[مفاتيح القراءة] -حوار لوك -سرد الطبيب ليوناردو -حوار ماري -حوار ليوناردو -شخصيات أخرى ثانوية -جاك توماس ~ أغلقت الملف أمامي مستندًا بثقلي على الكرسي بينما انفث دخان السيجارة، مِن السهل خِداع النَفس البشرية "حَمقاء، لأجل مصلحتكِ؟ لأجلك؟ لا تمازحينني.. لستُ ذلك النوع مِن الأشخاص" ولن أكون، لقد تقربتُ منها بالمقهى.. ذَلك صحيح لكن لأجل الإطاحة بها وقد فشلتُ حينها، والآن أحاول ذلك مجددًا ثلاثة أسابيع مِن الرعاية الطيبة، تنام بسبب المهدئات تستيقظ نقيسُ نبضاتها، تجلسُ قليلًا ثم تبدأ بالصراخ كالبلهاء، نحقنها بالمهدئات وهكذا. فقط منذُ ثمانية يوم بدأت تستفيق وتتناول طعامها، تظن أنتي أثقُ بها ولكن.. -يوم الجمعة الموافق: ١٠ ديسمبر- -"خُذ، تِلك السكين أحضرتها مِن شقتها، وهاك العنوان، عليك قتله وسرقة التصميم ثم الاختباء حتى أتصل بك" -"ذلك جنون! أنا لن اقتل احدًا لأجلك! ذلك لم يكن اتفاقنا!" -"فيكتور، ستقتل.. لأجلنا، عليك التنفيذُ قبل يوم الأحد، تعلم ذلك!" -"ماريو، ماريو.. أنتِ حمقاء، سيكون مصرينا الإعدام ان امسكت بنا الشرطة!" -"فيكتور، إن دخلت مانيلا السجن فستكون كل الأطراف متراضية، والكل منتصر" ذَهبتُ بالفعل إلى العنوان المنشود، طرقتُ الباب ثلاث مرات قبل أن يَفتح لي، شابٌ متوسط الطول، أشقر الشعر والحاجبان، يرتدي نظارة والتي يبدو أنها تحمل شرخًا بسيطًا بأحدى عدساتها.. -"أيمكنني مساعدتك؟" قال بصوته الناعس -"آسف تعطلت سيارتي، ولا أملك الكثير مِن المال، أيمكنني البقاء هُنا لبضعة دقائق حتى تصل المساعدة؟" -"بالطبع تفضل، شاي أم قهوة؟" -"قَهوة مِن فضلك" مَر قليلٌ مِن الوقت وأنا أنظر لساعتي كُل دقيقة، أوهمه أنني منزعج من الانتظار عِنده، جعلتُ ماري تتصل بي بعد ربع ساعة مدعيًا أنها المساعدة، وبينما أشكره على استضافته لي واحتضنه قمت بطعنه ثلاث مرات بقلبه فسقط جثةً هامدة، سرقتُ أول تصميم قابلني وضعتهُ بجيبي ورحلت. -يوم السبت الموافق: ١١ ديسمبر- -"هاكِ، هذا التصميم الذي طَلبتيه" -"أحسنت ليوناردو، الآن.. سأكلفك بمهمةٍ أخرى" -"عَزيزتي أنا تحت طوعكِ، ولكن كُل شيء بثمنه" -"لاتقلق، لقد جهزتُ المال سابقًا، مانيلا تُحب احتساء القهوة مِن المقهى المجاور لشقتها، لذا من المحتمل أنها بعد غد ستكون هُناك، كُل ما عليك فعله، اعتراض طريقها، بلغتكم انت الرجال.. معاكساتها. ستصدك بكل الأحوال لايهم أن تنجح، المهم أن تلفت نظرها إليك فقط." -"ماري، مالذي سأستفيده!" -"ليون، عزيزي.. المال، ألا يَكفيك المال كَمكسب؟ إذن لايهم رأيك ونفذ ما أقوله وحسب.. سأنتظر مكالمتك، لدي عمل بالغد لذا.. الى اللقاء زَميل" - لقد وجدتها بالمقهى كما قالت ماري، ظللتُ أراقبها بأنظاري حتى جَلست على الطاولة المقابلة لي، وقفتُ واتجهتُ ناحيتها وطبقتُ بالحرف ما قالتهُ ماري لي.. -عَودة للحاضر- -"ليون!"ذَلك تشارلي، زميلي الأحمق يَصرخ مقاطعًا تفكيري -"ما الأمر؟" -"الجميعُ يتحدث بأمركما، هل وقعتَ بالحب أم ماذا"أنهى كلامه غامزًا، نفثتُ دخان السيجارة بينما أدور بالكرسي، ثم أستندُ بثقلي على المكتب وأقول بجدية: "تؤ تؤ، ليس أنا تشارلي، ليس أنا مَن يقع في الحب.. أنت تعلم ما فيها، الأهتمام سهلٌ للغاية وبطرقنا نحنُ الأطباء النفسيون ستكون الضحية واقعةً تمامًا لي، هنّ الحمقاوات ليظنوا أن الحب سهلًا هكذا، حمقاوات ليقعن لي بسهولة، ليس على عاتقي أية اثم فهنّ من يدمرنّ أنفسهم بأنفسهم" سكتَ قليلًا قبل أن يقف مغادرًا، لكنه وقف على الباب ملتفتًا إلي قائلًا: "أعلمُ ذلك صديق، لكن.. كن حذرًا هذه المرة، أراك لاحقًا." عُدت لغرفتها فَوجدتُه هُناك، كان يجلسُ بجوار الفراش، لقد كان طويلًا بحق. شعرهُ أشقر حريري، نظرَ إلي بعيناه الزرقاوتان مادًا يده لمصافحتي: "لوك كيروا، لا بد مِن أنك الطبيب فيكتور، سررتُ بلقائك" نظرتُ إليه مطولًا قبل أن أبادله وأرد: "سررتُ بلقائك كذلك، ابن عمها؟" "بل مخطوبها" أجابني مشددًا على يدي مفلتًا اياها بعد بُرهة مغادرًا المشفى. |