السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كيف أحوالكم؟ إن شاء الله بخيـر أتذكرون عندما قلتُ أنني أشعر بأنه علي الاعتذار ؟ ستفهمون السبب بعد قليل جزيل الشكر لـ آكا-تشين على التدقيق و المراجعة أترككم مع الفصل ~ جاك. عينا جوريان الفارغتين توسعتا و أنفاسه انقطعت عندما طعن جاك سيفه في قلبه، نصله الآن مغروس في الأرض التي تحت صدر القائد. ران الصمت حينها، ثم بعد لحظة اخترق السكون صوت الزفير العميق للقائد الأعلى. -"ما كان ذلك؟" سأل جوريان و في صوته رجفة خفيفة. كانت الصدمة ظاهرة على وجهه الشاحب الذي زُين بثلاث إصابات حفرها جاك عليه، و كان صدره يرتفع و ينزل في أنفاس متقطعة، غير مستوعب ما حصل للتو، كيف لا يزال على قيد الحياة. سحب جاك سيفه الأسود الذي لم يترك أدنى أثر على قميص جوريان الأبيض، ثم أجاب باعتدال بينما يعيده إلى غمده: -"لو أمكنك رؤية سيفي لعلمتَ أنه جزء مني، بالمعنى الحرفي." سيفه الأسود قد صُنع من بشرة التنين الصخرية خاصته، قطعة من كيانه التي يمكنه التحكم بها تماما بإرادته، التي صقلها لتخضع له، لأنه لا يريد أن يؤذي أحدا دون قصد، ليس مجددا... -"لن يؤذيك السيف إن لم أشأ له أن يفعل." اختتم جاك كلامه. كان فم جوريان مفتوحا قليلا من أثر الصدمة قبل أن يتمتم: -"إذن..." -"قتلك لم يكن خيارا على الإطلاق." نطقت بياتريس بجانب جاك، فاقدة للصبر من نبرة صوتها. لينا. الحركة في فستانها الجديد أسهل مما توقعته، و قد شكرت يايث في أعماقها لمراعاتها هذه النقطة المهمة، خصوصا عندما وجدت لينا نفسها وسط مدينة حشودها تكاد تفيض من شوارعها. لويراف كان يمشي بجانبها، أو بالأحرى هي تمشي بجانبه، محاولة مجاراة خطواته السريعة و ساقيه الطويلتين، بينما سبقهما موريت بخطوتين أو ثلاثة، يقودهما بحماس في أرجاء المدينة، المدينة التي نبضت بالفرح و السرور، التي نبضت بالحياة. ربما هي كذلك لأن اليوم احتفال بالكسوف، أو أيا كان ما جعل الناس يرقصون و التجار يصرخون معلنين خصما على سلعهم، ربما لم تكن الأمور هكذا دائما، لكن هذا هو النوع من الأماكن الذي تفضل لينا السكن بقربه لو امتلكت الشجاعة. لا يمكنها القول أنها تشتاق لكوخها المنعزل كثيرا. مر الثلاثة على مجموعة من الناس يرقصون في دوائر متقاربة، على حافة الطريق فرقة موسيقية تعزف لحنا حيويا. قبل أن يدرك أي منهم ما حصل، كان موريت قد سُحب إلى إحدى تلك الدوائر، و لم يضيع لحظة في الاندماج بين الراقصين، يقفز على قدميه بنشاط و يُظهر أنيابه في ابتسامة عريضة. لويراف ضحك ضحكة وجيزة، و كانت لينا على وشك أن تطوي ذراعيها عندما قام موريت بدورة كاملة و وصل إليها— ليسحبها مباشرة كما سُحب هو قبل قليل. تعثرت لينا على خطواتها، بالكاد متفادية عرقلة الدائرة، ثم سرعان ما تعودت على الإيقاع و أخذت ترقص كما يفعل الآخرون، كما فعل موريت، بحيوية و دون قيود، إحدى يديها تمسك يده من جانب، و الأخرى في يد فتاة لا تعرفها، ترقص بجانبها و تستمتع بوقتها. بعد فترة نظرت لينا نحو لويراف الواقف خارج الدائرة، بأمان بعيدا عن المرح. قلبت عينيها باتجاهه، و جعله ذلك يبدو أكثر ضجرا. من الواضح أن ليس لديه أدنى نية في الالتحاق بهم. للحظة سمحت لنفسها بأن تنسى كل شيء. الذين يحتاجون مساعدتها، و الذين تحتاج مساعدتهم، صديقها الذي لا يزال في عداد المفقودين، حقيقة كون لويراف المخلوق الذي أنقذها قبل عدة سنوات، مكان و حال آيرنديل، حتى مقلب موريت. ركزت فقط على الموسيقى، الإيقاع، و الحركة التي من حولها، شعور أن تكون جزءًا من تلك الحركة، من ذلك النبض. لكنها لم تتمكن من منع نفسها من الاشتياق لصديقتها، من التمني أن تكون بياتريس موجودة مكان الفتاة التي بجانبها، تمرح معها، و ربما تسخر من رقصها قبل أن تضيف أن لينا تبدو في غاية الجمال على أية حال. لينا تعودت على مواجهة معظم المصاعب بمفردها، لذا لم تفكر كثيرا بخصوص تريس في الأيام الماضية، لكن الآن و قد انخرطت في نشاط كهذا... لم تفعل ذلك في العادة إلا إن أخذتها تريس، لذا الأمر موحش نوعا ما من دونها، السعادة موحشة من دونها. تشوشت رؤية لينا أكثر مع كل لحظة، حتى سحبها أحدهم. التفتت خلفها لتجد موريت يلحق بها، عيناه متوسعتان قليلا. لم يكن هو من أخرجها من الدائرة، بل لويراف. كان وجه هذا الأخير لا يزال يبدو مضجرا نوعا ما، لكنه قطب حاجبيه عندما سأل لينا، يده لا تزال تمسك ذراعها: -"ما الخطب؟ هل أنتِ مصابة؟" مصابة؟ رمشت لينا بعينيها في حيرة، و حينها سقطت الدموع التي تراكمت فيهم. -"ماذا هناك؟" السائل هذه المرة كان موريت. أسرعت لينا في مسح دموعها بكمّ فستانها الأنيق، و أجابت بخفة مصطنعة و ابتسامة صغيرة: -"أنا بخير تماما ! الأمر سخيف، أنا فقط—" أخذت نفسا عميقا ثم رفعت رأسها نحو رفيقيها، هذه المرة ابتسامتها حقيقية و عريضة بينما تتذكر ابتسامة بياتريس المماثلة، و قالت بنعومة: -"أنا فقط أشتاق لأحدهم بشدة." كل من عينيّ لويراف و موريت قد توسعتا بشكل غير مفهوم، و بعد لحظة صمت، قام هذا الأخير بضمّ أصابعه خلف رأسه بينما يُصفر و يرفع حاجبيه، ثم ابتسم ليقول بنبرته الموسيقية تلك: -"أيا كان ذلك الشخص فهو محظوظ للغاية ~" وجنتا لينا صُبغتا بالأحمر الآن، "أليس كذلك، لُويِ؟" ارتسمت الحيرة على ملامح لويراف عندما نظر نحو رفيقه، لكن سرعان ما حل محلها حاجب واحد مرتفع ساخر. على ما يبدو فإن لويراف فان لا يقدر على التعبير بأكثر من اثنين: إما الضجر المطلق أم السخرية المزعجة. جعل ذلك لينا تضحك بهدوء. -"ماذا؟" صوت لويراف كان مستاءً الآن. ثلاثة تعابير، الاستياء الوقح موجود أيضا. ضحكت لينا أكثر متجاهلة سؤاله. علا صوت الحشود من حولهم فجأة، و التفتت لينا لتنظر خلفها. الكسوف، سبب احتفالهم اليوم، على وشك أن يحصل. شعرت لينا بتلك الدغدغة التي تزحف في عظامها، جسدها يترجاها أن تتحول مع كل لحظة تمر، أن تصبح ذلك المزيج المثالي بين بشر و ذئب. و هي أرادت ذلك بشدة، أرادت أن تتمكن من التحول كليّا دون ألم، أن تتخذ ذلك الشكل ذي الجمال المميت. لكنها تمسكت بشكلها البشري. -"قُل،" خاطبت موريت على يسارها دون أن تنظر إليه، "ما مسألة النبيل الذي في وكركم؟ دوريان رورك ذاك...؟" تورسييل. [ تذكير ] : تورسييل لم يتحرك دوريان رورك من أي بقعة يتركه فيها تورسييل، و تبعه كالمرافق الأليف كلما أمره بذلك دون اعتراض. كان أسيره يجلس مقابلا إياه على مقعد في البستان الخلفي للقصر، كلاهما يلتزم الصمت بينما يقرأ دوريان كتابه، و بينما يتأمل تورسييل ما حوله من جمال. -"أنهيت هذا الكتاب." صرّح اللورد بعد فترة صمت. عندما يكون دوريان برفقته فإن آيفيرا تسمح له بالكلام، حيث أنه من الذين لا يتأثرون بقدرته بسهولة، أو على الإطلاق. كما أن اللورد رورك لن يُقدم على خطوة غبية كمحاولة الهرب في ظروفه هذه. رد تورسييل بمزيج من الانبهار و الانزعاج: -"أنت تقرأ كل شيء بسرعة." هز دوريان كتفيه و أبقى عينيه على الكتاب المغلق بجانبه عندما قال: -"ليس لدي ما أفعله." -"غير الجلوس و انتظار ساعة خروجك من هذا المكان؟" -"بطريقة أو بأخرى..." التفت دوريان إليه أخيرا، في ملامحه جدية غير اعتيادية، ثم سأل: -"الشخص الذي تخططون للمفاوضة معه... إنه رُوان دي غراي، أليس كذلك؟" قطف تورسييل زهرة زرقاء كياقة قميصه و أخذ يديرها بين إبهامه و سبابته عندما أجاب: -"الرهينة لا حق لها في التدخل في المفاوضات." ركزّ بصره على دوريان من جديد، ليجد تعابير هذا الأخير ملتوية في استياء. -"رُوان دي غراي يفضل رؤيتي ميتا على التفاوض معكم." أمال تورسييل رأسه بسخرية ليقول: -"إذن سيكون عليك أن تموت و حسب." طوى دوريان ذراعيه في انزعاج. -"لا تكن غير عقلانيّ يا تورسييل، أنت أفضل من ذلك." -"أنت تنسى محلّك، لورد رورك." رد تورسييل بحدة بينما يسحق بتلات الزهرة بين أصابعه، "لو كنتُ مكانك لاتخذت حذري في طريقة كلامي مع آسري." كان يمكن أن يكبّلوه و يقفلوا عليه في جحر منسيّ حتى يحين الوقت الذي يصبح فيه مفيدا، لكنهم أعفوه من أي إذلال غير ضروري، بل و سمحوا له بالتجول برفقة تورسييل و تمضية الوقت بالقراءة كذلك. لذا يجدر باللورد أن يكون شاكرا و يلتزم الصمت عما لا حق له فيه. لكنه لم يفعل. بل تنهد و خلع نظاراته ليفرك جسر أنفه، مغلقا عينيه الحمراوتين بينما يقول بهدوء بارد: -"لِمَ التزام الحذر؟ أنا لا أتوقع الخروج من هنا حيا على أية حال." أدار تورسييل رأسه نحوه رافعا ذقنه عندما قال: -"أي أن المفاوضات لن تجري كما نريدها؟" رفع حاجبا الآن بنوع من الغرور و استطرد: -"أيجب أن أشعر بالإهانة لتلميحك أننا لسنا قادرين على إتمام الأمر، سواء بحضارية أو بطرق أخرى؟" ارتدى دوريان نظاراته من جديد و أجاب دون أن يلاقي عيني تورسييل: -"لم أقصد الإهانة، و لكن لا يجدر بك الاهتمام لرأي مخلوق أقل شأنا يا سيد فان." أظهر تورسييل أسنانه مزمجرا، و كاد يُقسم حينها أن ابتسامة خفيفة قد ارتسمت على شفتي دوريان الذي عاد للتحديق في كتابه. لينا. سبع دقائق، تلك هي المدة التي لم يستطع فيها جسد لينا احتمال الشكل البشري و مقاومة التحول، المدة التي دام خلالها الكسوف الكامل. لكنه لم يكن ذلك النوع المؤلم و البشع من التحول الذي عليها أن تخوضه كلما اكتمل القمر، بل كانت هذه العملية سريعة و سلسلة. فرو قصير و ناعم قد غطى بشرة لينا ابتداءً من أذنيها اللتان اتخذتا هيئة أذني الذئب الآن، عنقها و عظمة ترقوتها قد اكتسيا بذلك الفرو ذي اللون الرمادي الفاتح، شفاف تحت ضوء الكسوف لدرجة أنه بالكاد يغير شيئا في بشرة لينا. لكن وجهها الخالي من الفرو قد تغير، أنفها مثل أذنيها قد تحول لشكل الذئب بالكامل، تحته خط فرو كثيف يمتد إلى شفتها العليا، و عيناها قد استقرتا في لونهما الأصفر القاسي. دائما ما تنتظر لينا فترات الكسوف بشوق لتتمكن من التحول لهذا الشكل ذي التوازن المثالي و الجمال البريّ، لتتضاعف قدراتها و تحكمها بها. موريت كان يحوم بها، كعادته مزعج كالذبابة و قليل الأدب. -"مرت سنوات منذ سنحت لي رؤية هذا الجانب من المستذئبين ! و فروُكِ رمادي !" أبعدت لينا بمخالبها يده التي بلا شك تخطط لدغدغة أذن الذئب خاصتها. -"لا تكن وغدا." تدخل لويراف بحدة. ثم التفت نحو لينا و أضاف مميلا رأسه: -"أنا كذلك لم أشهد هذا النوع من التحول منذ سنوات، أهو مجرد شكل جميل أم أن له فوائده؟" احمرت وجنتا لينا قليلا، محرَجة لأن لويراف لمّح أن قواها دون فائدة، أم لقوله أن شكلها الآن جميل، ليست واثقة... لكنها لن تسمح لهؤلاء الصبيان بتغيير الموضوع. بعد سؤالها موريت عن دوريان رورك، أخبرها ببساطة أن اختطافه لم يكن مخططا له تماما. جعل ذلك الاعتراف لينا تشعر بعدم الارتياح، فالارتجال فيما يتعلق بحياة الناس ليس بالأمر الآمن، لذا كان سؤالها التالي مباشرا: -"هل تخططون لقتله؟" لمرة موريت أبقى فمه مغلقا، تعابيره حيادية بحذر، مخيفة نوعا ما تحت ضوء الكسوف. كان لويراف هو من أجابها، نبرته معتدلة: -"إن آلت الأمور لذلك." أخذ الثلاثة في السير، كاتفاق صامت بينهم أنه لا يجب الحديث بهذه الأمور أمام العامة. -"و ما موقفه من الأمر؟" نطق موريت هذه المرة، يداه خلف رأسه و صوته ساخر: -"على حد علمي فإنه لا يُمانع الموت إن كان ذلك ما يتطلبه الصالح العام." طوت لينا ذراعيها و قطبت حاجبيها. -"ذلك لا يعني أنه يرغب بذلك. لا أحد يريد أن يكون ضررا جانبيا—" -"هذه حرب، الأضرار الجانبية لا مفر منها." رد لويراف. قابلت عينيه الآن، البرود فيهما كالليلة التي ذبح فيها قطيع والدها بأكمله دون أن يرمش. اخترق صوت موريت الصمت، خفيف و ساخر كالعادة عندما سألها: -"ألستِ تريدين الانتقام من أمثاله لما يعانيه بقية سكان القارة؟" أبعدت بصرها عن لويراف لتجيب و نبرتها بنفس برود عينيه: -"دوريان رورك لم يمسني بأذى." -"ألديكِ فكرة عن نوع الدماء التي تجري في عروقه؟ عما ارتكبته عائلته، فقط لأنهم يمتلكون القدرة على ذلك؟" الشيء الوحيد الذي خطر لـ لينا في تلك اللحظة هو نظرة الحزن اليائس التي ارتسمت على وجه دوريان عندما حاولت أن تكلمه، لذا كان ردها على موريت: -"ليس عدلا أن تحكم عليه بسبب عائلته !" توقف موريت عن السير حينها، و عندما رفع ذقنه أحست لينا و كأن ضوء الكسوف وُجد ليُسلط على موريت فان وحده، ليظهر حقيقته المفترسة بين تقاسيم وجهه المثاليّ، و قد اقشعر بدنها عندما لمعت عيناه بلون أحمر قبل أن يقول بجدية: -"عليكِ اختيار جانب، لينا. و أيا كان الذي ستقاتلين لأجله، سواء نحن أو حكومتكِ العزيزة—" عبست على جملته الأخيرة في اشمئزاز، لكنه واصل: -"فإنه لا وجود لطرف بريء. ستضطرين لإراقة دماء أشخاص قد ترينهم لا يستحقونها، لكن سيتوجب عليكِ ذلك لأنه كان خيارك." لويراف وضع يدا خلف عنقه، محدقا فيها و كأنه يقول: أخبرتك، إنها الحرب. لكن لينا ثبتت قدميها و أحكمت إغلاق قبضتيها، ثم خاطبت كليهما بعزم: -"مهما يحدث، و أيا كانت القرارات التي عليّ اتخاذها، سوف أختار دائما، دائما الخيار الذي يسمح لي بإنقاذ أكبر عدد ممكن من الناس." تقدم موريت خطوة واحدة نحوها، و حينها أدركت أنها شبه محاصرة في البقعة التي توقفوا فيها، ظهرها لزقاق مظلم فارغ، و تقابل اثنين من الـ فان. -"يبدو لي و كأن مشاكلكِ ستكون أكبر من فوائدك،" قال موريت مميلا رأسه و عيناه تشعان بتهديد. كان قريبا منها لدرجة إحساسها و كأن هالته و حضوره سيلتهمها. -"ربما عليّ التخلص منكِ قبل أن يندم أي منا على الترحيب بكِ في وكرنا." لم يكن في صوته ذرة مبالاة. قلب لينا كان يضرب رئتيها كتضارب مشاعرها، بين الخوف و الغضب و خيبة الأمل. لذا تقدمت نحو موريت هي الأخرى، بالكاد تمنع بصرها من التشوش و صوتها من الارتجاف عندما ردت: -"أهكذا تتعامل مع من يخالفك الرأي؟ اعتدت على قتل كل من يسبب لك إزعاجا بسيطا؟ أنت الذي انتقدت عائلة دوريان لفعلهم ما يحلو لهم فقط لأنهم يمتلكون القدرة على ذلك؟" أضافت و صوتها بالكاد همسة: -"أهذا ما تخططون لفعله مع رايلي؟" كِلا الـ فان قد عبسا عند سماعهما اسم راي، و استنشقت لينا قبل أن تستطرد مخاطبة موريت بنبرة سامّة: -"عندما أتيت إليّ هذا الصباح، قلتَ أنك ستثبت خطأ حكمي عليك..." توسعت عيناه قليلا حينها، الضوء الذي فيهما يخمد شيئا فشيئا. لينا تجاهلت ذلك و رفعت ذقنها لتكمل، عيناها بلا شك مصفرّتان بقسوة: -"كل ما أثبته لي هو أنك منافق و كاذب يا موريت فان !" كانت تلهث بهدوء الآن، محاولة إخفاء الأمر، محاولة إخفاء مخالبها التي اخترقت قبضتيها المغلقتين بإحكام. موريت حدق فيها، فمه مفتوح قليلا و عيناه قد استعادتا ألوانهما الطبيعية، ذراعاه الآن مرتخيتان على جانبيه. -"هذا يكفي." صوت لويراف، أكثر حدة من أي وقت مضى. كان ذلك آخر ما سمعته قبل أن تتشوش رؤيتها ثم ينقلب عالمها ظلاما. شخصيات ظهرت في الفصول السابقة : هنيئا لمن شعر بخطب في تصرفات جاك في نهاية الفصل السابق و عار على من صدق بأنه قد يقتل القائد < تكتب"موته"بتلك الطريقة ثم تلقي باللوم عليكم أيضا هنيئا لمن لم يفارقه الشك بخصوص موريت بعيدا عن ذلك لدينا تورسييل و دوريان، هادئان لكن ليس فعلا على كل حال متشوووقة لقراءة آرائكم بخصوص الفصل لا تحرموني من طلتكم الجميلة دمتم في أمان الله |