السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كيف حالكم؟ إن شاء الله بخير كالعادة شكرا لـ آكا-تشين على تدقيق و مراجعة الفصل تحذير طفيف بخصوص العنف في هذا الفصل ~ الآن أترككم مع القراءة بياتريس. ما هي إلا بضعة ثوان، لو أنها لم تأخذ المنعطف الخاطئ، لو أنها لم تضيع وقتها بالجدال الخفيف مع جاك... بل لو أنها لم تترك جانب لينا منذ البداية، لما سمعت صوت الصرخة المُحطَمة التي صرختها صديقتها، و لما قابل أي منهما ذلك المشهد المُروع. كان رايلي جاثيا على ركبتيه يحتضن جان صغيرا –افترضت أنه غيلاد- خلفه رمح جندي يخترق لحمه وصولا إلى ظهر الصبي. انقلب المشهد في لحظة خاطفة. رُمي الجندي بعيدا ليسقط على ظهره، عيون لينا التي فوقه تشتعلان بلون أصفر، أنيابها المكشرة كبيرة و حادة بشكل خطير، و مخالبها مستعدة لتقطيع أي شيء يقف في طريقها. رغم أن كل غريزة فيها تخبرها أنه يجدر بها ترك لينا تمزق ذلك الحقير إربا و تقتلع أحشاءه، إلا أن المنطق غلبها في النهاية، و انطلقت لإيقاف صديقتها من أخذ حياة بشرية، أو لتجنب التعقيدات التي قد يتسبب بها مقتل جندي... بياتريس لم تكن واثقة أي الأمرين أصحّ. -"لينا، توقفي !" صرخت بينما تخرج سكاكينها على استعداد لقطع مخالب الذئب. لكن لينا لا تستمع لصوت المنطق، ليس عندما تكون في هذه الحالة الهائجة، لذا ما كان من بياتريس سوى أن تنقض نحوها و تدفعها بكامل جسدها بعيدا عن الجندي. تدحرجت كلتاهما بخشونة لعدة أمتار قبل أن تنهض لينا و تقفز عائدة نحو هدفها، تريس أوقفتها مستهدفة قدميها غير المثبتتين بركلة من الخلف، فسقطت من جديد، على بطنها هذه المرة. ما كان ذلك ليدوم طويلا، لكن بياتريس استغلت الفرصة و استخدمت ركبتيها لتثبيت ساقيّ لينا، ثم طعنت كلّا من يدي الذئب بخنجر، غارسة إياهم في العشب. لينا كانت تكافح بجنون للتخلص من تريس التي فوق ظهرها، هذه الأخيرة ظلت تحاول تهدئتها بكلمات مثل: -"فلتعودي إلي رشدك، لينا ! قد نقع جميعا في ورطة كبيرة إن قتلتِه !" رويدا رويدا، بدأت المستذئبة تهدأ. بعد برهة أصبحت ساكنة في مكانها، مخالبها اختفت و بشرة يديها بدأت تُغلق حول الخناجر. -"لقد هدأت..." تمتمت بصوت منكسر، وجهها مدفون في التراب. أخذت بياتريس نظرة خاطفة على ما حولها. كان الجندي لا يزال في بقعته تلك، يتمسك بساقه التي على الأرجح كُسرت من القوة التي اندفعت بها لينا نحوه، و رايلي تمكن بطريقة ما من أن يقسم الرمح إلى نصفين، النصف الذي اخترقه قد اقتُلع من جسده، البشرة التي تحت قميصه المثقوب قد شُفيت بالفعل و لم تترك ورائها سوى أثر الدماء، كما هو متوقع من أحد الـ فان، أما النصف الآخر من الرمح فلبث مستقرا في صدر غيلاد. سعل الفتى مرة، مرتين، ثم توقف عن الحركة و حسب، متجمدا على ركبتيه للحظة قبل أن يتداعى جسده و يسقط على رايلي. شعرت بياتريس بالرطوبة تتسلل إلى عينيها، لم يستحق الفتى ما جرى له، لم يستحق سكان هذه القرية ما يجري الآن، لم تستحق لينا أن تكون جزءًا من هذا... -"لقد هدأت." كررت لينا بصرامة، رأسها مرفوع قليلا عن العشب. مسحت بياتريس دموعها قبل أن تنهمر، ثم سحبت خناجرها من يدي لينا لتنهض مبتعدة عن صديقها. حينها بالضبط أدركت خطأها. لم تنتظر لينا جروحها لتُشفى حتى، فبين اللحظة التي سمحت لها تريس بمساحة كافية للتحرك و اللحظة التي بعدها-- كانت قد بلغت الجندي بالفعل و ركلت رأسه لتمزق حلقه بمخالب قدميها. لم تتمكن بياتريس من استيعاب ما حصل بالكامل، حيث و في اللحظة التالية أصبحت لينا فاقدة لوعيها بين ذراعي جاك. لينا. آخر ما تتذكره لينا هي العيون الكهرمانية و البشرة التنينة التي تنتمي لـ جاك وايفرن، ثم ظلمة حالكة، و الآن هي مستلقية على سريرها، داخل غرفتها، في بيتها... أدركت أخيرا أنها ضُربت و أُفقدت الوعي قبل أن تنقل إلى هنا. نهضت من فراشها ببطء. إصاباتها قد شُفيت و الدماء اختفت من بدنها، حتى إنها كانت ترتدي ملابس نظيفة. لا بد أن تريس اعتنت بها، رغم كل ما حصل... حاولت لينا بجد أن لا تشعر بالذنب أو العار لما فعلته. حتى لو أنها تسببت بمشاكل لغيرها، فإن النتيجة هي ما يهم، و قد نال ذلك الوغد الحيواني عديم الإنسانية ما يستحقه. لكن غيلاد لم ينجو. هي متيقنة من ذلك، لقد اشتمت رائحته و هو يتحول إلى جثة هامدة. سقطت لينا على ركبتيها... روكو كان يعتمد عليها لإعادة صديقه إليه، و قد خذلته بأبشع طريقة ممكنة... أنى لها أن تقابله الآن؟ تغلغلت يداها في شعرها... كان عليها أخذ غيلاد و الهرب به فقط، لكن أولويتها حينئذ كانت أن لا يُكشف موقع بيتها. انحنت حتى لامست جبهتها ركبتيها، يداها لا تزالان تتخللان خصلاتها الداكنة... لماذا لم يستطع رايلي أن يساعده كما ساعدها؟ شوشت رؤيتها الدموع المتراكمة في عينيها... كان بإمكانها إنقاذ غيل لو أنها تخلت عن أنانيتها للحظة، لو أنها لم تسمح للجُبن أن يسيطر عليها كما سيطر عليها طوال حياتها. يداها تشبثتا بكتفيها الآن، تحنّان لدفء معطفها. أخذت تبكي في صمت، لا شيء في غرفتها سوى الوحدة المطلقة و صوت شهيقها المدفون. بياتريس. رغم ذلك الشعور الأجوف الذي يغلف قلبها، إلا أن بياتريس لم تملك الوقت للحزن، ليس مع وجود العديد من المشاكل للقلق بشأنها، فبالإضافة إلى مسألة الـ فان، و حقيقة أنه كان عليها إخبار طفل صغير عن موت صديقه و مشاهدته يتحطم أمام عينيها، فقد تبين أن جاك كان يتبعها بعد أن تركته، لأنه أحس بوجود خطب ما. لذا و بطبيعة الحال انتهى بها الأمر تخبره عن حقيقة رايلي، بما أنه رفض تصديق أي من محاولاتها الفاشلة في الكذب، و أصبحت مهمة بياتريس الآن أن تقنعه بإبقاء فمه مغلقا بخصوص هذه المسألة. مر ما يقارب الساعة منذ أغمي على لينا، أو بالأحرى منذ أفقدها جاك الوعي بغمد سيفه الضخم ذاك. في تلك الأثناء نقلت صديقتها إلى منزلها، قامت بمواساة روكو رغم إدراكها لعجزها على مساعدته، ثم بعد أن هدأت الأحوال في الخارج أخذت على عاتقها إرجاع الصغير إلى الميتم. كانت لتوكل المهمة إلى جاك كما أوكلت إليه نقل جثة غيلاد إلى نفس الوجهة، لكن روكو ليس بجثة، و جاك لم يكن أفضل الأشخاص عندما يتعلق الأمر بمواساة الآخرين. عندما عادت أخيرا إلى كوخ لينا، فوجئت بهذه الأخيرة التي قابلتها بينما تنزل السلالم. -"مرحبا..." باشرت لينا بإحراج. -"أهلا." وقفت الاثنتان في صمت لفترة أطول من اللازم، تحاولان تفادي عيني بعضيهما. ظنت تريس بأنها ستستشيط غضبا، بل إنها خشيت حدوث ذلك، لكن عند رؤيتها لينا في هذه الحالة الكئيبة هدأ ذلك اللهب الذي بداخلها حتى خمد. لا يمكنها أن تستاء حقا مما حصل، فليس و كأن ما فعلته لينا خاطئ، إنما هو غير عمليّ و حسب. قررت أخيرا أن تكسر الصمت و تقول مشيرة نحو الغرفة السفلية: -"جاك و رايلي في الداخل." -"حسنا..." تمتمت لينا. تبعتها بياتريس إلى الغرفة، كلتاهما صامتتان بشكل محرج، لكن التصالح كان آخر ما يشغلهما الآن، فالغرفة التي دخلتاها كانت فارغة. جاك. جاك وايفرن قد واجه العديد من الأمور في حياته، الغريب منها و المأساويّ. نقلُ جثة طفل صغير إلى أُناس لم يهتموا به من الأصل ليس بالأمر المميز، رُغم أنه يفطر قلب جاك في كل مرة، إلا أنه كان عليه القيام به من حين لآخر. ما لا تراه يحصل من كل حين لآخر هو التسكع في بيت صديق مع أحد الـ فان كما لو أن ذلك طبيعي تماما. لكن الذي كان أمام ناظريه بدا طبيعيا للغاية. عندما دخلوا بيت لينا سابقا ليجدوا الفتى روكو محتوى في بطانية أمام الموقد، ظل الـ فان –و الذي عرف بعدها أن اسمه رايلي- صامتا بينما اضطرت تريس لمواجهة صدمة و حزن الصبي بمفردها. لم يعرف جاك ما يفعله حينها سوى الوقوف و المشاهدة بينما انهمرت الدموع من عيني الصغير و أخذ يصرخ باستمرار عن كم أن الأمر ليس عادلا، أن لا حق للكون أن يسلبه صديقه الذي لم يرغب سوى بحماية أبناء قريته. نادرا ما يكون العالم عادلا. أراد جاك أن يقول، على كل واحد أن ينال ما يستحقه، لكن لا أحد يفعل إن لم نتصرف. أهذا ما فعلته لينا بقتلها ذلك الجندي؟ تحقيق العدالة؟ بلا شك. لكن ماذا عن إبقاء أحد الـ فان في بيتها بدل إعلام السلطات، ثم إخراجه إلى العلن دون توخي الحذر؟ أنانية محضة. ما سيفعله بشأن السيد فان كان واضحا: تسليمه إلى الفيلق دون أن يُورط بياتريس أو لينا في الأمر. على الأقل ذلك ما خطط له، إلا أنه و بعد عودته من الميتم مباشرة سحبته تريس إلى المطبخ، في عينيها نظرة حانقة، أذناها الطويلتان مرفوعتان في استياء، و وجهت إصبع اتهام نحو جاك. -"لقد تبِعتني دون معرفتي !" رد عليها بانزعاج: -"لن أعتذر عن رغبتي في حمايتك !" طعنت صدره بإصبعها لتقول بصوت يرتجف غضبا: -"إياك و جعل هذا بشأن حمايتي ! قل أنك لا تثق بي و حسب !" -"بل أنتِ من لا تثقين بي !" تنهد و سمح للحدة بأن تترك جوانبه. لقد كره فكرة أن هنالك ما لا تستأمنه بياتريس عليه. عندما أخذت هذه الأخيرة خطوة للخلف و طوت ذراعيها، استطرد جاك، بهدوء هذه المرة: -"كانت لديكِ فرصة، لكنكِ اخترتِ عدم إخباري بشأن الـ فان." لم تقابل تريس عينيه عندما قالت، هي الأخرى تستعيد هدوءها: -"أنا أعرفك يا جاك، كنت لتسرع لإعلام الفيلق بكل الأحوال." -"أترينني معهم الآن؟" كلا، بل هو هنا، برفقتها، ينتظر منها تفسير هذا الجنون، ينتظر أن تعطيه سببا يقمع رغبته الملحة في الانطلاق مباشرة نحو قادة الفيلق و إخبارهم بكل شيء قبل أن يصبح رايلي فان غير قابل للاستغلال. ران الصمت لفترة قبل أن تُصرح بياتريس: -"عليّ أخذ روكو إلى الميتم." ثم خرجت من المطبخ دون إضافة كلمة أخرى. وجد بعدها جاك نفسه عند مدخل الغرفة السفلية، أمام رايلي فان. رايلي فان الذي بدا في حال أسوأ من متشرد مصاب بالطاعون، ملابسه لا تزال مثقوبة و ممزقة، الدماء بالكاد جفت عليها. لم يعتقد جاك أن بشرة الـ فان يمكنها أن تشحب أكثر مما عليه، لكن مفاصل هذا الأخير قد أثبتت خطأه بينما أغلق المخلوق قبضته على نصف الرمح ذاك إغلاقا محكما. تعابيره كانت أسوأ بكثير من هندامه. يُفترض أن لدى الـ فان ميزة الشباب الأبدي، إذن لِمَ يبدو رايلي و كأنه قد كبر بضع سنوات في العمر؟ و هل ذلك البرود الذي يغلف هالته أمر طبيعي بالنسبة لمخلوق مثله؟ ماذا عن الخمود في عينيه؟ كلا، أدرك جاك أمرا جعل قلبه يقفز في ذعر بسيط، لقد رأى تلك النظرة على وجوه عشرات الرجال، تلك التعابير التي ارتسمت على وجوه الذين تلقوا أخبارا مفجعة... لقد كان رايلي فان يبدو كرجل، مجرد رجل، في حالة حداد. حلقه أصبح جافا فجأة و اضطر لأن يبلع ريقه، شعور غير مريح أضاق صدره، شفقة؟ هز رأسه نافيا، ثم اقترب نحو رايلي فان ليأخذ منه نصف الرمح. كاد يقسم أن عينا الـ فان لمعتا بلون أحمر خبيث عندما لمس الرمح، لكنه بالكاد نظر نحو جاك و تركه يُبعد السلاح المنكسر عنه. -"أنا آسف..." كان ذلك صوت رايلي فان بلا شك، لا أحد غيرهما هنا الآن. -"لستُ من تدين له باعتذار." قالها جاك و هو لا يعنيها تماما، فهو أحد سكان هذه القارة، أحد من سيعاني من الحرب التي سيشعل فتيلها الـ فان... بالتأكيد يدين له باعتذار، لكنه ليس أحق بسماعه من غيره. -"ربما يجدر بك أن تستحم." استطرد مغيرا الموضوع. -"أيهما أسوأ؟ المظهر أم الرائحة؟" رفع رايلي فان رأسه أخيرا ليقابله، كانت عيناه بلون أزرق رمادي، لون يناسب هدوءه المعكر. واصل المخلوق كلامه بنبرة طبيعية: -"لا أريد ترك الآنسة لينا بمفردها، فقد تستيقظ و لا تجد أحدا، لكن لا أستطيع ترك شخصي في هذه الحالة المحرجة." رفع رايلي حاجبيه، و أدرك جاك أنه يريد مشورته. هذا الأخير تعثر على بضعة كلمات في رأسه قبل أن ينطق أخيرا واضعا يده على جانبه: -"لينا امرأة راشدة كما تعلم، و هذا بيتها. لا يحق لك أن تقلق بشأنها." -"آه ! معك حق !" هز رايلي رأسه بالموافقة، "سأستحم إذن." تنهد جاك، يبدو أن عليه السماح لأحد الـ فان باستعارة بعض من ملابسه. بياتريس. لم تجدا أثرا لأي من جاك أو رايلي في المنزل. كانت بياتريس على وشك أن تدير مقبض الباب لتخرج و لينا للبحث عنهما عندما فُتح بنفسه، خلفه ظهر جاك و رايلي، شعرُ هذا الأخير رطب و ملابسه نظيفة. ملابس جاك؟ لاحظت تريس في حيرة. -"ما الذي حصل؟ أين كنتما؟" كانت لينا من تقدمت و سألت بنوع من الانفعال. رد جاك ببساطة: -"السيد فان احتاج حماما، حالته كانت لا تُطاق." وجنتا رايلي تلونتا بالأحمر، و لينا استرخت مسترجعة هدوءها، ثم أشارت لهما أن يدخلا. اجتمع الأربعة في الغرفة، حيث اتخذ رايلي مقعدا في الزاوية، جاك واقف بجانبه و يداه مطويتان، بياتريس جلست على الأريكة، أما لينا فعلى غير عادتها اختارت الوقوف عند مدخل الغرفة، حيث قابلت كل واحد منهم و يدها على جانبها. -"سأرافق رايلي إلى العاصمة." صرحت بنبرة توضح أن قرارها نهائي. من الواضح أن جاك أراد معاكستها، لكنه ظل صامتا، على الأرجح ينتظر إلى أين ستؤول هذه المحادثة، لذا قررت بياتريس أن تنطق: -"و هل تملكين فكرة عما ستفعلينه؟ عما تبحثين؟ عن هدفك؟" طوت لينا يديها قبل أن تجيب: -"سيكون لديّ العديد من الأيام لتدبر الأمر قبل وصولي، لكنني سأفعل." صوت في أعماقها ظل يزعج بياتريس و يحثها على قول تلك الكلمات التي تعرف بأنها لن تجدي نفعا، أرادت أن تحتج بكون لينا غاضبة و مستاءة بشأن غيلاد، أنه لا يجب عليها اتخاذ قرار مهم بتلك المشاعر المهوّلة، لكن لينا لن تستمع، بل إنها لم تنتظرها لتتكلم حتى، فقد التفتت نحو جاك و سألت: -"ماذا ستفعل بشأن رايلي؟" قطب جاك حاجبيه و كبس شفتيه، ثم قال أخيرا: -"إن علموا أنه هنا ستتعقد الأمور بالنسبة لسكان المنطقة، لكنني لا أملك ضمانا بأنه لن يتسبب بالمتاعب في مكان آخر..." ظل رايلي صامتا، يستمع إليهم يتكلمون عنه و كأنه ليس متواجدا معهم بنفس الغرفة. كانت بياتريس من ردت على جاك، نبرتها خفيفة بشكل غير طبيعي: -"سيكون عليك أن تثق بنا و حسب." رغم الفوضى التي واجهتها في الساعات القليلة الأخيرة، إلا أن حدسها يُملي عليها أن تثق بـ رايلي فان الفاقد للذاكرة. بالأحرى كانت تلك الفوضى هي التي عززت ثقتها فيه، فلم ترى منه سابقا سوى الحزن و الندم الصادقين لعدم تمكنه من إنقاذ غيل الصغير. -"إذن، هل ستثق بنا؟" هل ستثق بي؟ تذكرت جدالهما السابق، لم تثق به ليستمع إليها، لكن جاك لا يزال هنا، بل و إنه قضى بعض الوقت مع رايلي، كانت لديه العديد من الفرص ليتصرف كما يشاء ضميره المعتدّ، لكنه هنا يستمع إليهم. قل إنك تثق بي، و سأثق بك في المقابل. رجاءً... تنهد جاك بعمق قبل أن يحرر يديه المطويتين و يقول أخيرا: -" أفترض أن هذا هو الحل الأفضل بالنسبة للجميع على أية حال." قُلها. -"سأثق بك." هذه المرة لم تمنع بياتريس نفسها من الابتسام. شخصيات ظهرت في الفصول السابقة : و بهذا يُختتم الأرك الأول من القصة أتمنى أنكم استمتعتم به و أنه ساعدكم للاستعداد للآتي لأنكم لن تعرفوا الراحة لفترة لا تنسوا تخمين على لسان من عنوان هذا الفصل! لا تبخلوا عليّ بردودكم & في أمان الله |