة جماعة الإخوان ركوب الموجة في انتهازية سياسية مقيتة وواضحة لن تفلح في حرمان الشعب المصري من حريته الاجتماعية والدينية.. إن الشعب المصري بدهائه التاريخي يستخدم الإخوان كفزاعة للنظام ليحصل علي مايريد.. ثم سيلفظهم مثلما لفظ في القرن الماضي كل من دعي الي إحياء دولة الخلافة ونقلها من تركيا الي مصر.. ومثلما يلفظ كل جماعات العنف التي تجمل راية الدين والسلف ظلما وبهتانا.. كل الجماعات والأحزاب الدينية بجناحيها السياسي والعسكري.. هم في طريقهم الي غياهب النسيان تماما مثل نظم الحكم الديكتاتورية التي رفعت راية القومية.. وخاصة في مصر.. وسيبقي الشعب المصري بتراثه الطويل والعبقري في فهم الدين والحياة .